س: ترى ما هي المشاكل التي تواجه الأمة الإسلامية؟
ج: أولاً، إن عولمة المعرفة بثقافات الأمة هي أمر حاسم. حيث يتعيّن علينا أن نعرّفَ غير المسلمين وكذلك الأجزاء المسلمة في العالم بالإرث الثقافي للمسلمين، لأننا لن ننجح قط في بناء الاحترام والتقدير اللذين تستحقهما الأمة ما لم نقدّمها على أنها حامل مميّز للحضارة.
فسوء الفهم حول الإسلام والمسلمين قائم في الغرب لأننا، وحتى في يومنا هذا، غائبون عن الحضارة العالمية. ولا بدّ لنا من تشجيع نظام التعليم الغربي على إدخال المعرفة بالحضارة الإسلامية في نظام التعليم الثانوي.
ولشدّ ما أدهشتني المبادرة التي اتخذتها دبي ودول أخرى في الخليج بإقامة المتاحف. فاستعادة مواريثنا التاريخية وإعادتها إلى العالم الحديث هو أمر في غاية الأهمية.
س: كيف ترون مشكلة الإرهاب في العالم؟ وهل تعتقدون بأنها توسّع الهوّة بين الغرب والعالم الإسلامي أو حتى بين المسلمين وغير المسلمين؟
ج: أنا شخصياً لا أعزوهما (أي التطرّف أو الإرهاب) للإسلام. بل أعزوهما إلى جملة من القضايا السياسية. وأعتبر تلك القضايا السياسية بمثابة جوهر المشكلة في الشرق الأوسط. وقد بدأت في عام 1917، ومنذئذٍ، أخذت المشكلة تزداد سوءاً.
مشكلة كشمير هي الأخرى مشكلة سياسية بدأت في أعقاب انسحاب البريطانيين من شبه القارة الهندية. وكذلك الأمر بالنسبة للمشكلة في العراق اليوم فهي أيضاً سياسية ولا علاقة لها بالإسلام.
لكننا اليوم نعاني من غشاوة. وبما أن تلك المشاكل السياسية تقع في أجزاء من الأمة الإسلامية، فإن المسؤولية عن هذا الوضع ملقاة على عاتق الأمة جمعاء.
كما تميل وسائل الإعلام أيضاً إلى التركيز على المجالات ذات المشاكل حتى مع تجاهلها لنجاحات الأمة. فرسم صورة سلبية عن الوضع برمّته أمر خاطئ لأنها لا تشمل وجه الإسلام. بل هي تشمل العناصر الجوهرية للسياسة ضمن العالم الإسلامي.
ثانياً، هي (أي مشكلة التطرّف والإرهاب) لا تشمل العالم الإسلامي وحده. فدول في أوروبا الشرقية وأيرلندا وأسبانيا تواجه قضايا مماثلة. وأعتقد أنه لا يتعيّن علينا القول أن الأمة غير مستقرّة وأن بقية العالم في أتمّ الأحوال.
س: ما الذي ينبغي فعله لحل هذه المشكلة؟
ج: ثمّة حاجة لبذل المزيد من الجهود لحلّ الأزمات السياسية. وأعتقد أن هناك حكومات ومنظمات تقرّ بأنه كلما طال أمد تلك المشاكل، كلما ازداد حلها صعوبة. فعلى نحو مماثل، المشكلة الأيرلندية والمشكلة الإسبانية موجودتان منذ عقود.
س: كان هناك نظريات حول أسباب الاضطراب في العالم. فهل تعتقدون أن العالم في طريقه نحو "التصادم من أجل وضع اليد على الموارد الطبيعية"؟
ج: أعتقد أنك على حق. فالناس يبحثون عن نوعية حياة أفضل وهم في عجلة من أمرهم. وفي العديد من البلدان، ثمّة إحساس بالوقت الضائع. وعند الإحساس بالوقت الضائع، هناك إحساس بالعجالة.
في العالم النامي، يزداد الإحساس بالعجالة قوّة. وأعتقد أنه يودي بعدد من القوى كي تتطلّع إلى الموارد التي يمكنها حشدها لتستخدمها في عملية التنمية.
أعتقد أننا نرى تركّزاً للثروة في عدد من البلدان. ويجري البحث عن موارد جديدة كي تُستغل لأغراض وطنية أو إستراتيجية. ويمكن تغيير الوضع بالتحرّك نحو استخدام الطاقة النووية، بما أن فيها قدرة كامنة على تغيير السيناريو الاقتصادي العالمي.
س: تهانينا لكم بمناسبة اليوبيل الذهبي لتولّيكم الإمامة. فهل أطلقتم أية مشاريع خاصة احتفالاً بهذا العام الخاص؟
ج: آمل بتطوير مشروعين جديدين مع نهاية العام الحالي. الأول هو التحليل الاجتماعي للجماعات في أنحاء العالم ومحاولة إعادة تعريف طبيعة الفقر المدقع. نعتقد أن شرائح معيّنة من السكان في العديد من البلدان شديدة الفقر.
مع رؤيتنا لارتقاء الاقتصاديات، نشعر بالقلق من أن تلك الشرائح ستزداد فقراً أكثر فأكثر. ونحن نحاول فهم أسباب هذه الظاهرة كي نقلّل من الفقر، إن لم يكن القضاء عليه.
باعتقادنا أن الفقر ليس اقتصادياً وحسب، بل هو اجتماعي أيضاً. فالعوائل لا تستطيع الوصول إلى عتبة يمكنها أن تنمو منها، كما أنها غير قادرة على الوصول إلى الرعاية الصحية أو التعليم أو القروض الصغيرة أو حتى نظام دعم طبيعي. تلك مشكلة وينبغي حلّها.
فيما يخصّ برنامجنا الثاني، سنركّز على زيادة طول العمر. فالناس يعيشون لفترات أطول والمسنّون يجدون أنفسهم معزولين عن أسرهم وعن المجتمع. نودّ تطوير برنامج لبناء القدرة على رعاية أولئك الناس.
بما أن مفهوم الأسرة الموسّعة قد أصبح أقلّ شيوعاً في العالم الصناعي، بات من الأهمية بمكان اليوم أن ننظر في هذه القضية. ومن خلال هكذا برنامج، سنحاول مساعدة المسنّين كي ينعموا بعيش حياة كريمة.
وخلال عام اليوبيل هذا أيضاً، سنضع حجر الأساس للعديد من المؤسسات التعليمية والصحية.
يتبع