يتحدث بعض العلماء عن إمكانية بدء عصر جليدي جديد في غضون عقود قليلة ما مدى صحة وجهة النظر هذه؟
تلعب التيارات البحرية المندفعة من المناطق الدافئة في نصف الكرة الشمالي دوراً ملحوظاً في تلطيف الجو بالقرب من الأراضي الباردة في البقاع القطبية والمدارية. تعزى حركة التيارات المذكورة إلى التدرج الحراري بين الحزام الاستوائي والحزامين القطبي والمداري. يؤدي فعل الدفيئة الزجاجية والذي يتركز بشكل رئيسي فوق الأقسام من اليابسة الواقعة في الحزامين المداري والقطبي إلى ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة على امتداد الحزامين المذكورين. لا يتعلق الأمر هنا بالارتفاع الوسطي لدرجات الحرارة بل بالارتفاع المقاس في المراكز الصناعية الرئيسية. إن الارتفاع الأخير هو الذي يتمخض عن خلل كبير في التدرج الحراري يفضي الخلل إلى تغير في دفق التيارات المائية القادمة من المناطق الدافئة. مما لا شك فيه أن الاستخدام المفرط للمتفجرات في الحروب التي جرت مؤخراً خاصة جنوب المناطق المدارية وشمال خط الاستواء قد عزز ويعزز الخلل المشار إليه ناهيك عن أن موجات الضغط الناجمة عن التفجيرات تنزاح صوب الشمال الشرقي بفعل قوة كوريوليس, هكذا يزداد الضغط الجوي ولو بمقادير غير كبيرة فوق المناطق المدارية بما يدعم ارتفاع درجات في بعض البقاع دون غيرها. والنتيجة مزيد من خلل التدرج الحراري وكبح فعل التيارات المائية القادمة من المناطق الدافئة. يدفع الوضع الجديد كميات إضافية من الكتل الجليدية في المناطق القطبية الشمالية نحو الجنوب خاصة في فصلي الربيع والصيف. لا تعود هذه الكتل أبداً إلى موقعها بل إنها تبدأ بتبريد المناطق الدافئة مما يولد تيارات عكسية ضئيلة التدفق تعاكس حركة التيارات الأصلية. ومع قدوم فصل الشتاء بتراكم الهطولات تتشكل كتل جليدية جديدة يتحرك بعضها في الربيع وفق نفس الآلية نحو الجنوب. ويبقى السؤال : ما هي المدة الزمنية الأصغرية الضرورية لتجلد اليابسة ودخول نصف الكرة الشمالي عصر جليدي جديد. يؤكد بعض العلماء أن الأمر قد لا يحتاج أكثر من عقود قليلة