الموت يغيّب العلامة اللبناني محمد حسين فضل الله

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد

غيّب الموت المرجع الديني اللبناني العلامة محمد حسين فضل الله اثر تعرضه لنزف داخلي حاد ادخل على إثره إلى المشفى يوم الجمعة الماضي.
وأعلن مكتب السيد فضل الله في بيان نعى فيه الراحل أن وصية العلامة الراحل الأساس كانت حفظ الإسلام وحفظ الأمة ووحدتها مشيراً إلى انه امن دائما بأن وحدة المسلمين وتكاتفهم تمكنهم من مواجهة التحديات والمؤامرات التي يتعرضون لها.‏
وأشار البيان إلى أن المقاومة استمدت من فكره روح المواجهة والتصدي كما أن فلسطين كانت الهم الأكبر لحركته منذ ريعان شبابه.‏
وأصدر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بياناً نعى فيه العلامة فضل الله ووصفه بأنه كان أحد أبرز أركان المرجعية الإسلامية وداعية من طلائع الدعاة إلى الوحدة الإسلامية وداعما لقيام لبنان نموذجاً للتعايش بين الحضارات والأديان وظهيرا للمقاومة الوطنية حتى اللحظة الأخيرة.‏
كما وصف رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في بيان مماثل العلامة الراحل بأنه كان مرجعية وطنية وروحية كبرى أسهمت إسهاما فعالا في ترسيخ قيم الحق والعدل مشيرا إلى مواقف العلامة فضل الله ودعواته اللبنانيين للتمسك بوحدتهم الوطنية ورفض الفتنة.‏
كما تحدث حزب الله في بيان نعى فيه وفاة العلامة فضل الله عن مناقب الفقيد وعلمه ومواقفه الوطنية الجريئة في تحدي الاحتلال والتصدي له ودعم المقاومة الوطنية في مواجهة المؤامرات التي تحاك ضد لبنان والعالم العربي والإسلامي ودعواته العديدة لتعزيز الوحدة ومحاربة التفرقة والفتنة.‏
كما نعى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في بيان وفاة العلامة فضل الله مشيرا إلى مناقبه ودوره الهام رائداً من رواد الحركة الإسلامية وعمله في التقريب بين المذاهب من خلال الحوار البناء لتحصين الوحدة الإسلامية ومؤلفاته وأبحاثه الواسعة التي اشتملت على مختلف ميادين العلوم والمعرفة والفنون إلى جانب دعمه للمقاومة الوطنية وترسيخ ثقافة النضال التي حققت عزة الأمة العربية والإسلامية في مواجهة المشروع الصهيوني.‏
وكان العلامة فضل الله الذي ولد في تشرين الثاني من العام 1935 في النجف الاشرف في العراق بدأ دراسته للعلوم الدينية على يد والده عبد الرؤوف فضل الله في التاسعة من عمره وتدرج حتى انخرط في دروس في الخارج في سن 13 وأنهى علومه في العام 1966 عازما على العمل لخدمة الإسلام وضمن إطار مشروع متكامل رغم الصعوبات الكبيرة.‏
واختار فضل الله العمل في رعاية الشؤون العامة للناس ليخرج بعد ذلك من نطاق العمل داخل لبنان ليصل إلى مختلف دول العالمين العربي والإسلامي وبعض الدول الغربية شارك خلالها في مؤتمرات علمية عدة.‏
ولم تمنع الأحداث الأمنية التي عصفت بلبنان مطلع العام 1975 العلامة فضل الله من مواصلة مهمته الدينية والإنسانية إذ أصر على مواجهة جميع التحديات وتعرض لمحاولات اغتيال عديدة كما دعم المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة العدو الإسرائيلي في لبنان وفلسطين المحتلة ودعا لمقاومة الاحتلال الأميركي في العراق والتأكيد والدعوة لتوحد المسلمين وعدم الانسياق وراء الفتن المذهبية.‏
وأولى العلامة فضل الله اهتماماً كبيراً للشأن الاجتماعي فأسس جمعية المبرات الخيرية التي تعنى بمتابعة أوضاع الناس وتوسعت هذه الجمعية لتشمل لاحقا مختلف المناطق اللبنانية إلى جانب تأسيسه معهد الهادي للإعاقة السمعية والبصرية الذي يعد من المعاهد الأولى في الشرق الأوسط.‏
وكان العلامة فضل الله خلال مسيرة حياته منبرا للكلمة الحرة الصادقة ورافعا لراية الإسلام التي أوصى في خطبه ومحاضراته وكتبه بالحفاظ عليها.‏
نطلب إلى الله سبحانه وتعالى أن يمنح الفقيد العلامة الرحمة والمغفرة ويهب أهله وأحبّته الصبر والسلوان

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحم الله علامة
وداعيا للمحبة والتعايش السلمي
والتقارب الفكري والانساني
ويهب أهله صبرا وسلوانا
والحمدلله رب العالمين

إن لله و إنا إليه راجعون

رحم الله سماحة السيد وأسكنه فسيح جنانه
أتوجه بأحر التعازي إلى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وأسرة الفقيد، سائلا الله العلي القدير أن يلهمهم جميل الصبر وحسن العزاء بهذا المصاب. سائلا المولى عز وجل، أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وغفرانه، ويسكنه فسيح جنانه.

أتوجه بالشكر والامتنان للجميع وأخص بالذكر من قام بالتنظيم بالجمع المقدس بالضاحية الجنوبية في بيروت ومن قام أيضاً بتنظيم الانطلاق للمشاركة بالنعش من مقام السيدة زينب في مدينة دمشق . شكراً لجهودكم الجبارة .
و أتمنى اللقاء بمناسبات كلها خير وسعادة إن شاء الله .

كما أنني أشكر سماحة السيد حسن نصر الله و أعضاء مكتبه والجميع في حزب الله . على ما قدموه من مجهود .
خاصة . أغلى هدية حصلت عليها في حياتي .

مع وافر الحب والاحترام

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد
شيع لبنان الرسمي والشعبي العلامة المرجع محمد حسين فضل اللـه وسط حداد رسمي وإقفال عام ومشاركة عربية واسعة. وانطلق موكب التشييع من أمام دارة الراحل في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، بمشاركة حشد ضخم من المشيعين وسط انتشار صور الراحل في الشوارع، وتسجيلات تبث مواقفه وخطبه حول المقاومة وفلسطين والوحدة الإسلامية كما قرعت أجراس كنيسة مار يوسف في حارة حريك حزنا.
وجاب الموكب أحياء الضاحية وشق الجثمان طريقه مرفوعاً على الأكف وتوقف في محلة ساندريللا في بئر العبد حيث تعرض العلامة فضل اللـه لمحاولة اغتيال عام 1985، قبل أن يصل مسجد الإمامين الحسنين حيث صلى شقيق الراحل السيد محمد علي فضل اللـه على الجثمان قبل أن يوارى الثرى في صحن المسجد.
وتوافد عشرات آلاف المواطنين من مختلف المناطق منذ الصباح للمشاركة في التشييع إضافة إلى مشاركة واسعة من مختلف الدول في العالم العربي والإسلامي والدول الأخرى. وشارك ممثلون عن الرؤساء الثلاثة ورؤساء الطوائف الدينية وعدد من الوزراء والنواب والرسميين، إضافة إلى النائب وليد جنبلاط ونجله تيمور على رأس وفد من اللقاء الديمقراطي في الموكب سيراً على الإقدام.
كما حضر وفد رفيع المستوى من إيران ضم أمين مجلس صيانة الدستور آية اللـه أحمد جنتي ونائب الرئيس الإيراني مسعود زريبافان ورئيس مؤسسة الشهيد الإيرانية ونوابا إيرانيين، ووفد عراقي كبير من رئاسة رئيس ديوان الوقف الشيعي في العراق صالح الحيدري يضم وزراء ونواباً ورجال دين، ووفد من العلماء المسلمين في سورية ووفود من الطائفة الشيعية في دول عربية عدة. ولف الحزن المناطق اللبنانية فاتشحت مدينة النبطية بالسواد وتجمع الأهالي وانتظموا في مواكب سيارة من النبطية إلى الضاحية يرفعون صور العلامة الراحل والرايات السود للمشاركة في مأتم التشييع وغصت الطرقات بالوفود وسط إجراءات لقوى الأمن الداخلي التي انتشر عناصرها على طريق النبطية.
وفي مناطق كثيرة من لبنان تليت آيات قرآنية من مكبرات المساجد، بينما رفعت في الشوارع اليافطات التي تنعي الفقيد الكبير وتشيد بعلمه وثقافته وتنوّره ومحبته للفقراء.
وفي مدينة بعلبك أقفلت المحلات التجارية والمؤسسات الرسمية وشلت الحركة تماماً داخل السوق التجاري ونكست الإعلام اللبنانية فوق المؤسسات الرسمية حداداً. ورفعت الرايات السوداء على سطوح بعض المنازل والمؤسسات الدينية لاسيما تلك التابعة للمبرات والبشائر والمؤسسات، بينما أرجئت الامتحانات الرسمية للتعليم المهني بمراحلها الثلاث إلى الجمعة

إن لله و إنا إليه راجعون

الله يرحمو