معرض احتفاء بالذكـرى الخامسـة والعشـرين لتأسيـس معهد الدراسـات الإسـماعيلية

إنارة الجمال، تصوير الانسـجام: معرض احتفاء بالذكـرى الخامسـة والعشـرين لتأسيـس معهد الدراسـات الإسـماعيلية

إحضار نماذج مختارة من مجموعة معهد الدراسات الإسماعيلية، يدعو معرض ’جمال مشرق ، انسجام ظاهر ‘ المشاهدين إلى المادة الكبرى والمعقدة من التراث الفني والفكري الإسلامي. مع تسلسلها الزمني بدءاً من القرن التاسع وحتى التاسع عشر، وإنتاجها على رقعة من الأرض تمتد غرباً إلى تونس وشرقاً حتى الصين والهند، تعكس تلك الأعمال الفنية تنوعاً كبيراً ومجالاً واسعاً لثقافة مرئية مميزة بلغتها الفنية الفريدة.

إن عبارتي ’إشراق‘ و ’ إظهار ‘متلائمتان من المنظور الخطي وفنون الكتاب، وهما أيضاً مرتبطتان بمفهوم المعرفة والعلم في الإسلام. وبالتالي، فإن عدداً ملحوظاً من المواد في هذا المعرض تتعلق بفنون الكتاب، لا سيما القرآن.

’ الجمال ‘ توحي بمفهوم الروعة – و ’ الإنسجام ‘ توحي بمفهوم ترداد الصوت متجاوزاً حدود الزمان والمكان. ولهاتين الكلمتين تعددية في المعاني في التراث الإسلامي الفني والفكري، وكذلك أيضاً تعكسان استمرارية ضمن سياق اتساعه التاريخي ومجاله الجغرافي العظيمين.

أساليب الكتابة العربية

مخطوط لقرآن ، مصر قرآن صغير صفحة وحيدة من القرآن ، تونس

لعل أبرز نموذج - كما أنه أكثر توحيداً- للتعابير المرئية في الإسلام هو الخط العربي. ففي القرون الأولى للإسلام كانت النسخ من القرآن تكتب على الرق وأن عدداً من الأساليب الكتابية المختلفة قد أصبح بارزاً. إن كلمة كوفي المشتقة من المدينة الإسلامية القديمة الكوفة حيث تطور تنوعاً خاصاً من أسلوب الزوايا، جاءت لتستعمل بشكل عام لتشير إلى الخط ذي الزوايا. ومع أنه ليس من السهل قراءته، فقد أعطى الخط الكوفي بهجة جمالية كبيرة. وعلى مر الأيام، أخذت الخطوط الإلتوائية دوراً أكثر رفعة وصار القرآن يكتب بالخطين النسخ والمحقق. وقد ازدهرت أيضاً أساليب خطية اقليمية: ففي شمال الهند كان الخط البحاري الأسلوب المفضل للكتابات القرآنية’ بينما أصبح المغربي، الذي هو الخط الوحيد الإلتوائي الذي نشأ عن الكوفي مباشرة، الخط النموذجي في المنطقة التي أعطته اسمها (المغرب).

مخطوط لقرآن ، مصر



مخطوط لقرآن، مصر، ربما كان فاطمياً، القرن العاشر الخط الكوفي الشرقي بالحبر البني وعلى الرق.

قرآن صغير

تحفة قرآنية نصاً وحاشية، إيران، التيمورية، القرن الخامس عشر، بخط النسخ بالحبر الأسود،على ورق؛ وإطار مطبع بالذهب مع زخارف ورقية وزهرية.

صفحة وحيدة من القرآن ، تونس




صفحة وحيدة من القرآن ، تونس، ربما القيروان، القرن العاشر بالخط الكوفي بحبر بني غامق على الرق.

كتابات على مواد مصنعة

صفحة ألبوم مضاءة صفحة وحيدة من قرآن مملوكي سطران من قرآن تيموري صحن سواتو لوحة بالحفر على الخشب

توجد كتابات في أنماط مختلفة من فن الخط والنقش على الحجر على كل الأصناف المفترضة من المواد الإصطناعية من كل الأوساط والمواد التي أبدعت في العالم الإسلامي في فترات مختلفة. فبينما تحتوي بعض هذه القطع على كتابات حول التأسيس والموهبة معلنة من الذي تعهد بها، تزين الأخرى بعبارات تكريمية مكررة و بابتهالات تعبدية.

أيضاً، تكتب آيات قرآنية وأدعية تضرعية على بعض المواد. لأن كلا المادتين، اللوحة الخشبية و صحن البورسلان توضحان التفاعل بين تلك النصوص المختلفة.


صفحة ألبوم مضاءة

صفحة مضاءة من الألبوم عليها سورة الفاتحة ،إيران،الصفوية، القرن السادس عشر، خط نستليق بالحبر الأسود على ورق بلون الكريم ، مع إطار من الورق الأزرق محلىً بلفائف ورقية مزهَرة.

صفحة وحيدة من قرآن مملوكي

لفافة وحيدة من القرآن ، مصر، المماليك، خط المحقق بالحبر الأسود وورق الكريم .

من أجمل فترات الإنتاج الفني والتي تشمل انتاج بعض نسخ القرآن المميزة حقاً، تلك التي جاءت بين القرنين الثالث عشر والخامس عشر عندما كان المماليك يحكمون مصر وبلاد الشام. إن نص هذه اللفافة الجميلة والفريدة مكتوب على ورق من نوعية جيدة بالخط المحقق، هو واحد من الكتابات الإلتوائية الست التي تتبع قوانين وضعها ابن المقلة والتي قام بتشذيبها خطاطون آخرون مثل ابن البواب وياقوت المستعصمي. إن الزخرفة بالنماذج المزهَرة بالأحمر والأزرق والذهبي لترويسة الفصل، في هذه الحالة من سورة العنكبوت، نموذجية في تزيين القرآن في تلك الفترة وفي تزيين القرآن المعاصر من إيران التيمورية.

سطران من قرآن تيموري

سطران من قرآن مخطوط، آسيا الوسطى، ربما سمرقند، القرن الخامس عشر خط المحقق بالحبر البني الغامق على ورق أصفر داكن.

" لدى عودتي من رحلتي، ذهبت لأرى(إماموزادة) وهي القطعة الوحيدة من تحف كوتشون.....لا تزال هناك بعض من الأوراق التي تخص القرآن بأروع الأبعاد ، ربما في العالم ، محفوظة ، و التي لا يقل تاريخها أهمية عن حجمها غير العادي.....] الأوراق [ عندما فتحت كان طولها من عشرة إلى اثني عشر قدماً وبعرض سبعة أو ثمانية؛ وقد تشكلت الحروف بشكل جميل، كما لو كانت صنعت من شخطة واحدة بقلم عملاق". جيمس فريزر، رحلة في خراسان في العامين 1821-1822.

لقد شهدت الفترة التيمورية بعض الخطاطين المتميزين، و يزعم أن الأمير التيموري بيسونغور ميرزا قد وظف أربعين كاتباً في بلاطه. وهذه الشذرة المؤلفة من سطرين جاءت من قرآن مخطوط كبير، والتي نسخ نصها بسبعة أسطر على صفائح كبيرة، حجم كل منها يعادل 177/101سم ( تقريباً70 /20 انش)؛ والنص مكتوب على وجه واحد فقط، فهي تحتاج ل1.600 لفافة تقريباً لتحتوي النص القرآني بأكمله.

غالباً ما كان المخطوط ينسب إلى بيسونغور، لكن البحث الحديث يرى غير ذلك. من المعتقد أنه ينطبق على مخطوط كبير موصوف في عقود القاضي أحمد مع الخطاطين. أحمد يصف الخطاط عمر أقطع بأنه يكتب نسخة كبيرة "كل واحد من أسطرها يبلغ طوله ذراعاً، أو حتى أكثر". وربما أنتج هذا المخطوط لقرآن ضخم بتكليف من حفيد تيمور، أولوغ بك، من أجل الجامع الكبير في سمرقند. النص مكتوب على ورق أصفر اللون بالخط المحقق ويحتوي على الآيتين 44-45 من سورة سبأ.


صحن سواتو

صحن سواتو من البورسلان،الصين، القرن السلبع عشر، مطلي بالأخضر والأسود، كتبت عليه أيات قرآنية وأدعية.

لوحة بالحفر على الخشب

لوحة بالحفر على الخشب، إيران، الصفوية، القرن السادس عشر، تصميم تداخلي متألق ينتهي بلوحة على شكل نجمة مزهَرة، مع كتابات بخط النسخ في الأعلى والأسفل.

التراث العلمي

القانون في الطب تقويم الصحة اسطرلاب نحاسي نصف كروي

منذ القرن التاسع وما بعد، كان الباحثون في الأصقاع الإسلامية مهتمون بالمعارف العلمية. وقد أصبحت خزانة الفكر الفلسفي والعلمي الإغريقي والهندي والفارسي والبابلي متوفرة من خلال الترجمات إلى اللغة العربية، والعلماء الفلاسفة، وعلماء الفيزياء والرياضيات والفلك - مجموعة من الباحثين التي كانت تضم مسيحيين و يهود إضافة إلى المسلمين- قد أغنت هذا الموروث الفكري بإسهاماتها الخاصة.

القانون في الطب



القانون في الطب لابن سينا، المجلد 5 في إيران أو بلاد الرافدين ، القرن الحادي عشر، النص العربي بالخط النسخي بالحبر البني على ورق أصفر داكن؛ يفتتح صفحة العنوان بشمس مركزية.

يتميز الإنتاج الأدبي للطبيب المسيحي ابن بطلان في القرن الحادي عشر بأصالته و كتابه تقويم الصحة هو موجز للعلوم الصحية و النباتية على شكل جداول. وقد أصبح ’ القانون في الطب ‘ لابن سينا الكتاب الطبي في العالم الإسلامي، ومع انتقال العلم إلى الغرب اللاتيني في القرنين الثاني عشر والثالث عشر أصبح من أكثر مراجع القرون الوسطى استخداماً في مدارس العصر الوسيط الأوروبية وتقريباً حتى الأزمنة الحديثة.

تقويم الصحة



كتاب ’ تقويم الصحة ‘ لابن بطلان،الشرق الأدنى، القرن الرابع عشر، النص العربي بالخط النسخي على الورق، جداول كثيرة بالحبر الأحمر و الأسود.

اسطرلاب نحاسي نصف كروي



اسطرلاب نحاسي تصف كروي، إسبانيا، من المحتمل طليطلة، القرن الرابع عشر، مرصع بالفضة وونقوش بكتابات بالعربية والعبرية واللاتينية.

أدعية التعبد

كتاب الأدعية حقيبة قرآن مثمنة الشكل علبة أقلام من اللك- البرنيق قلادة من العقيق يعلوها ياقوت

إن الإبتهال للنبي وأهل البيت ميزة هامة في التعبد الشيعي والتقاليد الصوفية. إن الصفحات المكتوبة بخط واحد والمنورة بشكل جميل بالأدعية، إضافة إلى المخطوطات التي تضم أدعية وأقوالاً للأئمة قد كتبت خلال فترات مختلفة من التاريخ الإسلامي. إن مخطوط القرن الخامس عشر الذي يحتوي على أدعية وأقوال للإمام علي عمل استثنائي لأنه مكتوب على الرق، وكتاب الأدعية الذي جاء بأمر الملك القاجاري فاتح علي شاه وأهدي إليه، يبرز أجمل التقاليد للإيضاح والتغليف في أوائل القرن التاسع عشر. وبنفس الطريقة، توجد الآيات القرآنية وأحاديث النبي وأدعية الأئمة على تنوع من الأدوات المحمولة. إن القلادة العنقية مكتوب عليها آيات قرآنية وأدعية ويظهر دعاء نادي علي كل من علبة القلم اللكرية وحقيبة القرآن المثمنة.

كتاب الأدعية



كتاب الأدعية بأمر من فاتح علي شاه في إيران، قاجار، القرن التاسع عشر، النص العربي بخط النسخ ضمن غيوم ذهبية مكتوبة بين سطور الترجمة الفارسية؛ غلاف من اللك مع تصميم ذهبي مزهَر.

حقيبة قرآن مثمنة الشكل



حقيبة القرآن المثمنة ،إيران ، قجر ، القرن التاسع عشر ، مزينة بخطوط لكتابات قرآنية و أدعية.

علبة أقلام من اللك- البرنيق



علبة الأقلام المصنوعة من اللك ، وعليها توقيع محمد السلطان ، إيران ،وربما أصفهان ، الصفوية ، القرن السابع عشر، لفافات تحتوي على كتابات بالخط النستليق، و مزينة بأوراق مذهبة.

قلادة من العقيق يعلوها ياقوت

قلادة طلاسمية من العقيق تعلوها ياقوتة ، إيران ،القرن التاسع عشر، شكل بيضوي مع تصميم خطي لكتابات قرآنية ، و أدعية تقاطعها شرائط مزهرة.

النسيج المطرز



نسيج مطرز، مصر، الفاطميون، القرن العاشر، كتابة تطريزية بالخط الكوفي بخيط من الحرير الأصفر والأحمر على الكتان.

"إنه جزء من البهاء الملكي والعادة في الدول أن تكون أسماء الحكام وسماتهم الخاصة موشاة على القماش الثقيل (البروكاد)، أو على الحلل المصنوعة من الحرير الصافي في حياكتها. تظهر الكتابة بحياكة خيط ذهبي أو بخيط آخر بلون يختلف عن ذلك الذي في النسيج ذاته فيه. توشى الحلل الملكية ( بطراز ) كهذا لكي تزيد من هيبة أولئك الذين يميزهم الحاكم بمنحهم لباسه الخاص عندما يريد تكريمهم أو تعيينهم في واحد من المناصب في الدولة،" ابن خلدون، المقدمة.

إن كلمة طراز من أصل فارسي؛ وتعني ’التوشية‘ ولكنها أصبحت فيما بعد تستخدم لتصف قطعة من الكتان عليها كتابة مطرزة أو محاكة، ومن ثم - بالنهاية – مؤسسة الحياكة ذاتها. كانت الحياكة وتصنيع النسيج في العالم الإسلامي في القرون الوسطى واحدة من صناعات الترف الرئيسة.

القرآن الصفوي





مخطوط للقرآن، إيران، وربما تبريز، الصفوية، أواسط القرن السادس عشر، مكتوب بالخطين المحقق والنسخ بالحبر الأسود على ورق مرشوش بالذهب؛ بإطار مغربي مزخرف ومذهَب بشكل جميل.

"في هذه السنة ذاتها ( 1567م ) أمر صاحب الجلالة ( شاه طهمسب ) شاه - كولي سلطان صاحب اوستاجلو أن يتقدم إلى الأراضي العثمانية. وكان عليه أن يحمل هدايا نادرة ومبشرة ... مع تعابير الثقة والصداقة والتمنيات بالنجاح للحكم الجديد. " مؤرخ صفوي.

هذا القرآن الرائع له تاريخ استحضاري. وبما أنه كتب من قبل الكاتب الملكي عبد الله الشيرازي لأجل شاه طهمسب صفوي في مقر الكتابة في قزوين، فمن المحتمل جداً أن يكون المخطوط قد أنتج من أجل المكتبة الملكية. وفي عام 1567م غادرت بعثة صفوية إلى تركيا واجتمعت بالسلطان العثماني سليم الثاني في أدرنة. لقد حُمّل أربعة وثلاثون جملاً بالهدايا التي اختارها الشاه بنفسه مما يعكس روعة و بهاء المناسبة، وربما كان هذا القرآن من إحدى الهدايا التي قدمها الحاكم الصفوي إلى السلطان بمناسبة تسنمه السلطة. تخبرنا إحدى الكتابات أن هذا المخطوط قد تم التبرع به لاحقاً إلى الجامع في أدرنة في عهد سليم الثاني. يُقال أنه قُدَم إلى القنصل العام الفرنسي في أدرنة كهدية في أواخر القرن التاسع عشر، وبقي في أيدٍ خاصة خلال القرن العشرين.

ألبوم أدعية على نمط الكونشيرتينا


ألبوم أدعية على نمط الكونشيرتينا (آلة موسيقية تشبه الأكورديون)، إيران، القرن الثامن عشر أربع وثلاثون لوحة خطية بخط النسخ

قرآن كامل على القماش



قرآن كامل على القماش، الهند، موغال، القرن الثامن عشر، بخط النسخ بالحبر الأسود على خرقة مطلية بالأخضر، بتزيينات مزهرة بالذهب والألوان المتعددة.

آيات من القرآن بخط كوفي مذهب


لم يبق سوى حفنة من الكتابات القرآنية المكتوبة بالخط الكوفي الذهبي. إن تكنيك الكتابة بالخط الكوفي بالذهب (الكريسوغرافيا) يختلف عن تنفيذه بالحبر البني. بالنسبة للكتابة الكوفية بالذهب، بعد رسم الخطوط الخارجية للأحرف باستخدام حبر بني فاتح تملأ دواخلها بالذهب الذي كان قد سحق و مزج في محلول. و بما أنها عملية تستغرق وقتاً طويلاً وتكلف الكثير، فإن الكتابات القرآنية بالخط الكوفي الذهبي نادرة.

صفحة وحيدة من القرآن


هذه صورة صفحة واحدة من القرآن، شمال إفريقيا أو الشرق الأدنى، القرن التاسع-العاشر، بالخط الكوفي وبالحبر الذهبي مكتوبة على الرق .

الصفحة المؤلفة من خمسة أسطر فيها مستديرات كبيرة بالذهب البراق و تحتوي على آية جاءت في الهامش؛ النص من سورة العنكبوت، (الآية31-33).

صفحة وحيدة من القرآن



صفحة واحدة من القرآن ، شمال إفريقيا أو الشرق الأدنى ، القرن التاسع-العاشر، بالخط الكوفي و بالحبر الذهبي مكتوبة على الرق.

في هذا الرق المؤلف من عشرة أسطر ، وسمت آيات السطر العاشر بأحرف محاطة بدوائر مزهرة زرقاء؛ النص من سورة ق (الآيات6-22 ).

طيِة ثنائية من القرآن الأزرق




طية ثنائية من القرآن الأزرق ، شمال إفريقيا أو إسبانيا ، كتابة بالخط الكوفي بالحبر الذهبي على رق مصبوغ بالأزرق تعود إلى القرن التاسع-العاشر .

تأتي هذه الطية الثنائية من مخطوط فريد من نوعه للقرآن كان واحداً من أنقى و أغرب الإبداعات في إسلام القرون الوسطى ، كما إنه واحد من عجائب فن الخط عند المسلمين. هذا المخطوط ، المعروف بالقرآن الأزرق ، قد أنتج بكلفة باهظة ، كما يظهر ذلك من استخدام الكتابة بالذهب و صباغة الرق. فهو مكتوب بالخط الكوفي المذهب على رق مصبوغ بالأزرق الغامق بالنيلة، وهذ التصميم اللوني لا يوجد في أي مخطوط قرآني آخر. إن فخامته و ندرته توحيان بأنه لا بد أن يكون إنتاجاً ملوكياً، كان قد صنع إما من أجل الخليفة، أو كتبرع من الخليفة إلى مركز ديني كبير.

إن تصميمه الأفقي الإستطالي هو ميزة في المصاحف المبكرة، و كذلك انعدام علامات الوقف، رغم أن غيابها يضعف من إمكانية القراءة، فهي تزيد من الفخامة. فالأحرف الرأسية قد أدمجت، والأحرف الملتوية قد ضغطت بحيث أن الأسطر الخمسة عشرة من الكتابة تؤكد الأفقية و تخلق صورة جليلة و بهية كبهاء الألوان المنتقاة. هذه الطية الثنائية كانت بالأصل ملحقة برزمة من الأوراق المزدوجة وهذا ما يوحي بأن النص لم يكن تسلسلياً. لقد جاء النص من سورة الفرقان ،الآيات 48-60 و من سورة الشعراء ،الآيات 52-77 .

هنالك بعض الجدال حول أصول هذا المخطوط. وقد اقترح أن هذا القرآن قد أنتج في إسبانيا؛ لكن الإحتمال الأقوى هو أنه قد تم إنتاجه في إفريقيا. وعلى أساس الدليل التاريخي و طرق الكتابة القديمة، يفترض أن هذا المخطوط قد أنتج للأئمة-الخلفاء الفاطميين، الذين حكموا شمال إفريقيا مباشرة من القيروان أبان النصف الأول من القرن العاشر.

لفيفة قرآنية

مكتوبة بالخط الغباري الدقيق على ورق صقيل وهذا النص القرآني كتب بشكل لفيفة يمتد طولها لحوالي 5.75 متراَ( أي ما يقارب 20 قدماَ ) لقد صمم النص ليشكل نماذجاً من الأشكال الهندسية المتناوبة و المزهًرة مع آيات مختارة من القرآن ومن ضمنها آية النور المأخوذة من سورة النور، للرجوع إليها عند الحاجة. كتبت ترويسات الفصول باللون الأحمر والهوامش سطرت بالأزرق والذهبي. هذه اللفافة القرآنية التي تحتوي علي زخارف نفذت بشكل جميل بألوان متعددة و بالذهب، ربما جهزت ليستخدمها الرحالة.