المحب لله Admin
عدد الرسائل : 1272 تاريخ التسجيل : 31/01/2007
| موضوع: محمد الماغوط ..بارقة في ليل مدُلهِمّ الأحد أبريل 20, 2008 2:58 pm | |
| محمد الماغوط ..بارقة في ليل مدُلهِمّ | في 3/4/2006 رحل محمد الماغوط، ورغم مرور عامين كاملين على رحيله، لما يزل على حاله الاولى..لم يتغير فيه شيء قط!! إنه حزين في ضوء القمر، فالفرح ليس مهنته، وعصفوره الأحدب لما يزل هو الآخر ايضاً ، خارج السرب، يبحث عن شق جدار دافىء في ضيعة تشرين كي لا يظل غريباً ، تقتله الحدود، ويترصده سيّاف الزهور!!!.. وأظن محمد الماغوط قد بَرِمَ بقبره، وأسمعه في الليل البارد الموحش يصيح: «يا أهلي.. ياشعبي يا من اطلقتموني كالرصاص خارج العالم الجوع ينبض في احشائي كالجنين إنني اقرض خدودي من الداخل ما اكتبه في الصباح اشمئز منه في المساء من اصافحه في التاسعة اشتهي قتله في العاشرة أريد ان أهز جسدي كالسلك في احدى المقابر النائية» فهذا البدوي الاحمر ، النزق الشرس ، أكبر من ان يطويه ثرى، او يضمه قبر، وبه الف شوق الى وطنه الذي خاطبه قائلاً: «كليلة طويلة على صدر انثى أنت ياوطني إنني هنا شبح غريب مجهول تحت اظافري العطرية يقبع مجدك الطاعن في السن سأطل عليك كالقرنفلة الحمراء البعيدة» ولمّا تزل كاف تشبيهه قادرة على جمع المتناقضات، مشكلة قصيدة عفوية «لا تتبعها المقاومات الواعية... فتشبه هذيانات تقترب من حالة الاحلام حيث يتدفق اللاوعي». لقد اعتاد الماغوط - كما قال الدكتور غسان غنيم في محاضرة له بعنوان السوريالية عند الماغوط- «على ان يترك نفسه على سجيتها، فيثبت كل ما يخطر على باله من تداعيات دون تجميل او زيادة او نقصان، مطلقاً العنان للخيال، فيأتي نصه لا منطقياً وغير مترابط، والقصيدة عنده تقوم على الجمع بين عالم الواقع والحلم مستخدماً الومضات التي يتولد منها انطباع لدى القارىء او المتلقي» ايتها الجسور المحطمة في قلبي أيتها الوحول الصافية كعيون الاطفال كنا ثلاثة نخترق المدينة كالسرطان نجلس بين الحقول ونسعل امام البواخر لا وطن لنا ولا اجراس» ومع هذا، فنصه بارقة شعرية في ليل مُدلَهِمّ، صخّاب بلغة الحياة اليومية ونبض الناس، وربما لهذا كله كان اكثر المبدعين العرب جماهيرية، واشدهم قرباً الى قلوب الناس ووجداناتهم الجمعية. استطاع بسخريته المريرة اللاذعة ، ان يتبوأ الافئدة، وان يتصدر مكانة في الثقافة العربية والعالمية، لم يتصدرها مبدع غيره عاصره او جايله فترجمة اعماله الشعرية والمسرحية الى اللغات الحية الاخرى، جعلت منه «برناردشو » آخر، ولكن عربياً: «الكل ينأى، ويغترب ، يرفرف بجناحيه بعيداً عن الآخر وأنا اريد ان ألتحم مع اي شيء ولو بالسلاح الابيض» وفي عصر يوم الاربعاء 5/4/2006م، وكما تعود طيور السنونو الى اعشاشها الاولى بعد غياب طويل، عاد محمد الماغوط الى مدينة«سلمية» الأم من «تراب» كما كان يسميها دائماً والتي غادرها مذ كان في الرابعة عشرة من عمره. عاد ملفوفاً بالعلم الوطني، ومحمولاً بالقلوب، وزرع في ترابها حتى لايغادرها ابداً وحتى لا تنأى هي عن روحه مطلقاً. لقد عاد محمد الماغوط «حفيد الشعوب الصبورة كحيوانات الجر» في ذلك اليوم الى سلمية: « الدمعة التي ذرفها الرومان على اول اسير فكّ قيوده بأسنانه ومات حنيناً اليها» عاد الى « الطفلة التي تعثرت بطرق اوربا وهي تلهو بأقراطها الفاطمية وشعرها الذهبي » عاد الى مدينة الشعر والفكر والفقر، مدينة الغبار والشوارع المحفرة كقلوب ابنائها... الى المدينة التي : « في سنابلها اطواق من النمل لكنها لا تعرف الجوع ابداً لأن اطفالها بعدد غيومها لكل فراشة مصباح لكل خروف جرس ولكل عجوز موقد وعباءة النجوم اصابع مفتوحة لالتقاطها مفتوحة منذ الأزل لالتقاطها» وفي عودته اليها، هبت بكل ما فيها لاستقباله، ورافقته الى المقبرة حباً به ووفاء له، ولأنها كانت ترى فيه سفيراً فوق العادة لها في شتى اصقاع المعمورة، والناطق الرسمي باسمها... بل باسم فقرائها وساكنيها واحلام شبابها المكسورة ، والمعبر الواقعي والحقيقي عنها، في كل أوان ومناسبةٍ، وبمنتهى الصدق القاسي والمر... وعن مدنيتها التي لم تتحرر من بداوتها بعد ... عن بداوتها المتأصلة في الروح ، التي لو تحررت منها او تخلت عنها لكانت على غير ما هي عليه الآن!!. وهناك ...اقصد على تخوم قبر الماغوط، وقبل ان يوارى الثرى ويرمي محبوه على تراب قامته العالية زنابق الحب، قال الأديب الوزير والوزير الاديب رياض نعسان آغا، وقد ادهشه ما رأى في سلمية ومن سلمية من حب لمحمد الماغوط ،وتقدير له وللثقافة عموماً: « محمد الماغوط سليل قافلة عظيمة من رواد الكلمة والثقافة ، انجبتهم سلمية... نتذكرهم واحداً واحداً ، ولعل ابرزهم جده الأبعد ابو الطيب المتنبي ، من هذه الارض ...ارض السماوة طلع ذلك الفتى الذي تطلّع الى الكون بنظرة واسعة وسأل: أي محل أرتقي أي عظيم أتقي وكل ما خلق الله وما لم يخلق محتقر في همتي كشعرة في مفرقي ولعل هذا التساؤل - والكلام لوزير الثقافة - ظل يراود ابا شام حتى جاء الى سلمية... فعرف اي محل يرتقي . يرتقي قلوب هذه الجماهير، يرتقي وجدانهم جميعاً، يحفظهم جميعاً في قلبه فإذا هم يفتحون له قلوبهم. هذا اليوم الذي ارى فيه هذا الحشد، هو يوم من امجاد الثقافة والفن والفكر، ها هي ذي الجماهير تعبر عن مكانة الشاعر ... المسرحي... المفكر...فهذا الشعب المثقف الذي يخرج اليوم بقضه وجمعه... برجاله ونسائه وأطفاله ليودع شاعراً، هو شعب شاعر مثقف حضاري مقدر للثقافة». وقال وزير الثقافة ايضاً: «وهذا الشاعر المفكر، الذي نودعه، يعامله اليوم أبناء شعبه كما تعامل الأمم عظماءها الكبار، وهو جدير بذلك. فقد حمل آلامكم وآمالكم، ومعاناتكم وعذاباتكم على شفا قلمه، فكتب عنها اعظم روائعه، أليس هو الذي شرب نخب الوطن وقال: كاسك ياوطن... ها هوذا ابو شام الشاعر الكبير ، الذي اراد ان يسخر من كل شيء فكان شاعر السخرية ...كاتب السخرية لعله كان يمد لسانه الى العالم ويقول ضاحكاً: انا استطيع بقلمي ان اعيد بناء الحياة».. وقد اعادها. فكلنا نتأمل كتاباته...ونتابع مقالاته، فإذا فاتنا منها شيء.. واذا فاتنا عدد ما فيه مقالة له، حرصنا على ان نبحث عنها لنقرأ ماذا يقول. وكان هو الوحيد - لعله الوحيد- الذي كان يملك تشريح الواقع واعادة بنائه، وان ينتقد الانظمة، فترفع له الانظمة القبعة وتحييه . محمد احمد خبازي
|
| |
|
morad عضو بلاتيني
عدد الرسائل : 156 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 03/03/2008
| موضوع: رد: محمد الماغوط ..بارقة في ليل مدُلهِمّ الأحد أبريل 20, 2008 3:39 pm | |
| وداعااااااا للشاعر والمفكر الكبير محمد الماغوط ليست هناك من كلمة تعبر ........ | |
|
سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: رد: محمد الماغوط ..بارقة في ليل مدُلهِمّ الإثنين أبريل 21, 2008 11:40 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد أخي الروحي المحب لله المحب لك كل الشكر والحب ورحم الله أديبنا الراحل محمد الماغوط | |
|
. حيدره . مشرف عام
عدد الرسائل : 1227 تاريخ التسجيل : 27/07/2007
| موضوع: رد: محمد الماغوط ..بارقة في ليل مدُلهِمّ الأحد أبريل 27, 2008 8:14 am | |
| رحم الله نجما ومفكرا من مدينة الشعر والفكر سلمية والذي قال فيه وزير الثقافة : «وهذا الشاعر المفكر، الذي نودعه، يعامله اليوم أبناء شعبه كما تعامل الأمم عظماءها الكبار، وهو جدير بذلك. فقد حمل آلامكم وآمالكم، ومعاناتكم وعذاباتكم على شفا قلمه، فكتب عنها اعظم روائعه، أليس هو الذي شرب نخب الوطن وقال: كاسك ياوطن
| |
|
مصطفى الإسماعيلي عضو ذهبي
عدد الرسائل : 71 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 29/09/2007
| موضوع: رد: محمد الماغوط ..بارقة في ليل مدُلهِمّ الأحد أبريل 27, 2008 7:55 pm | |
| محمد الماغوط من أعظم الأدباء ويستحق منا أبناء بلده سلمية كل التقدير | |
|