روى القاضي النعمان بن محمد قدس الله روحه في (الستر على المؤمن) عن مولانا الإمام المعز لدين الله ، صلوات الله عليه وآله ، أنه قال: فيما أوجبه أن لا يستر عنه شيئا ستر خيانة. ثم قال: فأما ما بين أحدكم وبين أخيه ، فستره علیه أولى به ، إن من حق المؤمن على أخيه ستر عيبه عليه ، والنصيحة له فيه.
وهذا كقول جده صلوات الله عليه وآله: لو وجدت مؤمنا على فاحشة لسترته بثوبي ، ومنه الحديث: أقيلوا ذوي المروءات عثراتهم.
ومنه الحديث المأثور عن الصادق ، صلوات الله عليه ، يرفعه إلى رسول الله ، صلی الله على وعلى آله ، أنه قال: ما من عبد مؤمن إلا ولله علیه سبعون سترا ، فإذا أذنب ذنبا إنهتك عنه سترا من تلك الأستار ، فإذا تاب منه واستغفر الله أعاد الله ذلك الستر ومعه سبعين سترا ، فإن أبى إلا قدما في المعاصي لا يتوب ، ولا يستغفر منها إنهتك مع كل ذنب منها سترا حتى لیبقی ولا ستر علیه ، فيأمر الله عز وجل ، الملائكة بأن تستره بأجنحتها ، فإن تاب واستغفر الله أعاد الله عليه تلك الأستار ومع كل ستر منها سبعين سترا ، فإن أبى إلا قدما في المعاصي شكت الملائكة أمره إلى الله تعالى ، فيأمرهم الله عز وجل ، برفع أجنحتهم عنه ، فلو أتی ذنبا في قعر البحر ، أو تحت تخوم الأرض أبداه الله عليه ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله: فاسألوا الله أن لا يهتك أستاركم.
فإذا كان هذا فعل الله بالمؤمنين من عباده في الستر عليهم واقالتهم عثراتهم وامهالهم ما لم ينهمكوا في المعاصي ، فأوليائه أحق من أمتثل ذلك من أمره وما أمروا به المؤمنين من عباده.