منتدى الباحث الإسماعيلي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الباحث الإسماعيلي

موقع شخصي وغير رسمي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» خمس رسائل إسماعيلية - تحقيق عارف تامر
بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 8:10 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» كتاب شجرة اليقين للداعي عبدان - تحقيق الدكتور عارف تامر
بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 8:09 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» منخبات اسماعيلية
بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 8:08 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» كتاب الطهارة للقاضي النعمان
بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 7:27 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» كتاب مصابيح في اثبات الامامة للداعي الكرماني
بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم Icon_minitimeالخميس أغسطس 31, 2023 8:07 pm من طرف همداني

» كتاب سرائر وأسرار النطقاء لـ جعفر بن منصور اليمن /نرجو التدقيق
بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم Icon_minitimeالخميس أغسطس 31, 2023 8:05 pm من طرف همداني

» كتاب نهج البلاغة للامام علي عليه السلام
بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 11, 2023 9:48 pm من طرف ابو محمد الكيميائي

» ارحب بالاخ حسين حسن
بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم Icon_minitimeالأربعاء يوليو 27, 2022 5:12 am من طرف الصقر

» كتاب دعائم الاسلام
بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 01, 2022 6:16 am من طرف همداني

المواقع الرسمية للاسماعيلية الآغاخانية

 

 بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم Empty
مُساهمةموضوع: بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم   بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 19, 2011 11:00 am

البروفسور عظيم ناجي
’الموسوعة العربية‘Tome XXXVIII، ١٩٩٠، الصفحات من ٢٣٤ حتى ٢٣٩.


موجز


يشرح المؤلف في هذا المقال ثلاثة مواضيع مترابطة لتوضيح طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم ضمن سياق أوسع من الأدب الإسلامي وتعابير الشريعة في العصور الوسطى. أولها، يضع المؤلف مفهوم الإمامة ضمن مناقشة واسعة لمؤسسات العدالة الاجتماعية في العالم الإسلامي والتي عَبر عنها الفاطميون من خلال كتابات قانونية و فقهية وفلسفية. ثم يتابع المقال توضيح كيف تمكنت هذه الكتابات، وعلاقتها بالمفاهيم الموروثة من التاريخ، من أن تعكس العلاقة بين نجاح وفشل نظام سياسي. وفي الختام، يحلل المقال ترابط الحوارات التعددية للفترة ويحاول توضيح معنى ’فلسفة التاريخ‘ للإسماعيليين الفاطميين.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم   بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 19, 2011 11:01 am

مقدمة

يميل النقاش عن الحرب والعدالة، كما يشير إليه مايكل والزر في دراسته، ’الحروب العادلة والظالمة‘ ١، في كثير من الأحيان أن يكون بلغة القانون. وهذا له أهمية خاصة في حالة الإسلام في العصور الوسطى، حيث الأعمال القانونية التي تستخدم لغة الفقه، هي الأدوات الأساسية للتعامل مع القضايا المتعلقة بفن الحكم والحرب وسلوك الحكام. يناقش جيب، من بين الآخرين، بأن فقهاء السنّة، مثل الماوردي، سعوا إلى ترشيد العمليات التاريخية، في إطار من الهيكل المقرر للقانون والحفاظ بذلك، إن لم يكن في الواقع، على الأقل من الناحية النظرية، على أولوية الشريعة، في المسائل المتعلقة بالسلطة والإدارة في الدولة ٢. تسلط هذه النقطة أيضاً الضوء على المركزية التي قدمت من خلالها الأعمال القانونية التي ناقش فيها الفقهاء موضوع العدالة. يكشف مثل هذا التأكيد على تعريف المفاهيم الإسلامية في حالة المفردات القانونية فقط وغالباً مايتجاهل الدلالات التي يمكن أن يكشف عنها استخدام الخيار الأوسع من التعبير.


