نوه الأمير كريم آغا خان إمام الطائفة الإسلامية الإسماعيلية بأهمية زيارته لسورية وما تشكل بالنسبة له من «خصوصية كبيرة»، وقال في حوار أجرته معه (الوطن): إنه من دواعي سروري أن أزور سورية عدة مرات، وأنا سعيد جداً أن أكون هنا بناء على دعوة من الحكومة السورية، وخاصة أن هناك روابط تجمع الإمامة الإسماعيلية والمسلمين الإسماعيليين مع سورية منذ العديد من القرون».
وتحدث الأمير آغا خان عن شبكة التنمية التي أنشأها وعن نشاطاتها في سورية، وأشاد «بالتراث الثقافي المتنوع في سورية والذي يجعل من مشروعاتنا هنا على وجه الخصوص مثيرة ومشجعة».
وأعرب الأمير كريم آغا خان عن أمله «في إطلاق عدة مبادرات جديدة في مجالات السياحة الثقافية والرعاية الصحية والتعليم والتمويل الصغير مع الدعم الكريم من قبل الحكومة».
ورأى الأمير آغا خان أن «إعادة إحياء الثقافة يمكن أن توفر حافزاً اجتماعياً واقتصادياً لتحسين شامل في المنطقة» وأن «تحسين التراث الثقافي يمضي جنباً إلى جنب مع خلق فرص اقتصادية للسكان المحليين، وتحسين الخدمات الاجتماعية»، معرباً عن اعتقاده بأن «الاستثمار في الثقافة والأنشطة القيمة جانب رئيسي من جوانب التنمية». وفيما يلي النص الكامل للحوار: ما طبيعة زيارة سموكم إلى سورية؟ وما الأهداف المحددة لهذه الزيارة؟لقد كان من دواعي سروري أن أزور سورية عدة مرات، وأنا سعيد جداً أن أكون هنا بناء على دعوة من قبل حكومة الجمهورية العربية السورية، بمناسبة العيد الذهبي «الذكرى الخمسون» لتولي الإمامة للمسلمين الشيعة الإسماعيليين، وخلال هذه الزيارة اجتمعت مع السيد الرئيس بشار الأسد وعدد من السادة الوزراء والقياديين لمناقشة العمل الذي تضطلع به شبكة الآغا خان للتنمية في سورية.
ونأمل أيضاً في إطلاق عدة مبادرات جديدة في مجالات السياحة الثقافية والرعاية الصحية والتعليم والتمويل الصغير مع الدعم الكريم من قبل الحكومة، وتشكل هذه الزيارة إلى سورية خصوصية كبيرة بالنسبة لي، فكما تعلمون هناك روابط تجمع الإمامة الإسماعيلية والمسلمين الإسماعيليين مع سورية منذ العديد من القرون.
هناك خبر عن مشروع لحديقة كبرى في حلب، هل يمكن أن تحدثونا عن هذه الحديقة وأهميتها؟سوف نقوم بالبحث مع محافظة حلب عن الإطار المناسب لإنشاء حديقة رئيسة على أطراف المدينة القديمة في حلب «متاخمة للبوابة التاريخية لباب قنسرين» وسوف يركز مشروع الحديقة على تحسين نوعية الحياة للسكان في المدينة القديمة وإيجاد منشآت ذات مواصفات عالية للزوار. ويراد لهذا المشروع أن يكون جزءاً لا يتجزأ من مشروع التجديد في المناطق الحضرية القريبة من قلعة الشريف، إن وجود حديقة يمكن أن يؤدي إلى تنشيط المنطقة، وهذا ما فعلناه سابقاً من خلال برامج مماثلة أدت إلى تحسين نوعية الحياة في بعض المواقع في كابول والقاهرة، وهناك مشروعات أخرى مماثلة قيد العمل في الهند ومالي وزنجبار.
وتعتبر هذه الحديقة جزءاً من البرنامج الذي أطلقته مؤسسة الآغا خان للثقافة في عام 2000 بالتعاون مع المديرية العامة للمتاحف والآثار، الذي بدأ بالعمل على كل من قلاع حلب ومصياف وصلاح الدين، ونحن هنا أيضاً في سورية للإعلان عن إتمام العمل في هذه المواقع.
منذ متى تعمل شبكة الآغا خان للتنمية في سورية؟ وما أنواع العمل التي تضطلع بها؟بدأ عمل شبكة الآغا خان للتنمية في سورية في عام 1999 عندما طلبت المديرية العامة للمتاحف والآثار من مؤسسة الآغا خان للثقافة تقديم المساعدة التقنية للمحافظة على عدد من المواقع والقلاع التاريخية في سورية وإعادة استخدامها، وتم اختيار كل من قلاع حلب ومصياف وصلاح الدين لهذا العمل وتجري هذه المشروعات والكثير من النشاطات الأخرى في مجالات مثل التنمية الريفية والترويج الاقتصادي، والرعاية الصحية، والتعليم، والتمويل الصغير، كجزء من استراتيجيتنا المتعددة الأقطاب، وضمن إطار اتفاقية التعاون من أجل التنمية الموقعة بين الحكومة السورية وشبكة الآغا خان للتنمية، التي تم التصديق عليها من قبل مجلس الشعب في عام 2002.
لماذا تعتبر أعمال الترميم كالأعمال التي قمتم بها في حلب مهمة؟لقد وجدنا، في عدد من البيئات في العالم الإسلامي، أن إعادة إحياء الثقافة يمكن أن يوفر حافزاً اجتماعياً واقتصادياً لتحسين شامل في المنطقة. يمكن لهذه المواقع التاريخية أن تكون محركاً لتغيير محتمل في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، حيث إن هذه المواقع ليست مجرد أماكن تاريخية مجمدة ومصابة بالشلل، بل هي من الأصول التي يمكن أن تسهم فعلاً في تحسين نوعية حياة الناس الذين يعيشون في تلك المناطق.
وقد رأينا نموذجاً لهذا العمل في القاهرة، حيث قمنا ببناء حديقة هناك واستعادة عدد من المعالم الثقافية الموجودة في واحدة من أفقر المناطق في المدينة. كما رأينا هذا العمل عندما قمنا باستعادة حدائق قبر الهوميان في دلهي. وفي كلا الموقعين كان تحسين التراث الثقافي يمضي جنباً إلى جنب مع خلق فرص اقتصادية للسكان المحليين، وتحسين الخدمات الاجتماعية مثل الصحة والتعليم، وقد أدى ذلك إلى إعادة إحياء عام للمنطقة.
ويشكل التراث الثقافي المتنوع في سورية عاملاً رئيساً يجعل من مشروعاتنا هنا على وجه الخصوص مثيرة ومشجعة. تعتبر مدينة حلب، بتاريخها الغني، موقعاً مهماً للحفاظ عليه، ليس باعتبارها جزءاً من الهوية والثقافة السورية فحسب، بل باعتبارها جزءاً من التراث العالمي كله.
يتوضع ثلث المواقع التي تعتبر جزءاً من التراث العالمي في العالم الإسلامي، إلا أن الكثير منها لا يتم الحفاظ عليه. أنا أؤمن أنه من واجبنا أن نستعيد ونحافظ على هذا التراث لأنه جزء من ثقافتنا.
وإذا تم تدمير هذه الثقافة أو تغييرها بطرق لا تتفق مع تفكير الناس وأسلوب حياتهم فستجد جميع أنواع الاختلالات والمفارقات التي سوف تصيب المجتمع بالخلل. ولذلك فإن الاستثمار في الثقافة والأنظمة القيمة وجعلها فعالة في السياق المعاصر هو باعتقادي جانب رئيسي من جوانب التنمية. وهذه الرؤية تحظى اليوم باحتضان متزايد من قبل الحكومات والمجتمع الأهلي.
يرتبط اسم سمو الآغا خان باسم شبكة الآغا خان للتنمية التي كانت تعمل بشكل فعال في كثير من دول العالم (أكثر من 25 دولة)، ما فلسفة الشبكة؟ وما نشاطاتها المختلفة؟الإسلام، كما تعلمون، هو طريقة في الحياة يتساوى فيها من حيث الأهمية الدين والدنيا، ولا يجب إهمال أي جانب من الاثنين. منذ ولادة الرسول الكريم محمد (صلى اللـه عليه وسلم)، كان هناك ولا يزال تقليد في القيادة، حيث يمثل الإمام سواء كان من السنة أم الشيعة، المسؤول عن شرح مفهوم الدين، وكذلك المحافظة على أمن وراحة الناس. وانطلاقاً من هذا التقليد الإسلامي في القيادة الذي نشأ واستمر منذ أكثر من 1400 عام، وبصفتي إمام المسلمين الإسماعيليين، من الواجب علي أن أهتم بنوعية حياة المجتمع (الإسماعيلي) والمجتمعات الأخرى التي تعيش إلى جانبها.
على مدى قرون وعقود كانت هذه ولا تزال مسؤولية الإمامة قد استلزم ذلك إنشاء مؤسسات لمعالجة قضايا تتعلق بنوعية الحياة في حينه، واليوم تضم الإمامة عدداً من المنظمات غير الحكومية والمؤسسات ووكالات التنمية الاقتصادية. تعيش الأغلبية العظمى من أفراد الجماعات انطلاقاً من أفغانستان، وشرق الصين، ودول آسيا الوسطى الحديثة العهد، عبر إيران والشرق الأوسط، حتى شبه الصحراء الإفريقية، بالإضافة إلى حضور حديث العهد في أوروبا وأميركا الشمالية.
في هذه البلدان يحدد عدد من العوامل المختلفة نوعية الحياة وهي، من وجهة نظري، لا تقتصر على مؤشرات البنك الدولي بشأن طول العمر أو الصحة أو الرفاهية الاقتصادية للفرد أو المجتمع.
بالنسبة للإمامة يمتد مصطلح «نوعية الحياة» ليشمل جميع الجوانب الأخلاقية والاجتماعية في السياق الذي يعيش فيه الناس، ولا يشمل فقط رفاهيتهم المادية التي تقاس جيلاً بعد جيل.
ونتيجة لذلك تضطلع الإمامة برؤية شاملة للتنمية كما في تعريف الإيمان الذي يحدده الإسلام، وتنطوي هذه الرؤيا على الاستثمار في الناس، وتعدديتهم الفكرية، وفي السعي والبحث عن المعارف الجديدة المفيدة بقدر الاستثمار في الموارد المادية، وهي أيضاً تشمل الاستثمار في الضمير الاجتماعي المستوحى من أخلاقيات الإسلام، وهو عمل يستفيد منه الجميع بغض النظر عن الجنس، أو الانتماء، أو الدين، أو الجنسية أو الخلفية التي يملكها.
نبـذة عـن صـاحـب السّـمو كريـم آغا خان
أصبح صاحب السّمو كريم آغا خان إماماً (زعيماً روحياً) للمسلمين الشيعة الإماميين الإسماعيليين في 11 تمّوز (يوليو) 1957 وهو في العشرين من عمره، خلفاً لجدّه السّير سلطان محمد شاه آغا خان. وهو الإمام الوريث التاسع والأربعون للمسلمين الشيعة الإماميين الإسماعيليين، والسليل المباشر للنبي محمد (صلى اللـه عليه وآله وسلّم) عبر ابن عمه وصهره علي، الإمام الأول، وزوجته فاطمة ابنة النبي.
وُلِد الآغا خان للأمير علي خان والأميرة تاج الدولة علي خان يوم 13 كانون الأول عام 1936 في جنيف وأمضى معظم طفولته في نيروبي بكينيا ومن ثمّ التحق بمدرسة لي روزي في سويسرا لمدّة تسعة أعوام.
تخرّج في جامعة هارفارد عام 1959 وحصل على شهادة «البكالوريوس في التاريخ الإسلامي» بمرتبة الشرف.
وعلى غرار ما فعله جدّه السّير سلطان محمد شاه آغا خان من قبل، اهتمّ الآغا خان، منذ توليه مقاليد الإمامة عام 1957، بأحوال المسلمين كافّة، ولاسيما في مواجهة التحديات التي تفرضها التغيّرات التاريخية المتسارعة.
يَعيش الإسماعيليون اليوم في نحو خمسـة وعشـرين بلداً، بصورة رئيسة في غرب ووسط آسيا، وفي إفريقية والشرق الأوسط إضافة إلى أميركا الشمالية وأوروبا الغربية. وقد شهدت معظم تلك المناطق تغيّرات سياسية واقتصادية كبيرة خلال العقود الأربعة الماضية منذ تولي الآغا خان الحالي الإمامة.
وقام سموّه بتكييف النظام المعقـَّد لإدارة شؤون الجماعة الإسماعيلية، الذي أوجده جدُّه خلال الحقبة الاستعمارية، ليلائم عالماً جديداً من الدول المستقلة، التي ازدادت حجماً وتعقيداً بعد نيل جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق في آسيا الوسطى الاستقلال.
شدّد الآغا خان على رؤية الإسلام كعقيدة روحانية تمارس التفكير، وتعلـم التعاطف والتسامح، وتُعلي من كرامة الإنسان، أنبل مخلوقات اللـه سبحانه وتعالى.
وبحسب التراث الشيعي في الإسلام، فإن مسـؤولية إمام الزمان أن يحمي حق الأفراد في البحث الفكري الذاتي، وأن يترجم الرؤية الأخلاقية للمجتمع التي توحي بها الرسالة الإسلامية إلى واقع عملي. فبصفته رئيساً للمؤتمر الدولي حول سـيرة النبي محمد (صلى اللـه عليه وآله وسلّم) الذي عُقد في كراتشي عام 1976، تحدّث الآغا خان مخاطباً المؤتمر قائلاً: إن حكمة خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام في السعي لإيجاد حلول جديدة لمشاكل لم يمكن حلها باستخدام الطرق التقليدية، تـُشكـِّل مصدر إلهام للمسلمين ليتَصوّروا مجتمعاً عصرياً وحيوياً بحق، دون المساس بالمفاهيم الجوهرية للإسلام.
قدّم الإسماعيليون عبر التاريخ، وبإرشاد من أئمتهم، إسهامات كبيرة في نمو الحضارة الإسلامية.
حيث تُشكِّل جامعة الأزهر ودار العلوم في القاهرة، بل مدينة القاهرة ذاتها، أمثلة على إسهام الإسماعيليين في الحياة الثقافية والدينية والفكرية للمسلمين.
ومن بين الفلاسفة والقضاة والأطباء وعلماء الفيزياء والرياضيات والفلكيين والعلماء الذين اشتهروا في الماضي وازدهروا في ظل رعاية الأئمة الإسماعيليين هناك القاضي النعمان والكرماني وابن الهيثم وناصر خسرو ونصير الدين الطوسي.
وتسيطر إنجازات الإمبراطورية الفاطمية على قسط كبير ممّا سجّل حول بدايات التاريخ الإسماعيلي، الممتدّة تقريباً من صدر الإسلام وحتى القرن الحادي عشر.
وقد أوجَدتْ السلالة الفاطمية، التي سُـميت نسبة لفاطمة ابنة النبي (صلى اللـه عليه وآله وسلّم)، دولةً حفـَّزت، طوال أكثر من قرنين، على تطوّر الفنون والعلوم والتجارة في منطقة الشرق الأدنى من البحر المتوسـط، كان مركزها القاهرة التي أنشأها الفاطميّون لتكون عاصمتهم. وفي أعقاب الفترة الفاطمية، انتقل المركز الجغرافي للمسلمين الإسماعيليين من مصر إلى سورية وبلاد فارس. وبعد أن سقط مركزهم في بلاد فارس، آلـَمُوت، بيَد الغزاة المغول في القرن الثالث عشر، عاش الإسماعيليون قروناً عدة في جماعات مُشتتة وجدت بشكل رئيس في فارس وأواسط آسيا، وأيضاً في سورية والهند وأماكن أخرى. وفي ثلاثينيات القرن التاسع عشر، مُنح الإمام الإسماعيلي السادس والأربعون، آغا حسن علي شاه، اللقب الوراثي التشريفي «آغا خان» من قِبَل شاه فارس.
وفي عام 1843 غادر الآغا خان الأول فارس نحو الهند، التي كانت تضم جماعة إسماعيلية كبيرة. وعام 1885 توفي الآغا خان الثاني بعد أربع سنوات فقط من توليه الإمامة، ليخلفه كإمام جدُّ الآغا خان الحالي وسلفه، السِّير سلطان محمد شاه آغا خان.
اتبعت الأجيال الأخيرة من عائلة الآغا خان تقليداً من الخدمة في الشؤون الدولية، فجد الآغا خان الحالي كان رئيساً لعصبة الأمم، بينما شغل والده الأمير علي خان منصب سفير باكستان لدى الأمم المتحدة، أما عمه الأمير صدر الدين آغا خان فقد كان المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومنسق الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان ومندوب الأمم المتحدة التنفيذي لمناطق الحدود العراقية التركية.
أما الشقيق الأصغر لسمو الآغا خان الأمير أمين فقد عمل في قسم الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأمانة العامة للأمم المتحدة منذ عام 1965 حتى عام 1968، وكان قد حصل على ماجستير في الأدب المقارن من جامعة هارفارد منذ عام 1963 وبعد ذلك قضى سنتين كمدرس زميل، وقد أتم الامتحانات التحريرية والشفهية من أجل الحصول على شهادة الدكتوراه قبل مغادرته لجامعة هارفرد عام 1964 ومنذ عام 1968 أصبح الأمير أمين مشاركاً من كثب في إدارة المؤسسات التنموية الرئيسية للإمامة، وهو مدير مؤسسة الآغا خان وعضو مجلس إدارة صندوق الآغا خان للتنمية الاقتصادية ورئيس اللجنة التنفيذية فيه، وفي الستينيات من القرن الفائت أطلق الأمير أمين خدمات الترويج السياحي وهو أيضاً مدير مؤسسة الآغا خان للثقافة.
أما ابنة الآغا خان البكر الأميرة زهراء التي تخرجت في هارفرد عام 1994 وحصلت على شهادة البكالوريوس في الآداب في دراسات التنمية بمرتبة الشرف فتعمل رئيسة لقسم الرفاه الاجتماعي الواقع ضمن سكرتارية الآغا خان في فرنسا وتتولى مسؤولية السياسات والإدارة في شركات الصحة والتعليم والتخطيط والبناء المنضوية تحت لواء شبكة الآغا خان للتنمية كما تلعب دوراً رئيساً في مجال السياسات ضمن مؤسسات التنمية الاجتماعية الأخرى في الشبكة.
ويشغل ابنه الأكبر الأمير رحيم منصب المدير التنفيذي لصندوق الآغا خان للتنمية الاقتصادية حيث يتولى مسؤولية خاصة فيما يتعلق بنشاطات الصندوق في غرب إفريقية، وهو يحمل شهادة البكالوريوس في الآداب في الأدب المقارن من جامعة براون في رود آيلند بالولايات المتحدة الأميركية، كما اتبع برنامجاً تنفيذياً تطويرياً في الإدارة والشؤون الإدارية في كلية الأعمال بجامعة نافارا في إسبانيا.
وتخرج ابنه الثاني الأمير حسين في كلية وليامز في الولايات المتحدة الأميركية عام 1997 بعد أن نال شهادة البكالوريوس في الآداب كما أنه حاصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية، من كلية الشؤون الدولية والعامة في جامعة كولومبيا حيث كان مجال دراسته الرئيس هو التنمية الاقتصادية والسياسية مع تركيز إقليمي على الشرق الأوسط وشمال إفريقية.
أما أصغر أبنائه الأمير علي محمد فقد ولد عام 2000.
وانسجاماً بين هذه الرؤية للإسلام وتراثهم القديم العهد في خدمة الإنسانية، طور الإسماعيليون حيثما عاشوا إطاراً مؤسساتياً متقناً لبناء القدرات وتحسين نوعية الحياة ضمن المجتمعات التي يعيشون فيها، وتحت قيادة الآغا خان توسع هذا الإطار وتطور إلى (شبكة الآغا خان للتنمية) وهي مجموعة من المؤسسات تعمل على تحسين ظروف الحياة والفرص في مناطق معينة من العالم النامي، وتعمل هذه المؤسسات في كل البلدان لأجل المصلحة العامة لجميع المواطنين أياً كان أصلهم أو دينهم، وتتوزع مسؤولياتها لتشمل العمارة، والتعليم، والصحة، وتطوير مشروعات القطاع الخاص، وتعزيز المنظمات غير الحكومية، والتنمية الريفية.
وكجزء من احتفالات اليوبيل الذهبي لصاحب السمو الآغا خان التي بدأت يوم 11 تموز 2007 سيقوم صاحب السمو بزيارات رسمية إلى نحو 35 بلداً حيث سيغتنم هذه المناسبة لتقدير صداقة رؤساء الدول والحكومات والشركاء الآخرين في العمل مع الإمامة الإسماعيلية ودعمهم المتواصل وتحديد التوجهات المستقبلية بما في ذلك إطلاق مبادرات وبرامج رئيسية ووضع حجر الأساس لها.