تعددت الأسباب والإحساس بالوحدة (واحد)، فرغم كل هذا الضجيج الذي نعيشه من أصوات سيارات مزعجة إلى حركة الآلاف من البشر، ورغم تعدد القنوات الفضائية التي تفننت في شغل وقت الفراغ بقليل من الثمين وبكثير من التفاهة والسطحية، ورغم الضحكات والمشاحنات والصرخات والأحداث الساخنة والباردة التي تملأ يومنا من أوله إلى أخره، إلا أن كثيرين يشعرون بالوحدة.. أليس كذلك؟!
تعددت الأسباب والإحساس بالوحدة (واحد)، فرغم كل هذا الضجيج الذي نعيشه من أصوات سيارات مزعجة إلى حركة الآلاف من البشر، ورغم تعدد القنوات الفضائية التي تفننت في شغل وقت الفراغ بقليل من الثمين وبكثير من التفاهة والسطحية، ورغم الضحكات والمشاحنات والصرخات والأحداث الساخنة والباردة التي تملأ يومنا من أوله إلى أخره، إلا أن كثيرين يشعرون بالوحدة.. أليس كذلك؟!
البعض وحدته داخلية، فهو يشعر بالوحدة على الرغم من إن ظاهره لا يوحي بذلك، آخرون وحدتهم نابعة من الأسباب الطبيعية للوحدة، وهي الفراغ، وغياب الحب الأسري، واستبداله بـ (مصروف الجيب Pocket Money) الذي يلعب هنا دور الزوج أو الأب أو الأم، وهناك فريق ثالث يشعر بوحدة قاتلة؛ لأنه لم يجد نصفه الأخر الذي رسم صورته في أحلامه..
والدي سبب وحدتي
محمد نجيب المحامي بالنقض، من الصنف الأخير، الذي يعاني من الوحدة بسب غياب نصفه الحلو، محمد يحكي لنا قائلاً: "أنا وحيد؛ لأن روحي ونصفي الآخر دائم الغياب، فوجودها بجانبي يعني لي الحياة.. كلما التقينا أحس أنني حي، وبعدما تذهب أشعر بأنني وحيد بدون نفسي".
أحمد جسن، يشعر بالوحدة لسبب أخر تماماً؛ فضياع حلمه في الالتحاق بكلية (القوات الجوية) بعد أن تم رفضه جعله وحيداً، كما أن والده لم يقف بجانبه في سبيل تحقيق رغبته، وهذا يضاعف من إحساسه بالوحدة!
أما نهى عماد، فهي تشعر بالوحدة لأسباب منطقية جداً، وهي وفاة والديها، وتعبر نهى عن أزمتها مع الوحدة بقولها: "الوحدة قتلتني.. قتلت كل أحلامي، حتى أنوثتي ماتت، وللأسف كل جميل يموت داخلي؛ لأنه بعد وفاة أبي وأمي، انتقلت للعيش مع عمي في محافظة مطروح، وكلما كبرت زاد إحساسي بالوحدة المرادف لإحساسي باليتم.
حمار في ساقية
الموظفون في الأرض يشعرون بالوحدة أيضاً، لا بسبب الفراغ العاطفي ولا بسبب اليتم، خذ عندك مثلاً سعد أمين، موظف بالقطاع الخاص، يحكي لنا عن وحدته ويقول: "تخرجت من كلية تجارة وكان تقديري (جيد)، وبعد تخرجي ذهب أبي لمقابلة أحد الأقارب، وطلب أن أتوظف عنده، وبالفعل توظفت، ولكني أشعر بالوحدة؛ لأنني حتى الآن لم أفعل شيء، أشعر بالوحدة في عملي لأن الذي ندرسه شيء، والذي أقوم به على ارض الواقع شيء آخر.
ويكمل سعد: "أشعر في عملي أن أعوام الدراسة المدرسية والجامعية أضاعت عمري هباء، والآن أنا مجرد (حمار في ساقية)"!
أما محمد إبراهيم فإحساس الوحدة عنده مضاعف؛ لأنه بالإضافة إلى كونه موظف قطاع عام، فهو – بالمرة - منفصل عن زوجته، محمد يشتكي ويتحسر متذكراً أيام زواجه: "لم أجد الأنثى التي ذكرت في القرآن. لم أجد فيها السكينة، ولا المودة أو الرحمة، لم أجد أنثى حقيقية".
أما عبد الله أحمد، الطالب بكلية الهندسة، فيشذ عن القاعدة؛ فهو يرى أن الشعور بالوحدة يأتي من قلة الإيمان، فهو لا يعتقد أن هذا الشعور يتسرب للإنسان بسبب ضعف إيمانه بالله، وبقوله تعالى (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا).
الشطرنج هو الحل!
أما صحابنا إبراهيم جموده فلا يشعر بالوحدة، وإذا شعر بها، فإنه يذهب مسرعاً إلى القهوة ويجلس مع أصحابه يضحك معهم، ويشاركه خليل المصري في نفس الأمر، فهو يقول: (أشعر بالوحدة، وهذا نتيجة الحياة التي نعيش فيها، وهي مليئة بالكذب والخداع وكثرة النفاق، وعندما أشعر بالوحدة أذهب إلى القهوة مسرعا ألعب شطرنج حتى أحاول أن أطرد هذا الإحساس، من خلال التفكير والحرب والتكنيك الذي بداخل لعبة الشطرنج)!
ورغم أن علماء طب النفس يرون أن الشعور بالوحدة مثل أي مرض عضوي، كالبرد أو السعال، إلا أن الأمر أكثر خطورة بالطبع إذا لم يستطع الإنسان التغلب عليه، فالأمر قد ينتهي به الحال إلى مرض نفسي مثل الاكتئاب أو الانهيار العصبي أو من المحتمل أن يذهب به إلى مرض عقلي.
وينصح الطبيب النفسي المريض بالإحساس بالوحدة أن يتجه إلى أي هواية أو رياضة حتى يتحلى الإنسان بالصبر ويولد داخله المقاومة لهذا الشعور.
Special Case
أما حالة الوحدة التي يشعر بها زميلنا محمد غالب، فعلاجها ليس عند الطبيب النفسي، ولا عند زوجته، ولا عند رب عمله، فمحمد باختصار يشعر بعدم بالاطمئنان داخل الوطن، بل وسع محمد الدائرة بعض الشيء، فالناس كلهم في رأيه تشعر بالاغتراب داخل أوطاننا العربية، وذلك بسبب الحكومات المتعسفة، والعقليات البوليسية المتحجرة التي تحكمنا"..
ما رأيك؟.. بل قل لنا.. هل أنت وحيد؟
البعض وحدته داخلية، فهو يشعر بالوحدة على الرغم من إن ظاهره لا يوحي بذلك، آخرون وحدتهم نابعة من الأسباب الطبيعية للوحدة، وهي الفراغ، وغياب الحب الأسري، واستبداله بـ (مصروف الجيب Pocket Money) الذي يلعب هنا دور الزوج أو الأب أو الأم، وهناك فريق ثالث يشعر بوحدة قاتلة؛ لأنه لم يجد نصفه الأخر الذي رسم صورته في أحلامه..
والدي سبب وحدتي
محمد نجيب المحامي بالنقض، من الصنف الأخير، الذي يعاني من الوحدة بسب غياب نصفه الحلو، محمد يحكي لنا قائلاً: "أنا وحيد؛ لأن روحي ونصفي الآخر دائم الغياب، فوجودها بجانبي يعني لي الحياة.. كلما التقينا أحس أنني حي، وبعدما تذهب أشعر بأنني وحيد بدون نفسي".
أحمد جسن، يشعر بالوحدة لسبب أخر تماماً؛ فضياع حلمه في الالتحاق بكلية (القوات الجوية) بعد أن تم رفضه جعله وحيداً، كما أن والده لم يقف بجانبه في سبيل تحقيق رغبته، وهذا يضاعف من إحساسه بالوحدة!
أما نهى عماد، فهي تشعر بالوحدة لأسباب منطقية جداً، وهي وفاة والديها، وتعبر نهى عن أزمتها مع الوحدة بقولها: "الوحدة قتلتني.. قتلت كل أحلامي، حتى أنوثتي ماتت، وللأسف كل جميل يموت داخلي؛ لأنه بعد وفاة أبي وأمي، انتقلت للعيش مع عمي في محافظة مطروح، وكلما كبرت زاد إحساسي بالوحدة المرادف لإحساسي باليتم.
حمار في ساقية
الموظفون في الأرض يشعرون بالوحدة أيضاً، لا بسبب الفراغ العاطفي ولا بسبب اليتم، خذ عندك مثلاً سعد أمين، موظف بالقطاع الخاص، يحكي لنا عن وحدته ويقول: "تخرجت من كلية تجارة وكان تقديري (جيد)، وبعد تخرجي ذهب أبي لمقابلة أحد الأقارب، وطلب أن أتوظف عنده، وبالفعل توظفت، ولكني أشعر بالوحدة؛ لأنني حتى الآن لم أفعل شيء، أشعر بالوحدة في عملي لأن الذي ندرسه شيء، والذي أقوم به على ارض الواقع شيء آخر.
ويكمل سعد: "أشعر في عملي أن أعوام الدراسة المدرسية والجامعية أضاعت عمري هباء، والآن أنا مجرد (حمار في ساقية)"!
أما محمد إبراهيم فإحساس الوحدة عنده مضاعف؛ لأنه بالإضافة إلى كونه موظف قطاع عام، فهو – بالمرة - منفصل عن زوجته، محمد يشتكي ويتحسر متذكراً أيام زواجه: "لم أجد الأنثى التي ذكرت في القرآن. لم أجد فيها السكينة، ولا المودة أو الرحمة، لم أجد أنثى حقيقية".
أما عبد الله أحمد، الطالب بكلية الهندسة، فيشذ عن القاعدة؛ فهو يرى أن الشعور بالوحدة يأتي من قلة الإيمان، فهو لا يعتقد أن هذا الشعور يتسرب للإنسان بسبب ضعف إيمانه بالله، وبقوله تعالى (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا).
الشطرنج هو الحل!
أما صحابنا إبراهيم جموده فلا يشعر بالوحدة، وإذا شعر بها، فإنه يذهب مسرعاً إلى القهوة ويجلس مع أصحابه يضحك معهم، ويشاركه خليل المصري في نفس الأمر، فهو يقول: (أشعر بالوحدة، وهذا نتيجة الحياة التي نعيش فيها، وهي مليئة بالكذب والخداع وكثرة النفاق، وعندما أشعر بالوحدة أذهب إلى القهوة مسرعا ألعب شطرنج حتى أحاول أن أطرد هذا الإحساس، من خلال التفكير والحرب والتكنيك الذي بداخل لعبة الشطرنج)!
ورغم أن علماء طب النفس يرون أن الشعور بالوحدة مثل أي مرض عضوي، كالبرد أو السعال، إلا أن الأمر أكثر خطورة بالطبع إذا لم يستطع الإنسان التغلب عليه، فالأمر قد ينتهي به الحال إلى مرض نفسي مثل الاكتئاب أو الانهيار العصبي أو من المحتمل أن يذهب به إلى مرض عقلي.
وينصح الطبيب النفسي المريض بالإحساس بالوحدة أن يتجه إلى أي هواية أو رياضة حتى يتحلى الإنسان بالصبر ويولد داخله المقاومة لهذا الشعور.
Special Case
أما حالة الوحدة التي يشعر بها زميلنا محمد غالب، فعلاجها ليس عند الطبيب النفسي، ولا عند زوجته، ولا عند رب عمله، فمحمد باختصار يشعر بعدم بالاطمئنان داخل الوطن، بل وسع محمد الدائرة بعض الشيء، فالناس كلهم في رأيه تشعر بالاغتراب داخل أوطاننا العربية، وذلك بسبب الحكومات المتعسفة، والعقليات البوليسية المتحجرة التي تحكمنا"..
ما رأيك؟.. بل قل لنا.. هل أنت وحيد؟