بنتُ عيسى

بِنتُ عيسى
ودقَّت بابَ قلبي بنتُ عيسى
فهَبَّ القلبُ ولهاناً سعيدا
كّأمٍّ عــانقت طــفلاً أتــاهــا
من الوهابِ كان لها وحيدا
فرشتُ لها دموع العينِ مسرى
إلى قلبي الذي فرشَ الورودا
وأضحى ينظمُ الخفقات شِعراً
و ترحيباً بها فــاقَ الــحدودا
فما إنْ زارت الأعضاء هبَّتْ
كأنَّ الروحَ عادتْ و الوريـدا
بوَسْطِ الـقلبِ مجلسها كــبدرٍ
أنــارَ اللــيلَ و الأفقَ المــديـدا
نعم , ومن الفؤادِ أصيحُ أهلاً
و سـهلاً للـتي زادتْ خـــلودا
فقد أصبحتِ للأعضاءِ قلباً
و للعينـيـن جـــفــناً أو خـدودا
و كنتِ قُبيلَ ذلك محضَ طيفٍ
يساهرني فأنســاني الوجــودا
يسـاهرني عـلى حـلــمٍ قديــمٍ
أراهُ الآنَ قــد أضحــى جــديدا
فحلمي مثلُ أحلامِ الصِّغارِ
التي من صدقها صُغتُ القصيدا
لعَمري لــو لهذا الليلِ فاهٌ
لــكــانَ هــواكِ تلحــيناً و عودا
فكم أرسلتُ و الأطيارُ رُسلي
نشيداً فــي هــواكــي غــدا فريدا
و حتى البلبلُ المغرورُ أضحى
بــشعري مستــجيــراً لا زهــيــدا
كبرتُ , و حبكِ المكنونُ أيضاً
فشــبــتُ و وحــدهُ كان الولــيــدا
أداريــه بــرمش العــين يـــوماً
و بالأحــشــاءِ يومــاً أو عــقــودا
فهــذا ما رهنــتُ لــهُ حــيــاتي
و هــذا ما بهِ كــنتُ الــرشــيــدا
ألا والحبُّ عندي بنت عيسى
و بعد الله كــانَ لــيَ الــسجــودا
فــمن ذاقَ الهوى ملكَ الحياةَ
الــتي لــولا الهوى كانت جليدا
أحبيني كما لو كنتُ طفلاً
فــمنذُ رحــلتِ فــارقــتُ العبيدا
و لم أدرِ الطفولةَ كيف كانت
و لم أدرِ الــهــوى إلاّ بعــيــدا
أحبيني و كوني خيرَ أُمٍّ
و ضميني قد اشتقتُ الزنــودا
فأنتِ اليومَ لي روحٌ و عمرٌ
و دونــك لــن أُرى إلاّ فــقــيدا
أحبيني , أحبيني كثيراً
و لا تبقينني
أبداً
وحيــــــــدا
علي إسبر
29 / 10 / 2010