ما شئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ
|
ما شئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ |
فاحكُمْ فأنتَ الواحد القهّارُ |
و كأنّما أنتَ النبيُّ محمّدٌ |
وكأنّما أنصاركَ الانصارُ |
أنتَ الذي كانتْ تُبشِّرنَا بهِ |
في كُتْبِها الأحبارُ والأخبارُ |
هذا إمامُ المتَّقينَ ومنْ بهِ |
قد دُوِّخَ الطُّغيانُ والكُفّار |
هذا الذي ترجى النجاة ُ بحبِّهِ |
و به يحطُّ الإصرُ والأوزار |
هذا الذي تجدي شفاعته غداً |
وتفجَّرَتْ وتدفّقَتْ أنهار |
من آل أحمدَ كلَّ فخرٍ لم يكنْ |
يُنْمَى إليهم ليس فيه فَخار |
كالبدر تحتَ غمامة ٍ من قسطل |
ضَحيْانُ لا يُخفيهِ عنك سَرار |
في جحفلٍ هتمَ الثنايا وقعه |
كالبحر فهو غُطامِطٌ زَخّار |
غمرَ الرِّعانَ الباذخات وأغرقَ |
الُقنَنَ المُنيفة َ ذلك التَّيّار |
|
فالسهْلُ يَمٌّ والجِبالُ بحار |
لله غزْوَتُهم غداة َ فراقسٍ |
وقد استُشِبَّتْ للكريهة ِ نار |
و المستظلُّ سماؤهُ من عثيرٍ |
فيها الكواكبُ لهذمٌ وغرار |
وكأنَّ غَيضاتِ الرِّماحِ حدائقٌ |
لُمَعُ الأسِنّة ِ بينها أزهار |
و ثمارها من عظلمٍ أو أيدعٍ |
يَنَعٍ فليس لها سواه ثِمار |
من كلِّ يعبوبٍ سبوحٍ سهلب |
حَصُّ السيّاطِ عِنانُه الطيّار |
لا يَطّبيهِ غيرُ كَبّة ِ مَعْرَكٍ |
أو هَبْوَة ٌ من مَأقِطٍ ومَغار |
سلطُ السنابك باللُّجين مخدَّمٌ |
و أذيب منه على الأديم نضار |
وكأنَّ وفْرَتَهُ غَدائِرُ غادَة ٍ |
لم يلقها بؤسٌ ولا إقتار |
وأحَمُّ حَلْكُوكٌ وأصفرُ فاقِعٌ |
منها وأشهبُ أمهقٌ زَهّار |
يَعقِلنَ ذا العُقّال عن غاياتِهِ |
وتقولُ أن لن يخطُرَ الأخطار |
مرّتْ لغايتها فلا والله ما |
علقتْ بها في عدوها الأبصار |
وجرَتَ فقلتُ أسابحٌ أم طائرٌ |
هلاّ استشارَ لوقعهنّ غبار |
من آلِ أعوجَ والصريح وداحسٍ |
فيهنَّ منها ميسمٌ ونجار |
وعلى مَطاها فِتيَأ شِيعيّة ٌ |
ما إن لها إلاّ الوَلاءَ شِعار |
مِنْ كلِّ أغلبَ باسلٍ مُتخَمِّطٍ |
كاللَّيْثِ فهو لقِرنه هَصّار |
قلقٌ إلى يوم الهياجِ مغامرٌ |
دمُ كلَّ قيلٍ في ظباهُ جبار |
إنْ تخْبُ نارُ الحرْب فهو بفتكِهِ |
ميقادها مضرامها المغوار |
فأداتهُ فضفاضة ٌ وتريكهٌ |
و مثقَّفٌ ومهنَّدٌ بتّار |
أسدٌ إذا زارت وجارَ ثعالبٍ |
ما إنْ لَها إلاّ القلوبَ وِجار |
حفّوا براياتِ المعزِّ ومن بهِ |
تستبشرُالأملاكُ والأقطار |
هل للدُّمستق بعد ذلك رَجْعَة ٌ |
قُضِيَتْ بسيفك منهُم الأوطار |
أضحوا حصيداً خامدين وأقفرتْ |
عَرَصَاتُهُمْ وتعطّلَتْ آثار |
كانت جِناناً أرضُهم معروشة ً |
فأصابها من جيشه إعصار |
أمْسَوا عشاءَ عروبة ٍ في غِبطة ٍ |
فأناخَ بالموْتِ الزّؤامِ شِيار |
واستقطع الخَفَقانُ حَبَّ قلوبهم |
وجلا الشرورَ وحلّتِ الأدعار |
صدعت جيوشك في العجاج وعانشتْ |
ليلَ العجاجِ فوردها إصدار |
ملأوا البلادَ رغائباً وكتائباً |
و قواضباً وشوازباً إن ساروا |
وعواطفاً وعوارفاً وقواصفاً |
وخوائفاً يشتاقها المضمار |
وجداولاًوأجادلاًومقاولاً |
وعواملاً وذوابلاً واختاروا |
عكسوا الزَّمانَ عواثنا ودواخناً |
فالصُّبحُ ليلٌ والظّلام نهار |
سفروا فاخلتْ بالشموس جباههمْ |
وتَمَعْجَرَتْ بغَمامها الأقمار |
|
وهَمَوا نَدى ً فاستحيتِ الأمطار |
وتَبَسَّموا فزها وأخصَبَ ما حِلٌ |
وافتَّر في رَوضاتِه النُّوّار |
و استبلوا فتخاضعَ الشُّمُّ الذُّرى |
وسَطَوْا فذَلَّ الضّيغمُ الزَّأآر |
أبناءَ فاطمَ هل لنا في حشرنا |
لجأُ سواكم عاصم ومجار؟ |
أنتم أحِبّاءُ الإلهِ وآلُهُ |
خُلفاؤهُ في أرضهِ الأبرار |
أهلُ النبَوة ِ والرِّسالة ِ والهدى |
في البيّناتِ وسادة ٌ أطهار |
والوحيِ والتأويلِ والتَّحريمِ |
والتَّحليلِ لا خُلْفٌ ولا إنكار |
إن قيل من خيرُ البريّة لم يكنْ |
إلاّ كمُ خلقٌ إليه يشار |
لو تلمسونَ الصَّخرَ لانبجستْ بهِ |
أو كان منكُمْ للرُّفاتِ مُخاطِبٌ |
لبَّوا وظنّوا أنّه إنشار |
أمُعِزَّ دينِ الله إنّ زمانَنا |
بكَ فيه بأوٌ جلَّ واستكبار |
ها إنّ مِصرَ غداة َ صرْتَ قَطينَها |
أحرى لتحسدها بك الأقطار |
والأرضُ كادت تفخَرُ السبْعَ العلى |
لولا يظلُّكَ سقفها الموّار |
و الدّهرُ لاذَ بحقوتيكَ وصرفه |
و ملوكهُ وملائكٌ أطوار |
والبحرُ والنِّينانُ شاهدة ٌ بكم |
و الشَّامخاتُ الشُّمُّ والأحجار |
والدَّوُّ والظُّلمانُ والذُّؤبان والـ |
غزلانُ حتى خزنقٌ وفرار |
شرُفت بك الآفاقُ وانقسمت بك الـ |
أرزاقُ والآجالُ والأعمار |
عطِرت بك الأفواه إذ عذبت لك الـ |
ـأمواه حينَ صَفَتْ لك الأكدار |
جلَّتْ صِفاتُكَ أن تُحَدَّ بمِقوَلٍ |
ما يصنْعُ المِصْداقُ والمِكثار |
و الله خصّجنس بالقرانِ وفضله |
واخجلتي ما تَبلُغُ الأشعار |
|