نوح شخصية ورد ذكرها في الكتب المقدسة لأتباع الديانات اليهودية و المسيحية و الإسلام بالإضافة إلى ورود ذكر شخصية مشابهة لنوح في أساطير بلاد الرافدين. الإعتقاد السائد حسب هذه الديانات هو أن نوح كان شخصية تاريخية حقيقية وكان الحفيد التاسع أو العاشر لآدم وإنه كان الأب الثاني للبشرية بعد نجاته ومن معه من الطوفان العظيم الذي، وحسب المعتقدات الدينية و الأساطير السومرية وعرف بإسم زيوسودرا ، قد أباد البشرية جميعا بإستثناء الذين نجوا من الطوفان لإستعمالهم سفينة عملاقة إشتهرت بأسم سفينة نوح.
إستنادا على الموسوعة الكاثوليكية فإن والد نوح لاميخ أطلق عليه هذا الإسم لقناعته بأن نوح سوف يخلص البشرية من العقوبة التي أنزلها الخالق الأعظم على آدم و يوصل الإنسانية إلى حالة من الطمأنينة و الأستراحة وهناك ايضا قصص مشابهة في الأساطير اليونانية القديمة تتحدث عن شخص يدعى ديوكاليون قام بإنقاذ ذريته ومجموعة من الحيوانات من الطوفان بواسطة سفينة وهناك أساطير من أيرلندا عن ملكة أبحرت في سفينة مع مجموعة لمدة 7 سنوات ليتجنبوا الغرق نتيجة الطوفان الذي عم أيرلندا
إستنادا إلى معظم المؤرخين و الأكاديميين في مجال اللغات فإن التوراة التي يعتبر أقدم كتاب ديني ذكر قصة نوح هو في الحقيقة عبارة عن مجموعة من المخطوطات كتبت من قبل العديد من الكتاب وليس من كاتب واحد أو مصدر واحد وإنها على الأغلب قد جمعت في القرن الخامس قبل الميلاد
ونتيجة الإختلاف في المصادر فإن التوراة يظهر شخصيتين متناقضتين لنوح فتارة نرى نوح كرجل زاهد قريبا من "الخالق الأعظم" الذي إختاره ليخلص البشرية من الدمار وتارة أخرى نرى التوراة يصف نوح كأول فلاح في البشرية وكان أول صانع للنبيذ ويرى بعض المحللين إن هذا التناقض في وصف الشخصية قد يكون معناه انه ربما حدث خطأ اثناء نقل الروايات وإن بطل قصة الطوفان قد يكون جد نوح وإسمه بالعبرية أينوخ وبالعربية إدريس وإن هناك إحتمالا ان التشابه في العبرية بين إسمي نوح و آينوخ قد يكون سببا رئيسيا في هذا التناقض
تشير الأبحاث الجيولوجية وإستنادا إلى دراسة المتحجرات و طبقات علم الأرض إن هناك دلائل على حدوث فيضان في منطقة الشرق الأوسط في العصور القديمة ولكن الأبحاث لم تؤكد المعتقد الديني السائد إن الطوفان المذكور قد شمل جميع أصقاع الأرض
وتشير دراسات من جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة إن البحر الأسود كان عبارة عن بحيرة في العصر الجليدي وإن درجة حرارة الأرض بدأت بالارتفاع قبل حوالي 12,000 عاما وبدات الكتل الجليدية بالذوبان وإنه قبل مايقارب 7000 عاما حدث إمتداد لمياه البحر المتوسط وحدث طوفان بإتجاه تركيا وكانت قوة الطوفان معادلة لما يقارب 200 مرة قوة شلالات نياجارا
تشير دراسة المتحجرات إلى حدوث سلسلة من الفيضانات بين عامي 2000 إلى 4000 قبل الميلاد في ما كانت تسمى سابقا بلاد ما بين النهرين و التي كانت تشمل الأرض الواقعة بين نهري دجلة و الفرات بما في ضمنها اراضي تقع الآن في سوريا و تركيا و العراق وانه من المحتمل جدا ان يكون قصة الطوفان قد نشأت من إحدى هذه الفيضانات وتركت أثار واضحة في كتابات و أساطير و معتقدات هذه المنطقة في الشرق الأوسط
مقالة رئيسية: ملحمة جلجامش
يعتبر ملحمة جلجامش السومرية التي تم إكتشاف ألواحها الطينية عام 1853 من قبل البعض أول نص من الناحية التأريخية يذكر فيها قصة الطوفان حيث يحاول الملك جلجامش الوصول إلى سر الخلود عن طريق الانسان الوحيد الذي وصل إلى تحقيق الخلود وكان اسمه أوتنابشتم أو أتراحاسيس والذي يعتبره البعض مشابها جدا أن لم يكن مطابقا لشخصية نوح في الأديان اليهودية و المسيحية و الإسلام. وعندما يجد جلجامش أوتنابشتم يبدأ الأخير بسرد قصة الطوفان العظيم الذي حدث بامر الآلهة وقصة الطوفان هنا شبيهة جدا بقصة طوفان نوح, وقد نجى من الطوفان أوتنابشتم وزوجته فقط وقررت الآلهة منحهم الخلود