يعالجون السكري " بالعسل " و معالجة للسرطان على مبدأ "واحدة بتصيب وعشرة بتخيب"انتشرت في الاونة الاخيرة ظاهرة التداوي من خلال القنوات الفضائية ، و برز نجم اشخاص لا يعرف ما هي مؤهلاتهم ولا مواهبهم ، فاصبح كل ما يقلونه حقائق لا مجال لنقاشها ، وبات كل من أطلق لحيته شيخاَ ، واذا لم ينفع علاج الأعشاب هناك كتابة الحجابات والتعويذات.
ووسط الانتشار الواسع لهذه الظاهرة حاولنا من خلال رصدنا لأحد القنوات التي تتمتع بانتشار ملحوظ ، راح ضحية بطلها الكثير من الضحايا أن نسلط الضوء على مثل هذه الممارسات وعلى نتائجها "الخطيرة " على بعض الفئات الذي يستغل المدعون ظروفهم الصعبة وحاجاتهم لتحقيق الأرباح الطائلة.
فكانت قناة الحقيقة و" شيخها الهاشمي" ، تابعنا من خلالها عملية الترويح وآلية وصول الدواء للمرضى و تطورات حالتهم الصحية.
مرة بتصيب .. محمود عمر من المقتنعين بدواء الهاشمي ، والذي توفيت زوجته بمرض السرطان ، يقول " أصيبت ابنتي سميرة 15 سنة بسرطان الدم ، ولم تتحسن حالتها الصحية باستخدام العلاج الكيماوي ، حتى
اقتنعت بكلام الشيخ محمد الهاشمي على قناة الحقيقة ، فهو يداوي بالأعشاب وبالقرآن والحمد لله شفيت ابنتي على يده "
ويتابع " قدم مصور أردني من قناة الحقيقة ، وأجرى لقاء معي ومع سميرة ، شكرنا خلالها الشيخ الهاشمي وقناة الحقيقة على الدواء الشافي "
ويشير الدكتور أيمن ناصر لحالة سميرة السريرية ، فيقول " عاينت سميرة بعد إصابتها بنزيف في اللثة ، وراودتني الشكوك بإصابتها بابيضاض دم ، أجريت لها تحاليل أولية وطلبت منها مراجعة المشفى ، وبقيت أراقب تحاليلها لثلاثة أشهر، بعدها استقرت حالتها و هذا الإستقرار لا يعني شفائها فالشفاء يتحدد بعد ستة أشهر على الأقل "
وحول أسباب الإستقرار وتأثير دواء الهاشمي عليه ، يقول الدكتور ناصر " هدوء الإبيضاض بعد ثلاثة جرعات كيماوي حالة واردة ، وخاصة بعمر سميرة ، أما بالنسبة لدواء الهاشمي فوالد سميرة لم يعلمني أصلاَ بلجوئه له ، إلا بعد استقرار الحالة وبينت له بأن الاستقرار ناجم عن جرعات الدواء الكيميائي "
ويتابع " طلبت منه عدم الترويج للهاشمي في المنطقة ، كون شفاء ابته لم يتأكد ان كان على يد الهاشمي ، ولكن يبدو أن له رأي أخر "
هدر للأموال دون فائدة ..سمع سيار قصة شفاء سميرة على يد الهاشمي ، فقرر الإتصال بقناة الحقيقة وطلب علاج لزوجته 24 عام و المصابة بسرطان الدم ، فيقول " شرحت حالة زوجتي للشيخ الهاشمي ، وبعد عشرة أيام إتصلت الدكتوة حنان من قناة الحقيقة ، وطلبت إيداع 25 ألف ليرة سورية بحساب محمد راشد عيد الهاشمي بأحد المصارف الخاصة بسورية ، وإيقاف جرعات الدواء الكيميائي ، وبالفعل وصل الدواء.
ويضيف سيار " بعد عشرة أيام أجرينا تحاليل بينت تحسن حالة زوجتي ، فعاودت الاتصال بالهاشمي وطلب 15 ألف ليرة سورية وطلب تحويلها لمصرف أبو ظبي باسم محمد سعيد محمد الهاشمي ، وصل الدواء وساءت حالة زوجتي وبينت التحاليل تراجع بنسبة 46% ، وتم إسعافها لمشفى المواساة ".
ويتابع " عاودت الاتصال بالهاشمي فطلب عشرة ألاف ليرة والعودة للدواء الكيميائي عندها أدركت أن الأمر مشكوك به ".
ويختم سيار حديثه بالقول " بالإضافة لثمن الدواء ندفع 2000 ليرة أجور شحن كل مرة دون فائدة فحالة زوجتي الصحية تراجعت ، و أموالي ضاعت ".
ويشير سيار بحديثه لمحاولة قناة الحقيقة عبر محمود عمر، الطلب منه تصوير شريط للقناة يبين شفاء زوجته ، من الجرعة الأولى لكنه رفض بالقول " لن أتحدث عن شفاء زوجتي حتى يؤكد الأطباء لي شفائها "
ويخبرنا سيار عن الكثيرين ممن ساءت حالتهم الصحية بعد ايقاف الدواء الكيميائي والإعتماد على دواء الهاشمي وأغلبهم من الفقراء الذي اضطر أحدهم لبيع منزله كي يشتري دواء لزوجته
هذا وقد فشلت محاولات سيريا نيوز المتكررة للإتصال بالهاشمي ، عبر الأرقام الظاهرة على شاشة تلفزيون الحقيقة .
" الأعشاب تنشط الجسم ولا تقتل الخلايا السرطانية "وحول نمو هذه " الظاهرة " يشير الدكتور غسان عزيز من مشفى المواساة ، والذي أشرف على علاج أغلب الحالات التي لجأت للهاشمي بالقول " لا يمكن توجيه اللوم للمرضى ، للجوئهم للهاشمي وغيره من مروجي الأعشاب ، كون أمراض السرطانات ترافقها حالات نكس متكررة ، واقياءات وتعب نفسي ، فالغريق يتعلق بقشة بأمل الشفاء ".
وعن فؤائد الأعشاب الطبية ، وإمكانية أن تحل محل الدواء الكيميائي ، يقول الدكتور عزيز " الأعشاب ممكن أن تقوم بدور منشط للجسم ، أو تزيد مناعته بينما الدواء الكيميائي يقتل الخلايا السرطانية ، فالمريض يخضع لبرتوكول علاجي عبر عدة أشواط علاجية ، تكون الفترة الزمنية بين الجرعة والأخرى لا تتعدى 2- 4 أسابيع ، وبالتالي أي توقيف للعلاج لسبب أو لأخر يعيد المريض لنقطة الصفر "
توفي المريض ولم يصله الدواءمحمد الذي طلب دواء لوالده مريض السرطان منذ ثلاثة أشهر ، اتصل أكثر من خمس مرات بالهاشمي ، ودفع 45 ألف ولم يصله الدواء، ومنذ شهر توفي والده فاتصل بالهاشمي لإستعدة المال وحتى اليوم لم يحصل لا على المال ولا على الدواء .
يعالج السكري بالعسل
فوزة الحصوة 14 سنة مريضة بالسكر منذ 6 سنوات ، يشير والدها لوضعها المستقر باستخدام الأنسولين فنسبة السكر بالدم حوالي 200 ملغ ، وعن تجربته مع الهاشمي يقول " طلب الهاشمي 16 ألف ليرة ثمن دواء ، بالإضافة لايقاف الأنسولين عند وصول الدواء ، وهو عبارة عن عسل ممزوج بالأعشاب ساءت حالة فوزة بعد تناوله ليومين ، ودخلت بغيبوبة استدعت اسعافها واعطائها 20 ميلي انسولين ليصل نسبة السكر 600 "
" الدين بريء من هؤلاء الأشخاص "ويؤكد توفيق رمضان البوطي رئيس قسم الفقه الاسلامي بكلية الشريعة " براءة الدين الإسلامي " ، من هؤلاء الأشخاص فيقول " الدين نصوص ، ومستنداتها القرآن والسنة والأحاديث النبوية ، والأحاديث المتعلقة بهذه المواضيع محدودة ، وأعطت المبادى العامة وتركت للعلم التفصيلات ، فالعسل فيه شفاء لا ينكره العلم والطب ، ولكن الإستفادة منه بحاجة لألية علمية منظمة ، وليس بعشوائية ، هناك مراكز عالمية تدرس فوائد الأعشاب وطرق الإستفادة منها، بالعلاج ولو توصلوا لنتائج جديدة لأعلنوا عنها " ويضيف "هناك أناس دجالين اتكؤوا على الدين وسخروه لأمور مادية بحتة ، وبغض النظر عن قناة الحقيقة أوغيرها ، فإن غياب الرقابة شوهت حقائق الدين وغياب البحث العلمي سمح لمثل هؤلاء بسلب عقول وأموال البسطاء "
سعد الله الخليل –
سيريانيوز