الثعلب والطاووس.... في شعر أحمد شوقي

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد

على الرغم من أن الجزء الرابع من ديوان أمير الشعراء أحمد شوقي (1868-1932)
ضم متفرقات في السياسة والتاريخ و الاجتماع،
إلا أن القصائد التي قالها بلسان الحيوانات، احتلت قسماً كبيراً منه. و هو فيها يذكر تارة بالحكيم الإغريقي «إيسوب»
وأخرى بالفرنسي «لافونتين» والروسي «كريلوف».. إضافة إلى نهله من المأثور الشعبي
و لاسيما حكايات النبي سليمان عليه السلام.
لأحمد شوقي «الشوقيات» أعمال مسرحية شعرية: مجنون ليلى، قمبيز، مصرع كليوباترا،
ومسرحية نثرية واحدة هي «الس تهدى».‏
وثمة في ديوان احمد شوقي، قصيدةنشرت في الأشعار التي قالها بلسان الحيوانات،
ربما كانت الأكثر شهرة، وعنوانها«الثعلب والديك» ومطلعها:‏
برز الثعلب يوماً‏
في ثياب الواعظين‏
الثعلب يسب الماكرين!‏
ومن خلال تظاهر أبي الحصينب التوبة- ووضع الشاعر إشارات استفهام وتعجب إزائها،
يريد أن يحذر من تصديق العدو والانسياق وراء مزاعمه و أكاذيبه،
ذاك أن الثعلب مشى في الأرض يسب الماكرين ويشكرالله وينادي:‏

يا عباد الله توبوا فهو كهف التائبينا‏
وازهدوا في الطير إن العيش عيش الزاهدينا‏
واطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا
‏
طريق أبي الحصين إلى الديك‏
إذاً هذه هي المسألة، وهذا هوالسر وراء تظاهر أبي الحصين بالتوبة ومحاولته تغيير جلده..
فهذه هي الطريقةالوحيدة ليفوز بالديك.. ولكن هذا ما إن استقبل رسول الثعلب حتى سخر منه:
‏
بلغ الثعلب عني‏
عن جدودي الصالحينا‏
عن ذوي التيجان ممن‏
دخل البطن اللعينا‏
أنهم قالوا، وخير القول.. قول العارفينا: (1)‏
مخطئ من ظن يوماً‏
أن الثعلب دينا
‏
الطاووس رمز المغرورين الخالد‏
.. ويشمل أحمدشوقي بسخريته المغرورين- مشبهاً إياهم برموزهم الخالدة الطاووس-
فقد جاء هذا يوماًإلى سليمان الحكيم عليه السلام، فقام أمامه بعرض لجمال ريشه، يظهره طوراً و يخفيه أحياناً،
ثم لم يتردد في أن يعلن بأنه استوفى آيات الحسن و أنه سلطان جميع الطيورفي التشكيل و اللون و بهاء المظهر،
فلماذا لا يكون أيضاً حسن الصوت؟!
‏
فحسن الصوت قد أمسى‏
نصيبي منه حرمانا‏
فيما قيمت أفئدة‏
ولا أسكرت آذانا‏
وهذي الطير أحقرها‏
يزيد الصب أشجانا‏
وتهتز الملوك له‏
إذا ما هز عيدانا‏
.. فماذا قال النبي سليمان؟
‏
ماذا لو منح جمال الصوت؟!‏
لقد ذكره- بغروره الأجوف وتعاليه وكبره-
وهو بذلك الصوت القبيح المنكر فماذا.. لو أنه منح جمال الصوت ورخامته،إضافة إلى جمال الشكل؟
تلك هي حكمة الله.. يقول سيدنا سليمان:‏
فلو أصبحت ذا صوت لما كلمت إنسانا(2)‏
من حكايات النبي سليمان ÷‏
ويتردد اسم الثعلب- في أكثر منقصيدة عند شوقي، فهو ما يزال يراه رمزاً للخبث و المكر و الحيلة. بين البشر.
وإذاً فإنه ينهل، من حكايات سليمان الحكيم- في المأثور الشعبي،
ويقدم حكاية أخرى عن ذلك المكار «صاحب الحيل والأفكار».‏
.. لقد جاء أبوالحصين هذا إلى أبي داوود -النبي سليمان عليه السلام-
يطلب رد الاعتبار إليه- ذاكأنه فعل الخير أيضاً بجانب فعله الشر:
‏
وإنني و إن أسأت السيرا
‏عملت شراً و عملت خيراً

مشكور جداً اخ سقراط على المشاركة

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد
أختي الروحيّة الغالية فرح
شكراً لك على المرور الجميل والمتابعة
بارككم المولى

خيي سقراط

بوركت

» أحمد شوقي ...... و حصان وسيارة د. محجوب
» شوقي إليك
» مطريــــــــــات . الشاعر الكبير أحمد مطر
» شوقي لساكنة الروح
» مطريـــــــــــــــــــــــــات (( 6 )) الكبيــــــــــــــــــــر أحمد مطر