أطفالنا... هل أصبحوا أسرى لبرامج الكرتون المتحرك؟!

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد

حالة من التمرد والعصيان يعلنها أطفالنا احتجاجاً على حرمانهم من مشاهدة برامج الرسوم المتحركة التي تضمها بكثافة محطات فضائية متخصصة تبهرهم وتجعلهم أسرى
لمتابعتها وبالتالي يصبح انتقاء المحطة الفضائية حكراً على أطفالنا الذين أدمنوها وحفظوا أسماءها منذ نطقهم للأحرف الأولى والمشهد المتكرر في أغلب البيوت نزاع مستمر بين عالم الأطفال والكبار وبالنهاية يذعن الأهل لرغبتهم وتصبح برامج الرسوم المتحركة الخيار الوحيد المتاح.‏
شغف لا محدود‏
ساعات وساعات لا يملون أبداً، ليس لديهم استعداد لسماع أو رؤية إلا ذاك العالم المبهر الذي يحلق بهم إلى فضاءات تفصلهم عن الواقع وهذا بحد ذاته يشكل معاناة يقف الأهل أمامها حائرين في كيفية التصرف.‏
تقول إحدى الأمهات: نادراً ما أنجح في إقناع أطفالي بالاكتفاء بقدر محدد من الوقت في متابعة برامجهم والالتفات لمراجعة دروسهم التي يحاولون القيام بها بسرعة قصوى لإقناعي بالسماح لهم بمتابعة برامجهم المفضلة التي تأسر عقولهم دونما فائدة وإن حاولنا قياس الوقت الذي يقضونه أمام شاشة التلفزيون قياساً للوقت المخصص للدراسة، فالكفة ترجح للبرامج والأفلام الكرتونية.‏
ومن المفارقة أن كثيراً من الأمهات والآباء باتوا يحفظون عن ظهر قلب أحداث تلك البرامج التي لا مفر من حضورها وكذلك ما يتردد فيها من أغان لكثرة تكرارها وترنم أطفالهم بها ومحاولتهم محاكاة شخصياتها وتقمصها بحركاتهم ونبرات صوتهم وانفعالاتهم، حتى يحق أن يقال: «إنها حالة من الإدمان والشغف اللامحدود يصعب وضع حد له وصرفهم عنه لممارسة أي نشاط حركي أو ثقافي مهما كانت المغريات».‏
وقد حدثتني والدة أحد الأطفال من مدمني أفلام الرسوم المتحركة كغيره ممن هم في سنه إنها لم تجد حلاً أمام إلحاحه الشديدة لمتابعة متواصلة منذ الصباح الباكر وحتى المساء، إلا أن تفتعل انقطاع التيار الكهربائي لكي تريح عينيه من التحديق بالشاشة، ولترخي أعصابه من كثرة الصراخ والانفعال تعاطفاً وانسجاماً وإعجاباً بما يدور من أحداث عنيفة.‏
لا تتفق مع القيم‏
ليس من باب المبالغة اتهام هذه المحطات المخصصة للأطفال على تعددها وتنوعها، بتأثيرها السلبي على صحة الأطفال، فقد حصر تقرير صحي مخاطر مشاهدة التلفزيون، ورصد محصلة 35 دراسة علمية أظهرت أن هناك 15 أثراً سلبياً أبرزها ضعف النظر والبدانة والبلوغ المبكر والإصابة بمرض التوحد، واقترح معد التقرير الدكتور في علم النفس البريطاني ايريك سغمان منع الأطفال من مشاهدة التلفزيون وتقديمه لهم بنحو حكيم، وقال: إن السماح للأطفال بمواصلة مشاهدة هذا القدر من الإعلام على الشاشة هو تخل عن مسؤولية الوالدين بحق.‏
وبرأي الاختصاصيين التربويين أنه عدا عن تأثيراتها على الصحة، فهناك كثير من الأهل لا ينتبه لخطورتها، حيث يلجؤون إلى شغل أوقات صغارهم بها للقيام ببعض الأعمال الضرورية أو الواجبات الاجتماعية، فضلاً عن أن الأطفال يتفاعلون مع مادتها، ويحرصون على متابعتها، لدرجة أنها تعد من أهم وسائل التثقيف مقارنة بالوسائل الأخرى، إلا أنها بالمقابل تقدم لهم قيماً غربية، إضافة إلى أنها لا تتفق مع العادات والتقاليد المجتمعية العربية، حيث القوة الخارقة والقدرات المستحيلة، كشخصية سوبرمان والرجل العنكبوت والوطواط، فتصبح هذه الشخصيات الوهمية قدوة لهم إضافة إلى دورها في تقليل درجة التفاعل مع أفراد الأسرة.‏
تقليل مدة المشاهدة‏
وفي هذا الإطار أكدت دراسة كان قد أصدرها المجلس العربي للطفولة والتنمية أن برامج الرسوم المتحركة المستوردة في معظمها تؤثر سلباً على الأطفال لكونها لا تعكس الواقع والقيم العربية، كما تعمل على بث المخاوف في نفوسهم ولا تساعد على تعديل السلوك ولا تراعي الخصائص النفسية للطفل العربي.‏
وبناء عليه يبرز الدور التربوي للأسرة من خلال تثقيف الأطفال وتعليمهم قيم مجتمعهم، ما يجعلهم يكتسبون موقفاً مبنياً على تقييم ناقد لوسائل الإعلام إضافة إلى ضرورة إنتاج بديل عربي مبني على الخصوصية الثقافية للطفل العربي بنفس الكفاءة والتميز وتقليل مدة مشاهدة برامج الرسوم المتحركة لمدة معقولة لتعليمه الاتزان والتخطيط وكيفية الاختيار بين البدائل الموجودة والاستفادة من الأوقات بعيداً عن سلبيات الرسوم المتحركة.

اقتباس :: ليس من باب المبالغة اتهام هذه المحطات المخصصة للأطفال على تعددها وتنوعها، بتأثيرها السلبي على صحة الأطفال، فقد حصر تقرير صحي مخاطر مشاهدة التلفزيون

وتبقى محطات/// المشكلة بالاهل اخي سقراط

باركك الله موضوع رائع

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد
أخوتي الروحيّين الغوالي
زهراء
الصقر
مروركم أسعدنا
بارككم المولى

» أطفالنا وحب الثقافة والقراءة...هل بات هم أطفالنا اللهو؟!....
» أطفالنا....أكبادنا
» أطفالنا والصيف.......... بين الندرة و الحرمان
» تأثير أفلام الكرتون على سلوك الأطفال
» شبكة الانترنت .. هل تعزل أطفالنا عن أقرانهم..؟