حقق الاقتصاد السوري في العقد الأخير إنجازات هامة، وبخاصة في حقل إقامة البنى التحتية من اقتصادية واجتماعية وتعليمية فقد حقق نمواً حقيقياً سنوياً بلغت نسبته (5.2) بالمائة، وزاد الوسطي السنوي الحقيقي لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة (1.7) بالمائة، كما حصل تقدم كبير في إنتاج الغذاء، وتم التوصل إلى الاكتفاء الذاتي في إنتاج الحبوب، مع فائض معد للتصدير، فضلاً عن أن مديونية سورية الخارجية منخفضة نسبياً، كما أن نوعية تلك الديون لا تؤثر على استقلالية القرار السياسي. فسورية لا تعتمد على استثمارات أجنبية يمكن أن تعرض اقتصادها لهزات مالية كالتي حدثت لبعض بلدان جنوب شرق آسيا. وعلى الرغم من أن جهازها المصرفي يحتاج إلى التطوير والدعم ضمن إطار ملكية الدولة له، إلا أنها لم تتعرض لأزمات مصرفية ولإفلاسات مصارف، كما حدث ويحدث في العديد من دول العالم الرأسمالي.
باختصار إن هناك عدة عوامل قوة وتماسك في الاقتصاد السوري. إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود سلبيات يجب تجاوزها ومعالجتها. فما هي تداعيات انضمام سورية لمنظمة التجارة العالمية ؟وما هي الآثار الإيجابية المباشرة لانضمام سورية إلى منظمة التجارة العالمية؟. أليس من الأفضل لو أقيمت مناطق تجارية عربية، وفُعّلت هذه المناطق وبالتالي يكون قرار الدخول للمنطقة ضمن تكتل اقتصادي عربي؟. وما هي التسهيلات المقدمة من الدولة في مسألة الضرائب والرسوم. وما هي الصعوبات التي واجهتها أثناء هذه المرحلة؟
لماذا لم يقطف المستثمرون عسل مناخ الاستثمار في سورية؟
الخطوات التي قامت بها الحكومة بشأن الاستثمار حتى الآن يبدو أنها غير كافية، فترى وجهة النظر الحكومية بأنه تم إنجاز ما هو إيجابي للاستثمار، وهذا ما ينادي به بعض المعنيين في الاستثمار، وأنه ثمة مؤشرات إيجابية. على عكس رجال الأعمال الذين يرون أن الاستثمار بحاجة إلى رفع ثقة المستثمر بالاستثمار. وبين الابتسام والعبوس يتحرك الاستثمار في سورية، ويسيطر عليه مناخ من تضارب وجهات النظر وتلاطمها على مسرح الواقع الذي يغني عن أي شرح أو تفصيل.. فكثيرة هي تجارب المستثمرين الذين عادوا أدراجهم، وكثيرون وقعوا في فخ البيروقراطية التي تلتهم كل ما يفيد وإيجابي لهذا البلد.. ولسنا بحاجة لأن نستمع لروايات من حاولوا الاستثمار عندنا، فهي كثيرة ومتشابهة.. وملخصها أن المستثمر يأتي، وعندما يبدأ الترخيص لمشروعه الاستثماري فهو بحاجة إلى الهرولة خلف أكثر من سبع لجان من مختلف الوزارات كلٍ على حدة، وهذا يرضى، وذلك يرفض، وهذا يضع عثرة و.. إنه أمر شائك.
الكل يجمع بأن سورية تمثل جواً ليس مثالياً للاستثمار فحسب، بل يستطيع المستثمر أن يحصد عسلاً منه. لكن حتى الآن لم يحصد من الاستثمار سوى البيروقراطية والروتين.. لماذا؟ وأين الحلقة المفقودة؟ نحاول الإجابة على هذا التساؤل من خلال التحقيق على صفحات أيام الأسرة
الإثنين سبتمبر 11, 2023 8:10 am من طرف الاسماعيلي اليامي
