بسـم الله الرحمـن الرحيـم
يا علي مدد
بدأ حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في بكين خيالياً وكأنه حفلة منوعةتشارك فيها الجميع في الصين لإبراز قدراتهذه الدولة الكبرى ، فخرجت التظاهرة وهاجة بروعتها وتشبه النار التي تخرج من »فم التنين«. ومزج الحفل الضخم بين الروعة والتراث الصيني التاريخي القديم، وافتتح الرئيس الصيني يو جينتاو الدورة الأضخم في التاريخ من حيث عدد المشاركة(10624رياضيا ورياضية) والتي حملت شعار »عالم واحد، حلم واحد« على استاد »عش الطيور« الذي يتسع لـ90 ألف متفرج . وتابع الحفل حول العالم جمهور قدر بنحو أربعة مليارات نسمة. وجاء حفل الافتتاح استعراضيا وضخما ومليئا بالألوان، تناول التاريخ القديم والطويل للأمة الصينية وحضارتها التي تمتد 5 آلاف سنة إلى الوراء. وشارك في الحفل الذي تخللته ألعاب نارية قوامها 29 ألف مفرقعة، 14 ألف شخص واستمر ثلاث ساعات بإشراف المخرج السينمائي الصيني الشهير تشانغ ييمو الذي رشح لجائزة »أوسكار« عن فيلمه »سر الخناجر الطائرة«. وسخر المخرج الحفل لتجسيد الفخر بعظمة بلاده التاريخية وتسليط الضوء على الصين القوة الصاعدة التي تثير إعجابا وقلقا في جميع أنحاءالعالم.
ومنذ انطلاق الشعلة الاولمبية من جبل الاولمب في ضواحي أثينا في آذارالماضي، شهدت مسيرتها العديد من التظاهرات حول العالم احتجاجا على حقوق الإنسان في الصين وأعمال القمع في التيبت. ولم تؤد هذه المشاكل والدعوات إلى عدم حضور حفل الافتتاح احتجاجا على سياسات الصين القمعية، إلى تقليص الحضور لا بل سجلت رقماقياسيا، إذ تابع العرض نحو 90 رئيس دولة، أبرزهم الأميركي جورج بوش والفرنسي نيكولا ساركوزي، بالإضافة إلى 160 وزيرا وشخصيات رياضية كبيرة، أمثال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر والرئيس السابق للجنة الاولمبية الاسباني خوان انطونيوسامارانش والحالي البلجيكي جاك روغ. وفي الإطار السياسي أيضا، لم يسر وفداالكوريتين الجنوبية والشمالية سويا في حفل الافتتاح كما حصل في النسختين الأخيرتين في سيدني عام 2000 وأثينا عام 2004 وأعرب روغ عن أسفه لذلك بقوله »حاولنا أن نقوم بذلك في بكين لكن العوامل السياسية كانت أقوى من العوامل الرياضية«. وأطفئت الأنواربالكامل إيذانا ببدء حفل الافتتاح الذي استهل على وقع قرع الطبول قبل أن تطلق العديد من المفرقعات النارية داخل الملعب وخارجه. وبدأ توالي لوحات العرض الرائع،ففرش بساط أبيض من الورق بطول نحو 50 مترا ويزن 800 كلغ على أرض الملعب، قبل أن يبدأ نحو 10 أشخاص بحركات راقصة عليه راسمين بأقدامهم لوحة فنية رائعة تمثل الأرض والشمس، في لوحة ترمز إلى فن الطباعة والرسم اللذين تميز يهما الصينيون منذ القدموتحديدا منذ 1500 عام، كما يجسد اختراع الصين القديمة للورق وهو ما ساعد في تطورالثقافات البشرية بسرعة كبيرة. و ظهرت لوحات أخرى أيضا أبرزها واحدة أطلق عليهاتسمية »طريق الحرير« وترمز إلى الطريق البحرية التي تربط الصين بباقي دول العالم،وكيفية نقل الحرير في الصين القديمة ليس فقط إلى الدول المجاورة بل إلى سائر أنحاءالعالم. وكان العالم الجغرافي الألماني فرديناند فون ريختهوفن أطلق على الطريق البحرية المؤدية إلى الصين اسم »طريق الحرير« في القرن التاسع عشر وما زالت التسمية مستمرة حتى أيامنا هذه. وكما هو التقليد في الألعاب الاولمبية، كانت اليونان التي تعتبر مهد الألعاب واستضافت آخر نسخة من الألعاب قبل أربع سنوات، أول الدول في الدخول إلى أرض الملعب. وكان اليمن أول الدول العربية التي تدخل، فيما كان المغرب آخرها وذلك بحسب الأبجدية الصينية. وقوبل دخول الوفد العراقي المشارك إلى أرض الملعب بوابل من التصفيق من الجمهور الغفير. وبعد الانتهاء من استعراض الدول المشاركة، توجه روغ ورئيس اللجنة المنظمة إلى وسط الملعب حيث ألقى الأخير كلمة مقتضبة، قبل أن يعلن الرئيس الصيني رسميا من المنصة الرسمية افتتاح الألعاب رسميا. وإثر الإعلان عن بدء الألعاب، تُلي النشيد الاولمبي بواسطة بعض الأطفال الصغار، ثم القسم الاولمبي، قبل إطلاق سرب غفير من حمامات السلام. وجاءت اللحظة الأكثر تشويقافي حفل الافتتاح لدى إيقاد الشعلة الاولمبية بواسطة بطل الجمباز الاولمبي السابق لينينغ.
إحصائيات
ـ 4 مليارات: عدد متابعي الحدث عبر شاشات التلفزة حول العالم.
ـ179400 :عدد زجاجات المشروبات المباعة في الملعب.
ـ 91000 :عدد المقاعد في الملعب.
ـ 60207: عدد البطاقات التي بيعت.
ـ 45000: طن من الحديد لبناء الملعب.
ـ21880 :عدد الأشخاص حول العالم الذين حملوا الشعلة إلى بكين.
ـ 15153 : نوعاًمختلفاً من الألبسة التي استعلمت في حفل الافتتاح.