بـاحثون من المعهد يشـاركـون بأبحـاث في مؤتمـر الجمعية البريطـانية لدراسـات الشـرق الأوسـط BRISMES
عُـقد مؤتمـر BRISMES هذا العـام بين الثـالث والعشـرين والسـادس والعشـرين من شـهر تموز وقد اسـتضافه مـركز دراسـات الإسـلام والعـلاقـات المسـيحية-المسـلمة في برمنغهـام، وكـان تحت عنـوان "العقيدة والسياسـة والمجتمع في الشـرق الأوسـط". وقد قـُدّمت إلى المـؤتمـر أبحـاث من ثلاثة أفـراد مرتبطين بمعهد الدراسـات الإسـماعيلية هم الدكتور النور داناني، والدكتور علي قطب الدين، وسـلمان علي باي.
كـان من بين أهـم المتحدثين البروفيسور طـارق رمضان والبروفيسور يورغان نيلسون وطـارق متـري. وتم تقسـيم المحـاضـرات إلى حلقـات نقاش متفـرقة بحسب المـوضوع. من هذه المواضيع كـان "الإسـلام في عـالم متعولم"، و"السـياسـة والهـوية"، "القـرآن وعـالم اليـوم"، و"المـواقف المتبـادلة بين الأديـان". وشَـكـّل المـؤتـَمر منبراً أتـاح للمشـاركين أن يتنـاقشـوا في مسـائل مثل: هـل يمكن للدين أن يدعم التغير السـياسـي؟ هـل يمكن للدين أن يكـون قـوة لتحقيق السـلام كمـا يحـاول أن يقدّم نفسـه غـالباً؟ مـا هـي أسـباب ونتائج تعدد الممـارسـات الدينية؟
وقـام الدكتور النور داناني، رئيس قسـم الدراسـات العليا في الدراسـات الإسـلامية والإنسـانيـات (GPISH) في المعهد، بتقديم دراسـة بعنوان "الروح في عـلم الكـلام المتأخـر" نظـَر فيهـا في المفـاهيم الفلسـفية المختلفـة للروح. فالروح، التي هي مـركـزية بالنسـبة للفلسـفة، والتي تعد أمـراً أسـاسيـاً في نظريـات أفلاطـون وأرسـطو، تلعب دوراً مهمـاً في العديد من المسائل بمـا فيهـا طبيعـة الحيـاة، والخـواص الأسـاسـية التي تميـّز البشـر، والنظـام الكـوني. ولكن بالنسـبة لعلـم الكـلام، المنـافس الفكـري للفلسـفة، كـانت "الـروح" مفهـومـاً إشـكالياً؛ خصوصـاً بالنسـبة لغـالبية المتكلمين الأوائل، الذين كـانوا من المؤمنين بالمذهب المـادي.
قـدم الدكتـور علي قطب الدين بحثـاً بعنوان "تفنيد المـؤيد في الدين الشـيرازي لابن الراوندي". فقد كـان ابن الراوندي ادعى أن العقل والمنطق قـادران على إدراك الحقـائق الدينية والفلسـفية، دون الحـاجة للوحـي والأنبيـاء. فدافع المؤيد في الدين الشـيرازي، كبير دعـاة الفـاطميين في القـرن الحـادي عشـر الميـلادي، عن أن العقل ليس مصدراً للمعـرفة الدينية أو الغيبية، بل وعـاء لتلقي المعـرفة التي يهبهـا الله من خـلال الأنبيـاء. وبالتالي فإن الحـرية العقليـة تأتي من خـلال التسـليم بإمكـانات وحدود العقل البشـري، المُـحَـدَد، بطبيعة الحـال، بجسـد الإنسـان.
أمـا سـلمـان علي بـاي، وهـو أحد طـلاب برنـامج الدراسـات العليـا في المعهد، فقد قـدّم بحثـاً بعنوان "في مناقشـة الإيمـان والتعددية: دعـوة ودولـة الفـاطميين" نـاقش فيه مقـاربة الفاطميين غير المسـبوقة لإدارة الدين والتعددية الثقـافية. فمن خـلال مرونة الدعـوة الإسـماعيلية، والفصـل بين الأنظمـة الإدارية الدينية والدنيوية في الدولة، والاعتـراف بالزعامات المسـتقلـة والإدارة الذاتية المحدودة لعدد من الجمـاعات المحددة، تمكن الفـاطميون من إيجـاد والحفـاظ عـلى سـياسـة شـاملة تتفق فيهـا ممـارسـات دينية متعددة على أرضية مشـتركة. وبالـتالي، كـان معـيار النجـاح المـادي في العهد الفـاطمي مبنيـاً بشـكل كبير عـلى الأهلية الفـردية وليس عـلى ارتبـاطه بالدين.
تأسست الجمعية البريطـانية لدراسـات الشـرق الأوسـط (BRISMES) عـام 1973 بهدف دعم دراسـة الشرق الأوسـط في المملكـة المتحدة. ويجمع مـؤتمـرهـا السـنوي مدرِّسـين وبـاحثين وطـلاب وديبلومـاسيين وصحفيين إلى جـانب آخـرين من الذين يتعـاملون من الشـرق الأوسـط في مهنهم. من النقـاط الهـامة التي تم التركيز عليهـا في مؤتمـر هذا العـام كـان اسـتكشـاف طـرق من فتح حـوارات جديدة بين المسيحيين والمسـلمين. فقدم البـاحثون، خـلال هذا المنبر، أمثـلة من ثـراثاتهم الدينية الخـاصة فيهـا نمـاذج حدث فيهـا الحـوار، وكيف يمكن أن يسـتـمر هذا الحـوار في الحدوث ليغذي قيم الاحترام والتعددية المشـتركة.