كثيراً ما نسمع في الأيام الأولى من التحاق الطفل بالمدرسة الصراخوالرفض من قبل أطفالنا للتعبير عن عدم محبتهم للمدرسة .
وهذا شيء طبيعي لأنهذه المرحلة مهمة جداً في حياة الطفل فهذه هي المرة الأولى التي ينفصل فيها عن أمه وأسرته ومنزله
وهي أيضاً المرة الأولى التي سيقضي ساعات ستكون طويلة جداً بعيداً عن جوهاا لدافئ لهذا فهو يحس بالغربة وحيداً في جو غريب وتشبه هذه اللحظة لحظة ولادته وخروجه من عالمه الدافئ في رحم أمه إلى عالم جديد غريب وتتشابه الصرختان للدلالةعلى الرفض وقد يدوم هذا الرفض والصراخ عدة أيام أو ربما أسابيع قليلة .
بعدها ينخرط الطفل في جو المدرسة ويعتاد عليه ليصبح ذهابه إلى المدرسة واقعاً يومياً يعيشه , وذلك من خلال تشجيعه ورفع معنوياته من خلال كلمات الإطراء والترغيب ولا بأس من هدية صغيرة وبسيطة من معلمة الصف يفرح بها الطفل فرحاً عظيماً , أما إذا بقي الطفل يكره المدرسة ويرفض الذهاب لمدة طويلة فهذا يعني بأن هناك عدة أسباب 0 يقول علماء النفس بأن كره المدرسة وبالتالي الفشل الدراسي يعود إلى أمور عديدة ليس لها علاقة بشخصيةالطفل بل بالإكراه على الذهاب إلى المدرسة وإتباع أساليب الترهيب والصراخ والضغط وبذلك تؤدي بالفعل إلى ترك المدرسة وعدم إكمال مسيرة التعليم ويفشل دراسياًوبالتالي سيفتقر الطفل إلى الخبرات المنظمة والهادفة لنموه من قبل مؤسسة مسؤولة وضعت لتنشئته وهي “ المدرسة “ وخروج الطفل عن التعليم يجعله هدفاً لعوامل اجتماعية سلبية منها رفاق السوء والمنهاج المدرسي غير المشوق والتركيز على الجانب المعرفي والابتعاد عن الجانب العاطفي والمرغب للطفل كذلك المدرس نفسه أحياناً يكون لهالتأثير الكبير ففعالية المعلم بالإضافة إلى شخصيته يجب أن تكون محببة لدى الطفل المتعلم ....
ومكان الدراسة أو حجرة الدراسة التي يجب أن تتوفر فيها أشياء محببة للعلم . كل هذه الأسباب تؤدي بالطفل إلى عدم إكمال مسيرة تعليمه وكرهه الشديد للمدرسة سيتزايد إذا لم نستدرك ذلك والعلاج يتم بأن يكون المنهاج الدراسي متفقاً مع طبيعة الطفل وحاجاته وان تعمل المدرسة على تقديم المعلومات بطريقة محببة تتناسب معاستيعاب الطفل ورغباته وأن تكون بيئة المدرسة وظروفها غنية بالنشاطات المختلفة والمهارات الحياتية ووسائل الإيضاح التي تجعل من المدرسة شيئاً محبباً ومرغوباً منقبل الطفل ودور الأسرة يتضح عندما تهتم بالطفل وتعرف قدراته وتكشف مواهبه من خلال التفاعل الحر المباشر والملاحظة من جانب الأبوين فبدلاً من الصراخ وإجبار الطفل علىالذهاب يمكننا سؤاله عن سبب عدم ذهابه وعدم رغبته في المدرسة ويمكن للأسرة ملاحظة سلوك الطفل اليومي واستجابته للمؤثرات الخارجية لمعرفة مواهبه في نواح مهنية واستغلالها ومساعدة الطفل على تنمية قدراته داخل الفصل الدراسي ( من خلال حبه أورغبته في شيء معين كالرسم – الموسيقى-الغناء .... الخ ) والتركيز على الناحية التي يحبها الطفل أو يبرز فيها بالإضافة إلى شخصية المدرس ومدى تقبل الطفل لهذه الشخصية ومدى محبته لها فمنها سيتلقى الطفل المعلومات والخبرات التي تلعب دوراً رئيسياًوهاماً باقياً في حياته وشخصيته المقبلة .
وهكذا يمكننا القول بأن هناك رابطة دائمةلا تغفل في العملية التربوية والتعليمية بين البيت والمدرسة فالمدرسة تنمي الفكروالاتجاهات والثقافة لدى الطفل والبيت ينمي القيم والعادات والسلوك والتصرفالإنساني وبهذه المقومات تكتمل شخصية
الطفل 0
منقوووووول