الطفل .. وخوفه من المدرسة

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد

بعض الأطفال قد ترهبهم المدرسة والبعض الآخر قد يتجاوز هذه المخاوف حيث يرون أنها فرصة رائعة لاكتساب صداقات جديدة والاستفادة، ولكن هناك فئة كبيرة من الأطفال تزداد مخاوفهم مع الأيام من المدرسة ما يؤدي إلى آثار سلبية على صحتهم وسلوكياتهم، فعندما تلاحظ الأم تغيرات في سلوكيات طفلها مع بداية المدرسة عليها التأكد من الأسباب التي دفعت الطفل إلى التصرف بشكل غير اعتيادي.‏

أعراض الخوف من المدرسة‏

ومن هذه الأعراض التي تغلب على الأطفال في بداية دخول المدرسة التوتر والانزعاج، شحوب الوجه، التعرق، برودة في الأطراف، آلام البطن، تقلص العضلات، القيء، والأحلام المزعجة، هذه الأعراض الجسدية التي ليس لها سبب عضوي، لأنها تنتهي بمجرد لجوء الطفل إلى البيت حيث الطمأنينة والاستقرار والهدوء.‏

الأسباب‏

وهذه المخاوف لا تخلق مع الطفل، بل يكتسبها من أسلوب التربية وتكون المدرسة هي نقطة الاصطدام لمواجهة أشخاص غرباء يشاركون الأم والأب السيطرة، بالإضافة إلى رؤية أطفال أو أصدقاء جدد يشاركهم في اللعب والدراسة والمكان، فيظن أنه استبدل مكان أخيه وأخته بزملاء الدراسة الذي يقضي أكثر وقت ممكن معهم.‏
ومن الأسباب المكتسبة التي تنمي صفة الخوف عند الطفل التدليل الزائد وذلك بالخضوع التام لطلبات الطفل وتحقيق رغباته في شراء كل مايريده ومرافقة الأم والأب دائماً، والتعلق بهم عند الخروج لزيارة أحد الأصدقاء والامتناع عن مشاركة الأطفال في اللعب أو غيرها من النشاطات.‏
قلق الأم المفرط على طفلها يجعلها أسيرة في هذا العالم، فالطفل هنا لايرى والدته فهي تمسك يده دائماً عند مرافقتها له وتعامله كطفل عمره أشهر قليلة، فالطفل بحاجة إلى تدريب على المسؤوليات والاعتماد على النفس كترتيب أغراضه، جلب كوب ماء.. محاولة أن يخدم نفسه، هذه الأشياء البسيطة تدربه لأن يكون طفلاً يعرف القليل من الاستقلالية لبناء شخصيته.‏
أيضاً العقاب منذ الصغر له ردود فعل قوية على نفسية الطفل ، تشعره بالخوف.‏
أما التحقير فهو من أكثر الصدمات النفسية عندالطفل وقد تنمو آثاره معه وتلتصق به هذه الصفة فتؤدي إلى عدم الثقة بالنفس وكره المجتمع وعدم الاختلاط.‏
وهنالك أيضاً أسباب أخرى مثل المواقف المؤلمة التي قد يتعرض لها في المدرسة والخلافات الأسرية الدائمة إلى غير ذلك من الأسباب، فالمعاملة العنيفة تخلق طفلاً سلبياً لا يحب الاختلاط.‏

نصائح للأهل‏

ولتخطي مخاوف القلق والخوف عند الطفل على الأهل عليهم اتخاذ بعض الإجراءات لمساعدة طفلهم وذلك بتشجيعه للذهاب إلى المدرسة وإظهار الإيجابيات الجميلة والمفرحة التي يحبها الطفل كاللعب والغناء والرياضة ومشاهدة فيديو، ورواية القصص.. إلخ. وهنا يجب على الأهل عدم الانصات إلى شكاوى الطفل الدائمة وخلقه للأعذار المرضية غير الظاهرة، محاولاً إقناع والديه بالمكوث في المنزل، لا تجعلي الطفل يشعر أنك تقلقين عليه، فإذا بوادر الخوف ظهرت عليك فكيف بالطفل الصغير، لا تكثري الأسئلة عليه عند رجوعه من المدرسة، أثني على نجاحه في الذهاب إلى المدرسة وقدمي له أي شيء تشجيعي هدية أو طبقاً يحبه أو الذهاب في نزهة، قولي له إن المدرسة هي البيت الثاني الذي يهتم بك يعلمك الرياضة والموسيقا والأناشيد وتتعرف على أصدقاء لتلعب معهم وتحتفل معهم بأعياد الميلاد.‏

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد

وفي الموضوع ذاته

الإجازة الصيفية تلامس نهايتها وموسم العودة إلى العمل والمدارس أوشك أن يبدأ .
لكن الانتقال - خصوصاً بالنسبة للأطفال - من مرحلة اللهو واللعب والتسلية ، إلى مرحلة الدراسة والجدية والانضباط لا يكون ناجحاً إلا إذا مر بمرحلةتحضيرية تشكل فاصلاً بين موسم الإجازة وموسم الدراسة.‏‏‏
و الأم مسؤولة عن جعل هذه المرحلة ناجحة فعلاً من خلال وضع بعض القوانين موضع التنفيذ لتسهيل التكيف مع قوانين المدرسة‏‏‏

ما هي الأمور التي يجب التوقف عندها وتنظيمها؟‏‏‏

أولاً موعد الخلود إلى النوم ... من المعروف أن إجازة الصيف تتيح للأسرة الانتقال من المنزل إلى أماكن أخرى ، قد تكون هذه الأماكن بلداناًجديدة أو مصايف لها ظروفها ، وعلى هذه الأسر بكل أفرادها التمتع بما يقدم لهم من أجل إجازة ناجحة، ولعل حسب مفهومنا الشرقي والعربي تحديداً أهم شروط التمتع بالإجازة هو التفلت من النظام اليومي للحياة والسهر حتى مطلع الفجر.‏‏‏
الأطفال يخضعون بدورهم لهذا البرنامج ويسهرون ويمارسون عادات الكبار في الطعام والتجول .‏‏‏
هذه التجاوزات التي يسمح بها في الإجازة لاتتناسب إطلاقاً ونظام الدرس والجدية ، لذلك عليك تعويدهم تدريجياً على العودة إلى الموعد الملائم للنوم ، وهو موعد يجب التقيد به بحزم ، لأن النوم يشكل أهم عوامل النمو السليم للأطفال ، وكذلك يبقى مقوياً ومحصناًلجهاز المناعة لديهم ، فلن تكون متابعتهم الدراسية جيدة وناجحة إذا لم يحصلوا على قسط كاف من النوم .‏‏‏

ثانياً : مواعيد تناول الوجبات، وموعد الدرس والمذاكرة.‏‏‏
كما يخضع موعد النوم للفوضى في الصيف ، كذلك مواعيد تناول الوجبات تخضع لمزاجية الإجازة . من الضروري إعادة الأمور إلى نصابها لتنظيم الحياة وتأمين إنتاجية كافية في الدراسة‏‏‏

ثالثاً : إعادة انخراطهم في جو الدرس ، حققي ذلك عن طريق التحضير لبدء العام الدراسي من حيث تحضير الكتب والدفاتر والحقائب وما يرافقها من قرطاسية، احرصي أن يشاركك الطفل ذاته في اختيارها ، دورك هو تعويده على الاختيار الصائب من دون ضغط حتى يكتسب القدرة على التصرف الذاتي . إن اختياره للألوان وللأغراض التي يحب ينعكس حباً للمدرسة وللدرس وبالتالي للنجاح .‏‏‏

رابعا:ً أعيدي إلى أطفالك عادة التعاطي بالكتب ، فإذا تعذر عليك ذلك خلال إجازة الصيف ، احرصي على أن تمضي ساعة قراءة برفقة أطفالك تقرئين لهم فيها قصة وتزرعين في نفوسهم عادة المطالعة المفيدة جداً لهم ....‏‏‏
إن النجاح في التكيف السريع مع المدرسة في بداية موسمها الجديد يعتمد على مرحلة تحضيرية ناجحة تعدينها بنفسك وتفرضين الالتزام بضوابطها ، لأنها تساعد على العودة السريعة إلى نظام الدراسة دون مشكلات جدية ، سواء على صعيد الصحة الجسدية أو الاستعداد النفسي والفكري.

باركك الله

» أول أيام المدرسة ...
» شخصيّات طُردت من المدرسة
» لماذا يرسب الطلاب في المدرسة؟
» مراقبة نمو الطفل
» الطفل والعصفور