الملل ... كيف نقضي عليه ؟؟....

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد

« الملل » كلمة شائعة وموجودة في قاموسنا ومنتشرة بدرجة كبيرة بين الناس،فمجرد أن نلتقي أي شخص حتى ينهال علينا بعبارات يعبر من خلالها عن شعوره بالملل والضيق والضجر لدرجة نصل بها معه الى الملل والضيق منه ..
« أسباب الإحساس والشعور بالملل عند الناس وعلاجه » كانت محور لقائنا مع الدكتورعمار برازي الاختصاصي بالأمراض النفسية ومع عدد من الأشخاص الذين التقيناهم أيضاً .‏

لاشيء نفعله ..‏

الشاب أنس الطالب بجامعة دمشق قال:إن الملل موجود في حياتي و كل شيء في الدنيا يجعلني أشعر به على الرغم من أنني أعمل وأدرس ولا يوجد شيء يجعلني أخرج من حالة الملل تلك ولو خرجت منها فإنما يكون ذلك لبعض الوقت وهو مايسبب لي مشاكل مع أصدقائي وزملائي الذين يصفونني بالمعقد ولكنني لست كذلك.‏
أما غيثا (18 عاماً ) قالت : إن الملل بالنسبة إليها غير موجود لأن الإنسان الذي يحس به من وجهة نظرها هو الذي لا يجد شيئاً يفعله وليس لديه هدف يعمل من أجل الوصول إليه لأنه لو كان من الناس الذين يعملون طوال النهار لما أحس به .‏
بدورها قالت سارة محمد ( 30 عاماً ) إن الملل حالة موجودة تصيب كل فرد وتوصله أحيانا إلى الاكتئاب مضيفة انها تشعر بالملل أحياناً لأنها لاتجد شيئاً تفعله لتملأ وقت فراغها كونها ليس لديها عمل وغير مرتبطة وأوضحت أنها تعالج الملل بالخروج وصديقاتها للفسحة كنوع من التغيير ولكن ماإن تعود إلى المنزل حتى تعود وتشعر بالملل .‏
من جهتها ميادة تجد أن الملل حالة طبيعية ويمر به كل إنسان في حياته وقد تختلف هذه الحالة من شخص لآخر، مضيفة أنه عندما يسيطر عليها الشعور بالملل لا تستسلم له وتقوم بقراءة الكتب وتصفح الانترنت أو تهاتف صديقاتها أو جارتها.‏
علي من جانبه أوضح أن الحياة لاتخلو من الضغوط والمشاكل والهموم لأن حياتنا غنية ومليئة بالأحداث و أحياناً يشعر الفرد بالفرح وأحياناً أخرى بالحزن ومرة يشعر بالملل ومرة يكون مكتئباً وهكذا ..ولكن الأهم أن تكون لدى الإنسان الإرادة والعزم حتى يستطيع التغلب على كل المصاعب التي تعترضه سواء كان مللاً أم غير ذلك وأن ينظر الى الحياة نظرة تفاؤل وليس نظرة تشاؤم وأن يسعى دائماً إلى التغيير والتجديد في حياته .‏
السيدة أم حسين (ربة منزل ) قالت: إن شعورها بالملل ناتج عن تكرار الأعمال المنزلية التي تقوم بها كل يوم، من تنظيف وطبخ وما إلى ذلك، مضيفة أن وجود أهلها في محافظة أخرى وعدم خروجها من البيت لأسابيع طويلة يزيد من حالة الملل والضيق التي تشعر بها، إضافة إلى عمل زوجها الطويل الذي يخلق لديها أوقات فراغ طويلة تجلس فيها وحدها .‏

الروتين.. سببه الرئيس‏

الدكتور عمار برازي أوضح في بداية حديثه أن الملل هو شعور بعدم الراحة ناجم عن شيء معين داخل الإنسان وهذا الشيء مختلف من شخص إلى آخر ومرتبط بالوقت وهو ليس عرضاً يعبر عن مرض بل شعور ينتاب أي إنسان بلحظة ما الملل منوهاً بأن الملل كلمة أدبية وليست مصطلحاً طبياً.‏
وأضاف برازي أن مصطلح "ضيق الخلق" كثيراً ما نستخدمه أدبياً وهو تعبير عن شيء مرضي وأغلب الناس يعبرون عن الملل بضيق الخلق، فيجب التدقيق بالمصطلح والتفريق وعدم الخلط بينهما، مشيراً الى أن ضيق الخلق هو شيء يعبر عنه الشخص أنه غير مرتاح وأن شيئاً ما بداخله يزعجه وهو تعبير عن حالة قلق يشعر بها الشخص .‏
أما عن أسباب شعور الناس بالملل فبيّن برازي أن هناك أسباب متعددة لشعور الناس بالملل أهمها الروتين الذي يعيشه الإنسان في حياته اليومية ويتكرر كل يوم ولا جديد عليه كالشخص الذي يعمل عملاً روتينياً كل يوم يتكرر هذا الشكل من العمل لديه ولا توجد آفاق جديدة في العمل الذي يعمل به لتطوير نفسه حيث يكون طموحه كبيراً مع عمل روتيني محدود يحد من إمكانياته بالإضافة إلى الفراغ الذي نشعر به في حياتنا اليومية حيث لانجد شيئاً يملأ علينا وقت فراغنا وهذا الفراغ الذي نشعر به يجعلنا نقضي على هدفنا بالحياة، منوها بأن هذا الملل قد يجعل الانسان يشعر باليأس من الحياة .‏

ينتشر بين الشباب ..‏

وقال برازي إن مصطلح الملل أو" ضايق خلقي " كثيراً ما نلاحظه موجوداً بين فئة الشباب وخاصة خريجي الجامعة الذين ليس لديهم عمل ولا يجدون ما يملأ عليهم أوقات فراغهم وايضاً نجده بين طلاب المدارس وذلك للتهرب من الدراسة واداء واجباتهم المدرسية، بالإضافة إلى أن الحياة الزوجية لا تخلو من الملل والروتين والبرود .‏

علاجه..‏

ولكي نقضي على الملل في حياتنا ينصح الدكتور برازي الإنسان دائماً بالتغيير والتجديد من وقت لآخر لكسر الملل وخلق معطيات جديدة ضمن الحياة اليومية، كتغيير الغرفة مثلاً إلى أخرى أو تغيير أثاث الغرفة كما أن تنظيم الوقت أمر مهم جداً فهو يقتل الملل ويجعلنا لا نشعر بالفراغ ، وبالنسبة أيضاً للحياة الزوجية الطويلة يصبح فيها نوع من الروتين والبرود ويمكن كسر هذا الروتين بإنجاب مولود جديد حيث يضفي على الحياة الزوجية نوعاً من التغيير وقتل الروتين والملل، وأيضاً القيام برحلات ترفيهية إلى الحدائق أو الذهاب إلى المسابح والنوادي وممارسة الرياضة، بالإضافة إلى القيام بزيارة الأصدقاء والتحدث معهم سواء عن طريق الهاتف أم النت وقراءة الكتب المنوعة والتي تتناسب مع ميول كل شخص وتصفح الانترنت بالإضافة إلى وضع عدة أهداف لتحقيقها .‏
وختم برازي بالقول الى أنه يجب أن نفرق بين حالة الملل التي تكون طبيعية عند الناس والملل المرضي الذي يتطلب التدخل العلاجي ومد يد العون لأن المصابين بالملل المرضي لا يستطيعون بأنفسهم التخلص من هذا الشعور .‏

مساهمات غنية بالفعل
بارك الله بك أيها الحكيم

flower

[b]بسم الله الرحمن الرحيم
يـــ علي مدد ــــــــــــا
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد
[right][/right أخي الكريم الغالي و الحكيم سقراط مساهمتك مهمة ومفيدة شكراً لك و المولى الكريم يباركك

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد
أخوتي الروحيّين الغوالي
زهراء
رئيس
متابعة جميلة....
ردود لطيفة....
بارككم المولى

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد
يا الله يا محمد يا علي
الأخ الروحي الغالي سقراط المحترم
من أين ما جئناك تنثر دررا
شوقتني لإعادة قراءة كتاب الملل والنحل للشهرستاني
فبالأمل نقضي على الملل وبالمحبة تتحد كل الملل