منتدى الباحث الإسماعيلي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الباحث الإسماعيلي

موقع شخصي وغير رسمي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» خمس رسائل إسماعيلية - تحقيق عارف تامر
فيذكرى رحيل الياسمين Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 8:10 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» كتاب شجرة اليقين للداعي عبدان - تحقيق الدكتور عارف تامر
فيذكرى رحيل الياسمين Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 8:09 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» منخبات اسماعيلية
فيذكرى رحيل الياسمين Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 8:08 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» كتاب الطهارة للقاضي النعمان
فيذكرى رحيل الياسمين Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 7:27 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» كتاب مصابيح في اثبات الامامة للداعي الكرماني
فيذكرى رحيل الياسمين Icon_minitimeالخميس أغسطس 31, 2023 8:07 pm من طرف همداني

» كتاب سرائر وأسرار النطقاء لـ جعفر بن منصور اليمن /نرجو التدقيق
فيذكرى رحيل الياسمين Icon_minitimeالخميس أغسطس 31, 2023 8:05 pm من طرف همداني

» كتاب نهج البلاغة للامام علي عليه السلام
فيذكرى رحيل الياسمين Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 11, 2023 9:48 pm من طرف ابو محمد الكيميائي

» ارحب بالاخ حسين حسن
فيذكرى رحيل الياسمين Icon_minitimeالأربعاء يوليو 27, 2022 5:12 am من طرف الصقر

» كتاب دعائم الاسلام
فيذكرى رحيل الياسمين Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 01, 2022 6:16 am من طرف همداني

المواقع الرسمية للاسماعيلية الآغاخانية

 

 فيذكرى رحيل الياسمين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مصطفى الإسماعيلي
عضو ذهبي



عدد الرسائل : 71
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

فيذكرى رحيل الياسمين Empty
مُساهمةموضوع: فيذكرى رحيل الياسمين   فيذكرى رحيل الياسمين Icon_minitimeالأربعاء أبريل 30, 2008 12:14 pm

اليوم يا شباب مرور10سنوات على رحيل الشاعرالكبير شاعر العشاق نزارقباني وهوإبن الشام إبن بلدنا فحبيت ذكركم وقريكم شوكتبوا بالجرايد عنه
بس راح قول كلمة رحلت
يا نزارجسدا وبقيت روحا تسكن بجوار العشاق

في ذكرى الياسمين....!!!!


دمشق
صحيفة تشرين
ثقافة وفنون
الاربعاء 30 نيسان 2008
منهل عبد الله الرفاعي
كلماتنا في الحب تقتل حبنا إن الحروف تموت حين تقال

على مقياس الزمن، قليل عدد السنين بين العشرينيات والتسعينيات، قليلة هي الأيام بين آذار ونيسان، ولكن كثيرة هي الذكريات الجميلة والأشعار الفاتنة التي عرفنا بها الحب والشوق والحنين، من معانيها تعلمنا الوفاء والولاء للوطن وفي سكناتها أتقنا الحب بصمت لكل شيء نحبه، وحبنا بصمت هو للشمس التي لم ولن تعرف كسوفاً يوماً ما. ‏

نشأ في عاصمة الثقافة بل في قلبها النابض، قطف من ثمارها، ورشف من رحيق أزهارها فصاحة، وعبّ من حلاوة الياسمين بلاغة، غاص في فروع بردى فارتوى علماً وبياناً وأدباً، ولد في قصور بني أمية وشبّ في بيت المعتز ففاضت معارفه وانساب شعره عذباً رقيقاً بليغاً كل البلاغة، كتب شعره وهو يجلس على سجادته العجمية تحت ياسمينة منزله الدمشقي أمام بحيرة تنضح نافورتها من ماء بردى فإذا ما هبّت نسمات الشام الناعمة العليلة تساقطت أزهار الياسمين على دفاتر أشعاره ودواوين ملهميه من الشعراء الأقدمين فتفتقت قريحته لإبداع أجمل ما عنده.



إنه نزار....!!! هل تعرفون أين كان يسكن؟ ‏

يقول: هل تعرفون معنى أن يسكن الإنسان ‏

في قارورة العطر ‏

بيتنا كان تلك القارورة ‏

ثقوا أنني بهذا التشبيه لا أظلم قارورة العطر ‏

إنّما أظلم دارنا ‏

سكن في أعلى أبراج الشعر فكتب له و لشعره العظمة والخلود وغدا نابغة ونادرة على مرّ العصور وفرض لنفسه مكاناً في كل مكتبة وبين أعظم الكتب في كل عصر وآن. ‏

في دمشق ولد عام 1923م، وتخرج حقوقياً من جامعتها 1945م لكنّ قدره الشعر، فصدرت دواوين شعره الواحد تلو الآخر بدءاً من: قالت لي السمراء مروراً بطفولة نهد... الشعر قنديل أخضر..... قصائد متوحشة وغيرها. ‏

خلّد بشعره الوقائع والانتصارات وتحدث عن الشوق والحنين حديث قلب خافق معذب ملتاع بلوعة الحب. يقول: ‏

إني عشقتك واتخذت قراري ‏

فلمن أقدم يا ترى أعذاري ‏

هذي أحاسيسي فلا تتدخلي أرجوك ‏

بين البحر والبحّار ‏

ماذا أخاف...؟ ‏

أنا الشرائع كلها وأنا المحيط وأنت من أنهاري ‏

وأنا النساء جعلتهن خواتماً بأصابعي ‏

وكوكباً بمداري ‏

وتمكّن بشعره أن يوسّـع بساتين الورود والزهور، ويطرد الظلام، ويضيء النجوم، وأن يعطي للقمر ضوءا، ويقدم للنساء الحسناوات جمالاً الى جمالهن، وأن يجعل الأشجار تثمر في كل الفصول وأن يحوّل الياسمين الى نبات دائم الخضرة يقول: ‏

أنا الذي نام الزمان على صدى أوتاري ‏

وأنا مفاتيح القصيدة في يدي ‏

من قبل بشار ومن مهيار ‏

وأنا جعلت الشعر خبزاً ساخناً ‏

وجعلته ثمراً على الأشجار ‏

كتب عن المرأة ونالت حيزاً كبيراً من شعره لأنها الحبيبة وهي الأم وابنة العم والجارة والصديقة والوطن والأرض، دافع عنها بكل ما أوتي من قوة، وأحبّ بقوة، أحبّ حباً عنيفاً كموج البحار وقت المدّ ،فقد كان القباني متيم الفؤاد متبول القلب بامرأة حسناء لم يعرف التاريخ مثيلاً لجمالها فكانت الأجمل والأحلى وكل امرأة في الكون لا تدانيها منزلتها!!؟ ‏

إنها دمشق، كيف لا؟ وهو الابن البارّ عاش في حاراتها واحتضنته وكانت ملهمته فنوّرت بصيرته على الجمال فتغنى بياسمينها وتفاحها ومآذنها وقاسيونها فأخذت عقله وسلبت قلبه حتى إن كلاً منهما صار يعرف بالآخر فأصبحا مخلوقاً واحداً لا تنفصم عراه: ‏

هذي دمشق وهذي الكأس والرّاح إنّي أحبُّ وبعض الحبّ ذباح ‏

أنا الدمشقي لو شرّحتم صدري لسال منه عناقيد وتفاح ‏

مآذن الشام تبكي إذ تعانقني وللمآذن كالأشجار أرواح ‏

وللياسمين حقوق في منازلنا وقطة البيت تغفو حيث ترتاح ‏

كم من دمشقية باعت أساورها حتى أغازلها والشعر مفتاح ‏

خمسون عاماً وأحزاني مبعثرة فوق المحيط وما في الأفق مصباح ‏

تنقّل بين البلدان ولكنّ الطائر توّاق دائماً الى عشّه الذي نما وترعرع فيه وعاد... عاد قائلاً: ‏

أعود الى دمشق ممتطياً صهوة سحابة ‏

أعود ممتطياً أجمل حصانين في الدنيا ‏

حصان العشق.. وحصان الشعر ‏

أعود بعد ستين عاماً لأبحث عن حبل مشيمتي ‏

وعن الحلاق الدمشقي الذي ختنني ‏

وعن القابلة التي رمتني في طشت تحت السرير ‏

وقبضت من أبي ليرة ذهبية ‏

وخرجت من بيتنا في ذلك اليوم من آذار 1923 ‏

ويداها ملطختان بدم القصيدة ‏

عاش للشعر طيلة سني حياته التي نافت على السبعين عاماً، فلقد رضي من حياته كلها بالشعر وبالتأكيد أنّ الشعر بدوره قد ارتضاه، فلقد كان الشعر حياته وفناءه في حين أنّه كان حياة الشعر وخلوده. ‏

وبعد سنوات على رحيل الفارس نستذكر قوله: ‏

سنوات كثر من الحزن مرّت مات فيها الصفصاف والزيتون ‏

ليس فقط الصفصاف والزيتون، بل كل شيء مات حزناً وكمداً على رحيل من نسج من الجمال لحناً خالداً تعزفه قيثارة الأيام والسنين. ‏

بك ارتفع علم الشعر عالياً، ولن ينكس مادام يلفظ بيت واحد من شعرك وستكتب من الخالدين لأنه في كل يوم يردد الصغار قبل الكبار: ‏

ها هي الشام بعد فرقة دهر أنهر سبعة وحور عين ‏

علمينا فقه العروبة يا شام فأنت البيان والتبيين ‏

صحيح أنك رحلت لكنك باق بيننا وستبقى حياً في برجك العاجي الذي أقمته لبنة لبنة من كلمات ليست كالكلمات. ‏

هذا ما كتب في جريدة تشرين اماجريدةالوطن
في مثل هذا اليوم ترجل الشاعر عن صهوة جواده تاركا لنا أسطورة وإلياذة خالدة في حب المرأة والوطن وحكايات طويلة عن دمشق وياسمينها وصليب العذاب الذي صلب عليه منذ نطق بأول بيت شعر لأنه حمل قضية المرأة منذ نعومة أظفاره، لأنه غنى للعروبة وكان شعره السياسي خارجاً على كل قانون... في مثل هذا اليوم توفي الشاعر العربي الكبير نزار توفيق قباني. و(الوطن) تستذكر اليوم أهم المحطات في حياة الشاعر.. تستذكر مدينه الياسمين دمشق وهي تضم رفات شاعرها... بعدما أطلق صرخته المدوية: أعيدوني لمن علمتني أبجدية الياسمين.


لأن اسمها مشتق من الناقة الدمشق.
لأن اسمها مشتق من اسم بانيها دماشق بن قاني.
لأن اسمها مشتق من المسك المضاعف.
لأن اسمها مشتق من البطل الأسطوري (دمسكوس) ابن الإله (هرمس)
لأن الآراميين سموها درمسق.
لأنها مدينة العازر
لأنها مدينة النعمان السرياني.
لأنها بيت الإله رامون.
لأنها جلق وجيرون.
لأنها دمشق الشام، دمشق التاريخ، دمشق العرب، وإرم ذات العماد وحضارة الروم وحصن الشام وباب الكعبة وفسطاط المسلمين والعذراء وقاعدة وادي سورية والفيحاء والغناء.
لأنها ملتقى المسيحية والإسلام.
لأنها جنة اللـه في الأرض.
لأن اللـه كتب لدمشق أن يبدأ وينتهي بها التكوين.
أطلق نزار توفيق قباني صرخته المدوية من عاصمة الضباب لندن وهو على فراش الموت:
(أعيدوني لمن علمتني أبجدية الياسمين)
وتنادى أهل الشام، الصغير ينبئ الكبير، والرجل يخبر المرأة، والصبي ينادي الصبية.. إنه الدمشقي الذي ولد من رحم الياسمين وترعرع في حارات وزواريب دمشق، وتسلق مئذنة العروس، وكان طالباً مجداً في كتاتيب محيي الدين بن عربي، إنه نزار قباني يريد أن يعود لحبيبته وتحقيق حلمه الأبدي: (وددت لو زرعوني فيك مئذنة، أو علقوني على الأبواب قنديلا...)
ويعود نزار قباني إلى دمشق (وهكذا يعود الطائر إلى بيته والطفل إلى صدر أمه.. لأن دمشق هي الرحم الذي علمني الشعر وعلمني الإبداع وأهداني أبجدية الياسمين)
ويعود طائر النورس إلى صدر أمه بعد رحلة العذاب في أصقاع العالم..؟
أعود إلى دمشق
ممتطياً صهوة سحابة
ممتطياً أجمل حصانين في الدنيا
حصان العشق
وحصان الشعر
أعود بعد ستين عاماً
لأبحث عن حبل مشيمتي
وعن الحلاق الدمشقي الذي ختنني
يعود الشاعر إلى دمشق ملفوفاً بالعلم السوري بعد أن وافته المنية في منزله بلندن يوم الخميس 30-4-1998 عن عمر يناهز 75 عاماً ورحل الشاعر عن عالمنا من دون عودة، وترجل عن صهوة جواده تاركاً لنا أسطورة وإلياذة خالدة في حب المرأة والوطن وحكايات طويلة عن دمشق وياسمينها...
وعلمت دمشق برحيل شاعرها وابنها البار نزار توفيق قباني فنعت وزاره الخارجية ووزارة الثقافة ووزارة الإعلام واتحاد الكتاب العرب واتحاد الصحفيين وأسرة الفقيد الشاعر الكبير نزار قباني.

أنا وردتكم الشامية يا أهل الشام:
أنا وردتكم الشامية يا أهل الشام
فمن وجدني منكم فليضعني في أول مزهرية
أنا شاعركم المجنون يا أهل الشام
فمن رآني منكم فليلتقط لي صورة تذكارية
أنا قمركم المشرد يا أهل الشام
فمن رآني منكم فليتبرع لي بفراش وبطانية صوف
لأنني لم أنم منذ قرون
بهذه الكلمات اختصر الشاعر علاقته بدمشق لأن (دمشق هي الرحم الذي علمني الشعر وعلمني الإبداع وأهداني أبجدية الياسمين).
وسكت قلب الشاعر العربي الأكثر جماهيرية في القرن العشرين، ونعاه أهل الشعر والعروبة وعلت الدعاءات ورنت النواقيس في بلاد العرب مودعه شاعرها وابنها البار فلم تهتز عاصمة عربيه لوفاة شاعر أو أديب كما اهتزت لوفاة نزار، خسرت عواصم العرب كلها نزاراً لأنه كان شاعر العرب بمختلف جنسياتهم وانتماءاتهم وأعمارهم وتصنيفاتهم الاجتماعية والثقافية، واستطاع ولأول مره في تاريخ العرب المعاصر أن يحطم حواجز الحدود والسدود وتجول كلماته بسرعة البرق من أقصى عالم العرب إلى أقصاه دون أن يتمكن أي دركي أو خفير من ضبطه والقبض عليه ومصادرته.
وصل جثمان الشاعر إلى دمشق مساء يوم الأحد الثالث من أيار من عام 1998 وكانت دمشق بكل ناسها في استقبال ابنها البار وجمع أهل دمشق كل أنواع الورود والياسمين ونثروها لاستقبال الراحل الكبير، وقامت دمشق عن بكرة أبيها تبكي شاعرها، الرجال، والشيوخ، والنساء، والصبايا، والأطفال.. كلهم أتوا من كل حدب وصوب لوداع شاعر العرب، وكسرت النساء التقليد الذي يحظر عليهن المشاركة في التشييع ورافقن جثمانه إلى المسجد ومن ثم إلى المقبرة.
لم تكن جنازة تلك التي عبرت شوارع دمشق، بل قافلة أكف وأفئدة وعيون تحتضن جثمان الشاعر الكبير وتهتف (زينو المرجه.. والمرجه لنا).
لم تكن جنازة تلك التي عبرت الشوارع، بل قافلة عشق وإخلاص وتقدير من دمشق لشاعرها الذي نثر ياسمينها على مساحة الوجود وأدخل مفرداتها في قاموس العرب وجعل حمائم الأموي ترفرف فوق مآذن العالم.
وبكى الوطن العربي نزار توفيق قباني، وعقدت مجالس العزاء في بيوت العرب...
وهكذا عاد الطائر إلى بيته والطفل إلى صدر أمه، ممتطياً صهوة سحابه، ممتطياً أجمل حصانين في الدنيا..

حكاية رجل شاعر:
حكاية نزار قباني حكاية طويلة قد نبدأ بها ولا ننتهي، حكاية نزار قباني هي حكاية شهرزاد لشهريار.. إنها حكايته مع المرأة بمختلف نكهاتها ونسمات روحها التي تغنى بها ولها، بل أقام لها مملكة بلا حدود وبلا شعب سوى شوارع من الحب مملوءة بالثورة والميلاد والحرية، حكايته مع حب الوطن الذي ابتدأ ولم ينته... ولنبدأ الحكاية:
بدأ نزار بكتابة الشعر وعمره 16 سنة، (حين كانت طيور النورس تلمس الزبد الأبيض عن أغصان السفينة المبحرة من بيروت إلى إيطاليا في صيف 1939 وبينما كان رفاق الرحلة من الطلاب والطالبات يضحكون، ويتشمسون، ويأخذون الصور التذكارية على ظهر السفينة كنت أقف وحدي في مقدمتها أدمدم الكلمة الأولى من أول بيت شعر نظمته في حياتي... وللمرة الأولى وفي سن السادسة عشرة وبعد رحلة طويلة في البحث عن نفسي نمت شاعراً).





كان طفلاً مشاكساً لم يترك عشاً للدبابير إلا وأضرم النار فيه
“ أصدر نزار عدداً كبيراً من دواوين الشعر، تصل إلى أكثر من 35 ديواناً، كتبها على مدار ما يزيد على نصف قرن، وله عدد كبير من الكتب النثرية أهمها قصتي مع الشعر، أسس داراً للنشر لأعماله في بيروت تحمل اسم «منشورات نزار قباني».
في صيف 1939 نطق بأول بيت شعر، وبعد ذلك بنحو خمس سنوات أصدر ديوانه الأول (قالت لي السمراء) وكان طالباً في كلية الحقوق بجامعة دمشق، وتقدم بحياء من الأستاذ في كلية الحقوق والنائب والوزير الدمشقي بطلب يرجوه فيه أن يقدم له ديوانه الأول وبرغم ما ضمّه هذا الديوان من تمرد وتغيير في شكل ومضمون القصيدة العربية المتوارثة، حيث أدخل الشاعر ألفاظاً وصوراً تناول من خلالها المرأة بأسلوب جديد وغير مألوف، فقد قدم الأستاذ والنائب والوزير منير العجلاني الطالب نزار قباني للعالم وكتب مقدمة (قالت لي السمراء) وصدرت الطبعة الأولى منه وبكمية 300 نسخة في أيلول 1944 ومما جاء في مقدمة العجلاني للقباني:
(وكأني أجد في طبيعتك الشاعرة روائح بودلير وفيرلين وألبير سامان وغيرهم من أصحاب الشعر الرمزي والشعر النقي... لا أسألك... لا أسأل اللـه إلا شيئاً واحداً، أن تبقى كما أنت، طفلاً يصور.. ويعشق.. كأنه ملاك يمشي على الأرض ويعيش في السماء... إنك تمر مرور الموكب الملكي أو الملائكي..) ويتنبأ الدكتور العجلاني في تقديمه لهذا الديوان أن يتبوأ نزار قباني أعلى مراتب الشعر فيقول: (ومن يدري لعل القدر يخبئ لنا فيك شاعراً عالمياً تسبح أشعاره من بلد إلى بلد وتمر من أمة إلى أمة). ‏
وكان هذا الديوان الشرارة الأولى في الحرب التي أوقد أوارها ولم ينته لهيبها حتى الآن.. الحقيقة التي لا تخفى على أحد أن نزاراً كان دائماً يلعب بالنار وطفلاً مشاكساً لم يترك عشاً للدبابير إلا وأضرم النار فيه فكان خلال تاريخه الأدبي العريق عرضة لهجمات شرسة ابتدأت مع أهل حيه واستمرت مع العديد من الأدباء والحكام والشيوخ وحتى مجلس النواب السوري.
‏وفي الحقيقة فإن نزار منذ دخل مملكة الشعر بديوانه الأول «قالت لي السمراء» عام 1944 دخلها فاتحاً وغازياً، وحياته أصبحت منذ عام 1944 بركاناً متأججاً، أعلن العصيان على كل التقاليد والأعراف البالية ووقف بوجه كل الرياح العاتية.
وكان شاعرنا يخرج من كل معركة أطول قامة وأكثر صلابة وشعبية لأنه كان مؤمناً أن أجمل أنواع الورود ما كان محوطاً بالأشواك، وأن هذه المعارك التي كان يخوضها تعود إلى المثل الصيني القائل: الناس ترمي بحجارتها الأشجار المثمرة فقط، ونزار قباني هو تلك الشجرة المثمرة، شجرة الياسمين الدمشقي الدائمة الحب والعطاء. ‏
دفع نزار ثمناً غالياً لمعاركه الأدبية فخرج من دمشق للعمل في السلك الدبلوماسي وطاف أصقاع العالم ينقش على الحجر مفردات دمشق وينثر مع الريح عطر الياسمين الدمشقي ويلقي الأشعار على مسامع البشر والحجر ليعلمهم أبجدية الياسمين وأصول العشق الدمشقي.. فتشرد شاعرنا ولم يعد لدمشق إلا بعد أن توقف القلب عن النبض:
أنا وردتكم الشامية يا أهل الشام
فمن وجدني منكم فليضعني في أول مزهرية
أنا شاعركم المجنون يا أهل الشام
فمن رآني منكم فليلتقط لي صورة تذكارية
أنا قمركم المشرد يا أهل الشام
فمن رآني منكم فليتبرع لي بفراش وبطانية صوف
لأنني لم أنم منذ قرون.





مهرجان ياسمين دمشق الثاني و«نزار قباني..
قنديل أخضر على باب دمشق»


تختتم اليوم الأربعاء فعاليات مهرجان ياسمين دمشق الثاني الذي تقيمه الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية بالتعاون مع محافظة دمشق إذ يشهد ختام المهرجان فعاليات متعددة إذ تبدأ عند العاشرة من صباح اليوم زراعة الياسمين على محوري كورنيش الميدان وأوتوستراد الزاهرة الأول ابتداء من ساحة الأشمر، كما ستتم زراعة حديقة الأمانة العامة للاحتفالية. يذكر أن ختام المهرجان يأتي تزامناً مع الذكرى العاشرة لوفاة الشاعر السوري نزار قباني، لذا فقد عمدت الأمانة العامة للاحتفالية بالتعاون مع المحافظة إلى تنظيم حملة لزراعة شارع نزار قباني (أبو رمانة) بالياسمين، في حين تشهد حديقة الجاحظ في الساعة 8.30 قراءات شعرية من أعمال الراحل قباني يقدمها عدد من الفنانين المشاركين بمرافقة عزف حي لفرقة وطن للموسيقا الشرقية وسيكون الحفل مناسبة لتوقيع كتاب «نزار قباني.. قنديل أخضر على باب دمشق» للدكتور خالد حسين. يذكر أنه سيقام معرض وندوة برعاية وزارة الثقافة عن رحيل الشاعر الكبير نزار قباني وذلك في يومي 4 و5 أيار.
يشارك في الندوة العديد من الأدباء والشعراء ويضم المعرض أكثر من 100 صورة تؤرخ لمسيرة الشاعر، ونحو 100 كتاب عما كتب عنه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيذكرى رحيل الياسمين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رحيل
» رسائل الياسمين
» رحيل جدتي
» رحيل الطيور
» جنون الياسمين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الباحث الإسماعيلي :: القسم الأدبي :: منتدى الشعر والقصص المنقولة-
انتقل الى: