"مصطفى غالب حامل التراث الإسماعيلي وناشره" هو عنوان لبحث نشرته جريدة السفير اللبنانية بتاريخ 23/8/1981 م أعده الأستاذ محمد فرحات ويشير فيه إلى أن الدكتور مصطفى غالب أمضى حياته باحثاً في التراث الإسماعيلي وجامعاً لمخطوطاته ومحققاً له وبدا كالمؤتمن على كنز لا يفرط به إلا بكتاب.
ولأن رحلة البحث طويلة ونتاجها غزير اتجهت esyria إلى الماضي مع الأستاذ مهتدي غالب ليحدثنا عن الدكتور مصطفى غالب الأب والصديق والباحث فقال: كان والدي حنوناً جداً ولم يقسُ علينا أبداً وأذكر مرة وأنا صغير حين حصلت على علامة متدنية بإحدى المواد كيف تقبل الأمر وأعطاني بكل هدوء كتاباً لأقرأه لأن الكتاب بالنسبة له كنز حقيقي بدليل أنه سافر إلى لبنان قديماً أثناء الحرب مغامراً بحياته ليجلب كتبه ومخطوطاته سعيداً بأنها لم تنهب وعلى صعيد البحث ركز على الفلسفة الإسلامية مدافعاً عن أفكاره بعيداً عن التحيز الذي ينفي الآخر ناهلاً من المصادر المتنوعة والمخطوطات النادرة التي دأب للحصول عليها بشتى الطرق والوسائل أما الحكمة التي استفدتها من تجربته هي مقولة للإمام علي رضي الله عنه أن الشك طريق اليقين ورغم أني أهتم جداً بالشعر والمسرح أتحمل مسؤولية إكمال مسيرة الوالد إذ قمت بنشر أربع محققات وأطمح للمزيد.
حاضر الدكتور مصطفى غالب في جامعة بيروت العربية والجامعة اللبنانية وأيضاً الجامعة
الدكتور مصطفى مع والده غالب
اليسوعية وكان محاضراً زائراً في الجامعة الأهلية بكندا ومالمو في السويد
ودعي لعدة
محاضرات في الباكستان والهند وإيران وجدير بالذكر أن ولده الكبير غالب أصدر كتاباً عام 2003م بعنوان: "غدير المعرفة من سلمية إلى بيروت" وأشار فيه إلى أن الدكتور مصطفى تلقى على يد والده أول معارف الحكمة فميزته ثقافته الواسعة وميله الشديد للبحث والتنقيب عن المصادر الموثقة والحصول على المخطوطات القديمة والنادرة ويذكر أيضاً في كتابه أن الدكتور مصطفى مدح بعض المستشرقين المنصفين بأفكارهم وكتاباتهم وكانت تجمعه علاقة شخصية وعلمية مع أكثرهم.
ولد الدكتور مصطفى غالب في قرية بري الشرقي عام 1923م ودرس في سلمية حتى 1937م ثم التحق بمدرسة الروم الأرثوذكس بحمص حتى 1940م ليتطوع في الجيش العربي السوري ثم عمل بالصحافة فصدرت له بعض الكتيبات وحصل عام 1952 م على دبلوم صحافة من جامعة القاهرة وأصدر عام 1953م أول كتاب له بعنوان: تاريخ الدعوة الإسماعيلية وافتتح عام 1952/1954م مكتب إخوان الصفاء للدعاية والنشر بسلمية وأصدر العدد الأول من مجلة الغدير عام 1955 م وحاز عضوية الجمعية الملكية الآسيوية-
البريطانية عام 1957 م وعام 1956م أصدر أول كتاب محقق بعنوان
"كتاب البيان لمباحث
الإخوان" تأليف أبو منصور اليماني.
غادر الدكتور مصطفى عام 1966 م إلى بيروت وحصل عام 1968م على شهادة العلامة المعادلة للدكتوراه من جامعة كراتشي كلية اللغة العربية عن كتابه في رحاب اخوان الصفا.
حاز الدكتوراه الفخرية بالفلسفة من جامعة مالمو بالسويد كما حاز دكتوراه فلسفة في التاريخ والآداب من الجامعة الأهلية بكندا.
انتخب عام 1970م عضو شرف في الجمعية العالمية للأبحاث العلمية والاستشراقية في زوريخ ودوسلدورف بسويسرا وحاضر في عدة مؤتمرات دولية للأبحاث الإسلامية بعدة دول مثل باريس- لندن- كراتشي- بومباي- ألمانيا- كمبالا.
عمل مراسلاً صحفياً لعدة صحف محلية وعربية منها الحقائق- النهضة- العرفان ليترك الصحافة عام 1970م .
بلغ عدد مؤلفاته وكتبه المحققة تقريباً 103 كتب ومن أعماله المؤلفة: أعلام الإسماعيلية- سنان راشد الدين- الإسماعيلية في بلاد الشام- الثائرالحميري- في رحاب إخوان الصفا- الإمامة وقائم القيامة- مفاتيح المعرفة- المفيد والمستفيد- آغاخان في سورية- القرامطة بين المد والجزر.
ومن مخطوتاته المحققة: رسالتان اسماعيليتان (حسن المعدل)- المصابيح في إثبات
الإمامة (الكرماني)- المجالس والمسايرات (القاضي النعمان)- الهفت
الشريف (المفضل
الجعفي)- أربع كتب حقانية (عدة دعاة)- زهر المعاني (القرشي)- تفسير القرآن الكريم (ابن عربي)- الينابيع(السجستاني)- أسرار وسرائر النطقاء (جعفر بن منصور اليمن). علماً أن له مؤلفات فكرية أخرى بالأدب والشعر مثل: كتاب فحول الشعر- عباقرة الأدب- الحلاج- جلال الدين الرومي وأيضاً سلسلة نفسية وأخرى فلسفية.
توفي الدكتور مصطفى غالب إثر أزمة رؤية حادة في لبنان 21/8/1981 ليستقر جثمانه أخيراً في سلمية 23/8/1981 م.