منتدى الباحث الإسماعيلي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الباحث الإسماعيلي

موقع شخصي وغير رسمي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» خمس رسائل إسماعيلية - تحقيق عارف تامر
حول معرفة المسلمين للآخر " المسلم": تأملات في التعددية والإسلام Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 8:10 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» كتاب شجرة اليقين للداعي عبدان - تحقيق الدكتور عارف تامر
حول معرفة المسلمين للآخر " المسلم": تأملات في التعددية والإسلام Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 8:09 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» منخبات اسماعيلية
حول معرفة المسلمين للآخر " المسلم": تأملات في التعددية والإسلام Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 8:08 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» كتاب الطهارة للقاضي النعمان
حول معرفة المسلمين للآخر " المسلم": تأملات في التعددية والإسلام Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 7:27 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» كتاب مصابيح في اثبات الامامة للداعي الكرماني
حول معرفة المسلمين للآخر " المسلم": تأملات في التعددية والإسلام Icon_minitimeالخميس أغسطس 31, 2023 8:07 pm من طرف همداني

» كتاب سرائر وأسرار النطقاء لـ جعفر بن منصور اليمن /نرجو التدقيق
حول معرفة المسلمين للآخر " المسلم": تأملات في التعددية والإسلام Icon_minitimeالخميس أغسطس 31, 2023 8:05 pm من طرف همداني

» كتاب نهج البلاغة للامام علي عليه السلام
حول معرفة المسلمين للآخر " المسلم": تأملات في التعددية والإسلام Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 11, 2023 9:48 pm من طرف ابو محمد الكيميائي

» ارحب بالاخ حسين حسن
حول معرفة المسلمين للآخر " المسلم": تأملات في التعددية والإسلام Icon_minitimeالأربعاء يوليو 27, 2022 5:12 am من طرف الصقر

» كتاب دعائم الاسلام
حول معرفة المسلمين للآخر " المسلم": تأملات في التعددية والإسلام Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 01, 2022 6:16 am من طرف همداني

المواقع الرسمية للاسماعيلية الآغاخانية

 

 حول معرفة المسلمين للآخر " المسلم": تأملات في التعددية والإسلام

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
المحب لله
Admin



عدد الرسائل : 1272
تاريخ التسجيل : 31/01/2007

حول معرفة المسلمين للآخر " المسلم": تأملات في التعددية والإسلام Empty
مُساهمةموضوع: حول معرفة المسلمين للآخر " المسلم": تأملات في التعددية والإسلام   حول معرفة المسلمين للآخر " المسلم": تأملات في التعددية والإسلام Icon_minitimeالأحد أكتوبر 25, 2009 11:02 pm

الموضوع منقول عن موقع معهد الدراسات الإسماعيلية
الكاتب : Ali S. Asani
هذه نسخة منقحة لمقالة بعنوان (حول معرفة المسلمين للآخر "المسلم": تأملات حول التعددية والإسلام) نشرت في: المسلمون في الولايات المتحدة الأمريكية: الهوية والتأثيرو التحديث. وقد مولت دراسات الاختلاف في الولايات المتحدة الأميريكية، مركز وود رو ولسن الدولي للباحثين وقائع جلسات المؤتمرات، حققتها فيليبا ستروم 11أيار عام 2005.
موجز
في السياق المعاصر للمجتمعات يصبح بناء الهوية و الثقافة تحدياً متنامياً، وخصوصاً بسبب أن التقنية والاتصالات تجلب باستمرار الأفراد إلى اتصال أوثق للواحد مع الآخر. ففي هذه المقالة، يحاجج المؤلف أنه فقط بالإقرار بالتعددية بصفتها مبدأً تنظيمياً من خلاله ستكون المجتمعات قادرة على تقبل التنوع الديني والعرقي بإيجابية بين السكان المسلمين وغير المسلمين". إن علي آساني لهذه الغاية يتأمل المواقف الإسلامية تجاه التعددية الدينية في سياقين لهما صلة: بين الأديان- أي: مواقف المسلم تجاه غير المسلمين وتقاليدهم الدينية، وضمن الدين- أي المواقف تجاه تنوع المعتقدات الدينية بين الجماعات المسلمة. بالقيام بذلك، توفر المقالة رؤية شاملة وعميقة لآيات قرآنية تعالج التكوين التعددي والديني، رؤية تشمل جميع البشر. فضلاً عن ذلك، إنها تبرز استخدام بعض المجموعات للإسلام تفردياً لإنجاح الأيدلوجيات السياسية، التي تناقض جوهر تعاليم العقيدة.
?لمات أساسية

التعددية، التفردية، التقية، السنّة، الشيعة، الوهابية، التعددية بين الأديان، التعددية ضمن الدين، التنوع ، الحديث، القرآن، اليهودية، المسيحية، المسلم، الكافرون، المرتد.

قائمة المحتويات


"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن إكرمكم عند الله أتقاكم . إن الله عليم خبير" (القرآن 49: 13).


التسامح في الإسلام: التعددية وارتباطها بالتنوع

في حياتي المهنية بصفتي باحثاً في الإسلام، أكثيراً ما سئلتُ فيما إذا كان الإسلام حقاً ديناً يدعو إلى التسامح مع الناس من الديانات الأخرى. وهل يشجع المسلمين لكي يعيشوا بسلام مع غير المسلمين، أو إنه أيدلوجية تميل إلى خلق النزاع، سواء أكان دينياً أم ثقافياً أم عالمياً؟ فضلاً عن ذلك، سُئلتُ أن أعلق على الدور الذي تقوم به المعتقدات الدينية الإسلامية في تحريض الأفراد المسلمين على القيام بأعمال العنف والإرهاب ضد الناس من أديان أخرى. وما أسألُ عنه نادراً هو القضايا المتعلقة بالتسامح ضمن الإسلام: ، كيف يعالج المسلمون فيما بينهم الاختلافات المتعلقة بالعقيدة والممارسة الطقسية وقضايا العقيدة الأخرى.

لقد أصبحت مدركاً شخصياً لقضايا تتعلق بالتسامح حول التنوع الديني ضمن الإسلام حين غادرت بيتي في كينيا منذ سنوات عديدة قادماً إلى الولايات المتحدة للدراسة في جامعة هارفارد. ففي السنة الأولى من دراستي الجامعية، خضعت لبرنامج مكثف باللغة العربية درّسه أستاذ زائر من لبنان. وفي يوم ما من الفصل الثاني من البرنامج سألني الأستاذ الذي كان عربياً سنياً، إلى أي جماعة من الإسلام أنتمي. عندما أجبت بأنني مسلم شيعي اسماعيلي(1) بدا مذهولاً وصاح باللغة العربية "لا حول ولا قوة إلا بالله" وهي إشارة تعبيرية يقوم بها عادة شخص ما عندما يصدم حقاً أو يناشد الله الحماية من الشر. تلك اللحظة كانت المرةالأولى التي تم فيها تحدي هويتي كمسلم. وبعد عقود ثلاثةٍ، بعد أن درّستُ برامج متنوعة عن الإسلام في هارفارد، ماأزال أسمع مصادفة أوعن قصدٍ تعليقات فئة قليلة من الطلاب المسلمين تطعن بمقدرتي على تعليم الإسلام ، ليس على أساس مؤهلاتي ومنشوراتي الأكاديمية، بل ببساطة بسبب انتمائي إلى جماعة إسلامية معينة. حتى أن باحثاً مسلماً سنياً بارزاً ومحترماً جداً في الدراسات الإسلامية علّق علناً في مؤتمر أكاديمي قائلاً: "ماذا يعرف عن الإسلام الحقيقي؟ إنه اسماعيلي". إن القصد من تعليقات من هذا النوع واضح: إنهم يقصدون التهميش وبالتالي الطعن في شرعية ما لدي من أفكار وآراء وتصورات عن الإسلام لأنه حُكِمَ عليّ بأنني لست مسلماً "تماماً".

هذه المواقف، بالنظر إليها من منظار التاريخ الإسلامي تكاد لاتكون مفاجئة بالنسبة للإسماعيليين، لأنهم بصفتهم أقلية ضمن أقلية، لدى تفسيرهم المميز لما يعني أن تكون مسلماً، هُمِّشوا وصُنِّفوا بصفة واحدة هي أنهم أهل بدع وكفار. وتاريخياً، أمام اضطهاد السلطات الدينية والسياسية المختلفة أجبر الإسماعيليون مثل الجماعات الشيعية الأخرى أحياناً على اللجوء إلى []التقية- ستر الشخص لهويته الدينية الحقيقية. فقد كانت التقية إجراءاً مناسباً لحماية النفس تبناه الشيعة عندما قتل الكثير من أتباعهم بسبب معتقداتهم.

وبفضل الله، لم يكن سائر المسلمين شاذين أو ضيقي الأفق في نظرتهم نحو إخوانهم المسلمين وأخواتهم المسلمات. فهناك أولئك الذين يفسرون الإسلام تفسيراً إنسانياً بجوهره متأثرين بالتقاليد الجَمَعية والذين يرغبون في أن يضموا الإسماعيليين بصفتهم شركاء لهم في الدين، ولو أنهم غير قادرين على فهم أو الإقرار بمعتقداتهم وممارساتهم الطقسية، يزعم هؤلاء المسلمون، بأن البشر ليسوا حكاماً نهائيين على الدين- بل الله. فمادام الإنسان يردد الشهادة ويعتبر نفسه مسلماً، فهو ينتمي إلى الأمة الإسلامية، جماعة المؤمنين العالمية. فإن مارس الإنسان عقيدته وكيفهما مارسها فهي مسألة بين الإنسان والله، بشرط أن لايؤذي معتقد الإنسان المجتمع.

