بعد أن بسط الفاطميون نفوذهم على المغرب ومصر اتجهوا بأنظارهم الى الشرق ((العراق)) مركز العباسيينومابعدها ونجحوا بذلك بفضل جهد الرجال والدعاة الذين التزموا بطاعة الأمام وكان على رأس هؤلاء القادة والرجال الداعي المؤيد في الدين و أبو الحارث البساسيري
فممالاشك فيه أن أركان الدولة العباسية كانت ترتعد خوفا من قوة الإمام الفاطمي في مصر لان استيلاء الإسماعيلية على مصر بسط نفوذهم في يلاد الشام وفلسطين والحجاز
فجاف العباسيين أن تسهل لهم هذه الإنتصارات اللإستيلاء على بغداد قاعدة وعاصمة العباسيين فا الفاطميون لم يدخروا وسعا في سبيل نشر دعوتهم في العراق فأقيمت الدعوة لهم في الموصل وكذلك استمال الإمام المستنصر بالله بعض أمراء المقاطكعات الذين أعلنوا تايدهم للدعوة الإسماعيلية وأخذوا يقدمون المساعدة للدعاة الذين بذلوا جهودا جبارة حتى استطاعوا أن يستميلوا أغلب أمراء العراق وقد استجاب لدعوتهم أمير الحلة والكوفة وأمير بلاد الجزيرة وغيرها
ولما علم الإمام المستنصر بأن الوقت قد حان لدخول بغداد كتبالى أتباعه من الأتراك وأمرهم أن يوحدوا صفوفهم ويسلموا للقائد الكبير (( البساسيري))
وكتب أيضا الى القائد الكبير (( البساسيري ))يقول :
((( ولما وجد أمير المؤمنين وخليفة المسلمين من السابقين الى النداء بشعاره في بلاد العراق والمبرزين بفضيلة السابقين على أولياءئه في فضائل الأفاق . المشمر عن ساعد الجد بما يجعل عرصاتها بفيض عدله مشرقة بأنجم السعود ويعيد اعداد منابرها بذكر آل الرسول صلى الله عليه وسلم ناضرة العود مغسولة درجاتها من وطء أقدام الأنجاس بماء الأيمان مقصورة غرفها على الثناء منها علىأهل العدل والإحسان راى أمير المؤمنيين وبالله توفيقه أن يطوق طوق ولاية رجالها ويقيم على رأسك لمزية التقدمة راية جمالها وينوط بك أمورها كلها اليك عقدها وحلها
وأمده بالمال والسلاح والرجال وأرسل له داعي الدعاة المؤيد في الدين على رأس تللك الامدادات الضخمة وكذلك أوعز الامامللأمير دبيس بن علي ابن مزيد أمير عرب الفرات لينضم الى صفوف البساسيري
وفي سنة 449 هجرية اكتملت الاستعدادات وجهزت الجيوش فقسار البساسيري حيث لاقى جيوش الخليفة العباسي في سنجار فجرت معارك قاسية انتصر على أثرها البساسيري وأستولى عللى بغداد في شهر ذي القعدة سنة 450 هجرية
ويحدثنا أبو المحاسن عن دخول البساسيري الى بغداد فيقول :
((دخل أبو الحارث البساسيري بغداد في ثامن ذي القعدة بالرايات المستنصرية وعليها ألقاب الإمام المستنصر صاحب مصر فمال الى البساسيري أهل الكرخ وفرحوا به لكونهم ((إثنى عشرية))وإنضموا الى البساسيري وأعلنوا في الآذان حي على خير العمل ببغداد ..... وخطب يوم الجمعة ببغداد للإمام المستنصر بجامع المنصور وأنشد بعضهم يقول
يا بني العباس صدوا**ملك الأرض معد
ملككم كان معارأ" **والعواري تسترد
وظل البساسيري في بغداد مدة سنة انتشر في العراق خلالها المذهب الإسماعيلي انتشار سريعا ولولا أن تحالفت بعض القوى المعادية لآل بيت الرسول مع طغرلبك السلجوقي وعودة الداعي العظيم المؤيد في الدين الى مصر لاكتسحت جيوش الاسماعيلية البلاد الاسلامية في الشرق وأخضعوا لسلطانهم حتى جبال هملايا
وفي منتصف ذي الحجة سنة 451 هجرية بغداد من قبل طغرلبك ونشب القتالوأصيب البساسيري بسهم طائح أستشهد على أثره البساسيري رحمه الله
فجز رأسه وحمله طغرلبك الى السلطان العباسي وأخذت أموال بغداد وأموال البساسيري مع نسأئه وأولاده وهللك من الناس الخلق العظيم وأم السلطان بحمل رأس البساسيري الى دار الخلافة فحمل ونظف وغسل وجعل على قناة وطيف به وصلب قبالة باب النوبي
كان البساسيري قبل أعتناقه المذهب الإسماعيلي قائد على الاتراك يعمل عند القائم العباسي لايقطع بامر من دونه وكان أيضا أمير على واسط