عرفت بلاد الشام الدعوة إلاسماعيلية في وقت مبكر إذا ما قيست بالبلدان الأخرى ، فقد كانت مدنها ملإذا لإيواء الداعين إلى المذهب إلاسماعيلي والفارّين من بطش السلطة العباسية واضطهادها ، منذ النصف الثاني من القرن الثاني الهجري / الثامن الميلادي
وتشير إلاخبار إلى إن الخليفة العباسي هارون الرشيد (170-193 هـ / 786 -808م) أرسل حملة عسكرية كبيرة إلى بلاد فارس لإلقاء القبض على الإمام إلاسماعيلي محمد بن إسماعيل ، والقضاء على دعوته قبل انتشارها ، إلا إن إلاسماعيليين علموا بتلك الحملة ، فاضطر الإمام محمد إلى مغادرة بلاد فارس وقصد تدمر في سوريا سنة 191هـ 806م متخفيا ، واتخذها مقراً له ، وكان يؤمها إلاسماعيليون من العراق وبلاد فارس . وقد توفَََّي محمد بن إسماعيل هناك سنة 193هـ/ 808م ، وتولى الإمام من بعده ابنه الإمام عبد الله بن محمد بن إسماعيل الذي غادر تدمر إلى ( سلمّية) سنة194هـ/809م ، وبصحبته عدد كبير من رجإلات الدعوة إلاسماعيلية ، إذ اتخذها مقراً لأقامته ومركزاً رئيساً لدعوته ، يرسل منها الدعاة إلى إلاقاليم المختلفة لنشر الدعوة فيها.
وقد تسربت إلاخبار إلى الخليفة العباسي المأمون 198هـ -218هـ / 813هـ -833م ، الذي عرف بنشاط الإمام عبد الله بن محمد بن إسماعيل واستجابة الناس لدعوته ، فتقرب المأمون إلى العلويين ، وجعل تقربه هذا وسيلة للإيقاع بالإمام المستور عبد الله بن محمد وقام المأمون بقتل العديد من الدعاة لاعتقاده إنهم من إلائمة، لذا اضطر الإمام عبد الله لمغادرة بلاد فارس إلى معرّة النعمان في سوريا فأقام بها مدة ، ثم غادرها إلى سَلَمَّية.
ومن سَلَمَّية، مركز الدعوة إلاسماعيلية في الشام ، إنطلق الدعاة إلاسماعيليون إلى بلاد المغرب ومصر لنشر دعوتهم ، فكانت الدعوة الفاطمية التي نمت هناك وماتت ، وكذلك إنتشرت دعوتهم في بلاد أخرى كالبحرين وإلاحساء واليمن.
ففي مطلع القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي ، كانت حركة التأويل والتفسير ناشطة في جميع إرجاء بلاد المسلمين ، وكانت إلاضطرابات إلاقتصادية وإلاجتماعية من أهم إلاسباب التي دعت العلماء والمفكرين إلى إلانعطاف نحو تلمس الحقيقة والبحث عنها من خلال تشعب إلاراء وتعدد إلاهواء والدعوات ، بسبب ابتعاد المسؤولين عن الرعية وأتباع أهوائهم الشخصية وأفكارهم الخاصة ، وغياب صرخة الحق ، لذلك ادعى إتباع كل دعوة إنهم أصحاب الحق ، وإن سواهم هم الضالون.
وفي هذه الحالة العارمة بالفوضى ، سيّر الإمام إلاسماعيلي وحجته عبد الله بن ميمون القداح ، وهما في إلاحواز ، إلى سواد الكوفة في العراق الداعي الحسين إلاحوازي ، فبلغ هذا الداعي سواد الكوفة واستطاع بما أوتيَّ من قابلية بالغة في إلاقناع ، وتفقه عميق لأصول المذهب إلاسماعيلي إن يضم إليه لفيفاً من المؤيدين لدعوته [b]