من الجلي أنه، يوجد مفارقات واضحة جداً في الطريقة التي استجابت بها الجماعات الإسلامية للتنوع. في هذه المقالة سأبرز المواقف الإسلامية تجاه التعددية الدينية في سياقين متصلين بها: بين الأديان- أي أن المواقف الإسلامية تجاه غير المسلمين وتقاليدهم الدينية، ضمن الدين- أي المواقف تجاه تنوع المعتقدات الدينية بين الجماعات الإسلامية. وسأركز خصوصاً على الأخير( التعددية ضمن الإسلام) لأن هذا موضوع يعتبره معظم المسلمين محظوراً. يوجد أسباب عديدة لمعارضة المسلمين الانشغال بهذا الموضوع، وربما السبب الأكثر أهمية هو أن الكثير من المسلمين، في السياق المعاصر الذي تهدد فيه الهيمنات الغربية غير المسلمة هويات وثقافات المسلمين، يخطئون إذ يعتبرون أن قبول تعددية المعتقدات والممارسات الدينية فيما بينهم والإقرار بها يفهم على أنه تشتت وبالتالي ضعف. لذلك كان رد فعلهم تجاه قضايا تتعلق بتنوع التفسير والممارسة ضمن الإسلام هو إنكار وجودهما بشدة. هم يعلنون أن الاختلافات بين المسلمين ثقافية وليست دينية؛ فيوجد إسلام "واحد فقط". وكما أشار طارق رمضان حول الموضوع فإن هذا التصور للإسلام بصفته نموذجاً لاهوتياً موحداً، وعدم القدرة على الإقرار والاهتمام بالتنوع الديني ضمن الإسلام نتج عنه هذا الواقع الغريب حيث يتجاهل أو يستبعد المسلمون بعضهم بعضاً سواء أكانوا أفراداً أم جماعات، مع أنهم يدّعون للعالم الخارجي بأنهم إخوة واخوات.(2) فقد أثرت مواقف مبهمة من هذا النوع تأثيراً عميقاً في الطريقة التي يفهم بها المسلمون مفهوم التعددية.

في البداية يجب علي أن أوضح أنني أقصد بالتعددية ليس مجرد الإقرار بالتنوع وقبوله والتسامح به بل الاهتمام بالتنوع الذي يرتكز على احترام الإختلاف. فالتعددية لاتعني التخلص من الإختلاف. وكما أشارت زميلتي ديانا إيك، فإن التعددية هي ليست الاهتمام بالاختلافات والخصوصيات بقصد التنازل عنها.(3) إن الانشغال بالتعددية هو بالتالي أن تحاول أن تفهم وتقدّركيف يكون الآخر مختلفاً سواء أكان مسلماً أم غير مسلم. إن التحدث عن المواقف الإسلامية تجاه التعددية سواء أكان تجاه الآخرين من خارج الدين أم ضمن الدين هو مواجهة التناقض الظاهري الذي لا ينفرد به الإسلام وحده، تناقض التقليد الديني ونصوصه الذي يستخدم لأغراض متناقضة: لتطور التعددية، والتناغم والتسامح من جهة، ومن ناحية أخرى لتبرير التعصب والاضطهاد والحرب وحتى القتل. مواقف متناقضة من هذا النوع في رأيي، يمكن توضيحها فقط من بعض الوجوه بالبحث في المقاربة النصية المجردة التي تبرز تلك الآيات في القرآن التي غالباً ما يستخدمها المسلمون من الفرق المختلفة باعتبارها نصوصاً برهانية لدعم شرعية مواقفهم سواء أكانت تفردية أم تعددية. وتُفهم بشكل أفضل بدراسة الطريقة التي تتأثر بها تفسيرات القرآن بالسياقات وتعاليمه بالأوساط التي يعيش فيها المسلمون. وبعبارات أخرى، يجب أن تبحث الشروح في التجارب المعاشة للمسلمين، متفطنين مع التحقق إلى أن تفسيراتهم للنصوص الدينية سواء أكانت فردية أم جماعية تتأثر بنسيج معقد من العوامل الإقتصادية والدينية والثقافية والسياسية والإجتماعية. قد تكون هذه العوامل محددة بسياق محلي أو، كما رأينا في القرنين أو الثلاثة الماضية، قد تكون متحولة تحولاً طبيعياً كرد فعل لآليات سيطرة المنافسة العالمية الثقافية والسياسية. أني أرى أن المقاربة حسب المقتضى لا النصية، تساعدنا بشكل أفضل في شرح المواقف المتنازعة والمتناقضة في المجتمعات المسلمة حول التعددية والقضايا ذات الصلة مثل احترام الاختلاف، وحرية الفكر وحرية الاعتقاد الديني.


عدل سابقا من قبل المحب لله في الثلاثاء أكتوبر 27, 2009 8:42 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المحب لله
Admin



عدد الرسائل : 1272
تاريخ التسجيل : 31/01/2007

حول معرفة المسلمين للآخر " المسلم": تأملات في التعددية والإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: حول معرفة المسلمين للآخر " المسلم": تأملات في التعددية والإسلام   حول معرفة المسلمين للآخر " المسلم": تأملات في التعددية والإسلام Icon_minitimeالأحد أكتوبر 25, 2009 11:04 pm

تتمة الموضوع


التعددية بين الأديان لدى الإسلام



فيما يتعلق بالتعددية بين الأديان، يمكننا إيجاد حالة مقنعة لوجود مكون تعددي ضمن القرآن و الحديث وهما المصدران الرئيسيان المقدسان للفكر الإسلامي. كما درسته بالتفصيل في مكان آخر(4)، هذا المكون واضح بطرق كثيرة. مثلاً، أورد هنا تصوراً مركزياً بالنسبة للأفهام المسلمة للتنوع الديني: إن رسالة الله عالمية، لكن مظاهرها متعددة وأوحيت إلى أنبياء متعددين. توفر هذه الفكرة القاعدة الأساسية للطريقة التي يربط فيها القرآن ذاته والعقيدة التي يبشر بها باليهودية والمسيحية، وهما العقيدتان التوحيدتان اللتان سبقتاه في الشرق الأوسط. فبغض النظر عن إنكار حيوية هذه التقاليد السابقة، يؤكد القرآن مراراً حقيقتهما الجوهرية، مقرأ بأن رسالتهما أوحيت من الإله الواحد ذاته، وأن القرآن هو فقط آخر وحي لله يؤكد ويرسخ الرسالات السماوية التي سبقته:

قل أمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على ابراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لانفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون.(القرآن 3: 84).

تُصور الآيات القرآنية الأخرى عالماً يعيش فيه الناس، بغض النظر عن اختلافاتهم، موحدين بولائهم لله. إن مشاعر من هذا النوع تتردد مثلاً في الآية التالية حيث يخاطب الله البشرية ويؤكد مبدأ الوحدة في التنوع: إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون" (القرآن: 21، 92). إن التركيز على عالمية الرسالة الإلهية يؤكده أيضاً تعليم القرآن الأساسي أن الله وهو أن الله أرسل رسالته لجميع الناس ولجميع الثقافات؛ ولم ينس أي قوم أو أمة (القرآن 35: 24). مع أن البشر قد يكونون أخطؤوا تفسير هذه الرسالة لتناسب حاجاتهم في إيجاد مذاهب متنازعة، فسائر الأديان في جوهرها انبثقت من ذات المصدر والوحي الإلهيين. كنتيجة لهذه الوحدة الجوهرية الأسايسة، فالخلاص، طبقاً للقرآن، لا يقتصر على المسلمين، بل يشمل أي إنسان تقيٍ ويخشى الله (القرآن 2: 62).

كذلك يقر القرآن بالحق الأساسي للأفراد، سواءٌ أكانوا مسلمين أم غير مسلمين، في تفسير قضايا العقيدة بأنفسهم. وهناك آية تقتبس مراراً من القرآن تعلن أنه: "لا إكراه في الدين"( القرآن 2: 256)، فهي تقر بوضوح بأن لا يمكن إكراه الأفراد على الإقرار بالعقائد المناقضة لإرادتهم. حتى لو اختار الأفراد بعناد الكفر، مع ذلك لهم الحق في اختيار ذلك أيضاً. وتشير سورة من القرآن بعنوان "الكافرون"، إلى أولئك الذين يرفضون الرسالة التوحيدية التي بلغها النبي محمد، تشدد على أن الاعتقاد مسألة قناعة شخصية وأن الاختلاف في العقيدة يجب أن لايكون سبباً للاضطهاد أو سوء المعاملة: "قل يا أيها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون، ولا أنتم عابدون ما أعبد، ولا انا عابد ماعبدتم، ولا أنتم عابدون ما أعبد، لكم دينكم ولي دينِ." (القرآن 109 ،1-6).

إن إقرارالقرآن بتعددية المجتمعات دينياً وثقافياً وإقرار القيمة الخلاصية للديانات التوحيدية الأخرى، أثّرا إلى حد كبير في التعامل مع غير المسلمين في البلدان الإسلامية. فعبر القرون، حاولت المجتمعات الإسلامية المتنوعة تطبيق هذه الأفكار التعددية بدرجات متفاوتة من النجاح. من الواضح أيضاً، أن المجتمعات الإسلامية الأخرى، مع ذلك، اختارت أن تتجاهل هذه الأفكار التعددية أو تلقي بها جانباً في مراحل تاريخية معينة وفي سياقات معينة. وأصبحت خطابات التفردية والتعصب سائدة بدلاً منها. وأكثرها أهمية يمكن العودة بها إلى القرنين الثامن والتاسع الميلاديين حين أصبح الإسلام دين الإمبراطورية وبذلت الجهود لإضفاء الشرعية الدينية على نمو الهيمنة الإمبراطورية للعرب. ضمن هذا السياق، نشأت شرائح معينة من المؤسسات الإسلامية الدينية والسياسية تروج لقراءات وتفسيرات للقرآن لا تعددية، أو تفردية، لتطور أساساً أهدافاً سلطوية. ولهذه الغاية، وكما أشار عبد العزيز ساتشدينا باقتدار فإن مفسرين مسلمين عديدين استنبطوا استراتيجيات إصطلاحية ومنهجية البحث لصياغة تفسير للنص المقدس توفر سنداً مقنعاً للغايات المطلقة (5).

إن الوسيلة الأساسية التي تمكن من خلالها التفرديون من تطوير رؤيتهم كانت عبر المجاهرة بأن العديد من الآيات التي تدعو إلى التعددية، وتأمر المسلمين بأن يبنوا جسور الفهم مع غير المسلمين نسختها آيات أخرى تدعو إلى قتال الكفار. إن الآيات في هذا الصدد أُنزلت في سياق نزاعات مسلحة بين الجماعة الإسلامية الصغيرة المحاصرة وأعدائها الأقوياء من اليهود والمسيحيين والمشركين. والمثال عن هذه الآيات هو الآتي: "فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا واقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلّوا سبيلهم إن الله غفور رحيم" (القرآن 9: 5). ونزلت أية أخرى عندما خانت مجموعات مسيحية ويهودية معينة القضية الإسلامية وانضمت إلى هجوم عسكري شنّه العرب المشركون ضد النبي محمد والأمة الإسلامية، تحذر من اتخاذ اليهود والمسيحيين بصفتهم حلفاء سياسين مقربين(القرآن 5، 51). إن النبذ الكلي وحده للسياق التاريخي الأصلي لآيات من هذا النوع واستخدامها للانشغال في نسخ شامل للآيات المناقضة هو الذي مكن التفسيرات الإسلامية التفردية من إلغاء المكون التعددي الذي ينتشر في القرآن بدقة وإحكام شديدين.

التنوع بين الأديان

لقد كانت التصورات التفردية عنصراً رئيسياً لتغذية التضامن السياسي بين القبائل العربية المتعادية سابقاً. وبحد ذاته، أصبح هذا التضامن العمود الفقري للإمبراطورية الإسلامية المبكرة، موفراً أساساً فعالاً لمقاتلة أولئك الذين لم يتشاركوا في هذا التضامن مع مجتمع المؤمنين".(6) إنه ضمن هذا السياق أصبحت المفاهيم السياسية مثل دار الإسلام ودار الحرب مشهورة، مع أنه ليس لها أساس حقيقي في القرآن. وعلى أساس هذه القراءات التفردية، التي تطورت مع فكرة تأكيد الهيمنة، فإن بعض المسلمين اليوم لم ينادوا بسيادة الإسلام على الأديان الأخرى فحسب، بل جهروا أيضاً بأن المسيحيين واليهود كفارٌ يتوجب على المسلمين عدم التآلف معهم.

وفيما يتعلق بالتنوع ضمن الإسلام، فإننا نواجه تناقضاً مماثلاً ينعكس في التباين بين التعددية والتفردية، بين التسامح والتعصب، نراه في التنوع بين الأديان. وهكذا، فالكثير من المناقشة(الدراسة) المتعلقة إلى حد كبير بمكوّن التعددية في القرآن في سياق التنوع بين الأديان هو أيضاً ذو صلة باهتمامنا بالتنوع ضمن الإسلام. فإن ما له أهمية خاصة هو حقيقة أن القرآن يحدد مصطلح "مسلم" بالتأكيد على المعنى الحرفي، " الإنسان الذي يسلّم لله"، بدلاً من الفهم الأكثر شيوعاً للمصطلح الذي يحدد معناه بتزمت ليدل على الهوية الدينية بالمعنى الاجتماعي. وباعتماد هذا التعريف، يكشف القرآن إمكانية تشميل "مسلم" في هذا التصنيف لأي إنسان يسلّم لله الواحد. بهذا المعنى، إنه ينظر لسائر الذين يسلّمون لله على أنهم مسلمون. إن تعريفاً موسعاً من هذا النوع، هو بالتالي تأكيد أن هناك طرقاً متنوعة لأن يكون الفرد مسلماً بالمعنى الديني. إن الروح الجماعية للقرآن انعكست تماماً في الكثير من الأحاديث. ومن الأحاديث ذات الصلة الخاصة، "اختلاف أمتي رحمة". وبلهجة مشابهة يستنكر حديث آخر التعصب بين الإخوة المسلمين."من كفّر مسلماً فهو كافر".

تنوع التفسير في التاريخ الإسلامي



برغم أن تعاليم القرآن والنبي المتعلقة بالحق الأساسي للأفراد بتفسير قضايا العقيدة، بالإضافة إلى تعريفاتهم الواسعة الشاملة لمن هو مؤمن أو مسلم، فقد أصبح تنوع التفسيرات قضية نزاع رئيسي في التاريخ الإسلامي المبكر. ففي القرون المتعددة الأولى بعد وفاة النبي محمد، ظهر هناك تنوع لمفاهيم دينية وشرعية وفلسفية وباطنية لما يعني أن تكون مسلماً. فعبر مسيرة التطورات التاريخية، أصبحت المحاولات لتحديد أي من هذه التصورات مثّلت "الإسلام الحقيقي" مرتبطة ارتباطاً متشابكاً بالنزاعات السياسية حول السلطة. كنتيجة لذلك، تطابقت أفكار الولاء الديني والسياسي إلى حد كبير حتى أن الإنشقاق الديني اعتبر دائماً انشقاقاً سياسياً. هذا الظهور والنصر النهائي للسنّة بصفتها عقيدة فضلها العباسيون أدّت إلى أن التصورات البديلة رفضت باعتبارها بدعية وبصفتها تشكل تهديداً للنظام الإجتماعي.(7) حيث يشير فضل الرحمن؛ "مع كل اهتمام القرآن بحرية التعددية بالنسبة للمؤسسات وحريات الأفراد الأساسية، يقر في ظروف معينة بأن الدولة عندما تمثل مجتمعاً هي فوق كل شيء" (8).

