المحامي ليث هاشم وردة مشرف المنتدى القانوني
عدد الرسائل : 1590 العمر : 45 Localisation : إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم. وصية نابليون لكليبر تاريخ التسجيل : 11/05/2008
| موضوع: اليوم العالمي للتطهير (2) الثلاثاء سبتمبر 09, 2008 11:25 am | |
| حدثنا الخطيب المفوه، الفقيه، النحوي، الصرفي، البليغ، ابنُ بَدْلَوَيهِ (كثر محبوه، وقل شانئوه، ولا فض فوه) عن لمة خطابية أقيمت في قاعةٍ بأحد الفنادق الفخمة مكيفةٍ بالبارد والساخن، وكان عدد الخطباء الذين كتبوا خطاباتهم في البيت، وشكلوها، ونقحوها، ورزموها، كبيراً، وكان الجمهور قليلاً، وسبب قلته يومذاك أن الطقس في الخارج كان لطيفاً، فخرج الناس ليشموا رائحة الطبيعة الزكية، فلو كان الطقس قارساً أو لاهباً لوجدوا "النومة" في القاعة المكيفة أحسن وأطيب! المهم في الموضوع- ونحن، كما ترون، ليس لدينا شيء (مهم)، وليس لدينا (موضوع) أصلاً- المهم.. أن أحد الخطباء، حينما أتى دوره، سعل، وتنحنح، وعَزَّل، مما أوحى للحاضرين أنه سوف يقول ويطول، وسوف يتسارع، يعني، بلغة الشوفيرية، (بدو يلنِّص)، وهذا ما كان بالفعل، "الزلمة لنَّص" على الآخر، وهو يتحدث عن مشاريع الإصلاح، والتطوير، والتحديث، ومحاربة الفساد، والصمود والتصدي، والثوابت القومية والوطنية، وختم خطبته بالحديث عن التطهير، فقال، من جملة ما قال: -سنطهر فلسطين والقدس ومرتفعات الجولان ومزارع شبعا من رجز الصهاينة، وسنطهر الضفة الغربية وقطاع غزة من المستوطنات، وسنطهر مجتمعنا من الرجعية والانتهازية والطابور الخامس وأذناب الاستعمار، ومن منتديات الحوار التي وجدت لتخلق البلبلة في صفوق شعبنا الذي يمتاز بلحمته الوطنية، ومن المواقع الإلكترونية المغرضة، ومن جماعة المجتمع المدني الذين يريدون تسليم البلاد لقمة سائغة إلى المستعمرين، وسنطهر.. وكان بين الجمهور سيدة لطيفة، تحب الخطابات على نحو لم يسبق له مثيل، بدليل أنها كانت حاضرة، رغم أنها نفسى، وفي حضنها صبي رضيع يفتح العين من العمى.. وقد تجاوبت تلك السيدة إلى أبعد الحدود مع نوايا الخطيب المتعلقة بالتطهير، حتى إنها صفقت له وزغردت، قبل أن ينهي جملته، ثم فكت (حفاض) الولد وقالت له: -الله يخليك ويسترك يا أخي، طهر لي هالولد بطريقك! فضحك الجمهور ضحكاً صافياً مديداً، وأراد أحد المعجبين بالخطيب (المطهِّر) أن يخفف عنه الحرج الذي سببته له المرأة النفسى، وأن يتملقه عسى أن ينتفع منه في المستقبل، فأخذ منه الميكروفون، دون استئذان، وقال مخاطباً الجمهور: - أيها الأخوة المواطنون، إن هذا التصرف الأحمق، من قبل هذه المرأة الرعناء، يدل على جهل وتخلف وقلة إيمان بالثوابت القومية.. فما كان من الخطيب إلا أن أحنى رأسه متواضعاً، وقال للرجل: -دعها يا أخي، فهي امرأة من الرعية، ومهما كان لا يجوز أن نكسر خاطرها.. ووقتها حصل الشيء الذي لم يكن على البال ولا على الخاطر، الشيء الذي جعل الجو في القاعة يتكهرب إلى أبعد الحدود، ذلك أن أحد الحاضرين وقف، وقال للخطيب: -من كل عقلك يا رفيق عادد حالك راعي، وعاددنا نحنا رعايا؟ قال الخطيب بطريقة تهكمية عدوانية: -هذا إذا لم يكن لدى حضرتك مانع يا أفندي! فقال الرجل: اسمع يا رفيق، بودي أحكي لك قصة تعجبك وتطربك وتخليك تعد للألف قبلما تستصغرنا نحن المواطنين بعينك. أنا من كم يوم خرجت إلى البراري بقصد أن أتمشى وأتريض، فرأيت سبعة فتية، هم أبناء جاري في الحارة، يرعون سخلة، استوقفتهم وسألتهم: -ماذا تفعلون هنا يا عين عمكم؟ فقال كبيرهم: إننا نرعى السخلة. قلت: كلكم؟ قال: أي نعم، كلنا. وشرح لي أن كثرة العدد تفيد في تطويق السخلة وإيقاعها في كمين فيما لو خطر ببالها أن تهرب. قلت لنفسي: والله شيء جميل، والاحتياط واجب. وحينما عدت إلى البيت، مساء، سمعت بكاء فجائعياً ينبعث من منزل جاري، فخطر لي أن أقرع الباب، لأرى ما يحصل في داخله، قرعته وانتظرت وإذا بجاري قد لف حزام حزام بنطلونه على يده، وشرع يجلد أولاده السبعة جلداً مبرحاً، سألته عن السبب فقال لي: -هل تدري ما فعله هؤلاء العكاريت؟ لقد أضاعوا السخلة!
خطيب بدلة
...............................
ربما تطفئ في ليلي شعله ربما أحرم من أمي قبله ربما يشتم شعبي وأبي، طفل، وطفله ربما تغنم من ناطور أحلامي غفلة ربما ترفع من حولي جداراً وجداراً وجدار ربما تصلب أيامي على رؤيا مذله يا عدو الشمس.. لكن.. لن أساوم وإلى آخر نبض في عروقي.. سأقاوم
| |
|