سئمتك أيها الشعر ، أيها الجيفةُ الخالده |
لبنان يحترق |
يثب كفرس جريحة عند مدخلِ الصحراء |
وأنا أبحثُ عن فتاة سمينه |
أحتكُّ بها في الحافله |
عن رجلٍ عربي الملامح ، أصرعه في مكانٍ ما . |
بلادي تنهار |
ترتجفُ عاريةً كأنثى الشبل |
وأنا أبحث عن ركنٍ منعزل |
وقرويةٍ يائسة ، أغرّر بها . |
. . . |
يا ربة الشعر |
أيتها الداخلةُ إلى قلبي كطعنة السكين |
عندما أفكر ، بأنني أتغزَّل بفتاة مجهوله |
ببلادٍ خرساء |
تأكلُ وتضاجعُ من أذنيها |
أستطيع أن أضحك ، حتى يسيل الدم من شفتيَّ |
أنا الزهرة المحاربه ، |
والنسرُ الذي يضرب فريسته بلا شفقه . |
. . . |
أيها العرب ، يا جبالاً من الطحين واللذَّه |
يا حقول الرصاص الأعمى |
تريدون قصيدةً عن فلسطين ، |
عن الفتحِ والدماء ؟ |
أنا رجلٌ غريبٌ لي نهدان من المطر |
وفي عينيَّ البليدتين |
أربعةُ شعوبٍ جريحة ، تبحث عن موتاها . |
كنت جائعاً |
وأسمع موسيقى حزينه |
وأتقلب في فراشي كدودة القز |
عندما اندلعتْ الشرارة الأولى . |
. . . |
أيتها الصحراء ... إنك تكذبين |
لمن هذه القبضةُ الأرجوانيه |
والزهرةُ المضمومةُ تحت الجسر ، |
لمن هذه القبورُ المنكّسة تحت النجوم |
هذه الرمالُ التي تعطينا |
في كل عام سجناً أو قصيده ؟ |
عاد البارحةَ ذلك البطل الرقيق الشفتين |
ترافقه الريحُ والمدافع الحزينه |
ومهمازه الطويل ، يلمع كخنجرين عاريين |
أعطوه شيخاً أو ساقطه |
أعطوه هذه النجوم والرمال اليهوديه . |
. . . |
هنا .. |
في منتصف الجبين |
حيث مئاتُ الكلمات تحتضر |
أريد رصاصةَ الخلاص |
يا إخوتي |
لقد نسيت حتى ملامحكم |
أيتها العيونُ المثيرة للشهوة |
أيها الله ... |
أربع قاراتٍ جريحة بين نهديّ |
كنت أفكر بأنني سأكتسح العالم |
بعيني الزرقاوين ، ونظراتي الشاعره . |
. . . |
لبنان .. يا امرأةً بيضاء تحت المياه |
يا جبالاً من النهود والأظافر |
إصرخْ أيها الأبكم |
وارفعْ ذراعك عالياً |
حتى ينفجر الابط ، واتبعني |
أنا السفينةُ الفارغه |
والريحُ المسقوفة بالأجراس |
على وجوه الأمهات والسبايا |
على رفات القوافي والأوزان |
سأطلق نوافير العسل |
سأكتب عن شجرةٍ أو حذاء |
عن وردة أو غلام |
ارحلْ أيها الشقاء |
أيها الطفلُ الأحدبُ الجميل |
أصابعي طويلة كالإبر |
وعيناي فارسان جريحان |
لا أشعارَ بعد اليوم |
إذا صرعوك يا لبنان |
وانتهت ليالي الشعر والتسكع |
سأطلقُ الرصاص على حنجرتي . |