الكعبة

الكعبة



البروفسور عظيم ناجي
تم نشر هذه المقالة في موسوعة الحضارة الإسلامية في القرون الوسطى- المجلد الأول، صفحة 429-431 تحرير جوزيف ميري، روتليج (نيويورك- لندن،2006).

موجز
الكعبة الواقعة في مكة المكرمة، تعد من أهم المواقع بالنسبة للمسلمين، وهي قبلة المصلين في العالم أجمع أثناء أدائهم شعائر الصلاة يومياً، والموقع المركزي لشعائر الحج. وتعد وفقاً للتقليد الإسلامي أول مكان للعبادة.

الكعبة

يُشار إلى البناء والمناطق المحيطة به في مكة، والذي يحوي أيضاً المسجد الكبير،في القرآن وبالتالي في التقليد الإسلامي كبيت الله والمسجد الحرام. إن الكعبة قبلة المصلين في صلاتهم والموقع المركزي لشعائر الحج وكما في ذلك العمرة. تُؤدى شعائر الحج خلال فترة ثابتة من شهر محدد، بينما تؤدى شعائر العمرة في أي وقت أخر.
خلال العصور السابقة للإسلام، اُعتبرت الكعبة كضريح ومكان مقدس(حرام). و كانت القبائل العربية وغيرها، تقوم برحلة الحج سنوياً إلى المكان المقدس وإجلال الآلهة القبلية المتوارثة التي تضمن على عدة آلهة وإلاهات. فكانت الأصنام التي تمثل تلك الآلهة توضع في الكعبة و غالباً ما رافقت طقوس الزيارة، أجواء من الموسيقى والرقص وإنشاد الشعر.

أجبر النبي محمد على مغادرة مكة كنتيجة للمعارضة التي واجهها بسبب تبشيره و نشاطاته ضد العديد من الممارسات والقيم القبلية وادعائه بأنه رسول الوحي الجديد. هاجر النبي محمد إلى المدينة في عام 622 م، لكنه بعد ذلك فاوض لتولي شعائر الحج إلى مكة مع أتباعه.

وفي عام 629م خضعت مكة لحكم الرسول، وتمكن من دخولها بطريقة سلمية و تطهير الكعبة من أصنامها. معيداً بذلك مكة المكرمة إلى دورها الأصل كرمز للإيمان التوحيدي ومؤكداً مكانتها كمكان للحج، الحج الذي أُسس باعتباره مشعراً هاماً في دين الإسلام الجديد. كما ربط النبي محمد الكعبة بالنبي إبراهيم، الذي يعتقد بأنه تمكن هنالك- مع زوجته هاجر و ابنه إسماعيل- من تأسيس مكان للعبادة هناك. وتبعاً للتقليد الإسلامي تعد مكة أول مكان للعبادة. إن شعائر الحج المتبعة قد سنها النبي أيضاً، وبذلك تم ربط مكة بالمراكز القريبة الأخرى لتكوين مجموع شعائر الحج. الكعبة البناء شبه المكعب، غير المنتظم، هي تقريباُ بارتفاع 15متراً و طول 10 أمتار و عرض 12متراً. اصطفت أركانه الأربعة بموازاة الأطراف الأربعة للبوصلة. في أحد الأركان الأربعة، وفي كوة فضية يتوضع الحجر الأسود، و الذي يعتقد بأن له أصل إعجازي وقديم. يقوم الحجاج عادة بتقبيل أو لمس الحجر الأسود، ويبدؤون بالطواف حول الكعبة أثناء شعائر الحج بدءاً من هذه النقطة. تكسي الكعبة عادة بغطاء حريري أسود، مطرز بآيات قرآنية؛ يدعى الكسوة. ويتمُ استبداله سنوياً، نشأ هذا التقليد في التاريخ الإسلامي في فترة القرون الوسطى. وللكعبة مدخل واحد و الداخل فارغ، لكنه ينظف عادة ويكنس في طقس يسبق فريضة الحج.

يقع مقام سيدنا إبراهيم خارج الكعبة. يشير التقليد الإسلامي، أن الله سبحانه وتعالى أشار إلى سيدنا إبراهيم لبناء الكعبة، كمكان للعبادة. يقع في الجوار، إلى الشرق تماماً من الكعبة، بئر زمزم، الذي يمثل الصلة بالتقليد الإبراهيمي حيث انبجس الماء صاعداً بفضل الله استجابة لصلوات هاجر الحارة. وتُنقل حالياً مياه زمزم، من خلال نظام أنابيب حديث، مما أتاح المياه لجميع الحجاج، كعادة إسلامية قديمة.

إن رمزية و أهمية الكعبة حية في التقليد الإسلامي الباطني، حيث تحتل فيه دوراً كونياً كمركز الأرض. مع من أن الكعبة تمثل القبلة( جهة المصلين في صلاتهم) ، فإن المسلمين يدفنون موتاهم باتجاه الكعبة.

مشكور