أيام .....ع «البال»

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد

الحياة في ضيعتنا كانت بدائية وما أذكره أن حراثة الأرض كانت على الدواب وجلب الرزق كله يَدَوي، هكذا بدأ أبو بسام حديث الذكريات عن قريته الحبيب وأضاف:
كان قريبي يستعين بي أيام الحصاد لأنني على حد قوله أوعى منه.. حياتنا بسيطة وتعاملنا صادق والثقة ببعضنا تعكس حياة الريف، وأتذكر جيداً أن جارنا يقول لي يافلان.. البنت قريبة منك عم تحش- ويقصد ابنته- ياريت تجيبها معك عند المساء.. وحياتنا في تلك الأيام تعتمد على الزراعة، فالأرض خصبة والمياه عذبة.. وهناك اعتماد كبير على التعاون وكانت المواشي المخصصة للحراثة تستعار من حقل إلى حقل والعمل مستمر على الجهتين نساء ورجالاً لأن اعتماد الأسرة بالكامل يقع على كل الأفراد دون استثناء..‏
حتى إن المناطق القريبة تخصص لزراعة الخضار لقرب المياه والزيتون وما تنوّع في باقي المناطق، فالطبيعة في قريتنا غنية بمناخها الجميل، الأمطار غزيرة والندى نراه في الصباح الباكر، أما من ناحية العمل فكان أكثر من طاقتنا وأكبر من سننا ومع هذا نتمنى لو تعود تلك الأيام ونعيشها في وقتنا الحاضر مع التكنولوجيا، فلاشك أن الحياة ستكون مختلفة مع جمال الطبيعة والخيرات الكثيرة.‏
كرات الثلج‏
أما سليمان فتقول: لا أتخيل قريتي دون كرات الثلج التي كنا نلعب بها وفي كل عام يهطل الثلج عدّة مرات، ولا أنسى كيف كانت والدتي تزيد من لبس الثياب وقت البرد وتلفني بشال أحمد كي ترد البرد عني ومع هذا كنا وقت اللعب بالثلج لا نشعر بالبرد أبداً إلا بعد مضي الوقت، وفي المساء نجلس أمام النار كي نتدفأ ولم يكن المازوت معروفاً حينها والوقود عبارة عن الحطب الذي كانت النسوة يخرنه في الكانونة لوقت الشتاء..‏
وتقول أم بسام: لم ألحق العمل في القرية فقد خرجت من القرية وعمري خمس سنوات ولكنني أتذكر جيداً منظر الذرة والقمح في الحقل ولا أنسى جدتي التي كانت تربي البقر وتملأ الدلاء بالحليب وتصنع اللبن واللبنة والشنكليش، وحتى يومنا هذا أشتهي لو أتذوق طعم لبنة وشنكليش القرية التي لايزال طعمها تحت ضرسي حتى الآن، ولا أتصور أبداً أنه يوجد طعام أشهى وألذ من خيرات أرضنا الحبيبة.‏
والتين البعل‏
أما أكلات الشتاء فهي من نتاج الأرض مثل القمح والخضار من السليق بأنواعه والتين اليابس ، فالتين مشهور وهو بعل يعتمد على مياه الأمطار وحلو مثل القطر..‏
أما عن الحياة في البيوت فتقول أم سليمان: أشعر أن البيوت أجمل من منازل اليوم فهي مبنية من الطين والحجر والخشب ورغم الحياة البسيطة فقد كانت الألفة والمحبة والتعاون سائدة بين الجميع وهذه الميزة نفتقدها في الأبنية الحديثة فالزيارات بين الجيل الجديد لا تتم دون موعد أو مكالمة تليفونية.. بينما في القرية جميع البيوت بيت واحد ومع هذا مازلنا نحن الكبار لا نتقيد بالرسميات على الأقل، وعندما أريد أن أرى جارتي أدق الباب وأدخل مباشرة.. ونعود بذاكرتنا لتلك الأيام التي لاتغيب عن البال وأحن إلى طفولتي التي عشتها في ربوع قريتي الحبيبة

اقتباس :: لا أتصور أبداً أنه يوجد طعام أشهى وألذ من خيرات أرضنا

لسه فاكر كان زمان

باركك الله

Smile

اقتباس :: أيام .....ع «البال»

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد
أخوتي الروحيّين الغوالي
عاشق الكريم
زهراء
الطائر الفينيقي
ردود مميّزة ......
نحنُّ إلى الماضي الجميل بعيون تتطلّع إلى غدٍ أفضل
بارككم المولى

» سلميه في البال دائما
» اسئله غريبه لم تخطر في البال يجيب عليها سيدنا و امامنا
» أول أيام المدرسة ...
» علاج للسكري في 10 أيام
» خذ من أيام عمري ما تشاء