طبقاً للقرآن، إن من واجب أولئك الذين في السلطة أن يوجدوا نظام عدالة اجتماعية وأخلاقية وذلك بضبط الشقاق والقضاء على الفساد. على أساس مثل هذه الآيات من الكتاب، اعتبر اضطهاد أولئك الذين من الممكن أن تخل معتقداتهم بالنظام الإجتماعي والسياسي مشروعاً. فضلاً عن ذلك، بما أن النزاعات بين المسلمين فيما بعد الفترة النبوية كانت على طبيعة السلطة الدينية – السياسية، فمن غير المدهش أن يضطهد أولئك الذين في السلطة السياسية أولئك الذين يعتقدون بوجهات نظر دينية مغايرة، خصوصاً إذا قوّضت تلك التفسيرات شرعية حاكم أو أسرة حاكمة معينين. كنتيجة لهذا التقاطع المقلق بين الديني والسياسي، قذف الذين في مناصب السلطة الدينية من يخالفونهم الرأي في مختلف الجماعات الإسلامية بالتهم والتهم المضادة بالزندقة والكفر وحتى الارتداد. وبما أن الكفر والارتداد يعاقب عليه القانون الإسلامي بالموت في معظم التقاليد الفقهية الإسلامية، أصبحت هذه التهم وسائل فعالة لكبت حرية المعتقد الديني. تاريخياً، على إثر ذلك كان التعصب ضمن الإسلام نتيجة لارتباط السلطات الدينية بالسياسية، يؤول بالدولة لتصبح وسيلة للتهديد لضمان الامتثال لأوامرها(9). وليس غريباً، أن هذا الوضع خلق عقبات في المجتمعات الإسلامية المعاصرة التي منعت الحوار الحر والمفتوح على قضايا العقيدة بين المسلمين، مما دفع طارق رمضان ليعلّق قائلاً "الجماعات" تعرف بعضها، وتعرف كيف تُعرّف ببعضها، وتجد أينما كانت ما يجمعها، لكنها ما تلبث أن تتجاهل بعضها وتقصي بعضها أو تسفه بعضها من دون أي محاولة للحوار" (10).

تاريخياً, استخدمت التفسيرات التفردية للقرآن لتبرير السيطرة على المسلمين الآخرين خصوصاً أولئك الذين فُهمت تفسيراتهم للعقيدة والممارسات الدينية بأنها منحرفة عن المعايير التي أسسها التفرديون. شهدت مناطق عديدة من العالم الإسلامي في القرنين السابع عشر والثامن عشر ظهور الحركات التي حاولت "تطهير" الإسلام، كرد فعل لما فُهم بأنه انحدار وانحلال أخلاقي. فاستهدف قادة هذه الحركات سلسلة كاملة من العقائد والممارسات بين الإخوة المسلمين شكلت، في نظرهم، دليلاً دينياً على الارتداد. وخصوصاً الطرق الصوفية الإسلامية هوجمت باعتبارها لم تُستخلص من الإسلام "الأصيل". وفي حالات معينة اتخذت هذه الهجومات صفة عسكرية"و انطلقت حملات "الجهاد]" ضد الإخوة المسلمين بقصد أن تُفرض عليهم بالإكراه تلك التفسيرات للإسلام المفضلة لدى التفرديين.

إن أكثر هذه الحركات إثارة وتأثيراً هي الوهابية في شبه الجزيرة العربية. سميت باسم مؤسسها عبد الوهاب المتوفى1791، اكتسبت هذه الحركة المتشددة طاقة تفجيرية بعدما تحالف مؤسسها مع شيخ قبيلة عربية صغير هو محمد بن سعود. تأثر عبد الوهاب بفكره بالكتابات المثيرة للخلاف لمفكر القرن الرابع عشر ابن تيمية (المتوفى 1328م)، والذي قادته تفسيراته الحصرية والحرفية للقرآن إلى أن يصرح بأن سلالة المغول كفار، برغم إقرارهم العلني بمعتقدهم بالإسلام. ولينشر الوهابيون دعوتهم الخاصة للإسلام ، هاجموا نظراءهم المسلمين الذين اعتبر الوهابيون ممارساتهم غير إسلامية. واستهدافاً للتعبيرات الشعبية للممارسات الصوفية بالإضافة إلى المسلمين الشيعة تخصيصاً، وسّع الوهابيون بدأب سلطتهم على وسط وغرب شبه الجزيرة حتى تمكنوا من توحيد شبه الجزيرة في المملكة العربية السعودية. ما إن تأسست السلطة السعودية، حتى شكل الوهابيون قوة الشرطة الدينية، التي من بين مهامها إجبار الناس على أداء طقس الصلاة في الأوقات المناسبة من اليوم. وهذا ما يناقض بشكل مباشر أمر القرآن" لاإكراه في الدين". ومن الطبيعي أن تعتبر هذه الحركة اليهود والمسيحيين كفاراً.

منذ وقت قريب جداً، سادت الخطابات التفردية بين جماعات متنوعة في العالم الإسلامي بمن فيهم من يسمون "الإسلاميين السياسيين"، أو الإسلامويين الذين فسروا القرآن باستمرار بطرق تفردية لتوفير أيدلوجيا سياسية يرتكز عليها تصورهم لدولة الأمة الحديثة. إن أسباب ظهور جماعات من هذا النوع معقدة. ومجمل القول، إن هذه الحركات هي رد فعل ضد الحداثة والتغريب والحرمان الاقتصادي والسيطرة العالمية للقوى الغربية ودعم هذه القوى لأنظمة قمعية هي غالباً في البلدان الإسلامية. إن فشل الأيدلوجيات المستعارة مثل الرأسمالية أو الشيوعية أو الاشتراكية في إنتاج نظام اقتصادي وعدالة اجتماعية في العديد من البلدان الإسلامية، أوجد جماعات تفردية تنشد لغة "واضحة" و"مجردة" لتهاجم الدولة الإسلامية الحديثة الفاشلة، الدولة التي همشّت أو نحّت السلطات الدينية التقليدية في محاولة لتعظيم السلطة السياسية. إن البحث عن حل للمشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية الكثيرة جداً التي تواجه المسلمين قاد هذه الجماعات التفردية لاستخدام الإسلام بصفته أيدلوجيا سياسية للدولة: "الإسلام هو الحل".

إن حماس جماعات من هذا النوع لفهم الإسلام بصيغة مجردة أُحادية، للانخراط في التاريخ الإصلاحي ولقراءة النصوص الدينية بطريقة تفردية تستنكر أية تعددية في التفاسير، هذا الحماس خلق حالة جعلت أي مسلم يتجرأ على مخالفة أو مجابهة منظورهم يوصم مباشرةً بالكفر. وفي بعض الحالات، فإن استخدام الدولة ذاتها للإسلام لإقرار الأطر الشرعية والاجتماعية أثار أسئلة عن أي نزعة أو تفسير للإسلام يمكن أن يستخدم في العملية وإذا كان الإسلامُ يحدد الدولة أو أنَّ الدولةُ تحدد الإسلام. وكرد فعل لهذه القضايا وقضايا أخرى، فإن تقرير منير(منير ريبورت) لعام 1954، الذي فوضته حكومة باكستان بعد أن هزت سلسلة من الاضطرابات الطائفية البلد، خلص إلى أنه لايوجد باحثان إسلاميان يمكن أن يوافقا على تعريف ما للإسلام أو من هو المسلم ، مع مجاهرة السنّة والشيعة بالاتهام لبعضهما بالكفر(11).

لاهوتية التعددية ضمن الإسلام

فضلاً عن أن التعصب والإرهاب باسم الدين هو انتهاك لحرمة الجوهرالأساسي لتعاليم العقيدة، فمن الواضح جداً أن المواقف التقليدية تجاه التنوع ضمن الإسلام لا تعتمدها اليوم الرؤى القومية والعالمية. فالمطلوب هو تحول نموذجي في أساليب علاقات المسلمين مع شركاءهم في الدين. فعلى المستوى القومي، لا تزال دول الأمة الأساسية خصوصاً في الشرق الأوسط بحاجة لأن تقر بأن فكرة الدولة الأحادية العرق والأحادية اللغة والأحادية الدين هي فكرة فقدت جدواها، لذلك فشلت في التوافق مع المبدأ الأساسي للإنسانية: تنوعها. هذا الفشل يثير تهديداً جدياً لنسيج المجتمعات الإسلامية العديدة، والتي تمزقت تمزقاً متزايداً بالنزاعات الطائفية والعرقية. إنما الإقرار بالتعددية فقط بصفتها مبدأ تنظيمياً تكون هذه المجتمعات قادرة على احتضان التنوع العرقي والديني بإيجابية بين مواطنيها المسلمين (وغير المسلمين).

على المستوى العالمي، فإن الثورات التقنية والمعلوماتية ووسائل السفر الأسهل تجذب المسلمين من خلفيات ثقافية ودينية بقوة إلى تواصل أقرب مع بعضها. إن الأفكار حول ما يعني كون الفرد مسلماً في سياق عولمي تتغير بسرعة. لهذه الأسباب ولأسباب أخرى، يوجد، بناء على ذلك، حاجة ملحة لتطوير لاهوتية التعددية ضمن الإسلام مرتكزةً على جوهر التعاليم الإسلامية. بالفعل، إن تطوير لاهوتية من هذا النوع يجب أن يوازي محاولات الجماعات الإسلامية للإنخراط في تعددية دينية وحوارديني مع أهل العقائد الأخرى. ونظراً لأن الجروح الدينية والتاريخية تقيحت عبر القرون والاستمرار المنافسة على السيطرة السياسية والدينية بين مختلف الجماعات، قد يبدو الحوار ضمن الإسلام مهمة صعبة مستحيلة. هذا لايعني، مع ذلك، عدم متابعتها هجومياً بصفتها هدفاً.(12) وكما يقول طارق رمضان هذا الحوار صعب جداً، وأحياناً أكثر صعوبة من الحوار الديني الخارجي نفسه، لأن الحوار مع إنسان أقرب وأعز هو محفوف بالمخاطر جداً. إن هذا الالتزام هو مع ذلك أساسي إذا أردنا أن نحطم حواجز الأقليات والطائفية ونحاول ضمن حدود مدروسة أن نزيد احترام الإنسان للآخر"(13).

إن معرفة أفضل للإسلام هي مسألة حاسمة بالنسبة لمشروع تطويرتعددية ضمن الإسلام. وهذا يستلزم فهماً وتقديراً للرؤى الإسلامية المتنوعة بالإضافة إلى إقرار حقوق الأفراد والجماعات بتفسير قضايا العقيدة بدون إكراه. إن اكتساب معرفة من هذا النوع لايقتضي التخلي عن التفسيرات المُمِيزة التي تميز الجماعات الدينية المتنوعة سواء أكانوا سنّة أم شيعة...إلى آخره، لكن حسب مستوىً أساسي، يجب تأكيد تعليم الرؤى الدينبة من دون وصم المسلمين الذين يعتقدون بآراء مغايرة بأنهم شياطين. إن إنتاج معرفة عن الجماعات الدينية الأخرى من خلال دراسة الدين بصفته ظاهرة ثقافية وتاريخية يجب أن يصبح هدفاً هاماً للمناهج في مدارس التعليم الرسمي في المجتمعات الإسلامية، خصوصاً في موضوعات مثل ثقافات العالم أو الدراسات الاجتماعية. فقط برفع سوية المعرفة بالدين في العالم الإسلامي سيدرك المسلمون مدلولات التعاليم القرآنية المتعلقة "بالتعددية الدينية والثقافية بصفتها مبدأً سُنّ إلهياً للتعايش بين المجتمعات الإنسانية".(14) و بالفعل، إن انخراطاً حقيقياً في أفكار التعددية القرآنية مطلب أولي لتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لجميع أفراد المجتمع.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) يعتقد الإسماعيليون، بصفتهم مسلمين شيعة، بأنه بعد وفاة النبي محمد ورث علي بن أبي طالب ( المتوفى661م ) صهر النبي، ومن بعده ذريته المباشرة من الذكور السلطة الدينية والسياسية. علي وذريته هم حملة المهمة الإمامية التي عُهدت إليهم لضمان استمرارية وتفسير الرسالة الإلهية التي أوحيت إلى النبي محمد. في عام 765 م ، وعقب وفاة إمام الشيعة جعفر الصادق، انقسم الشيعة نتيجةً للنزاع على تولي الإمامة إلى فرعين. أولئك الذين زعموا بأن موسى الكاظم ورث الإمامة وذريته، بناء على اعتقادهم بالأئمة الاثني عشر ، أصبحوا يعرفون بالشيعة الاثني عشرية.يعتقد الاثنا عشريون بأن الإمام الثاني عشر سيعود إلى العالم في نهاية الزمان ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت جوراً وظلماً. أما الإسماعيليون الذين سموا كذلك لأنهم اعتقدوا بإمامة إسماعيل، الابن الآخر للإمام جعفر الصادق، اعتقدوا بأن ذرية الأئمة استمرت في ذرية إسماعيل. وعلى مدى قرون حدثت انقسامات على وراثة الإمامة بين الفروع الإسماعيلية حيث تبعت كل مجموعة ذرية مختلفة للأئمة. هنا أستخدم مصطلح اسماعيلي لأشير تحديداً إلى الجماعة النزاررية الإسماعيلية التي قائدها أو إمامها الحالي شاه كريم الحسيني الآغاخان الرابع الإمام التاسع والأربعين. الإسماعيليون النزاريون هم الجماعة الشيعية الوحيدة الذين لديهم إمام حي يعتقدون بأنه نسل مباشر للنبي محمد من خلال ابنته فاطمة وصهره علي بن أبي طالب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سقراط
مشرف عام
سقراط


عدد الرسائل : 4740
تاريخ التسجيل : 06/03/2008

حول معرفة المسلمين للآخر " المسلم": تأملات في التعددية والإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: حول معرفة المسلمين للآخر " المسلم": تأملات في التعددية والإسلام   حول معرفة المسلمين للآخر " المسلم": تأملات في التعددية والإسلام Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 26, 2009 4:00 am

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد
أخي الروحي الغالي المحب لله
جهدٌ دؤوب ومميّز
شكراً لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسيم الصباح 33
عضو بلاتيني
نسيم الصباح 33


عدد الرسائل : 199
تاريخ التسجيل : 28/12/2007

حول معرفة المسلمين للآخر " المسلم": تأملات في التعددية والإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: حول معرفة المسلمين للآخر " المسلم": تأملات في التعددية والإسلام   حول معرفة المسلمين للآخر " المسلم": تأملات في التعددية والإسلام Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 26, 2009 6:32 pm

استاذنا المحب لله انت محب لله ونحن نحب الله ونحب ابداعك واختيارك ولطافتك وحسن انتقائك
ومتابعتك دمت
مساء الخير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حول معرفة المسلمين للآخر " المسلم": تأملات في التعددية والإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إصدار جديد لمعهد الدراسات الإسماعيلية عن "حداثات المسلمين"
» "' أمير المؤمنين الإمام وا المسلمين -- المظاهرالفاطمية /الدكتورة شينول جوا
» حَبِيبَتِي والشِّعْرُ " على المتقارب " قصيدة حُرة مَعَ " آلسِّندباد "
» تفاصيل مكالمة هاتفية .." آلسندبآد " قصيدتي آلحرة على " الكامل "
» وائل شرف في لقائه مع سيريانيوز : تغيير "كنيتي" شيء له علاقة بـ"علم الأرقام"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الباحث الإسماعيلي :: ساحة الحوار والتلاقي الفكري-
انتقل الى: