جبل أبو رجمين..محمية ومخزون للنباتات الطبية

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد

يقع جبل أبو رجمين شمالي مدينة تدمر وسط أراضٍ قاحلة ويبعد عنها 45 كم.. يرتفع عن سطح البحر 800- 1390م، ويصل معدل الأمطار فيه 200- 220مم,

جوه معتدل صيفاً وبارد جداً شتاء. وبناء على القرار رقم 10/ت تم إعلان منطقة أبو رجمين محمية بيئية حراجية متعددة الأغراض بمساحة تبلغ 45 ألف هكتار موزعة على ثلاث مناطق ومنها منطقة تشاركية، حيث تمت زيادة مساحة المحمية من ناحية المنطقة التشاركية حتى بلغت مساحة المحمية بشكل كامل 180 ألف هكتار. ‏‏‏‏
في الموقع مخزون وراثي متنوع ففيه العديد من النباتات والأشجار كالبطم الأطلسي والسويد والعديد من الطيور والحيوانات ومن أنواع الطيور: الحجل- الحمام البري- الدرج- الصقر- الباشق- العقاب- الغراب- النسر -الفري- الحباري- القطا- الحسون- الهدهد- السنونو- أبو سعد، وهي آخذة بالانقراض نتيجة تدهور الغطاء النباتي والصيد الجائر. ومن الحيوانات البرية: الذئاب- الضباع- الأرانب- الثعلب- الغريري- الشيب- أفاع وثعابين- عقارب وخنافس.‏‏‏‏
أما النباتات الحولية والمزهرة‏‏‏ فهي: الخزامى- الجعدة- الزعتر - الروثة- الصدر- الصديرة- القبا- الشيح- الأشنان - الحرمل- القيصوم- الحلبية- الخشخاش البري- العيصلان- النيتون وفيه القبار بأعداد قليلة على أطراف المحمية.‏‏‏‏
لقد جاء قرار إنشاء المحمية البيئية في جبل أبو رجمين نتيجة وجود نظام بيئي مهدد بالانقراض وهو عبارة عن البطم الأطلسي مع مرفقاته والذي يعتبر بقايا لنظام غابات المناطق الجافة ضمن البادية السورية وتأتي أهميته من وجود أشجار معمرة استطاعت التكيف مع المناخ المحلي السائد.
‏

ومن خلال الزيارات الميدانية لجبل أبو رجمين لوحظ:‏
- تعديات كبيرة من قبل السكان إما بالرعي أو الاحتطاب وكذلك زيادة الحمولة الرعوية على إمكانية طاقة المرعى.‏
- لا تجدد طبيعياً في المنطقة رغم إمكانية التجدد الطبيعي الذي يجب أن يكون بشكل كبير وذلك بسبب عدم وجود أي حماية لمنطقة النواة وهذا يخالف القرار رقم 10/ت بإصدار قرار المحمية المادة رقم 13 القاضية بخضوع منطقة النواة لنظام حماية جبل صارم.‏
يستقر السكان بشكل شبه دائم في منطقة النواة ومنطقة الوقاية معظم أيام السنة وفي بعض شهور الشتاء ينتقلون إلى المنطقة التشاركية ويؤثر وجودهم في منطقة النواة في النظام البيئي وإمكانية التجدد الطبيعي.
ولوحظ أيضاً عدم وجود خدمات للسكان كبديل من الأحطاب للتدفئة ومدارس ومستوصفات وغيرها، ويعاني معظم السكان الفقر ولذلك يتم ارسال نواتج تقليم الأشجار الحراجية من المحافظات المجاورة.‏

- وجود تعديات في المنطقة مثل زراعة أشجار مثمرة وبناء مساكن من الاسمنت.‏
- تعود ملكية رؤوس الأغنام غالباً لأشخاص لا ينتمون للجبل ويعمل سكان الجبل رعاة عندهم، ثم إن نظام مشاعية الرعي يسمح لكل البدو الذين في محيط المنطقة بالرعي داخلها ما يزيد الحمولة الرعوية ويؤثر سلباً في المنطقة. ‏‏‏‏
من خلال المسح الاجتماعي لكامل منطقة الجبل من قبل لجنة مختصة كانت النتائج التالية: ‏‏‏‏
عدد المواقع 27 موقعاً: أم سيور- عصيان- قليع- قطقط- نقرة فاضل- مطاوع- نصر الله- تركماني- مبنى سليم- وادي المزبد- الوعرة- سطيح- دبيس شرقي- القطار-البويرة- بدر- الميدان- الرفاعي- النشمي- حوايا الشمس- الهبية- المجرودة- وادي السكنة- الميدان الهبيط- المسطح- المزرعة- الأخضير دبيس شرقي- رسم العبد- جبل المراه الرهاوي- قطقط, المراح من جهة شمسين- أم ركبة.‏‏‏ ولوحظت 604 عائلات في الجبل وعدد أفرادها 3594 نسمة وتبين أيضاً وجود 351 بيتاً من الحجر و471 بيتاً من الشعر ما يدل على كثرة التنقل وعدم الاستقرار في منطقة واحدة.‏‏‏‏
في بداية المسح الاجتماعي والاقتصادي لم يتقبل السكان الفكرة خوفاً من فكرة الاستيلاء على الأرض وطردهم منها وتشريدهم ولكن بعد شرح مضمون المسح بدا التجاوب كبيراً من السكان فيما عدا بعض الأفراد.‏
بناء على تكليف من السيد مدير الزراعة تم تشكيل لجنة فنية من مصلحة الحراج ومصلحة الهندسة لتحديد مواقع تصلح لبناء قرى نموذجية في المنطقة. وقد وجدت عدة مناطق تطابق المواصفات وهي حسب الأفضلية:‏‏‏‏
حوايا الشمس- السطيح- بئر فايز- قطقط باتجاه جبل اللايدة- وغيرها.‏‏‏‏
وبعد دراسة وزارة الزراعة ومصلحة الهندسة تم إقرار بناء قرية نموذجية في منطقة حوايا الشمس وتزويدها بالخدمات الضرورية وتم البدء بتأسيس البنى التحتية بتكلفة 7 ملايين ليرة من أصل 50 مليوناً لبناء 50 مسكناً (يتألف كل منها من غرفتين ومضافة) وهي من الحجر المتوافر في المنطقة وحول كل منها دونم تصوينة للمواشي.‏
ومن خلال أعمال الحماية لمحمية أبو رجمين سوف تتم إعادة الغطاء النباتي لذلك الجبل من خلال التجدد الطبيعي وإعادة الحياة البرية إليها بالتشارك مع السكان المحليين.
‏

أما الشروط التي تمت مراعاتها عند إعداد الدراسة الفنية التخطيطية للقرية فهي:‏
الاعتماد على مواد البناء الطبيعية في المنطقة كالحجارة والبحص السيلي وتأمين خصوصية لكل مسكن على حدة بما يتناسب والحياة الاجتماعية للسكان وكذلك الابتعاد عن إدخال وتنفيذ طرقات معبدة تسيء إلى طبيعة المحمية وتزويد المساكن بخلايا شمسية لتسخين المياه والابتعاد عن استخدام المحروقات.‏
ولا ننسى أيضاً المحمية الطبية في أبو رجمين التي تقع في منطقة جبلية تبعد عن تدمر باتجاه الشمال الغربي نحو 30كم، تمتد على مساحة واسعة من الأراضي وتمتاز بطبيعتها الباردة شتاء والمعتدلة صيفاً وتضم أشجاراً قديمة من البطم تصل أعمارها إلى مئات السنين كما تحتوي على العديد من النباتات الطبية والحيوانات البرية.‏‏‏‏

باركك الله

Wink

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد
أختي الروحيّة الغالية
زهراء
نفتقد مروركم في بعض الأحيان.. لكنّكم أخوتي حاضرون دوماً في قلوبنا
بارككم المولى

» النظارة الطبية...بداياتها
» أكبــــــــــر مجموعة من المواقع الطبية
» قبل أن تذهب إلى العيادات الطبية تعـرّف على لغة جسدك
» تخريج دفعة جديدة من الكوادر الطبية
» باحث في معهد الدراسات الإسماعيلية يحاضر حول الرؤى الإسلامية حول الأخلاق الطبية