ظلت مدينة دمشق على مدى العصور محط أنظار الغزاة، فاقتضت ضرورات الدفاع عنها وحمايتها بإحاطتها بسور من الحجارة الضخمة، فتحت فيه أبوب للدخول والخروج، وكان ذلك في بداية العصر اليوناني، وفي العصر الروماني تمت صيانة السور وظهرت سبعة أبواب نسبةً إلى الكواكب السبعة المعروفة في حينها، وقد نحتت رموز هذه الكواكب على الأبواب لاعتقادهم أنها تحمي المدينة، تدمر أجزاء من السور عام 749 م بفعل العباسين وأخذ السور بالانهيار، ثم أعيد تحصينه في عام 1174 م في عهد نور الدين الزنكي وفتحت فيه أبواب لم تكن موجودة منها باب الفرج وباب النصر أما الأبواب الرومانية الأصل السبعة فهي:
1- باب شرقي: يرمز هذا الباب إلى كوكب الشمس،وهو الباب الوحيد من جهة الشرق،عند بداية الشارع المستقيم الذي كان يحوي قوس النصر، ومن هذا الباب دخل خالد بن الوليد فاتحاً دمشق.
2- باب جنيق أو باب السلامة: يرمز إلى كوكب القمر وهو أحد الأبواب الشمالية للسور وأطلق عليه باب السلامة لأنه محمي بمجرى نهر العقرباني.
3- باب توما : يرمز إلى كوكب الزهرة، وينسب إلى أحد عظماء الروم، تهدم مع الزمن وأعاد بناؤه الملك الأيوبي الناصر عام 1227 م وفي عصر المماليك قام الأمير تنكز بتجديده عام 1333 وقد دخل منه عمر بن العاص.
4- باب كيسان: يرمز إلى كوكب زحل وهو باب قديم رغم نسبته إلى كيسان مولى معاوية بن أبي سفيان، دخل منه المسلمون بقيادة يزيد بن أبي سفيان، أغلقه السلطان نور الدين الزنكي، ثم أعاد فتحه الملك الاشرف ناصر الدين سنة 1363 وأثناء الاحتلال الفرنسي أعيد أنشاؤه وترميمه، وبنيت خلفه كنيسة القديس بولس.
5- باب الفراديس: ويرمز إلى كوكب عطارد، ويحمل اسم قرية الفراديس وقد حاصره المسلمون بقيادة عمر بن العاص حتى استلمت الحامية البيزنطية، أعيد أنشاؤه وترميمه في عهد الملك الصالح عماد الدين بن إسماعيل سنة 1241م
6- باب الجابية: يرمز إلى كموكب المشتري وسمي بهذا الاسم لأنه كان يؤدي إلى معسكر للجند مكلفين بجباية الضرائب، ومن هذا الباب دخل جيش المسلمين بقيادة أبو عبيدة الجراح لتحرير دمشق، وفي عام 1164 للميلاد أعاد الملك نور الدين محمود إنشاؤه وترميمه، ثم قام الملك الناصر صلاح الدين بتجديده.
7- باب الصغير: ويرمز إلى كوكب المريخ وهو أصغر أبواب السور ويقع في الجهة الجنوبية أعاد بناؤه الملك نور الدين محمود سنة 1156 م وجدد على يد الملك عيسى بن أبي بكر الأيوبي سنة 1226 م، نزل منه يزيد بن أبي سفيان.
في مدينة دمشق العديد من الأبواب منها الأبواب الصغيرة التي كانت تستخدم لحماية الحارات القديمة ، مثل باب السريجة ،وباب الزقاق ، وباب مصلى ، أما أبواب السور فنستطيع أن نحدد الأبواب الرومانية الأصل من شكلها المميز فهي تتألف من ثلاث فتحات مقوسة أكبرها الفتحة الوسطى أما الفتحتان الجانبيتان فهما أصغر وكانتا تستخدمان للمشاة، أما بقية الأبواب فقد فتحت لاحقاً وكانت أما مزدوجة الفتحات مثل باب الفرج وباب النصر أو بفتحة واحدة مثل باب السلام .