المحامي ليث هاشم وردة مشرف المنتدى القانوني
عدد الرسائل : 1590 العمر : 45 Localisation : إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم. وصية نابليون لكليبر تاريخ التسجيل : 11/05/2008
| موضوع: هذه اللغات . أنسي الحاج الثلاثاء مايو 20, 2008 12:29 pm | |
| هذه اللغات
قبل أن تستهلكَ فيكَ جميع سمومك، كيف تريد أن تبلغ إكسيرها؟ «الشاعر هو حقّاً سارق نار، يقول رامبو في رسالة إلى أحد أصدقائه، إنه مكلَّفٌ من الإنسانية، بل حتّى من الحيوانات. عليه أن يجعل اختراعاته قابلة للشعور، للّمس، للسماع. إذا كان ما يعود به من هناك ذا شكل، يعطي شكلاً. إذا كان بلا شكل، يعطي اللا شكل. إيجاد لغة ـــــ على كل، بما أنّ كل كلمة هي فكرة، سوف يحين أوان اللغة الكونيّة! (...) بالانتظار، لنطلب من الشاعر شيئاً جديداً ـــــ أفكاراً وأشكالاً. الشُطّار جميعهم لن يلبثوا أن يحسبوا أنهم قد استوفوا هذا الطلب: ـــــ لكنّه ليس هذا!». الشُطّار أيضاً عاجزون. مقدامون أحياناً ولكن على هواء. كُتبتْ منذ رامبو فصول طائلة من المغامرات التجديديّة. لم يَتْعب المقدامون، لكنّ «اللغة الكونيّة» لا تزال بعيدة. ولا يزال الصمت هو تلك اللغة، وإلاّ فالموسيقى. السينما والموسيقى. الجسد (أي جنون الصمت)، وفنّ التعبير بأصوات الصمت الساحرة التي يعجز عنها الآخرون (أي الموسيقى) وصمت الذهول الطفولي (أمام شاشة السينما). اللغات تَبَدّلتْ. والأشياء (الأفكار) ألا تزال كما كانت؟ الموت موت والحياة حياة والعواطف ذاتها العواطف؟ المَشاهِد ذاتها المشَاهد؟ التجارب ذاتها، طعمُها ذاته التجارب؟ في العادة نقول نعم، هي ذاتها، وإن التعبير وحده يتغيّر مع الوقت. هي ذاتُها؟ لا، لم تعد هي ذاتها. الحياة تَغيَّرتْ. لا أعرف كيف، ولكن الخوالد لم تعد خوالد. لسنا في أرض جديدة فحسب بل في حياة وموت جديدين. مَن لا يشعر بذلك لا يستطيع أن يجد اللغة المناسبة لذلك. هذه اللغات، لغاتنا، هرمت مع تلك الحياة، حياتنا. حياتنا السابقة
ظهور الخفاء يقول علماء الفيزياء إنهم قد يتوصّلون خلال سنوات إلى تمكين الإنسان من التخفّي. هاري بوتر حقيقي. عبر اختبارات ضوء وظلال لا أَفهمها، كان الروائي الانكليزي هـ. ج. ويلز قد تخيَّل الأمر في إحدى قصصه. طاقيّة الإخفاء في حكاياتنا الشعبيّة. مَن لا يتمنّى ذلك؟ سيكون الخجولون أوّل المرحّبين، ففي الخفاء سيَظْهرون...
تحيّــــــة
تحيّة أيّتها الحماسة وداعاً أيّها العام وداعاً أيّها الخاص وداعاً يا قِوانا تحيّة أيّتها الابتسامة التي لا تزال تَقْبَل أن تزور وجهي، تحيّة أيّها التظاهر المُساعِد، أيّتها الأساليب الصديقة، أيّها الجيران البعيدون تحيّة أيّها الوقت الجميل مستحمّاً بدمي ومُرْخياً لي دورةً تالية، تحيّة أيّها الوقت المعشوق في وجهكَِ، في جسدكَِ، في ما يلغيكَ، في ما يُغلّبكَ، في ما يعطيك أيّها الوقت جمالَكَ الوحيد. تحيّة يا جَلَبة الأصوات التافهة، الأصوات القبيحة، الأصوات الكاذبة، الأصوات القاتلة، تحيّة لأنكِ تملئين فراغاً هو أحياناً أفظع منكِ. تحيّة أيّها القادمون، أينما أَخَذَتْكُم خُطاكم ستكون محسودة...
كلمة
كلمة لحسناء: «ليس في الطبيعة لونٌ بجمال البَشَرة».
]موجةُ شمس
مطلّةٌ كموجةِ شمسٍ بين جيش الموج الأزرق، خضراء بين الأبيض، بيضاء زرقاء عِنَبيّة تضحك حتى لا تترك المجال لمَن يَحْزَر موجبات جمالها.
الشاهد
الكاتب الذي يسمّي نفسه شاهداً يفترض أنه يتكلّم أمام شهود. قاعة ملؤها مراقبون، هذا يرصد هذا. إذا من كتابة حقّاً شاهدة فإنما تنشأ من عمليّة داخليّة تحميها العزلة. ما إن يتصرّف المرء على مرأى أو مَسْمَع حتّى يدخل التمثيل. في المطلق، الشهادة المجرّدة شبه مُحال. في الممكن، لعلّ الشهادة الفضلى هي اعتراف الروح قبل انصرافها.
[/size] | |
|