المحامي ليث هاشم وردة مشرف المنتدى القانوني
عدد الرسائل : 1590 العمر : 45 Localisation : إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم. وصية نابليون لكليبر تاريخ التسجيل : 11/05/2008
| موضوع: أنا أحترم هيفاء وهبي الثلاثاء أغسطس 19, 2008 11:26 pm | |
|
ليس لأني أحب المخالفة أو السير بعكس السير ، وليس بدافع من روحي الثورية أو ذاتي المتمردة على كل الذوات ، وأبنائهم ! ولكني أقدر كل شخص صادق مع نفسه ، حتى الراقصة ، أعتبرها محترمة جدا حين تقول : ( أنا راقصة ولست مدام كوري ) ولذلك كان في الموروث ادعاء المرء ما ليس فيه من مساوئ الخلق ، فقيل ( رحم الله امرئ عرف قدر نفسه ) وقيل : ( من صفات المؤمن تركه ما لا يعنيه ) أي لا يكون " حشريا " ولم أعثر على تفسير دقيق عن المقصود بما لا يعني المؤمن الذي أمر في مكان آخر بأن يغير المنكر بكل الوسائل المتاحة ، وأن يقول خيرا أو فليصمت. أعتقد أن هذا التنوع في الخطاب ربما يكون تطبيقا لمبدأ : ( خاطبوا الناس على قدر عقولهم ) وهو فرع من البلاغة التي تقضي ( بمناسبة الكلام لمقتضى الحال) فلا يعقل أن تخطب في الناس حول غزو الفضاء ، وهي تشكو من رغيف الخبز مثلا ! في السياسة : يجب مخاطبة الناس على قدر .. همومها ! على الأقل أن من باب القول العامي الشائع : ( أخذته على قد عقله ) ومن كل ذلك ، وبما أن هناك علاقة ما بين الخطاب الموجه لك ، وقيمتك في عين من يخاطبك ، نستطيع أن نعرف نظرة السلطان للرعية بحسب الخطاب الذي يوجهه لهم !! وغالبا ما يصنف ذلك ضمن دائرة استجحاش الرعية ، وهذه البلاغة يمارسها كثير من معتلي المنابر في الحظائر العربية.
أما عن علاقة " هيفاء وهبي " بالبلاغة ، فأعتقد أنها توضحت لكم . ومنه يمكننا القول بأن المذكورة ، جزاها الله كل خير وعوضها عن تعبها ، خاطبت الجماهير بما يريدون ، تلك الجماهير التي ملت الخطابات الجلفة والجافة ، حيث حصرها السلطان على طول الزمان في قالب رفع السيقان : إما للضرب ، وإما لأمر آخر.
هذا ، ومن جهة أخرى ، وكأنه أصبح للمرأة الفاتنة ، معايير ومواصفات قياسية ، يمكن أن ننشئ لها هيئة عامة للمواصفات والمقاييس ، حيث أصبح جمال المرأة قيمة معولمة ، بمواصفات معولمة ، يتم تسويقها عبر صناعة " ذوق معولم " يتسلل إلى عقول الناس عبر ثنائية " ثقافة العولمة – عولمة الثقافة " تلك الثنائية التي أهدر كل من " برهان غليون " و " سمير أمين " كثيرا من مداد الحبر لشرح ظاهرة معقدة جدا ، قامت " هيفاء وهبي " بشرحه بشكل مبسط عبر جسدها – جمالها البسيط ، والمعقد ، بقدر تلافيف الدماغ العربي العاطل عن العمل والمنغلق على " الذات " و " اللذات " كمدينة ليس بها من مظاهر المدنية سوى الحانات وبنات الليل ، مدينة خاصة جدا ، في زمن لم يعد يعترف بخصوصية ، ولا بثوابت ، لأن " الشيء الوحيد الثابت في هذا الكون هو التغير المستمر " ( هيجل ) .
هل يحتمل جسد " هيفاء وهبي " كل هذا الاختمار الفكري ! إنه جسد مختمر كزجاجة خمرة معتقة داخل كهف لم ينم فيه أحد ولم نعثر فيه على رسومات تدل على وجود حضارة مرت من هنا !. إنه جسد ، قابل للإمحاء ، وإعادة التكوين والخلق ، كأسطورة بابلية ، وعشتار التي ترنحت بالثوب القصير ، كي يتلألأ عرش بلقيس ليثبت للعالم أن الرجل ، بكل جبروته ، يمكن أن ينبطح بين ساقي امرأة ، كمتسول ، أو كماسح أحذية ، ولماذا لا يكون ما يكون ، في ظل سيادة ثقافة المسح واللعق من الجوخ إلى الما دون !.
هيفاء وهبي ، ليست امرأة لعوب ، ولا هي فنانة مبتذلة ، كما قد يعتقد البعض ، بل هي امرأة من صنع واقع حقيقي ، غير مزيف ، أو كما يقول الفلاسفة ( وعي مطابق للواقع ) إنها كائن حقيقي غير متماه ولا يستعير أي قدسية مزيفة ولا يصطنعها ولا يدعيها ، إنها امرأة من ضلع حضارتنا!! هي فينوس الجديدة ، بل هي الممثل الشرعي للشعوب العربية الأبية الأمية من المحيق إلى أن نفيق !!.
" هيفاء وهبي " هي البديل الشرعي ، لكل هذا الهراء الذي نعيشه .. والذي مورس علينا .. هل تحتاجون إلى ثقافة بديلة ، إنها موجودة في جسد هيفاء وهبي ، إنها ثقافة حيادية لا يمكن أدلجتها ، فقد يجمع الجسد العربان بعد تناء وقد ظنوا كل الظن أن لا تلاقيا !!. لماذا لا يصبح جسد هيفاء وهبي ، شعارا قوميا ، لأمة ترقص مذبوحة من .. الهبل.. لا لا .. لا أعتقد أن " هيفاء وهبي " جزء من عملية " تحديث التخلف " بل على العكس تماما ، بل هي فجرت الثورة في جسد المرأة ، وأثبتت أن المرأة تملك رأسمالا لا يمكن أن يتهمها أحد بأنها سرقته من بيت المال !!.
( هذا ما وجدنا عليه آباءنا ) كانت حجة لبقاء الحال على ما هو عليه ، لماذا تفعل ما تفعل ؟ لا أدري ، أبي كان كذلك. نحن الوحيدون الذين يعيشون من أجل الموت ! وهيفاء وهبي ، لا تمتلك مهارة الخطابة السياسية ، فقررت أن تقرئنا جسدها .. عله يفجر شيئا ما .. يعلمنا التمرد على أشياء ما .. فلماذا لا يصبح جسد هيفاء وهبي ، خارطة طريق إلى ... الحرية !.
المحامي الزميل : موسى شناني .........................................................
ربما تطفئ في ليلي شعله ربما أحرم من أمي قبله ربما يشتم شعبي وأبي، طفل، وطفله ربما تغنم من ناطور أحلامي غفلة ربما ترفع من حولي جداراً وجداراً وجدار ربما تصلب أيامي على رؤيا مذله يا عدو الشمس.. لكن.. لن أساوم وإلى آخر نبض في عروقي.. سأقاوم
| |
|