سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: المرأة... بين الريف والمدينة..المفارقة الصعبة الخميس سبتمبر 22, 2011 3:54 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد
لطالما كنا ننظر إلى صورة الريف على أنها مزيج من الهدوء والهواء النقي ومنظر جميل يبعث في النفس الراحة والطمأنينة هذه هي النظرة بالعموم لكن ماذا لو دققنا في تفاصيل تلك الصورة وقرأنا ملامحها بتمعن، ولاسيما إذا أردنا الحديث عن المرأة فسنجد الكثير مما تخفيه تلك الصور ومما يجهله كثر فهل لها أن تتخيل المرأة المتمدنة كم تعانيه قرينتها في الريف؟ هي مفارقة صعبة بلا شك ولا يمكن وضع إحداهن مكان الأخرى ولكن لأجل التعريف وحث الغير على التفكير بما لديه ولا يمكن للآخر امتلاكه. هي امرأة ورجل.. في ريف المنطقة الشرقية تعمل النساء في الأرض (الفلاحة) أكثر من 8 ساعات تحت شمس الصيف وصقيع الشتاء حتى إن الرجل يعجز عن عمل يقطع الأنفاس كهذا وترعى أطفالها وتقوم بالواجبات المنزلية بما في ذلك رعاية الحيوانات الداجنة والمواشي وغير ذلك، وهي بذلك تكون أخذت جميع الأدوار فالمرأة في الريف تعدت كل المحاولات لتقسيم الأدوار بين الرجل والمرأة كتقسيم العمل بين هذا للرجل وذاك للمرأة هذا العمل ليس مجرد فرض مجتمعي تضطر المرأة لمجاراته خوفاً من أحد بل عمل مدموج بأفكار خلاقة تفرض به المرأة احترامها على الجميع وهو نابع من فكرة «العمل بشرف» هذا هو المبدأ لكل عمل وهو ما أجابت به إحداهن بالقول: «أعمل بشرفي ولا أسأل عن العالم بأسره». أفكار كثيرة قيد فيها المجتمع الشرقي المرأة الشرقية عموماً وكثيراً ما نسمع أقوالاً مثل «الرجل لا يعيبه شيء» أما المرأة فمحاسبة على كل شيء والحديث يطول عن المرأة الريفية بما ضيق عليها المجتمع كإجبارها على الزواج من المقربين في كثير من الأحيان أو ما يسمى «المحيار» وهو أن يتقدم أحد الشباب لخطبة فتاة فيعترض ابن العم أو القريب حتى لمجرد كراهيته لهذا الشاب وليس بهدف حبه لها غير أن هذه الأفكار بدا من الملحوظ تراجعها، وربما يعود السبب إلى الوعي الذي بات يعتنقه شباب الريف والتوجه الكبير نحو التعليم العالي لكلا الجنسين حتى أصبحنا نجد الكثير من فتيات الريف تعمل في الأرض وتدرس في الجامعة دون تردد وهو ما علقت به إحداهن حول نظرة الشباب للفتاة العاملة بالأرض بقولها: «الشباب يفكرون أن العاملة غير مرغوب فيها للزواج فهي حسب زعمهم أنها بنت فقير من طبقة فقيرة وممكن أن تكون عرضة للمساس أثناء عملها عند رب العمل وبالتالي صعب الزواج منها» وهذا سببه أن الكثير كان ولا يزال يرى طبيعة هذا العمل لا تتناسب مع المتعلم. مما لا شك فيه أن الحديث لا يشمل سوى شريحة معينة مازالت بعض الأفكار المجتمعية السوداوية تلقي بظلالها عليها غير أن الملاحظ بات يرى الفتاة الريفية توجد في كثير من الأماكن التي كان من المحظور دخولها فتجدهن موظفات ومعلمات وجامعيات حتى إن بعضهن تمتلك خادمة وما إلى ذلك هو ما علقت به إحدى فتيات المنطقة الشرقية الجامعيات بالقول: كثيرون ممن يتساءل وينظر إلينا على أننا بداوة ونعيش في القرون الوسطى خيام وأحصنة وإبل وغير ذلك غير مدركين أن العالم أصبح قرية صغيرة كما يقول ماكلوهان والتمدن والتعليم والثقافة وصل الجميع حتى ولو بشيء بسيط بالإضافة للتطور العمراني الذي يشهده الريف حتى إن لم يكن من طوابق متعددة. الحديث يطول إن أردنا الدخول في التفاصيل لكن لوجوب تعريف المرأة المتمدنة أن ما لديها لا تمتلكه غيرها وحريتها لا تحظى بها سواها وهو ليس نقداً للمرأة المتمدنة فدورها أكبر من الحديث عنه لكن لتذكيرها أن كل رغيف تأكله معجون بعرق امرأة عظيمة وليس رجلاً.
| |
|
زهراء ديب مشرف عام
عدد الرسائل : 2275 Localisation : _________________ قوة الارادة ليست الا نتيجة لسلسلة من عمليات التاديب والتدريب ان قوة الارادة صفة ؟؟؟ لا يرثها المرء عن ابائه واجداده انما يجب ان يدفع قيمتها ليكسبها ............ تاريخ التسجيل : 28/09/2009
| موضوع: رد: المرأة... بين الريف والمدينة..المفارقة الصعبة الأربعاء نوفمبر 23, 2011 7:27 pm | |
| | |
|