الماء أذل موجود واعز مفقود, قيل لهارون الرشيد لو غصصت بلقمة ولم تجد شربة ماء فماذا تدفع ؟ فقال : ادفع نصف مالي , و إذا أصبت بهذا المرض فماذا تدفع قال : ادفع نصف مالي ثم قال هارون الرشيد وما هذا المال الذي لا يساوي شربة ماء لذلك قيل :
للماء يسعى من يغص بلقمة **** فإلى ما يسعى من يغص بماء ؟
بمناسبة يوم المياه العالمي، أقيم في يوم الخميس الواقع في 10 نيسان 2008 في صالة المركز الثقافي في سلمية ندوة علمية بعنوان " الاستثمار الأمثل للمياه المتاحة في سلمية " وذلك بالتعاون بين برنامج التنمية الريفية في مؤسسة الآغا خان وبالتعاون مع المشروع الوطني للتحول للري الحديث .
وقد ألقى الأستاذ محمد مفضي سيفو الممثل المقيم لشبكة الآغا خان للتنمية كلمة رحب فيها بالضيوف والحضور الكرام وتحدث عن مشاريع الشبكة في سوريا .
ثم تطرقت المحاضرات إلى عدد من الموضوعات التقنية الهامة مثل الوضع المائي ومناسيب المياه في آبار القرى المدروسة لعام 2007 وعلاقتها بالهطل المطري , ونشاطات برنامج التنمية الريفية مع التركيز على الآلية المتبعة في نشر تقنيات الري بالتنقيط والرش , ثم تم عرض خطة المشروع الوطني للتحول للري الحديث في سوريا واليات وشروط الحصول على شبكات الري الحديثة , والاستفادة من المنح والقروض المخصصة لهذه الغاية .
وقد تخلل الندوة عرض مسرحي إرشادي حول مزايا الري الحديث يعكس أهمية الموضوع الذي تطرقت له الندوة . كما ألقيت قصيدة شعرية باللهجة المحكية حول أهمية الحفاظ على المياه, وافتتح معرض لرسوم الأطفال بعنوان لا حياة من دون ماء , بالإضافة إلى تكريم القرى والمجموعات الرائدة في مجال الحفاظ على المياه والتحول للري الحديث وتقديم شهادات تذكارية لهم .
وتعد هذه الندوة الثانية من نوعها بعد أن قام برنامج التنمية الريفية في مؤسسة الآغا خان ندوة أولى في العام الماضي حول الموضوع نفسه , تميزت بحضور شعبي ورسمي ملفت , وتبعها عدد من الخطوات التشبيكية لتعزيز دور الأفراد والمؤسسات في هذا المجال .
وعلى هامش الندوة أجاب الدكتور كريم الحموي أخصائي الدراسات المائية خريج جامعة نيس بفرنسا عن بعض الأسئلة :
س - في ظل العجز المائي الذي تعاني منه السلمية و ما هي البدائل المتاحة ؟
جـ - البدائل هي : الإدارة الجيدة لما هو متاح من المياه , على سبيل المثال تطبيق شبكات الري الحديث وتحديث شبكات التنقيط و واالاستئمار الأمثل لمياه الأمطار بتطبيق تقنيات حصاد مياه الأمطار , بالإضافة لذلك البحث عن نوع من الزراعات التي تستهلك اقل كمية من المياه وتعطي عائد اقتصادي أعلى , بالإضافة إلى ترشيد السكان حول الوضع المائي وتعريفهم بان الكمية محدودة وان لها علاقة بمياه الأمطار ولذلك يمكن أن نحدد كمية الاستجرار بناءا على كمية الأمطار في العام الماضي .
س - حاليا ماذا تفعلون في منطقة سلمية ؟
جـ - كل ما ذكرته نفعله , مثلا تطبيق حصاد المياه على المناطق المناسبة وفي الندوة سترون عدة أمثلة
2- دراسة الآبار الموجودة حالياً , وبالتالي تحديد الوضع المائي بدقة لكل قرية وإيصال هذه المعلومة للناس المعنيين , أصحاب الأراضي بالقرى ,
تطبيق شبكات الري على الزراعات المروية , بالإضافة إلى ندوات بالقرى وللمعنيين لإدارة سليمة لكمية المياه المحدودة لتحقيق استدامة للمستقبل .
ما هي البدائل التي يمكن أن نرفد فيها هذه الكمية ؟
قصدك أن نستجر مياه من مكان آخر ؟ نعم : بالطبع اذا جلبنا ماء من مكان آخر نوفر ما يستهلك حاليا ونحقق الاحتياج المائي للأراضي العطشى ولكن هذا قرار حكومي نحن لا نستطيع أن نتدخل فيه .
نحن كمنطقة أليس لنا حق في المياه ؟
بالطبع لنا حق والمسئولين في الدولة يتوجهوا بالنظر إلى الأولويات الموجودة لديهم ونأمل أن تستجر المياه من بحيرة الأسد .
أما المهندس علي الزين مدير برنامج التنمية الريفية بمؤسسة الآغا خان فقد أجاب عن أسئلتنا:
س - ما هي المشاريع التي قامت بها مؤسسة الآغا خان على صعيد تنمية البيئة في مجال المياه ؟
جـ - مؤسسة الآغا خان تتبع إلى شبكة عالمية شبكة الآغا خان للتنمية تعمل بعدة مجالات اجتماعية واقتصادية وثقافية , نحن نتبع إلى التنمية الاجتماعية في مؤسسة الآغا خان عدة برامج برنامج صحي برنامج تنمية ريفية برنامج طفولة مبكرة وأنا اعمل مدير برنامج التنمية الريفية , وهو برنامج يركز على تنمية الريف والمساهمة مع الجهود الحكومة للتخفيف من الآثار الناجمة عن نقص المياه , وكما يعلم الجميع بدأنا بمنطقة سلمية لأنها المنطقة الأكثر تأثرا بشح المياه , حيث بدأنا من حوالي خمس سنوات بنشر لتقنيات الري الحديثة ونشر للزراعات التي تستهلك ماء اقل أيضا , التركيز على الثروة الحيوانية باعتبارها رديفا آخر ضمن القطاع الزراعي , والغاية هي التكيف مع وضع يتصف بشح المياه في هذه المنطقة , ويمكن أن ننقل هذه التجارب والنتائج الايجابية لمناطق أخرى مستقبلا .
س - ما هي أهم الانجازات ؟
جـ - الحقيقة أهم الانجازات هي: نشر تقنيات الري الحديث والتي هي الري بالتنقيط والري بالرش وعدد المستفيدين من هذه النشاطات هم 880 مزارع بالمنطقة , أيضا إدخال زراعة الفطر البستاني باعتباره زراعة تحتاج كمية قليلة جدا من المياه مقارنة مع الزراعات الأخرى فمثلا احتاج لإنتاج كيلو فطر بمعدل واحد بالمائة من المياه مما احتاجه لإنتاج كيلو قطن والريعية أيضا من الفطر أعلى وخاصة أننا نستورد فطر في سوريا ومنه من باب أولى أن ننتجه محليا سيما أن جميع الظروف ملائمة لزراعته بالمنطقة , أيضا موضوع حصاد مياه الأمطار هناك تركيز عليه في المناطق المناسبة لرفد عامل الاستفادة من الخط المطري و هناك أيضا تدخلات في مجال نشر الشعير المحسن بالتعاون مع البحوث العلمية الزراعية ومع ايكاردا في نشر أصناف الشعير المعتمدة المقاومة للجفاف , وعدد المستفيدين من هذا النشاط سنويا يزداد بالمنطقة كان ب 2007 وصل إلى 355 مستفيد والمساحة المزروعة بهذا الصنف المحسن والذي هو من إنتاج البحوث وإنتاج ايكاردا المساحة 5250 هكتار , فنحن لسنا باحثين لكن ننقل نتائج البحوث وبنفس الوقت لسنا مرشدين زراعيين لان الإرشاد موجود قبلنا وسيبقى بعدنا لكن نحن نكمل دور الإرشاد .
س - هل هناك مناطق بيئية أخرى ؟
حـ - حاليا الخطة لغاية عام 2009 حتى ننتهي من منطقة سلمية و بدءنا ب 2003 ووضعنا خطة لست سنوات وكان المبدأ هو توسع تدريجي فمنطقة سلمية فيها 171 قرية ونحن بدأنا ب 6 قرى ب 2003 وضفنا ب 2004 13 قرية حاليا في 2008 نعمل ب 120 قرية ومن المأمول ان ننتهي ب 2009 – 2010 ب كامل قرى سلمية بعدها ممكن أن نفكر بمناطق أخرى .
س - هل هناك تعاون حكومة مع شبكة الآغا خان في جر المياه لمنطقة سلمية ؟
جـ - في الحقيقة هذا موضوع حكومي والحكومة كان لديها خطة لجنة تشكلت من عام 1979 لجر المياه لسلمية واعدت دراسة ولكن إلى الآن لم تنفذ ولكن نتمنى في المستقبل أن يتم الموضوع .
سمعت أن هناك تعاون في هذا الموضوع بين الشبكة والحكومة ؟
الحقيقة كان هناك لجنة مشتركة ووصت هذه اللجنة بهذا الموضوع .
الجدير بالذكر أن مؤسسة الآغا خان هي إحدى وكالات شبكة الآغا خان للتنمية , وهي مجموعة من البرامج والمنظمات الدولية التنموية التي تهدف إلى دعم وتحسين آفاق التطوير الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في سورية , وأكثر من 38 دولة في العالم والإسهام في عملية التنمية في هذه الدول بشكل متكامل .