فن الحياة
لو استهوت أحدَنا هذه الدعوة وصعب عليه تطبيقها، في إمكانه الاستعانة بمعلِّم روحي يساعده على توسيع آفاقه ومنحها مدى مختلفاً من غير أن يخشى فقدان حرية رأيه وتصرفاته، فيكتسب بذلك حرية داخلية، متحرراً من كبت الأفكار والتصرفات الموروثة ثقافياً ودينياً وعاطفياً، متخلِّياً عن سجن الأنا في سبيل اللقاء بالله.
شعار "الحب والسلام" عبر التأمل بغية الوصول إلى اليقظة عبر احترام الآخر وعدم الاستسلام. كما يتم ترويض الموت بإخماد الألم (النيرفانا)، ويتضمن انطفاء نار الأهواء النفسية الرديئة والشهوات والتعلقات البشرية والشخصية، فيصل بالإنسان إلى الاستنارة والسعادة من خلال سلام الفكر والروح. كي ينتصر على الشيخوخة، وعلى البؤس والمرض، على المريد أن يعيش في طريقة صحيحة، متواضعة وكريمة.
يهب " الشعار" معتنقيه الحرية المطلقة في سلوك الطريق التي يجدونها الأفضل للبلوغ ، من دون أن تحمِّلهم أوزار الخوف والذنب. ويطلب منهم اتخاذ مسافة من العالم من غير الانعزال عنه، محاوِلا إقامة التوازن بين الأضداد في قلب الإنسان والكون – كأن "يكون الثقيل جذر الخفيف والسكون سيد القلق". من قلب التناقضات تولد الحياة وتستمر. هي الأرض نفسها، مُذْ وجدت، تدور حول الشمس، ويبحث الإنسان فيها عن دوره، عن الحقيقة، عن علاقته بالله وبالكون. هو الإنسان الخائف على مصيره، الممزق بين أهوائه، اللاهث وراء أوهامه وأحلامه وسعادته، يحاول أن يجد الطمأنينة ويصغي إلى صوت السكون وسط ضحالة المادة وفراغ الروح.