منتدى الباحث الإسماعيلي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الباحث الإسماعيلي

موقع شخصي وغير رسمي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» خمس رسائل إسماعيلية - تحقيق عارف تامر
خطاب سمو الآغاخان في حفل التخرج في جامعة براون 1996 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 8:10 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» كتاب شجرة اليقين للداعي عبدان - تحقيق الدكتور عارف تامر
خطاب سمو الآغاخان في حفل التخرج في جامعة براون 1996 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 8:09 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» منخبات اسماعيلية
خطاب سمو الآغاخان في حفل التخرج في جامعة براون 1996 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 8:08 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» كتاب الطهارة للقاضي النعمان
خطاب سمو الآغاخان في حفل التخرج في جامعة براون 1996 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 7:27 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» كتاب مصابيح في اثبات الامامة للداعي الكرماني
خطاب سمو الآغاخان في حفل التخرج في جامعة براون 1996 Icon_minitimeالخميس أغسطس 31, 2023 8:07 pm من طرف همداني

» كتاب سرائر وأسرار النطقاء لـ جعفر بن منصور اليمن /نرجو التدقيق
خطاب سمو الآغاخان في حفل التخرج في جامعة براون 1996 Icon_minitimeالخميس أغسطس 31, 2023 8:05 pm من طرف همداني

» كتاب نهج البلاغة للامام علي عليه السلام
خطاب سمو الآغاخان في حفل التخرج في جامعة براون 1996 Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 11, 2023 9:48 pm من طرف ابو محمد الكيميائي

» ارحب بالاخ حسين حسن
خطاب سمو الآغاخان في حفل التخرج في جامعة براون 1996 Icon_minitimeالأربعاء يوليو 27, 2022 5:12 am من طرف الصقر

» كتاب دعائم الاسلام
خطاب سمو الآغاخان في حفل التخرج في جامعة براون 1996 Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 01, 2022 6:16 am من طرف همداني

المواقع الرسمية للاسماعيلية الآغاخانية

 

 خطاب سمو الآغاخان في حفل التخرج في جامعة براون 1996

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المحب لله
Admin



عدد الرسائل : 1272
تاريخ التسجيل : 31/01/2007

خطاب سمو الآغاخان في حفل التخرج في جامعة براون 1996 Empty
مُساهمةموضوع: خطاب سمو الآغاخان في حفل التخرج في جامعة براون 1996   خطاب سمو الآغاخان في حفل التخرج في جامعة براون 1996 Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 27, 2007 1:42 am

الرئيس غريغوريان
أعضاء الهيئة التدريسية
الطلاب والخريجون
السيدات والسادة
أتوجه إليك بالشكر الجزيل، أيها الرئيس غريغوريان، لكلماتك الكريمة. إنه لشرف عظيم أن أكون معكم في حفل توزيع شهادات الخريجين، إذ أن جامعة براون تمثل الكثير مما هو الأفضل في التعليم الغربي الحر. اسمح لي أيضاً أن أهنىء الطلاب الخريجين الذين ستبقى ذكرى هذا اليوم بلا شك معهم طوال حياتهم.

مما يقال عادة للطلاب الجامعيين في يوم تخرجهم إنَّّّ عليهم الاستعداد لمواجهة "العالم الواقعي". قد يسركم أن لا تسمعوني أقول لكم ذلك، إنما وباعتباري واحداً يعيش ويعمل في العالم الواقعي زمناً طويلاً جداً، أستطيع أن أقول لكم ما يلي: "العالم اليوم شيء مختلف". إنه مختلفٌ عما كان عليه منذ أربعين عاماً، ومنذ خمسة أعوام، بل يختلف حتى عن عالم الشهر الماضي. إنه مختلفٌ لأننا نشهد تسارعاً هائلاً في نسبة التغير العالمي. عالم اليوم هو بيئةٌ حيةٌ عليكم أن تتلاءموا معها بسرعة تفوق بكثير ما كان يفعله آباؤكم، وذلك لكي يكون لكم تأثير إيجابي وبنّاء على المستقبل. بِناءً على هذا القولْ فإن الوسائل المتاحة لكم لتحقيق هذا التأثير قد تضاعفت تضاعفاً كبيراً خلال العقد الأخير. لم تتوفر قبل الآن معلومات بهذه الكثرة عن الشعوب المختلفة هذا الاختلاف؛ كما لم نعرف قبل الآن الكثير عن العالم المادي الذي نعيش فيه؛ لذلك لم تكن الفرص متوفرة قبلاً هكذا لإيجاد حياة أفضل لعددٍ أكبر من الناس في أنحاء العالم. خلال الخمسين سنة الماضية، تجمد كوكبنا جراء دوامة معيقة من السياسة الثنائية القطبين ندعوها الحرب الباردة. خلال تلك السنوات سمح الكثيرون لوجهات نظرهم أن تركد وتتصلب في مفاهيم منحازة حتى أصبحت عقائد لا تقبل الحوار: رأسماليتي ضد شيوعيتك، كتلتكم الشرقية ضد كتلتنا الغربية، واليسار ضد اليمين. ولكن كما هُدمَ جدار برلين، تفككَ نظامنا القديم الثنائي القطبين بين عشية وضحاها، ومعه تفكك العالم الأبيض والأسود الذي عشنا فيه وتعودناه. لسوء الحظ، فإن وجهات النظر، والعادات الفكرية، برغم كونها غير محسوسة، فإنها أصعب تفتتاً من القرميد ومن الشؤون السياسية. فإن السلوك الإنساني المكتسب لا يتلاشى بسهولة.

فقد أصبح العالم مكاناً متردياً يحدث فيه التغيير باستمرار، ونحتاج فيه أن نتعلم مرةً أخرى أن نتطور. وبعيداً عن لعبة شد الحبل المصطنعة، حيث لم يكن أمام الكثيرين إلا الانتظار ليميلوا مع الحبل، بعيداً عن هذا فإننا نواجه عالماً من الشك والتساؤل والحيرة العالمية التي هي السمة الجديدة المميزة لعصرنا. إن الانطلاق من حالة الانفراج الحاصلة في العالم اليوم هو العملية غير الأكيدة وغير المريحة لاكتشاف وتعلم الحيوية والتغيير. ففي كل المجتمعات تُطرح أسئلة مربكة ولكنها سديدة: من سيقود عملية التغيير؟ ما هي المعتقدات التي سترشدنا؟ أهي بيانات ومعطيات عملية، أم رؤى فلسفية؟ ما هي الإحراجات أو الفرص التي ستشكل مستقبلنا؟ ما هي الأولويات التي علينا مواجهتها أولاً؟ ولماذا هي الأولويات؟ إن تقديم إجابات صحيحة عن هذه الأسئلة يجب أن يكون موضوع اهتمامنا جميعاً؛ لأنه إذا لم تأت الردود أولاً من أولئك الذين أسعفهم الحظ منا بما يكفي لتلقي التعليم، الذين حالفهم حظ كاف ليكون لديهم الغذاء والدواء والسكن، الذين استطاعوا أن يحرزوا تقدماً في تقديم هذه الأشياء لمن هم أقل حظاً، إن هذه الردود ستأتي من معارضات المحرومين. وباختصار يجب أن تأتي الردود منكم.

في هذا الوسط المتحدي والجديد، فإن الناس والأمم الذين شلَّهم صراع الآخرين من أجل السلطة، قد أصبحوا الآن أحراراً ليأملوا. بالرغم من التسارع الكوني فإن أمريكة ما تزال تستفيد من الحرية الفكرية والأمل بالمستقبل اللذين قامت عليهما هذه الأمة. لكن هذين العاملين الذين يعتبرهما ببساطة من اعتادهما أمراً بديهياً، فإنهما موضع همٍ أزلي في مجتمعات أخرى عديدة، ففي الجزائر والبوسنة ورواندا وطاجكستان يقاتل الناس ويموتون بأمل أن تتغير حياتهم في النهاية. تلك الأمم التي اعتادت أن تعتبر جزءاً من العالم الثالث صارت مجرد "جنوب" أو "شرق" خاملين، حتى إذا تخلصت من خمولها أصبح لها حضور متزايد. وحقيقةً إن العالم الذي أنتم على وشك دخوله هو عالم رجراج وعليكم أن تكونوا مرنين فيه.

أخبرني الرئيس غريغوريان بأنني أول مسلم على الإطلاق يلقي خطاباً في حفل التخرج في جامعة براون خلال تاريخها الفائق الشهرة على مدى 232سنة. هذا ما يجعل من المناسبة تكريماً خاصاً لي. إنها تحمل أيضاً مسؤولية جليلة بل مهيبة في الحديث عن موقع الإسلام، وعن المسلمين في عالم اليوم، عن آمالهم وطموحاتهم، وعن التحديات التي يواجهونها. إنها أيضاً مسؤوليتي، وهي بالفعل مصدر سرور لي أن أتحدث عما يمكن فعله، وعن بعض الأشياء التي تُفعل للرد على هذه التحديات.

إن مكانتي، باعتباري إماماً للمسلمين الشيعة منذ عام ١٩٥٧، لا تحمل أي طابع سياسي، إنها ذات استقلالية تمكنني أن أتحدث إليكم بصراحة. حالياً في الغرب تسيء الأغلبية فهم العالم الإسلامي بشكل كبير. فالغرب لا يعرف سوى القليل عن تنوع العالم الإسلامي أو عن الدين أو المبادئ التي توحده أو عن ماضيه اللامع أو انغلاقه التاريخي الحديث. لقد لفت العالم الإسلامي الانتباه أكثر في الغرب وأمريكة الشمالية وأوروبة من خلال عنف أقليات معينه أكثر مما عرف عبر نزعة السلام المتجلية في عقيدته وفي الغالبية العظمى من شعوبه. لقد صارت كلمتا "إسلام" و "مسلم" تستثيران صورة الغضب والتمرد في الوعي الجماعي لمعظم الثقافات الغربية. وبالتالي أصبح العالم الإسلامي شيئاً ما لا يريد الغرب أن يفكر فيه، ولا يفهمه، ولا يتعامل معه إلا عندما يكون ذك لا بد منه.

هذه الصورة ليست خاطئة فحسب، بل إن هناك أسباباً قوية لا نستطيع إغفالها توجب على الغرب والعالم المسلم أن ينشدا فهماً مشتركاً أفضل. أول هذه الأسباب هو أنه مع ضعف الكتلة الشرقية عسكرياً ومالياً وسياسياً، يكون العالم الإسلامي إحدى قوتين وحيدتين محتملتين على الخارطة السياسية في مواجهة الغرب في الساحة الدولية، بينما القوة الأخرى هي نمور شرق آسية. وهناك أقليات إسلامية كبيرة تعيش وتؤثر في بلدان أوربية كثيرة. كما يسيطر العالم الإسلامي على معظم المتبقي من احتياطي الثروة النفطية الباطنية. إن انبعاثاً إسلامياً يجري في بلدان ذات أهمية استراتيجية للغرب مثل أمريكة - ولدى العديد من الدول الإسلامية طموحات نووية. لقد أثبتت حرب الخليج أن الأحداث في العالم الإسلامي لها بلا شك تأثير مباشر على الاقتصاد والأمن العالميين.

على الغرب أن لا يتجاهل تطور جمهوريات آسية الوسطى المسلمة أو تفاعلها مع مستقبل روسيا. فمعظم أفريقية الواقعة جنوب الصحراء مسلمة، ولا يستطيع أحد منا أن يدير ظهره لهذه القارة المعوزة. السبب الثاني لكي ينشد العالم الإسلامي والغرب فهماً متبادلاً متزايداً هو أنه إثر الحرب الباردة أصبح واضحاً أن العنف والقسوة بجميع أنواعها ما هما إلا وباء استشرى في كل أنحاء المعمورة. قد تكون هذه القسوة عسكرية أو شبه عسكرية وحشية. أو قد تكون مركبة وغير لافته للنظر ولكنها ليست أقل عنفاً. إنها تتراوح بين التفجيرات الانتحارية إلى التطهير العرقي، إلى نسيان وتجاهل شرائح واسعة من المجتمع. إن هذا يحدث حتى في أمم صناعية مثل هذه الأمة.

إزاء هذه الصورة العالمية المقلقة يجب أن يكون واضحاً تماماً أنه بقدر ما يكون الإسلام معنياً، فإن هذا العنف ليس من طبيعة العقيدة ذاتها، كما يريدكم الكثير من أجهزة الإعلام أن تعتقدوا. ذلك سوء فهم أصبح جامحاً، ومع ذلك يجب أن لا يقام له أي اعتبار فعلي وألا يقبل أو يمنح أية مصداقية. إن ذلك خطأ مدمر. ربما أن تلك الأسطورة، القائلة بأن الإسلام مسؤول عن كل الأعمال الخاطئة لمسلمين معينين، نابعة من حقيقة أن مفاهيم الدين والدنيا، والعقيدة والعالم بالنسبة لجميع المسلمين مرتبطة ببعضها بشكلٍ لا يمكن فصمه. إن هذا الارتباط موجود (في الإسلام) أكثر من أي ديانة توحيدية أخرى في العالم. وهكذا فإن النتيجة الطبيعية في عالم كامل، هي أن تُلحقَ دائماً جميع الأفعال السياسية والاجتماعية للمسلمين بالإطار الأخلاقي للعقيدة. ولكن هذا ليس عالماً كاملاً بعد. يجب على الغرب أن يتوقف عن الخلط بين هذين الارتباطين: الارتباط ما بين الروحي والمادي في الإسلام، والارتباط بين الدولة والكنيسة.

ومع رحيل الملكين تشارلز الأول ولويس السادس عشر، أدخلت الثقافة الغربية عملية العلمنة التي تطورت إلى ما هو اليوم مؤسسات ديمقراطية وثقافات علمانية. ومن جهة أخرى فإن الإسلام لم يُصَدَقْ أبداً على أي عقيدة سياسية. ولذلك فإن عملية العلمنة التي ظهرت في الغرب لم تحدث مطلقاً في المجتمعات المسلمة. وما نشهده اليوم في بلدان إسلامية معينة هو تماماً تطور معاكس، ألا وهو جعل العملية السياسية لها صبغة دينية. لا يوجد إجماع في العالم الإسلامي حول الرغبة في هذه النـزعة، ولكنها ستكون أقل تهديداً لو كانت الأخلاق الإنسانية للعقيدة هي القوة المحركة لعمليات التغيير.

إن القوة الجاذبة لإعلام هذه النـزعة تساهم في ميل الغرب إلى تصور جميع المسلمين أو مجتمعاتهم أنها كتلة متجانسة من الناس يعيشون في فضاء ديني غير محدد، إنهم يشكلون "الآخر" الذي يتطور في مكان ما. وبما أن المسلمين يشكلون الأكثرية في حوالي 44 بلداً وهم يشكلون ربع سكان العالم تقريباً، فيجب أن يكون واضحاً أن عالمنا لا يمكن أن يتكون من أناس متجانسين يشتركون في أهداف العقيدة ذاتها وحوافزها وتفسيراتها. إن (الإسلام) عالَمٌ بحاله، واسع ومتنوع بطموحاته واهتماماته.

أليس في الأمر فظاظة فكرية لدى هؤلاء الذين يختارون أن يعتبروا ملياراً من الناس من أية عقيدة كانت على أنهم كتلة بشرية ذات مستوى واحد؟

ربما كان العبء الكبير للتخلف، والذي لم يستطع التخلص منه إلا القليل من البلدان الإسلامية، هو الذي يوحدنا في أعين الغرب، وهذا يفرزنا عنه. ربما ليس هناك دين عالمي لديه مثل هذا الحشد الكبير من الناس الذين يعيشون الحاجة والخوف: من المرض إلى الوهم السياسي، ومن الافتقار إلى التكامل الوطني إلى ضياع الهوية الثقافية، ومن الاضطرابات أمام قوى التعددية الجديدة واقتصاد السوق الحرة إلى غياب مبدأ الكفاءة. ليس هناك عقل راشد أو منصف يستطيع أن يتشكك في منطقية ومشروعية خوفنا من التغريب أو من ضياع هويتنا الإسلامية. ما من أحد يستغرب خوفنا من التنافر بين إيماننا وممارساتنا، وبين حياتنا المادية وخوفنا من الصعوبات التي نواجهها في إنتاج الثروة وإدارتها، وخوفنا من الحاجة لابتكار نظام من القوانين ينسجم مع قيم ديننا على ألا يكون هذا النظام أقل انسجاماً مع عالم اليوم ومتطلبات الغد. إن العالم الإسلامي الذي كان يوماً ما حصناً رائعاً للعلم والمعرفة الإنسانية، ومهداً غنياً واثقاً بنفسه للثقافة والفنون لم ينس ماضيه. ولا بد أن تسبب الهوة بين تلك الذكرى وبين المشاكل المستقبلية الضخمة الضياع حتى لأكثر المجتمعات استقراراً وأمناً. ربما تسألون –ولكم الحق في ذلك- ماذا حدث لذلك العالم، ولماذا وصل إلى مثل تلك المرحلة المتقدمة من الهشاشة؟ إن المشاكل المعاصرة العديدة في العالم الإسلامي هي حصيلة الصراعات السياسية الموقوتة التي انبعثت مع نهاية عصر الاستعمار أو الحرب الباردة. ألم تكن جذور الصراع في كشمير قد أُرسيتْ لدى تقسيم الهند في عام 1947؟ أوليس اندلاع الحرب الأهلية في أفغانستان وطاجكستان تعزى إلى الانتفاضة السياسية المرافقة لنهاية الحرب الباردة أكثر مما هو سبب الصراع الديني بين المسلمين أنفسهم؟ أكان الصراع في الجزائر بسبب الاختلافات في تفسير العقيدة بين الجزائريين أم بسبب محاولة للإصلاح السياسي أخفقت عندما وضعت تحت الاختبار؟ هذه الصراعات هي بعض من التركة التعيسة للبلدان الإسلامية التي استخدمت كغيرها كحجارة شطرنج أو بدائل في الحرب الباردة.

ومع ذلك فإن مشاكل كثيرة يعاني منها العالم الإسلامي الآن، قد وجدت منذ قرون. كانت الحضارة الإسلامية تمسك بناصية الثقافة العالمية منذ القرن التاسع وحتى القرن الثالث عشر فاستوعبت وتبنت واستخدمت وحفظت جميع الدراسات السابقة من رياضيات وفلسفة وطب وفلك وغيرها من المجالات العلمية الأخرى. فالحقل الإسلامي للفكر والمعرفة أدخل وأضاف إلى الكثير من المعارف التي بُنيتْ عليها كل الحضارات. ومع ذلك قلما يُعترف بهذه الحقيقة هذه الأيام سواء في الغرب أم في العالم الإسلامي، وهذا التجاهل ترك ثغرة مداها ستمائة سنة في تاريخ الفكر الإنساني.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المحب لله
Admin



عدد الرسائل : 1272
تاريخ التسجيل : 31/01/2007

خطاب سمو الآغاخان في حفل التخرج في جامعة براون 1996 Empty
مُساهمةموضوع: تتمة الخطاب   خطاب سمو الآغاخان في حفل التخرج في جامعة براون 1996 Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 27, 2007 1:42 am

