طفلك .... و كلماته الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد

لعلها أجمل لحظات العمر، حين نسمع أولى الحروف تتدفق من ثغر الطفل، فلكلماته إيقاع تطرب له آذان أهله ولمفرداته صدى يبعث السعادة والتفاؤل في أحضان منزله وينثر الفرح في قلوب متعطشة لعبارات رقيقة ملؤها العذوبة والبراءة، وعملية النطق عملية تحتاج إلى مجهود كبير من قبل الطفل والأهل معاً، ودونها لا يمكن للطفل التواصل اجتماعياً مع أقرانه وأسرته.

عيوب النطق والكلام‏

التلعثم، والتأتأة واللجلجة والحبسة والكلام التشنجي جميعها عيوب لفظية وظواهر منتشرة يعاني منها الكثير من الأطفال في شتى أنحاء العالم ويمكن ردها إلى أسباب عدة كما أشارت لها الاختصاصية التربوية جيداء الأحمد وصنفتها إلى نفسية وعضوية:‏
الأسباب النفسية:‏
الخوف والتوتر النفسي وضعف ثقة الطفل بنفسه وخوفه من النقد والسخرية والتشديد عليه من قبل الأهل في التأدب والتزام الصمت في حضرة الكبار وعدم السماح له بالمشاركة أو إبداء الرأي ومعاملته بالسخرية والتوبيخ عندما يخطئ في نطق أي كلمة.‏
الأسباب العضوية:‏
تشوه الأسنان وانشقاق الشفة أو قصر لجام اللسان وقد يكون السبب اضطراباً في آفة جهاز السمع ما يجعل الطفل محروماً من تقليد الأصوات التي يسمعها وقد يكون السبب في اضطراب النطق صغر حجم الدماغ أو إصابة مراكز النطق والذاكرة بعطب.‏

تصرفات شائعة تفاقم المشكلة‏

- تقوم بعض الأسر باستعمال كلمات مغلوطة وتشجيع أطفالهم على ترديدها من قبيل الدعابة أو الطرافة، ما يؤدي إلى تكريسها في ذاكرة الطفل مع مرور الأيام وعدم القدرة على تصحيحها.‏
- تجاهل الأهل لأطفالهم وعدم تشجيعهم على الكلام، فالطفل الذي لا يجد أذناً صاغية لكلامه وتعبيراته لا يحاول معاودة النطق ويفقد الرغبة في الكلام والتعبير عن رغباته باللغة.‏
- الدلال المفرط للطفل يقوده للتكاسل فهو ليس بحاجة لاستعمال اللغة للتعبير عن رغباته ويكتفي بالصراخ أو الإشارة لما يريد.‏

مسؤولية المدرسة في علاج المشكلة
‏
تحدثت الاختصاصية التربوية جيداء الأحمد عن مسؤولية المدرس والذي عليه أن يتودد إلى هذا الطفل المتلعثم ليجعله قريباً منه، فلا يخاطبه من على منصته العالية في غرفة الصف بل يقترب منه ويلاطفه دون أن يستعجله بالكلام ويطيب خاطره وهكذا مرة بعد أخرى يتحرر من تلعثمه وبزوال الرهبة تزول مسببات التلعثم وعلى المدرس أن يكثر من توجيه الأسئلة إلى هذا الطفل بمناسبة أو غير مناسبة ومن تشجعيه على الظهور في الاجتماعات العامة ومواجهة الناس.‏

كيف يمكن تجاوزها؟!‏

أفضل أنواع العلاج هو العلاج النفسي والذي غالباً يكون مصحوباً بالعلاج الكلامي المتمثل في إعادة التدريب على الكلام وأصول استعمالات الألفاظ والتعابير ولا يجب الاعتماد على طريقة واحدة للعلاج، فلابد من تآزر جميع الجهود والأساليب لهذه الغاية واتباع طرق حديثة كالعلاج بالموسيقا الذي يشير إليه علماء النفس مثل العزف على آلة معينة (القانون- العود- البيانو) لأن الأذن عندما تتعود على ضبط النغم تتعود على ضبط الأصوات، وتزداد ثقة العازف بنفسه، فينطلق اللسان من عقاله وتمرينه من ناحية أخرى على عمليتي الشهيق والزفير في الهواء الطلق حتى يستطيع الكلام مدة أطول.‏
ويجب أيضاً إصلاح الآفات العضوية إن وجدت بالفم والبلعوم ودعم الطفل نفسياً وتقوية ثقته بنفسه وبالآخرين وذلك بعدم السخرية منه وتدريبه على تحضير دروسه بصورة أفضل قبل ذهابه للمدرسة وإبعاده عن الكلمات التي تؤدي للسخرية منه ما أمكن.‏
صعوبة النطق عند الأطفال مشكلة لا يجب الاستهانة بها أو تجاهلها وعلى الأهل التحلي بالصبر والمثابرة لتجاوزها وعلاجها، فالنطق السليم يرسم ملامح شخصية سليمة وقوية قادرة على المساهمة في بناء المجتمع وازدهاره.‏

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد
الأخ الروحي الغالي سقراط المحترم
شكرا لمعلومات الطفولة القيمة
تحياتي الطيبة

باركك الله
Smile

» فرع لمؤسسة التمويل الصغير الأولى في حمص
» الكذب عند طفلك
» هل يلعب طفلك ؟
» ..:::.. نصائح لكي تساعدي طفلك علي التكلم ..:::..
» كلمآت مسروقه من دفتر طفلك