ظل الاسماعيليون يتمتعون بنفوز كبير وأصبح ملوك الفرنجة يخشون بأسهم ويدفعون لهم الجزية ويقدمون الهدايا الثمينة لرئيس الدعوة في منطقطة مصياف الشيخ نجم الدين الشعراني وولده صارم الدين مبارك ابن الرضي صاحب قلعة المنيقة
ولما اجتاحت جيوش المغول بلاد الشام أظهر الاسماعيليون جرأة نادرة وشجاعة عظيمة حيث تمكنوا من اغتيال بعض قادة الجيوش فاستاء منهم المغول وحاصروا قلعة مصياف والكهف والقدموس والخوابي سنة 658 هجري حتى سقطت بأيديهم فتفرق شمل الاسماعيلية وتبعثرت قواهم فا ضطروا إلى الانزواء إلى ان اقبلت جيوش قطز المصرية فانضموا اليها وواصلوا السير لملاقاة المغول فقابلوهم في ((عين جالوت))
بعد ان أوقع المغول بالجيش المصري تعاون امراء العرب والمماليك والاسماعيلية بقيادة الظاهر بيبرس فدحروا المغول وقتلو قائدهم ((كتبغا)) فارتدت الجيوش المغولية إلى دمشق وقد ثار اهالي دمشق وقتلو السكان المسيحين لتامرهم على زوال الاسلام
ولما دخل قطز دمشق اعاد امراء الايوبيين على ولاية حمص وحماة على ان يدفعوا الجزية وكافاء الاسماعيليون بان اعاد لهم قلاعهم واقر الشيخ نجم الدين الشعراني رئيسا اداريا لتلك القلاع ومنح امتيازات سياسية
وبعد مقتل المظفر قطز وقع اختيار الامراء على الامير ركن الدين بيبرس البندقداري فبايعوه في الصالحية قبل وصولهم للقاهرة
لم يصف الجو تماما لبيبرس بعد اعتلائه عرش مصر اذا خرج بعض الامراء عن طاعته وطالبوا بالمللك لانفسهم مثل علم الدين سنجر الحلبي نائب المللك قطز بدمشق
ولما علم بيبرس بخروج سنجر عليه جهز جيش لمحاربته فوصل إلى دمشق سنة 659 هجري والتقى بجيش سنجر الحلبي فهزمه وولى الظاهر مولاه علاء الدين مكانه على دمشق
وبعد أن وطد بيبرس سلطته في مصر وجه أهتمامه لطرد الصليبيونمن سواخل الشام فعقد عدة محالفات مع الدول المحيطة بمملكته وزحف بجيشه منه مصر إلى بلادالشام واقتحم عكا سنة 661 هجري وشتتشمل الصليبيين ومن ثم سار إلى ثانية إلى بلاد الشام سنة 663 هجري على رأس جيش كبير لمحاربة التتر الذين هاجموا حلب وما كاد يصل إلى غزة حتى بلغه انهم طردوا من حلب فعاد إلى القاهرة للقضاء على بعض الثورات وبعد ان تم له مااراد عاد إلى بلاد الشام فنزل غزة ورحل إلى صفد ثم سار إلى دمشق والظاهر ان زعيم الاسماعيلية في مصياف الشيخ نجم الدين الشعراني وولده صارم لم يسنلا لاستقبال الظاهر بيبرس عندما نزل بالقرب من حماة كغيرهم من الامراء والزعماء فاستاء منهم وامر بعزلهم وارسل جيشا بقيادة الامير عز الدين العديمي لاحتلال قلاع الاسماعيلية في جهات مصياف
لكن الاسماعيليون استقبلوا الامير عز الدين بالترخاب وأعلنوا صداقتهم لسلطان وانهم لن يدخروا وسعا في سبيل تقديم امساعدات التي يطلبها منهم وبعد عدة ردود ومفاوضات عقدت بين السلطان بيبرس والاسماعيليون في عموم بلاد السشام وقيل بيبرس اقطع الاسماعيليون بعض الاراضي المصرية
هذا ما حصل للاسماعيلية في جهات مصياف وتوابعها أما الاسماعيلية في ولاية حلب فقد ساهموا في رد غزوات التتر فاذداد نفوذهم وانتشرت دعوتهم بفضل القيادة الحكيمة التي أظهرها زعيمهم العلامة:
الشيخ موسى بن حسن القصار
كانت ولادة الشيخ موسى بن حسن القصار في بلدة شيزر من أعمال حماة سنة 623هجري تلقى علومه الاولية على يد دعاة الاسماعيلية فقي مدارس الدعوة في حلب وأظهر نبوغا عظيما مكنه من الانخراط في تنظيمات الاسماعيلية السرية فارسل إلى ((آلموت)) في فارس لتلقي الدروس النهائية على يد كبار العلماء والفلاسفة الاسماعليون ومن ثم عينه الامام شمس الدين عليه السلام رئيسا للدعوة في حلب فوصلها سنة 655 هجري وجعل مقره في حلب
وكان أول عمل قام به أن أستاصل شافة الخلافات الداخلية بين التباع فوحد صفوفهم وتقرب إلى السلطات الحاكمة واشترك مع نجم الدين الشعراني في التوقيع على معاهدة الصداقة مع السلطان الظاهربيبرس الذي أعترف بموجبها بصيانة حقوق الاسماعيليون ةأحترام عقائدهم والسماح لهم بمزاولة نشاطهم الديني والسياسيواختار منهم الوزرء والقواد وحرسه الخاص كما فرضت تلك المعاهدة على الاسماعيليون تقديم المساعدات العسكرية لمؤازرة السلطان في حروبه ضد الصليبيون
وقد ساهم الاسماعيليون بسبعين مقدما من جيشهم يراس كل منهم ألف مقاتل وتولى الوزارة منهم ((آغا شاهين _ علاء الدين حسن ـ عز الدين ايك ـ ))
كما اسندت قيادة الاسطول إلى ( محمد الطبراني أبو بكر ) وعين العلامة بدر الدي الغفير ممثلا للسلطان لدى الامبراطورية الرومانية في روما وقاد المقدميين ابراهيم بن حسن الحوراني وسعد بن دبل واسماعيل أبي السباع الفرق الاسماعيلية لاحتلال طرابلس الشام
وفي سنة 715 هجري توفي الشيخ موسى بن حسن القصار رحمه الله تعالى ودفن في مدينة حلب باحتفال كبير وقيل انه سار وراء نعشه 20 ألف اسماعيلي بلباسهم العسكري
ولا تزال في باب الحديد بجانب قلعة حلب قاعة تحمل اسم هذا العالم والقائد الكبير
وخلفه في رئاسة الدعوة الاسماعيلية المقدم معروف بن جمر صاحب حصن صهيون