أولاً كل عام وجميع أبناء الوطن الكرام بألف خير
نتمى من الله العزيز الحكيم أن يحفظ لنا هذا البلد الغالي سوريا
هذه القصيدة للشاعر الكبير عمر أبو ريشة رحمه الله كان قد ألقاها بمناسبة جلاء المستعمر الفرنسي عن سوريا:
عروس المجد
ياعروس المجد تيهي واسحبي ..... في مغانينا ذيول الشهب
لن تري حفنة رمل......فوقها .... لم تعطر بدما حر أبي
درج البغي عليها حقبة ... وهوى دون بلوغ الأرب
وارتمى كبرالليالي دونها ... لين الناب كليل المخلب
لايموت الحق مهما لطمت ... عارضيه قبضة المغتصب
من هنا شق الهدى أكمامه ... وتهادى موكبا في موكب
وأتى الدنيا فرقت طربا ... وانتشت من عبقه المنسكب
وتغنت بالمروءات التي ... عرفتها في فتاها العربي
أصيد ضاقت به صحراؤه... فأعدته لأفق أرحب
هب للفتح فأدمى تحته .... حافر المهر جبين الكوكب
وأمانيه انتفاض الأرض من.... غيهب الذل وذل الغيهب
وانطلاق النور حتى يرتوي... كل جفن بالثرى مختصب
حلم ولى ولم يجرح به ... شرف المسعى ونبل المطلب
ياعروس المجد طال الملتقى ... بعدما طال جوى المغترب
سكرت أجيالنا في زهوها ... وغفت عن كيد دهر قلب
وصحونا فاءذا أعناقنا ... مثقلات بقيود الأجنبي
فدعوناك فلم نسمع سوى .... زفرة من صدرك المكتئب
قد عرفنا مهرك الغالي فلم .... ترخص المهر ولم نحتسب
فحملنا كل اكليل الوفا.... ومشينا فوق هام النوب
وأرقناها دماء حرة ... فاغرفي ماشئت منها واشربي
وامسحي دمع اليتامى وابسمي..... والمسي جرح الحزانى واطربي
نحن من ضعف بنينا قوة ..... لم تلن للمارد الملتهب
كم لنا من ميسلون نفضت .... عن جناحيها غبار التعب
كم نبت أسيافنا في ملعب .... وكبت أفراسنا في ملعب
من نضال عاثر ملتهب ..... لنضال عاثر مصطخب
شرف الوثبة أن ترضي العلى ...... غلب الواثب ام لم يغلب
* الشاعر:عمر أبوريشة مواليد منبج قرب حلب العام 1910 تلقى اولى مراحل تعليمه في حلب
ثم في الجامعة الأمريكية في بيروت حيث نال بكالوريوس في العلوم وانتقل الى لندن
حيث تخصص في صناعة النسيج .
عمل في السلك الديبلوماسي كوزير مفوض ثم سفيرا لسوريا في البرازيل وتشيلي
والهند والنمسا منذ العام 1949 وحتى العام 1970 .
توفي في الرياض عام 1990 ودفن في سوريا في مسقط رأسه