ماهو الحب عند المرأة والرجل ..
كيف نحب ومتى نشعر بالحب ؟
كيف نحب ، وما هو شعورنا تجاه الحب والحبيب والمحبوب ؟
كثير تكلم عن الحب .
هل وصلنا إلى معرفة الحب الحقيقي الذي بداخلنا ؟
وحينما تحب فيماذا تفكر ؟
هل وصلك سؤال من الاعماق ، لماذا احببت ؟
وحينما يصل ، ما هي الاجابة ؟
احببت جسدا .. انسانا .. كيانا ، شي آخر لا تدركه ذاتك ؟_____________________________________
في زمننا هذا هناك علم اسمه (الايزوتيريك) وهو مصطلح يطلق على : ( علوم باطن الإنسان ) وهو علم فريد من نوعه وجميل جدا وهو غريب من علم الباراسيكلوجي الذي ابدع فيه الروس فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي .
كل هذا لا يهمنا فقط من أجل التذكير . لنعود إلى الحب وماهو الحب ؟ ، قال بعض العلماء والدارسين : أن العاطفة واحة الفكر، لكنها ليست الحب. الفكر قوة صفاء العاطفة، لكنه ليس الحب... تسليط قوة صفاء الفكر على واحة العاطفة هو الحب!
هذا ما قاله د . جوزيف مجدلاني .
ولكن هناك كثيرون كتبوا في الحب وعن الحب، وكثيرون عاشوا حالات هي ألوان واشكال من الحب والهوى والغرام، إنما يبدو معظم الكتابات والمقالات والحالات التي تحدث عنها الكتاب والعلماء هي بحث عن الحب وفي الحب. ففي عرف الحقيقة إن مستوى الحب في حياة كل فرد يحدّده مستوى وعيه ومستوى شفافية النفس البعيدة كل البعد عن وهم المثالية في الرابط الانساني المسمّى حبا ً! فالمثالية في الحب كبت صارم لا يميِّز بين وضوح الحالة الداخلية للنفس وغموضها، بحيث يتم التركيز فقط على ما يتوجب القيام به لدى التعامل مع الآخر بموجب التقاليد والأصول المتعارف عليها، بمعزل عن حاجة النفس للتعبير والتعلّم والإرتقاء. المطلوب أن يكون الحب منهج تلقين انساني جدِّي ومعمَّق للنفس البشرية. فالإنغماس في دراسة الحب وحده هو انغماس في الأنا ليس إلا... والحب الانساني الأصيل هو أشبه ما يكون بدراسات عليا في الذات... لكشف انفتاح مكامنها على النفس، مكامنها الهاجعة في ديمومة النور، القابعة في صمت الدهور بانتظار وعي النفس لها.
وانما هناك حالات واحداث حسب ما نرى ، ان الحب لا يرتبط بوعي الانسان ودرجة ثقافته كليا أو درجة مرحلة التعليم التي اكتسبها من مشوار الدراسة التقليدي ، لا ، هناك شي لا تدركه النفس البشرية وشعور وانهار من التمازجات في عمق الانسان تهوى وتحب وتعشق .
هل المجرم يعشق ؟
انه انسان بل يعشق ويحب ويهوى وبداخله كم هائل من الحب وكذلك كل جنس بشري لديه طاقة الحب وبل في الحيون .
لنعد إلى طبيعة الانسان .
النفس البشرية ومن داخلها الذات ، يمتزج لديها الحب المحصور في الجنس والجسد ، والحب الذي يرتقي ويرتفع إلى الذات .
والحب فعل انساني وفعل الحب (الذي يرتفع الى الذات) هو حالة وعي وحقيقة و نور، فيتبدّى الحب والوعي صنوان. فالوعي هو النور، والنور أسمى واعلى حالة في الكون والوجود.
و تفاعل الحب في النفس هو الوعي. أما إحقاق التفاعل الموحّد مع الذات فيعني انبلاج النور الداخلي... وبين الاثنيْن تقطن المعاناة في الحب وصراعات النفس بين الجنس والحب!
على صعيد آخر، النور-الوعي-الحب، تشكِّل ثلاثية الحياة التي تختصر مسار الوعي البشري والانساني بكليّته. عبر مسيرة الوعي هذه يتبدّى الجمال إمرأة تفيض أنوثة وتتهادى حبا ً... ويتبدّى الجمال رجلا ً ينضح ويتمخّض حضورا ً في حبه!
وأرقى درجة الحب هو حب الله ثم الرسول والأم والأب ، وهذا شي لا يختلف فيه اثنان من المسلمين بغض النظر عن اعتقادات الغرب ومراجعهم بشأن الحب وكيف ينظرون إليه .
حقا ً، من يبتعد عن الحب أو يهين عاطفة الحب بالجنس المبتذل والعلاقات الرخيصة يكون قد أهان الوعي الانساني لديه!
وقتل مشاعره تجاه ذاته وتجاه الآخرين ، واصبح مجرد كيان خاو لا يحضره شي من المشاعر والاحاسيس ، بل ميتا .
وهي وللأسف اكبر حالة يصاب بها الانسان موت الذات من الاعماق وعدم الادراك والوعي بالنفس البشرية مما يؤدي إلى تحطم حالة الابداع لديه وتهالكها وانسلاخها من كيانه ، فيتحول إلى شي من الخجر ، بل ومن الحجر قول الله سبحانه وتعالى في محكم آياته (وان من الحجارة لما يتفجر منه الانهار وان منها لما يشقق فيخرج منه الماء وان منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون )
هذا هو الحجر ، فما بالك بالانسان الذي هو ماء وعظام وقطعة قلب .
إن تفاعلات الحب في النفس البشرية تتحقّق مرة كلذة جسد... ومرة كدفء مشاعر... ومرة كتواصل فكر.
الحرية نواة الحب... الزواج جسد الحب. بينهما يمتد مسار تغشيه صراعات الألم والمعاناة، صراعات البشري والانساني، الوعي واللاوعي!
إن الروح هي الأشد ظمأ ً للحب، والأشد تألما ً من دون المحبة! من هنا فإن الجنس ليس هو الحب! ليس الجنس جوهر الحب ولا نبضه كتواصل يبدأ من المخلوق باتجاه الخالق مفعِّلا ً نبض المحبة بين مخلوقات النور في الوجود. انه الحب الذي يوحِّد النفس مع الكائنات، فتستشف هي (النفس) نبض المحبة.
ولنعرج على حب الرجل للمرأة وماذا تريد تلك الأنثى ؟
الأنثى بطبعها تعشق الحب لكونها ذات حساسة تحمل في طيات جنباتها كم هائل من المشاعر والعواطف والاحاسيس واشياء كثيرة يدركها الرجل حينا ويغفل عنها حينا ويتغافل عنها حينا وهذا هو الرجل أيضا .
والأنثى ،
تريد الأمان . وماهو الأمان الذي تريده ؟
كثير يقول انها تريد الأمان الأسري او في عش الزوجية . صحيح هذا ، ولكن هناك أمان لدى الانثى هو الأمان الروحي والذاتي والنفسي .
الأنثى تحتاج للرجل كثيرا واحتياجها يأتي من الأعماق كما هو الحال لدى الرجل ، هو الآخر ليس له غنى عن الأنثى ، وانما هناك اختلاف بين الطرفين .
فالمرأة تبحث عن الرجل الذي يحمي كيانها وذاتها ، الرجل الذي يزرع البسمة على شفتيها ، ويشعرها بوجودها وذاتها ، و من تكون هي بالنسبة له ؟ ، ليست مجرد قطعة أثاث بالبيت ، او مزهرية بدون رائحة أو شي مكمل للحياة ، لا .
الأنثى هي العطر ، وهي الزهور والفل والياسمين والزنبق والبلابل والسنونو ، والأحلام الجميلة . بل الحلم الكبير للرجل .
هي تريد من يفهمها ويدركها ويغوص في أعماقها ويحمي تلك الاعماق من الانهيار كي تعطر الكون بأنوثتها ودفئها .
وهي الحب الخالد ، وهي الرابط الحقيقي بين الرجل .
هذا هو الأمان الفعلي الذي تحتاجه المرأة من الحب .
هل ادركنا ما هو الحب ؟
وادركت المرأة ماذا تريد من الحب ؟
الرجل ، عالم من المشاعر الدفينة والعواطف المطمورة ، والناي الحزين ، يبحث عن الحب في اعماق الصحراء احيانا ، ويبحث عنه في دهاليز الدنيا ، يطوف ويرتحل من أجل الحب ، واحيانا لا يجده ، بل يجد العناء والبكاء العميق الذي لا يشعر به .
الرجل يريد السكن والبكاء على صدر المرأة والعودة إلى عالم الطفولة بين احضان المرأة ، هذا هو الرجل .
قوي شديد البأس ، ولكن لحظة الانهيار يحين زمن المرأة ، هي التي تخلق عالم الرجل ، وتكون ذلك العالم بأناملها وروحها وحنانها وعشقها وحياتها وبكل ما تحمل من حب داخل اعماقها .
لنكن سويا ونحلم سويا ونعيد ترتيب افكارنا تجاه حب المرأة ، ونحبها بالطريقة التي على ضوئها تنبت الازهار من بين ضلوعها .
لنكن سويا ونعيش الحب ونعلنه للناس وتصفو انفسنا واخلاقنا وايامنا وافكارنا وذاتنا المتعبة المنهكة .
لنبتسم .
ونزرع البسمة على شفتي طفلة ورجل كبير ، وامرأة حالمة .
ونقول كما قال الشاعر
نظرت إلى الحقول
فخلتها رداء حبيبتي
الوردة حمرة خدّيك
الفراشة ، جمال رمشيك
السنونو ، سواد لحظيك
الريحانة ، عطر كفّيك ! ...
لا تصمت
دع أفكارك تعبّر
دع العشق فيك يخبّر ! ...
اعشق فيك عشقك لي
أحب فيك شوقك إليّ ! ...
أغار من رمشك يرد حر الشمس عن عينيك
ليتني أقرب إلى عينيك من رمشك ! ...
دعني أرتشف رحيق الصمت
أبصره في مقلتين
ألهبتهما لوعة الفراق
و عمّدهما شوق اللقاء ! ...
اسقني دموع لحاظك
فأنا عطشى إلى حنينك ، و إلى حنانك ! ...
دعني أنصت إلى ايقاع أنفاسك -
تنهيدات الطبيعة الغضة ! ...
اغمرني بصمتك
و اسمح لي أن أخترق هذا الصمت
أن أهمس : أحبك ! ...
أين أنت معشوقتي ؟
أتهت عن دربي
أم اني تهت بين لحاظك
فاغتربت عن نفسي و عن نفسك ؟! ...
أشعرك تقطنين الأفق البعيد
حيث النور دون شمس
حيث وعد اللقاء دون لمس
حيث وشوشات السعادة دون همس ! ...
دعينا نخطّ على جدران المعابد حكمة حب
أسطورة عاشقين :
فرقتهما الكلمة في البداية
و جمعهما معنى الكلمة في النهاية ! ...
دعنا ننطلق نحو مدانا
نروي ظمأنا بندى الحنان
و نغتذي بأريج الجنان
فحبك في قلبي صار دربي خارج الزمان ! ...
أنت ،
يا من انتزعتني من حناياك
في لحظة حيرة ، أو في عمر ضياع
لا تدعني بعيدة عن ملاذي ! ...
نبضة تخفق خارج قلبها أنا
ألم يرتعش خارج أنفاسه
سأم يرتجف خارج أفكاره
حب ينقسم خارج أزمانه
من يعيده ، من يوحده ؟! ...
أخرجني من وهمي
أعدني إلى صفائك
إلى أديم مياهك
فأنا أسيرة حقيقتك ، و أسيرة ارادتك ، و أسيرة حبك !
الصمت بارد موحش
أخشاه
مزقه بهمس الحنين ، بوشوشة الشوق
و دع الحياة تبتهل للقاء الشفاه بالصمت ! ...
حبي الكبير
مللتُ العيش أفقاً ينتظر وصول سفينته
سئمت الحياة شعاعاً يبحث عن شمسه
فلا تدع الزمان يطول ، أو المكان يتمدد ! ...
بتُّ أخشى النوم
كي لا تأتي في غفلتي ، و تضيع لهفة اللقاء ! ...
لو اني أعرف اني سأجدك في هذا الحلم الموحش
لفضلت العيش في صقيع القبور
على العودة إلى حياة تخلو من أنفاسك ! ...
بالأمس قدمت له وردة
نسجت وريقاتها من حنان قلبي
و صبغتها بقطرات دمي
و ضمختها عطراً من لهاث عشقي ! ...
لا أدري ...
أمياه البحر أشد ملوحة من دمعي
أم دمعي ما يضفي على مياه البحر ملوحتها ؟! ...
أسمع كلماته في همس رذاذ المياه
في وشوشة انفتاح كل محارة و انغلاقها
في رقة ضحكات النورس
تحكي قصة لقائها و غرامها ...
مخطئ من يظن أن الحياة تبدأ بولادة وتنتهي بموت
وأخيرا أقولل:
حبيبتي احبك منذ أن عرفت ذاتي معنى الحب
منقووووووووووووووووووووووووووووول