في التعامل مع ما يسمى بـ ’طبيعة الحوار الإسماعيلي‘، آمل أن أقترح كيف يمكن للمرء أن يدرس الأنواع المختلفة من المصادر للتركيز على ثلاثة مواضيع مترابطة. وكما اقترح جيب أيضاً، فإن المفاهيم الرئيسية لأمير المؤمنين و الإمامة، ليست سنّية ضيقة ولا شيعية خالصة، لأنه كما يقول، ’تتضمن الصيغ المعقدة، والتي تشابكت ضمنها أبسط المبادئ لخدمة المدارس الفكرية المتنافسة، قناعة إسلامية مشتركة تتجاوز كل الخلافات العقائدية السطحية‘ ٣. يتفق الجميع على أن مفهوم الإمامة هو عنصر أساسي في تنظيم مفاهيم النظام الاجتماعي والعدالة الإسلامية في القرون الوسطى. سوف يدرس هذا المقال في موضوعه الأول على كيفية تعريف الفكر الإسماعيلي لهذا المفهوم بالإعتماد على مفاهيم العدالة والظلم ومن ثم يقترح كيف يمكن أن تستخدم الإفتراضات الضمنية في أنماط الكتابة المختلفة - القانونية والفقهية أو الفلسفية، لتعريف هذا المفهوم.

ورث الكتاب الفاطميون، على غرار معاصريهم من الكتّاب، مفاهيم معينة حول أنماط مثالية للتاريخ، وكيف يمكن أن تظهر هذه المفاهيم في التاريخ الإسلامي مجسدة مفاهيم العدالة. يدرس هذا المنشور في موضوعه الثاني كيف تعكس الكتابات الإسماعيلية، من خلال هذا المنظور عن التاريخ، العلاقة بين نجاح وفشل النظام السياسي العادل. أود بشكل خاص أن أركز على تحليل أوصاف النجاحات كتلك التي للداعي الفاطمي، أبو عبد الله الشيعي (المتوفي عام ٩١١) في المغرب والدلالات الخاصة، المتعلقة بالأعمال الإسماعيلية مثل ’إفتتاح الدعوة‘ وحتى التصورات حول تطبيق المثل العليا المنعكسة في الجهود الإسماعيلية المبذولة لإنشاء نظامهم.

يتضمن الموضوع الثالث تحليلاً للترابط بين ما اصطلح على تسميته بالمجاز والسياق في الفكر الإسماعيلي. يناقش المنشور أنه في حالة الإسماعيلية، فإنه لايمكن التعامل مع ’لغة القانون‘ (الفقه) و’لغة المجاز‘( الحقائق) على أنها مجالات منفصلة، ذات معاني وقواعد مختلفة ومستقلة. تعتبر هذه الطبيعة الثنائية للفكر الإسماعيلي غالباً مشكلة بالنسبة لمؤرخي الحركة. عوضاً عن ذلك، ينبغي أن يُنظر إليها بإعتبارها انعكاساً لطبيعة الجمع في الحوار الذي يستخدمه الفكر الإسماعيلي، وعندما تدرسان معاً بالنسبة لعلاقتها مع بعضها البعض، فإن هذا يمد ويثري معرفتنا حول الفكر الإسماعيلي التاريخي والقانوني كإمتداد وتفصيل لما يمكن تسميته ’فلسفه التاريخ‘، وهذا يعني، شرحهم لمبادئ الإسلام والأعمال التي تم من خلالها تنفيذ هذه الأسس عبر التاريخ.يمكّننا مثل هذا التحليل من فهم كيف تمت مواجهة المفاهيم المطلقة مثل العدل والظلم والدفاع عنها في سياق الحياة الأخلاقية والسياسية، وكيف يتم تكوين النماذج من توثيق الأحداث عبر استراتيجيات لغوية محددة.


نموذج الإمامة ومفهوم النظام العادل

يعرف الفقيه والكاتب الفاطمي القاضي النعمان (المتوفي عام ٩٧٤) في القسم المتعلق بالجهاد في كتابه ’دعائم الإسلام‘٤، أولي الأمر (من الأية القرآنية ٤:٥٩)، ’بالأئمة (من بيت النبي محمد) أصحاب الأمر، بكليته‘. هذا التعريف الشيعي والإسماعيلي المعروف جيداً للإمامة، هو بالطبع امتداد لشرحه الأولي لمفهوم الولاية، مستخدماً الإخلاص والطاعة لأولئك الأئمة الذين يعتبرهم الإسماعيليون بأنهم القادة الأحق للمسلمين. يمضي القاضي النعمان في مناقشة وتفنيد الإدعاءات التي وضعت من قبل جماعات أخرى من الأمة ٥، في محاولة منه لبرهان مطالب الإمام علي والإمامة الإسماعيلية.

إذا نظر إلى نقاش القاضي النعمان في سياق الأعمال الفقهية حول الأنماط الإسلامية للحكم مثل أعمال الماوردي وابن الفرا، فإنه يمكن للمرء أن يدرك الآثار الكامنة في تفنيده للأنظمة السياسية المسلمة القائمة، كتلك التي للعباسيين.سعى النعمان من خلال محاولته تقويض شرعية هذه الأنظمة السياسية على أساس من القرآن والسنّة للدفاع عن محاولة الإسماعيليين لإزاحتها. إذا فهمت أعمال الماوردي وابن الفرا من وجهة نظر تهديدات البويهيين لسيادة العباسيين، فإن عمل النعمان يعكس تطلعات الفاطميين في المطالبة بالسيادة وتبرير هكذامحاولة وفق الأسس المعيارية الموجودة أصلاً بوصفها مفردات الخطاب الإسلامي القانوني.وهنا يغدو التعبير عن مفهوم القيادة ودور الإمام بوصفه راعياً للعدالة ذو أرضية فقهية مشترك بين الكتاب السنة والشيعة.

بالنظر إلى كون ’الولاية‘ مفروضة وواجبة إلهياً، فإنه يتوجب وضع مبدأ العمل الديني ومهام الإمام فيها وفقاً للسياق الإسماعيلي. يناقش الفيلسوف والداعي الكرماني (المتوفي عام ١٠٢٠)، والذي عاش في عهد الحاكم (٩٦٦-١٠٢١)، بدمج الأساس الفلسفي للإسماعيلية مع جوانبها الفقهية ٦. وبالنسبة له فإن جوهر الحكم ينطوي على تنظيم البشر بكل آراءهم وتحيزاتهم الفردية التي يمثلونها في نظام مفروض إلهياً. إذا فهم هذا النظام وتم اتباعه فإن المجتمع ككل سيعكس انتظاماً أكبر وبالتالي المزيد من السعادة.وظيفة الإمام وفقاً للكرماني هي تفسير عناصر الوحي الإلهي بحيث يكون لكل منها مكانه المناسب ضمن الوحدة الكلية، مفترضاً بذلك بأن البشر والمجتمع سوف يجدوا التوازن السليم في القضايا المادية والروحية. وهنا تغدو العدالة تعبيراً عن حالة التوازن هذه، على كلا الصعيدين الفردي والمجتمعي. تعم العدالة وتغدو بأفضل وجه عندما يمسك الإمام الحق بكلا السلطتين ’الزمنية‘ و’الروحية‘، حيث أن المثالية تمثل اندماج الأهداف الفردية بالخلاص مع الأهداف الجماعية بالوصول للمجتمع ’العادل‘.

نجد في البناء الفقهي للنعمان، فضلاً عن الشرح الفلسفي للكرماني، مجموعة أشكال رمزية مستمدة من اللغة التقليدية للمصادر الإسلامية، تعلل مفهوم الإمامة وتربط إنجازات العدالة في المجتمعمع الدور المحوري للإمام في تشكيل النظام السياسي الإسلامي. يوفر هذا التصور الأساس لتحليل الكيفية التي كانت لتطبق بها مبادئ العدل و’النظام الجديد‘في المجتمع والذي أمل الفاطميون بتنصيبه في العالم الإسلامي في ذلك الوقت.


تأسيس المجتمع العادل

إن الدعوة هي الأداة التي يمكن بواسطتها أن تتحقق شروط العدالة في المجتمع.فللدعوة هدفان: ترسيخ ذاتها في المناطق التي يمكن تطوير الولاء لقضيتها، وخلق مجتمعات نموذجية تعكس التطلعات الإسلامية للعدالة.تطلبت هذه الأهداف عدداً من الجهود السياسية والعسكرية والتعليمية.وبهذه الطريقة يمكن تحقيق إتحاد من هذه المجتمعات، يوحدها إيمانها وولاءها ’للإمام‘ و’الدعوة‘ ومجموعة مشتركة من القيم والمؤسسات.

يقدم نجاح الداعي أبو عبد الله الشيعي بين البربر في المغرب مثالاً مهماً عن كيفية تشكل هكذا جماعة وكيف جسدت مفاهيم مجتمع جديد وعادل. يصف النعمان٧ في كتابه ’إفتتاح الدعوة‘، وهو تأريخ أساسي لتاريخ نشوء الدولة الفاطمية، الخطوات التي اتبعها الشيعي:

1.عندما كان يحج إلى مكة، قام الشيعي بإتصالات مع حجاج كتامة، وهم مجموعة بربرية، والذين كان من بينهم بعض من المعروفين بأنهم مؤيدي الشيعي، وأنشأ أرضية مشتركة معهم من حيث الولاء لأهل البيت.
2.طلب معلومات مفصلة عن الأوضاع في المغرب وبالأخص في منطقتهم الخاصة وإلى أي درجة تمتعوا بالحكم الذاتي والإستقلال تحت سيطرة الأغالبة عليهم.
3.قَبل دعوتهم للحضور إلى منطقتهم كمعلم ديني.

تكشف العملية اللاحقة من التعليم وتنظيم المجتمع أيضاً عن نموذج معين :
1.كانت تعليماته تهدف بشكل عام على التأكيد على المبادئ الأساسية للشيعي لكنه شدد على فكرة المهدي المنتظر.
2.أعاد تعريف الهوية والبنية الإجتماعية لكتامة بإعادة تسمية اكجان، مقر إقامته، بدار الهجرة. قسم كتامة إلى سبعة مجموعات وعين لكل منها قائداً وفرض الإلتزام الصارم بواجبات الشريعة. حيث يشير كل عضو من أعضاء المجموعة إلى الآخر بـ ’أخونا‘، والجماعة ككل تقدم على أنها جماعة المؤمنين وتكون في مواجهة أولئك الذين يعارضونها، والذين تم تصنيفهم بغير المؤمنين.
وبالتالي هناك وعي ذاتي للعودة لنموذج النبي و’الأمة‘ المبكرة، والتي أصبحت نموذجاً لإنشاء أي نظام أخلاقي عادل. مثل هذا النظام الذي يلتزم بنمط سلمي ومثالي ’للأمة‘ التي أُسست ونظمت في عهد النبي، هو الأسلوب الذي يحدد بشكل مدروس التناقضات بين النظام الظالم الذي وجد قبل الإسلام، ومجموعة جديدة من القيم والمؤسسات التي تتسم بالعدالة، وتسبق ما كان يرغب الفاطميون في إحداثه في العالم الإسلامي في ذلك الوقت.تفترض مثل هذه الرؤية أيضاً التحدي والمعارضة مسبقاً. يبينالنعمان المعارضة التاريخية من الزعماء المحليين، وبعد ذلك من بلاط الأغالبة.وهذا تسبب في ’هجرة‘ الشيعي من اكجان إلى تزروت، والتي أصبحت دار الهجرة الجديد.

عندما وطد الشيعي سلطته وحصل على التضامن المطلوب لأهدافه بين جماعاته، قاد سلسلة من الحملات، والتي شُرّعت في سياق مبدأ الجهاد. وكانت ذروة هذه الإنتصارات هزيمة جيش الأغالبة والإستيلاء على رقادة في عام ٩٠٨. أُسقط اسم الخليفة العباسي من خطبة الجمعة، وصنعت نقود معدنية جديدة وانتظرت الجماعة الناشئة وصول المهدي.ولكن قبل ذلك، كان لا بد من تحريره من سجلماسة، حيث كان سجيناً. سعى الشيعي للقيام بذلك دبلوماسياً وعندما فشل، هاجم المدينة التي سقطت في النهاية. أثار ظهور المهدي، كما هو وضح النعمان، كل مشاعر الأمل والإنتصار التي مثلتها اللحظة وأصداء النبوءات المسجلة في التقاليد حول الحدث، وبالإشارة لقول النبي٨:

... سيكون المهدي من نسل فاطمة، سيدة نساء العالمين. سواء أتى بعد وقت قريب أو بعيد، سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً.

تعتمد التصورات الفكرية حول مفاهيم ’العدالة والظلم‘ المناقشة أعلاه على المواد الفقهية والتاريخية بشكل رئيسي، مثل كتابي ’الدعائم‘ و’الإفتتاح‘. يستمد أسلوب النقاش والشرح لكتاب ’الدعائم‘ من مفردات ’الفقه‘ ومنهجيته، في حين يستخدم كتاب ’الإفتتاح‘ أسلوب ولغة السجلات التاريخية. يضع كليهما تصوره الخاص عن النظام المسلم العادل اعتماداً على المفردات السائدة والمشتركة.


حقائق

يتمثل الخطاب الآخر في الكتابات الإسماعيلية ككتابات الكرماني، بما يعرف ’بالحقائق‘. وهي تلك الأعمال التي توظف ما أسميته ’لغة المجاز‘.انتقد معارضي الحركة هذا النوع من الإستخدام المجازي معتبرينه محاولة مفتعلة لحجب المعنى، وإعطاء زخرفة لا لزوم لها لأفكار بسيطة ولكن كما هو معروف، كان للغة المجاز في السياق الإسماعيلي العام دور مركزي في الخطاب الفكري،حيث أن للمجاز في أدب الحقائق دور عرّفه جوناثان كولر ’بمجاز المجازات، مجاز للمجازية‘٩، ولهذا المجاز القدرة على إحداث تحولات هامة جداً من الفكر والخبرة، والتي لا تتأثر باستراتيجيات لغوية ’للفقه‘ أو ’الطريقة‘، والتي تركز على كل من التعددية والغموض العفوي للغة.

على سبيل المثال، المجازان الرئيسيان في مناقشة المجتمع العادل في الفكر الإسماعيلي هما ’المهدي‘ و’القائم‘، حيث ترمز هاتين الشخصيتين إلى الإسقاط التاريخي المجازي للتاريخ الإسلامي كما عرف وفقاً للتصميم الأكبر المبني على أساس الغاية والإرادة الإلهية. يرمز التاريخ كعملية دورية تتميز بنمطين رئيسيين يتمثلان بدور الستر، وهو فترة الإخفاء والتدبير لتحقيق المجتمع العادل، ودور الظهور،حيث تتجلى مبادئ العدالة في المؤسسات التي تدعم ذلك. وبالتالي، ومن ناحية تاريخية وإنسانية، يعكس المجتمع خلال هاتين الفترتين نموذجاً من التاريخ، ينحسر فيه تيار العدالة ويرتفع من خلال كل مرحلة من مراحل الدورة.

ويمكن اعتبار المجازات التي هي الأساس لهذه النظرة التصنيفية للتاريخ، كعناصر تعطي بصمة دائمة للفهم الإسماعيلي لقدسية السلطة ولوجهة النظر بأنه حتى عندما تبدو العمليات التاريخية بأنها تحول دون تحقيق العدالة،فإن التعابير الكامنة في هذه الرموز تحتفظ بعالميتها. تصل المجازات في هذا الخصوص العالم الإجتماعي مع العالم المادي الكوني في سعي لتحقيق ’أعلى درجات الكمال‘، والتي تتخطى في النهاية فكرة العدالة، المرتبطة بزمان ومكان تاريخيين مجردين.


الخاتمة

إن هذه الدراسة ليست سوى محاولة أولية لتوضيح النقاش العام عن العدالة والظلم، وإن هدفها الرئيسي يتمثل في تبيان أن منحىً فكرياً كهذا يفهم بشكل أفضل كجزء من العلاقة الحوارية الموجودة بين الجوانب المتعددة للكتابة والتفكير فيالإسلام، والتي لايمكن اعتبار أي منها خالصاً أو معيارياً تماماً. تقدم النصوص الإسماعيلية القانونية والتاريخية والكتابات الباطنية شروحاً لبعضها البعض، وإن ترابط هذه الحقائق أساسي للوصول لرؤية متكاملة عن معاني وإمكانية العدالة واستمرار هذه المثالية في عالم غالباُ ما يكون غامضاً.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم   بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 19, 2011 11:02 am

المصدر
معهد الدراسات الإسماعيلية
تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سقراط
مشرف عام
سقراط


عدد الرسائل : 4740
تاريخ التسجيل : 06/03/2008

بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم   بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم Icon_minitimeالجمعة يوليو 22, 2011 7:35 am

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد
أخي الروحي الغالي مهنّد
متابعة غنيّة...
بارككم المولى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو علي ..
عضو ذهبي



عدد الرسائل : 57
تاريخ التسجيل : 07/02/2009

بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم   بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم Icon_minitimeالسبت يوليو 23, 2011 6:00 pm



شكرا لك مهند بنتظار الأكثر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم   بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم Icon_minitimeالأحد يوليو 24, 2011 11:06 am

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد
الأخ الروحي الغالي ابوعلي المحترم
الأخ الروحي الغالي سقراط المحترم
شكرا للمداخلة القيمة
تحياتي الطيبة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بين المجاز والسياق: طبيعة الحوار الإسماعيلي الفاطمي عن العدالة والظلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الباحث الإسماعيلي :: تاريخ الدعوة الإسماعيلية-
انتقل الى: