سـلي دمعي إذا عجزَ اللسانُ
سـلي دمعي إذا عجزَ اللسانُ .... فـإنّ القـلـبَ أتْـعـبَـهُ البـيـــانُ
ودمعُ العاشقين لسانُ صـدقٍ .... إذا ما النطقُ أعجزَهُ الـزمانُ
وكمْ مِنْ عاشقٍ يحيا بصمتٍ .... وليس لـه سـوى دمعٍ لســـانُ
يرى الأشـواقَ جـمـرا في الضلوع .... ونـارا مـلءُ شعـلتِها الهـوانُ
تـنوء بهـمِّه أركانُ( شــمسٍ) .... ويلْـفُـظُـهُ وإنْ وسِـعَ المكـانُ
فيـمسي لـيـلَـهُ قـيـدَ التّـمــنّي .... أسيـرَ الـدرْبِ يدفـعُُهُ الحنـانُ
ويصبح لا يرى للصبح ضوءا .... فشمسُ البَيْنِ للمـوتِ اليــدانِ
يعـانـقُ جُرحَـه حيْــرانَ بـــاكٍ .... فـمـا جـرحُ الهـوى إلاّ امـتـحانٌ
فيقضي للـهـوى حـقّـا عـلـيــــه .... ولـولا الـنّــارُ ما كـان الجُـمــانُ
ولولا اللـيـلُ ما كـان النــهــــارُ .... ولولا القُـبْــحُ ما عُـرِفَتْ حسانٌ
ومَنْ طلب الهوى يبْـغـيه لـهـوا .... شَـقـيٌّ في الـدُنـى مَـيْـتٌ مُهـــانٌ
يكـونُ كـمَـنْ يـرومُ مِـنَ الليـالي .... حــيــــاةً لا تُــعـيــنُ ولا تُـعــانُ
تـراهُ فلا يـرى في العـمـــر إلاّ ....عـــذابـا يستغيثُ لـــه الكيـــــانُ
وكلُّ جـريرةٍ في العـمر تـُنْـسى .... عـــدا جرحِ الهوى باق يُُصـانُ
أمـا والعينُ قـد فـاضـتْ بكـــاءا .... علــى حبٍّ مضى عنـه الأمـانُ
عزيزٌ في القلوبِ و إنْ تجـنّــى .... حبــيــبٌ لا يُـــردُّ لــه عِنــــانٌ
ولو خُيّــرْتُ بـيـنـك و الحـيــاةِ .... فـأنْتِ خيــــارُ قلبي و الرهـــانُ
و ننسى في الهوى كلَّ الدمـوع .... ونذكرُ في النـــوى ما يُسْتَهــانُ
حبيــبٌ إنْ يفــارقَ أو يُجـافــي.... و كيف يفــارقُ القلْبَ البنـــــانُ
ألسْتِ نهــايـةً كُـتِـبَـتْ عـلـيـنـا.... و ما المكـتــوبُ إلاّ ما نكــــونُ
ســليني أعْزِفُ الأشـواقَ شعرا.... قــوافٍ في غــرامكِ لا تُهـــانُ
فنحــيا في ليالي العشقِ لحنــــا .... عــلـى أوْتــــاره غنّتْ عُمَـــانُ
إليـــكِ أبُثُّ أحـزانــي و منْـــكِ.... بـلحْــنِ الصمْتِ يعزفُهُ الحنينُ
فَفي قـبــر المعـاني ماتَ حرفي .... صريعَ الصـبر أضنـاه الزمانُ
وصوتُ الجُرحِ في صمتٍ يغنّي .... فيــبــكي للهـوى بشرٌ وجــانُ
=======================================================================
M@M