خلال القرن الخامس عشر بدأت الحضارة الإسلامية بالانحدار، تاركة المجال لتزعم الاقتصاد والفكر والثقافة الأوربية. فقد بدأت الحضارة الإسلامية تتهمش، وما هو أسوأ، ضاقت آفاقها حتى فقدت اعتبارها الذاتي. ولم تتابع البحث الثقافي والفكري الذي بدأته. حتى أنه عندما بدأت تُدرسْ العلوم الإسلامية في أعظم الجامعات في أوربة مثل السوربون وأكسفورد وبولونيا، كانت قد أصابها النسيان في جميع المجتمعات الإسلامية بدءاً من القرن الرابع عشر. ولم يُدرسْ في أية مؤسسة تعليمية إلا القليل مما بحثه وكتبه المفكرون المسلمون في العصر الذهبي وعندما يكون ذلك فإنه لا يأخذ حقه من التقدير. إن هذه الثغرة في المعرفة العالمية لتاريخ الفكر والدين لمليار إنسان تم توضيحه بأساليب لا حصرَ لها بما في ذلك عوالم متنوعة كعالم الاتصالات والهندسة المعمارية. إن غياب ثقافتنا عن المعرفة العامة للعالم الغربي يفسر جزئياً لماذا ترى وسائل إعلامكم الفكر الإسلامي على أنه قرار إيديولوجي وسياسي تتحكم به ثقافات ذات أغلبية مسلمة، وتشير إلى أفراد ينتمون إلى منظمات إرهابية على أنهم مسلمون أولاً، وعندئذٍ فقط تشير إلى أصلهم القومي وأهدافهم السياسية أو الفكرية.

فهذه مشكلة هامة بالنسبة للعالم الإسلامي في علاقته مع الغرب وخصوصاً بسبب تأثير الرأي العام لديكم على قرارات حكوماتكم الديمقراطية. لكن بدلاً من الوقوف عند هذه المسألة الحساسة، أود أن أوضح كيف رُدِمَتْ فجوةٌٌ شبيهة في حقل مهني آخر هو فن العمارة وبجهد متضافرٍ لم يسبق له مثيل بين العالمين الغربي والإسلامي. فمنذ عام ١٩٥٧م انشغلت شبكة الآغاخان للتنمية في بناء عدد كبير من المدارس والمشافي والتجمعات السكنية والمنشآت الأخرى في العالم الإسلامي. وأصبح من الواضح أنه بينما كانت جدوى الأبنية عادة محددةً بالضرورة، فلم يكن لدى هذه المنشآت الكثيرة لتفعله في خدمة التقاليد المعمارية للتجمعات التي أنشئت لأجلها. ورأيت أن الآخرين يواجهون القضايا ذاتها. وتوسعنا جميعاً في تساؤلنا فوجدنا بوضوح شديد أنه عبر مجمل العالم الإسلامي وعملياً، ومن دون استثناء، وقد غاب التراث المعماري العظيم عن التخاطب الثقافي. وحالما تم تشخيص القضية، انضم إلي بعض أعظم المهندسين المعماريين في العالم من بعض أرقى المدارس الهندسية، رجالاً ونساءً من جميع التخصصات ومن جميع الخلفيات الدينية، مسلمين، يهوداً، ومسيحيين، وهنوداً، وبوذيين لإنشاء جائزة فن العمارة وإيجاد البرامج التعليمية للمساعدة في مواجهة الأزمات في بيئتنا البنائية الخاصة. كان الهدف هو توسيع مصادر المعرفة والإلهام للناس من مختلف الجذور للتعبير في التصميم للمجتمعات الإسلامية، وبعد عقدين من الزمن، وبتقويم لجنة تحكيم عالمية ذات كفاءات عالية، كانت أفضل الأبنية والأماكن قد عادت إلى تميزها مرة ثانية. وبتصميمها واستخدامها على يد المسلمين وغير المسلمين على السواء صارت تواجه بعضاً من أصعب المسائل في عصرنا مثل: التحضر، وتنظيم البيئة المبنية، والمأوى للفقراء المعدمين.

هذا يمثل نوعاً ما من التحصيل الرائع الذي يتمكن من إنجازه رجال ونساء مثقفون من مختلف أنحاء العالم، في ما لا يزيد عن عشرين عاماً للبدء بتغيير مجرى مئات السنين من الانحطاط الذي مسح هويتنا الثقافية.

تتركز معظم العلوم الغربية والطاقات الفكرية في جامعات مثل براون، شقت طريقها بعمقٍ أكثر في مجتمعاتها الأوسع خلال السنوات الأخيرة. لقد طورت أهدافاً عالمية لمواجهة القضايا العالمية، بحيث أصبحت أكثر توصلاً للمشاركة في جهود العالم الثالث.

لقد تأسست جامعة الآغاخان منذ 13 سنة في باكستان بمساعدة في التخطيط من جامعة هارفارد. كانت أول جامعة خاصة لها إدارتها الذاتية في ذلك البلد ذي المئة والخمسة والعشرين مليون نسمة. وكان علم الطب هو المجال الأول. وباعتبار أن في باكستان أدنى نسبة في العالم من الممرضات قياساً إلى الأطباء وأن مهنة التمريض تحتل مرتبة دنيا بالرفض الاجتماعي والمردود المالي، لذلك أصبح التمريض من أولوياتنا. فتَم بمساعدة من جامعة ماك ماستر في أونتاريو تصميم المنهاج التعليمي وبدأت مدرسة التمريض بالعمل. بالإضافة لكونها مؤسسة علمية رائدة فقد حولت دور النساء في المجتمع بتسلحهن بفرص تعليمية ومهنية جديدة. هذا الحل لبعض أكثر مشاكل الرعاية الصحية ضغطاً في باكستان والذي عمل على رفع القيمة الذاتية والمهنية للنساء في البلد، هذا الحل قد يتكرر في مناطق أخرى. وضمن إطار الترخيص العالمي هناك تصورٌ لإقامة معهد للدراسات العليا في التمريض في شرق أفريقية لتمنح ذات الفرص الوظيفية والاجتماعية للنساء في كينيا وتنـزانية وأوغندة وغيرها.

يمكن للمعرفة في العالم المتقدم أن تُقدَّم إلى العالم الثالث وأن يستوعبها استيعاباً خلاقاً لتساعد في حل بعض أشد مشاكل التنمية تحدياً. يعتمد النجاح جزئياً على الأقل على قابلية هذه المعرفة للمساهمة، وعلى الإرادة، وتقبل البنى الاجتماعية التي ستتأثر. إن المعرفة موجودة وقدرتها على التلاؤم مؤكدة والمصادر المادية يمكن أن توجد، لكن لا يزال هناك افتقار عميق للتبادل الشعوري ثقافياً واجتماعياً يمهد لأي منهج ناجح للتغير الإنساني من مجتمع لآخر على مدى البعيد. هذا الاعتبار نفسه ينطبق على الأفكار أيضاً. إن مفاهيم مثل الجدارة والكفاءة والاقتصاد العالمي الحر والتعددية الحزبية الديمقراطية التي شُحذتْ في الغرب قد تكون أثبتت جدارتها عموماً. لكن برغم صحتها يجدر بالقيادات المسؤولة في العالم الإسلامي أن تتساءل إن كانت ملائمة لثقافتهم التي قد لا تسمح لها التقاليد والبنى التحتية لتمثلها. إنها مخاطرة حقيقية، أن تكون التعددية السياسية قد قوت الانقسامات العرقية أو الدينية لتصبح بنى سياسية موجودة أو جديدة. هناك مخاطرة حقيقية بأن تكون اقتصاديات السوق قد أدت إلى منافسة بلا شفقة وتركيز متزايد للثروة وتهميش متزايد للفقراء الموجودين. هناك مخاطرة حقيقية بأن نظام الجدارة والكفاءة أدى إلى تفاقم الحالة سوءاً والمثال على ذلك المعضلة الحالية في الحصول المتكافئ على تعليم جيد النوعية وعناية صحية متطورة. على الرغم من أن الصفحة الحديثة من تاريخ الإنسانية كُتبت في الغرب، عليكم أن لا تتوقعوا أو ترغبوا أن ينسخ العالم الإسلامي تلك الصفحة كما هي.

أنتم أيها الخريجون ستدخلون مجتمعكم في الوقت الذي يتشكك فيه ( هذا المجتمع) كثيراً حول العوامل المقررة له، ويطلب الاستقرار والتوجيه والإلهام من جذوره الأخلاقية والثقافية، وفي العالم الإسلامي نفعل الشيء نفسه.

بلا شك أنتم تسعون لإعداد أنفسكم بقدر ما تستطيعون من أجل المغامرات وفرض البيئة العالمية التي ستجدون أنفسكم فجأة تُزَجون فيها. وفي العالم الإسلامي نفعل الشيء نفسه.

مع انتشار العالمية سيكون العالم الإسلامي موجوداً بطرق عديدة. والاحتكاكات العديدة لا بد منها. لقد حان الوقت لنا جميعاً أن نسأل كيف يمكن أن نضمن لهذه الاتصالات التي لا حصر لها أن تؤول إلى عالم أكثر سلاماً وإلى حياة أفضل؟

علينا أن ننشد ونرحب بهذه الاحتكاكات، وأن لا نخشاها. علينا أن نقويها بالمعرفة والحكمة والأمل المشترك.

ولكن هذا يستعصي تحقيقه إلى أن تصبح الحضارات والعقيدة في العالم الإسلامي جزءاً من التيار الرئيسي للثقافة والمعرفة العالميتين، وإلى أن نفهم هذا جيداً القوة المسيطرة المتمركزة لديكم في الغرب.

في هذا العالم الجديد البهيج ذي المعرفة التي ليس لها مثيل، والحرية في استخدامها بعيداً عن العقائد البالية، وكذلك الاتصالات العالمية الفورية، في هذا العالم يجب على الغرب والعالم الإسلامي الاهتمام الجدي بقضية وجود هوة عميقة من سوء الفهم والتضليل. وأن تلك الهوة تحد من أسلوب فهم أحدنا للآخر. وأن حضورها الكلي سيحطم مقدرتنا على بناء عالم أفضل لأنفسنا. وليست لها أية أسس منطقية. كتب الفيلسوف المسلم العظيم الكندي منذ حوالي أحد عشر قرناً يقول: "لا أحد تصغّره الحقيقة، بل إن الحقيقة تشرّف الجميع" وهذا بلا ريب حقيقي حالياً.

هنا فقط في الغرب نجد أن الحكومات، وأجهزة الأمن، والإعلام، والمستثمرين كلهم يرتبطون بجامعاتكم بطريقة أو بأخرى. إنها تؤثر، بل تخلق بالفعل، الكثير من معرفتنا العامة والمتخصصة للعالم. إنها تتحدى ما هو خطأ وتوثق ما هو صواب. إنها تبحث في ما لا نعرف. أليس هذا هو الوقت المناسب لكم لتستخدموا هذه الوسائل لبناء جسر عبر فجوة المعرفة التي تفصل العالم الإسلامي عن الغرب؟ هل خطر ببالكم أننا سنكون إلى جانبكم؟ إذا كان لي أن أحكم بناءً على تجربتي الخاصة، أقول لكم لم تفعلوا.

لدينا الكثير لنبني به معاً. لدينا تراث توحيدي إبراهيمي مشترك. لدينا أسس لقيمٍ أخلاقية عامة مؤسسة على قيمٍ إنسانية مشتركة. لدينا مشاكل الأمس العامة التي حللناها معاً. ولدينا تحديات الغد المشتركة والتي من الأفضل أن نواجهها معاً. هذه الأشياء والكثير الكثير من الأمور التي لا أستطيع تعدادها، ولو أنها حقيقة كلها، تشكل مواد نستطيع بها أن نبني لجسر. وبالاستنارة بالفكر السديد أرى هيكل الجسر يبنى قوياً من حقائق عالمنا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خطاب سمو الآغاخان في حفل التخرج في جامعة براون 1996
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جامعة البعث وجامعة الآغاخان تبحثان تطوير مناهج كلية التمريض - 3 حزيران 2009
» خطاب الامير رحيم في حفل التخرج 2007
» خطاب حفل التخرج الذي ألقاه الأمير رحيم آغاخان
» خطاب حفل التخرج الذي ألقاه الأمير رحيم آغاخان في حفل تخريج طلاب معهد الدراسات الإسماعيلية
» خطاب سمو الآغاخان في احتفال جائزة مؤسسة توليدو الملكية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الباحث الإسماعيلي :: الامام كريم آغاخان فكراً وعطاءً-
انتقل الى: