bassam عضو بلاتيني
عدد الرسائل : 148 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 03/02/2007
| موضوع: خطبة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها الفدكية. الجمعة مارس 16, 2007 10:06 am | |
| هذه الخطبة لمولاتنا الصديقة الطاهرة صلوات الله عليها وآلها المعروفة بالخطبة الفدكية، والتي الكثير عنها غافلون مع العلم بأنها أعظم خطبة في الوجود، خطبة شرحت مولاتنا الزهراء صلوات الله عليها بها كل شيء في الوجود من العلم والفضائل والعقيدة وكل شيء... فأرجو قرائتها بدقة التركيز بكلماتها العظيمة
احتجاج فاطمة الزهراء ( ع ) على القوم لما منعوها فدك وقولها لهم عند الوفاة في الامامة. روى عبد الله بن الحسن باسناده عن آبائه عليهم السلام: انه لما اجمع بعض الصحابة على منع فاطمة عليها السلام فدكا وبلغها ذلك. لاثت خمارها على رأسها، واشتملت بجلبابها ، واقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها ، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه واله حتى دخلت على أبى بكر وهو في حشد من المهاجرين والانصار وغيرهم فنيطت دونها ملاءة فجلست ثم انت انة اجهش القوم لها بالبكاء، فارتج المجلس، ثم امهلت هنيئة حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم، افتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسوله، فعاد القوم في بكائهم، فلما امسكوا عادت في كلامها، فقالت عليها السلام: الحمد لله على ما انعم، وله الشكر على ما الهم، والثناء بما قدم، من عموم نعم ابتداها، وسبوغ آلاء أسداها، وتمام منن اولاها، جم عن الاحصاء عددها، ونأى عن الجزاء امدها، وتفاوت عن الادراك ابدها، وندبهم لاستزادتها بالشكر لاتصالها واستحمد إلى الخلائق باجزالها، وثنى بالندب إلى امثالها، واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، كلمة جعل الاخلاص تأويلها، وضمن القلوب موصولها، وانار في التفكر معقولها، الممتنع من الابصار رؤيته، ومن الالسن صفته، ومن الاوهام كيفيته، ابتدع الاشياء لا من شئ كان قبلها، وانشأها بلا احتذاء امثلة امتثلها كونها بقدرته، وذرأها بمشيته، من غير حاجة منه إلى تكوينها، ولا فائدة له في تصويرها، الا تثبيتا لحكمته، وتنبيها على طاعته، واظهارا لقدرته، تعبدا لبريته واعزازا لدعوته، ثم جعل الثواب على طاعته، ووضع العقاب على معصيته، زيادة لعباده من نقمته، وحياشة لهم إلى جنته، واشهد ان ابى محمدا عبده ورسوله اختاره قبل ان ارسله، وسماه قبل ان اجتباه، واصطفاه قبل ان ابتعثه، إذ الخلائق بالغيب مكنونة، وبستر الاهاويل مصونة، وبنهاية العدم مقرونة علما من الله تعالى بما يلى الامور، واحاطة بحوادث الدهور، ومعرفة بموقع الامور ابتعثه الله اتماما لامره، وعزيمة على امضاء حكمه، وانفاذا لمقادير حتمه، فرأى الامم فرقا في اديانها، عكفا على نيرانها، عابدة لاوثانها، منكرة لله مع عرفانها فانار الله بابى محمد صلى الله عليه واله ظلمها، وكشف عن القلوب بهمها ، وجلى عن الابصار غممها ، وقام في الناس بالهداية، فانقذهم من الغواية، وبصرهم من العماية، وهداهم إلى الدين القويم، ودعاهم إلى الطريق المستقيم. ثم قبضه الله إليه قبض رأفة واختيار، ورغبة وايثار، فمحمد صلى الله عليه واله من تعب هذه الدار في راحة، قد حف بالملائكة الابرار، ورضوان الرب الغفار، ومجاورة الملك الجبار، صلى الله على أبى نبيه، وامينه، وخيرته من الخلق وصفيه، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. ثم التفتت إلى اهل المجلس وقالت: انتم عباد الله نصب امره ونهيه، وحملة دينه ووحيه، وامناء الله على انفسكم، وبلغائه إلى الامم، زعيم حق له فيكم، وعهد قدمه اليكم، وبقية استخلفها عليكم: كتاب الله الناطق، والقرآن الصادق، والنور الساطع، والضياء اللامع، بينة بصائره، منكشفة سرائره، منجلية ظواهره، مغتبطة به اشياعه، قائدا إلى الرضوان اتباعه، مؤد إلى النجاة استماعه، به تنال حجج الله المنورة، وعزائمه المفسرة، ومحارمه المحذرة، وبيناته الجالية، وبراهينه الكافية، وفضائله المندوبة، ورخصه الموهوبة، وشرائعه المكتوبة، فجعل الله الايمان: تطهيرا لكم من الشرك، والصلاة: تنزيها لكم عن الكبر، والزكاة: تزكية للنفس، ونماء في الرزق، والصيام: تثبيتا للاخلاص، والحج: تشييدا للدين، والعدل: تنسيقا للقلوب، وطاعتنا: نظاما للملة، وامامتنا: امانا للفرقة والجهاد: عزا للاسلام، والصبر، معونة على استيجاب الأجر، والأمر بالمعروف: مصلحة للعامة، وبر الوالدين: وقاية من السخط، وصلة الارحام: منساة في العمر ومنماة للعدد، والقصاص: حقنا للدماء، والوفاء بالنذر: تعريضا للمغفرة، وتوفية المكائيل والموازين: تغييرا للبخس، والنهى عن شرب الخمر: تنزيها عن الرجس واجتناب القذف: حجابا عن اللعنة، وترك السرقة: ايجابا بالعفة، وحرم الله الشرك اخلاصا له بالربوبية، فاتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن الا وانتم مسلمون، واطيعوا الله فيما امركم به ونهاكم عنه، فانه انما يخشى الله من عباده العلماء. ثم قالت ايها الناس اعلموا: اني فاطمة وابى محمد صلى الله عليه واله اقول عودا وبدوا، ولا اقول ما اقول غلطا، ولا افعل ما افعل شططا لقد جائكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم. فان تعزوه وتعرفوه: تجدوه ابى دون نسائكم، واخا ابن عمي دون رجالكم ولنعم المعزى إليه صلى الله عليه وآله وسلم، فبلغ الرسالة، صادعا بالنذارة مائلا عن مدرجة المشركين ضاربا ثبجهم اخذا باكظامهم داعيا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، يجف الاصنام وينكث الهام، حتى انهزم الجمع وولوا الدبر، حتى تفرى الليل عن صبحه واسفر الحق عن محضه، ونطق زعيم الدين، وخرست شقاشق الشياطين وطاح وشيظ النفاق وانحلت عقد الكفر والشقاق، وفهتم بكلمة الاخلاص في نفر من البيض الخماص وكنتم على شفا حفرة من النار، مذقة الشارب ونهزة الطامع وقبسة العجلان، وموطئ الاقدام تشربون الطرق وتقتاتون القد اذلة خاسئين، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم، فانقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد صلى الله عليه واله، وبعد أن مني ببهم الرجال وذؤبان العرب، ومردة اهل الكتاب، كلما اوقدوا نارا للحرب اطفأها الله، أو نجم قرن الشيطان أو فغرت فاغرة من المشركين قذف أخاه في لهواتها فلا ينكفئ حتى يطأ جناحها باخمصه ويخمد لهبها بسيفه، مكدودا في ذات الله، مجتهدا في امر الله، قريبا من رسول الله، سيدا في أولياء الله، مشمرا ناصحا، مجدا، كادحا، لا تأخذه في الله لومة لائم، وانتم في رفاهية من العيش، وادعون فاكهون آمنون، تتربصون بنا الدوائر وتتوكفون الاخبار وتنكصون عند النزال، وتفرون من القتال، فلما اختار الله لنبيه دار أنبيائه، ومأوى اصفيائه، ظهر فيكم حسكة النفاق وسمل جلباب الدين ونطق كاظم الغاوين ونبغ خامل الاقلين وهدر فنيق المبطلين فخطر في عرصاتكم واطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفا بكم فألفاكم لدعوته مستجيبين، وللعزة فيه ملاحظين، ثم استنهضكم فوجدكم خفافا، واحشمكم فألفاكم غضابا فوسمتم غير ابلكم ووردتم غير مشربكم هذا والعهد قريب والكلم رحيب ، والجرح لما يندمل والرسول لما يقبر، ابتدارا، زعمتم خوف الفتنة ألا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين، فهيهات منكم، وكيف بكم، وانى تؤفكون، وكتاب الله بين اظهركم، اموره ظاهرة، واحكامه زاهرة واعلامه باهرة، وزواجره لايحة، واوامره واضحة، وقد خلفتموه وراء ظهوركم أرغبة عنه تريدون"*"؟ ام بغيره تحكمون؟ بئس للظالمين بدلا، ومن يبتع غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين، ثم لم تلبثوا الا ريث أن تسكن نفرتها ويسلس قيادها ثم اخذتم تورون وقدتها وتهيجون جمرتها، وتستجيبون لهتاف الشيطان الغوي، واطفاء انوار الدين الجلي واهمال سنن النبي الصفي، تشربون حسوا في ارتغاء وتمشون لاهله وولده في الخمرة والضراء ويصير"*"منكم على مثل حز المدى ووخز السنان في الحشاء، وانتم الان تزعمون: أن لا إرث لنا، افحكم الجاهلية تبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون؟! أفلا تعلمون؟ بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحية: أني ابنته. ايها المسلمون أغلب على ارثي"*"؟ يابن ابى قحافة أفي كتاب الله ترث اباك ولا ارث ابى؟ لقد جئت شيئا فريا! أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم؟ إذ يقول:"وورث سليمان داود"وقال: فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا إذ قال:"فهب لى من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب"وقال:"واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله"وقال:"يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين"وقال: إن ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف حقا على المتقين وزعمتم: ان لا حظوة لى ولا ارث من أبى، ولارحم بيننا، افخصكم الله بآية اخرج ابى منها؟ ام هل تقولون: أن اهل ملتين لا يتوارثان؟ أو لست انا وأبي من اهل ملة واحدة؟ أم انتم اعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي؟ فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم الله، والزعيم محمد، والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون، ولا ينفعكم إذ تندمون، ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم ثم رمت بطرفها ( * ) نحو الانصار فقالت: يا معشر النقيبة واعضاد الملة وحضنة الاسلام، ما هذه الغميزة في حقي والسنة عن ظلامتي ؟ أما كان رسول الله صلى الله عليه وآله ابي يقول ( المرء يحفظ في ولده )؟ سرعان ما أحدثتم، وعجلان ذا اهالة ولكم طاقة بما احاول، وقوة على ما اطلب وازاول، أتقولون مات محمد صلى الله عليه وآله؟ فخطب جليل: استوسع وهنه واستنهر فتقه وانفتق رتقه، واظلمت الارض لغيبته، وكسفت الشمس والقمر، وانتثرت النجوم لمصيبته، واكدت الامال، وخشعت الجبال، واضيع الحريم، وازيلت الحرمة عند مماته، فتلك والله النازلة الكبرى، والمصيبة العظمى، لامثلها نازلة، ولابائقة عاجلة، اعلن بها كتاب الله جل ثناؤه، في افنيتكم، وفي ممساكم، ومصبحكم، يهتف في افنيتكم هتافا، وصراخا، وتلاوة، والحانا، ولقبله ماحل بأنبياء الله ورسله، حكم فصل، وقضاء حتم:"وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين"ايها بني قيلة ءأهضم تراث ابي؟ وانتم بمرئ مني ومسمع، ومنتدى ومجمع تلبسكم الدعوة، وتشملكم الخبرة، وانتم ذوو العدد والعدة، والاداة والقوة وعندكم السلاح والجنة توافيكم الدعوة فلا تجيبون، وتأتيكم الصرخة فلا تغيثون، وانتم موصوفون بالكفاح، معروفون بالخير والصلاح، والنخبة التي انتخبت، والخيرة التي اختيرت لنا اهل البيت، قاتلتم العرب، وتحملتم الكد والتعب، وناطحتم الامم، وكافحتم"*"البهم، لانبرح أو تبرحون نأمركم فتأتمرون، حتى إذا دارت بنا رحى الاسلام، ودر حلب الايام، وخضعت ثغرة الشرك، وسكنت فورة الافك، وخمدت نيران الكفر، وهدأت دعوة الهرج، واستوسق نظام الدين فأنى حزتم بعد البيان؟ واسررتم بعد الاعلان؟ ونكصتم بعد الاقدام؟ واشركتم بعد الايمان؟ بؤسا لقوم نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم، وهموا باخراج الرسول، وهم بدؤكم اول مرة، اتخشونهم فالله احق ان تخشوه ان كنتم مؤمنين ألا وقد أرى أن قد اخلدتم إلى الخفض وابعدتم من هو احق بالبسط والقبض، وخلوتم بالدعة ونجوتم بالضيق من السعة، فمججتم ما وعيتم، ودسعتم الذى تسوغتم فان تكفروا انتم ومن في الارض جميعا فان الله لغنى حميد. ألا وقد قلت ما قلت هذا على معرفة مني بالجذلة التي خامرتكم والغدرة التي استشعرتها قلوبكم، ولكنها فيضة النفس، ونفثة الغيظ، وخور القناة وبثة الصدر، وتقدمة الحجة، فدونكموها فاحتقبوها دبرة الظهر نقبة الخف باقية العار، موسومة بغضب الجبار، وشنار الابد، موصولة بنار الله الموقدة، التي تطلع على الافئدة، فبعين الله ما تفعلون وسيعلم الذين ظلموا أي مقلب ينقلبون. وأنا ابنة نذير لكم بين يدى عذاب شديد فاعلموا انا عاملون، وانتظروا انا منتظرون. فأجابها أبو بكر عبد الله بن عثمان. وقال: يا بنت رسول الله لقد كان ابوك بالمؤمنين عطوفا كريما، رؤفا رحيما، وعلى الكافرين عذابا اليما، وعقابا عظيما، ان عزوناه وجدناه اباك دون النساء، واخا إلفك دون الاخلاء آثر على كل حميم، وساعده في كل امر جسيم، لا يحبكم الا سعيد، ولا يبغضكم الا شقي بعيد فانتم عترة رسول الله الطيبون، الخيرة المنتجبون، على الخير ادلتنا، وإلى الجنة مسالكنا، وانت ياخيرة النساء، وابنة خير الانبياء، صادقة في قولك، سابقة في وفور عقلك، غير مردودة عن حقك، ولا مصدودة عن صدقك، والله ما عدوت رأى رسول الله، ولاعملت الا باذنه، والرائد لا يكذب اهله، واني اشهد الله وكفى به شهيدا، أنى سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول:"نحن معاشر الانبياء لا نورث ذهبا ولا فضة ولا دارا ولا عقارا وانما نورث الكتاب والحكمة والعلم والنبوة وما كان لنا من طعمة فلولى الامر بعدنا ان يحكم فيه بحكمه"وقد جعلنا ما حاولته في الكراع والسلاح يقاتل بها المسلمون ويجاهدون الكفار، ويجالدون المردة الفجار، وذلك باجماع من المسلمين، لم انفرد به وحدي، ولم استبد بما كان الرأى عندي وهذه حالى ومالى، هي لك وبين يديك، لاتزوى عنك، ولاندخر دونك، وانك وانت سيدة امة ابيك، والشجرة الطيبة لبنيك، لاندفع مالك من فضلك، ولا يوضع في فرعك واصلك، حكمك نافذ فيما ملكت يداى فهل ترين ان اخالف في ذلك اباك صلى الله عليه واله فقالت عليها السلام: سبحان الله ما كان أبي رسول الله صلى الله عليه واله عن كتاب الله صادفا ولا لأ لاحكامه مخالفا! بل كان يتبع اثره، ويقفو سوره، أفتجمعون إلى الغدر اعتلالا عليه بالزور، وهذا بعد وفاته شبيه بما بغى له من الغوائل في حياته هذا كتاب الله حكما عدلا، وناطقا فصلا يقول: يرثني ويرث من آل يعقوب ويقول: وورث سليمان داود وبين عزوجل فيما وزع من الاقساط، وشرع من الفرائض والميراث، واباح من حظ الذكران والاناث، ما ازاح به علة المبطلين، وازال التظنى والشبهات في الغابرين، كلا بل سولت لكم انفسكم امرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون. فقال أبو بكر: صدق الله ورسوله، وصدقت ابنته، انت معدن الحكمة وموطن الهدى والرحمة، وركن الدين، وعين الحجة، لا ابعد صوابك، ولا انكر خطابك هؤلاء المسلمون بينى وبينك، قلدوني ما تقلدت، وباتفاق منهم اخذت ما اخذت غير مكابر ولا مستبد، ولا مستأثر، وهم بذلك شهود. فالتفتت فاطمة عليها السلام إلى الناس وقالت: معاشر المسلمين المسرعة إلى قيل الباطل المغضية على الفعل القبيح الخاسر افلا تتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها؟ كلا بل ران على قلوبكم ما اسأتم من اعمالكم، فاخذ بسمعكم وابصاركم، ولبئس ما تأولتم، وساء ما به أشرتم، وشر ما منه اغتصبتم لتجدن والله محمله ثقيلا، وغبه وبيلا، إذا كشف لكم الغطاء وبان باورائه الضراء، وبدا لكم من ربكم ما لم تكونوا تحتسبون، وخسر هنالك المبطلون. ثم عطفت على قبر النبي صلى الله عليه واله وقالت: قد كان بعدك انباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب انا فقدناك فقد الارض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب وكل اهل له قربى ومنزلة * عند الاله على الادنين مقترب ابدت رجال لنا نجوى صدورهم * لما مضيت وحالت دونك الترب تجهمتنا رجال واستخف بنا * لما فقدت وكل الارض مغتصب وكنت بدرا ونورا يستضاء به * عليك ينزل من ذى العزة الكتب وكان جبريل بالآيات يونسنا * فقد فقدت وكل الخير محتجب فليت قبلك كان الموت صادفنا * لما مضيت وحالت دونك الكثب ثم انكفئت عليها السلام، وامير المؤمنين عليه السلام يتوقع رجوعها إليه، ويتطلع طلوعها عليه، فلما استقرت بها الدار، قالت: لامير المؤمنين عليه السلام: يابن أبى طالب، اشتملت شملة الجنين، وقعدت حجرة الظنين، نقضت قادمة الاجدل فخانك ريش الاعزل هذا ابن ابي قحافة يبتزنى نحلة أبى وبلغة ابني! لقد اجهد في خصامى، والفيته الد في كلامي حتى حبستنى قيلة نصرها والمهاجرة وصلها، وغضت الجماعة دوني طرفها، فلا دافع ولا مانع، خرجت كاظمة، وعدت راغمة، اضرعت خدك يوم اضعت حدك إفترست الذئاب، وافترشت التراب، ما كففت قائلا، ولا اغنيت طائلا ولا خيار لى، ليتني مت قبل هنيئتي، ودون ذلتي عذيري الله منه عاديا ومنك حاميا، ويلاي في كل شارق! ويلاي في كل غارب! مات العمد، ووهن العضد شكواي إلى أبي! وعدواي إلى ربي! اللهم انك اشد منهم قوة وحولا، واشد بأسا وتنكيلا. فقال امير المؤمنين عليه السلام: لا ويل لك بل الويل لشانئك ثم نهنهى عن وجدك يا ابنة الصفوة، وبقية النبوة، فما ونيت عن دينى، ولا اخطأت مقدورى فان كنت تريدين البلغة، فرزقك مضمون، وكفيلك مأمون، وما اعد لك اضل مما قطع عنك، فاحتسبي الله. فقالت: حسبي الله وامسكت. منقول ... والله أعلم | |
|
abo durid متميز
عدد الرسائل : 658 العمر : 39 Localisation : اول لفة يمين ... تاريخ التسجيل : 09/03/2007
| موضوع: رد: خطبة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها الفدكية. الجمعة مارس 16, 2007 8:13 pm | |
| جزاك الله خيرا مشرفنا العزيز
في ميزان اعمالك | |
|