أي أن محكمة الاستئناف ، وكما يستخلص من حكمها ، قد اعتبرت الإنترنت ضرورة علمية من ضروريات الحياة ، وليست مجرد رفاهية أو مصدراً من مصادر التسلية فقط . فالناس بإمكانهم أن يحصلوا على المعلومات وأن يتراسلوا فيما بينهم بدون استخدام الإنترنت . غير ان ذلك سيشكل عائقاً وصعوبة لهم ، وسيؤدي منعهم من استخدامها إلى حرمانهم وعزلهم من مصدر هامٍ من مصادر المعلومات والتواصل مع الآخرين ، وإن هذا الحرمان كما ارتأت المحكمة يضر بهؤلاء المجرمين بالمجتمع أكثر من نفعه ، إذ أن عزلهم سيؤدي إلى تأخير عملية إصطلاحهم وإعادة تأهيلهم ، أي أن المنع من استخدام الإنترنت كعقوبة ، يعتبر إجراء قاسياً وشديداً ، ومن الممكن اعتباره مخالفاً لحقوق الإنسان .
إن الحكم المذكور يطرح على بالنا تساؤلاً مجرماً عن استخدام الإنترنت ، على الرغم من أنه استخدمها كوسيلة لارتكاب جريمته ، لأن ذلك يعتبر مخالفاً لحقوق الإنسان . فكيف الأمر بمجتمعات كاملة وطبقات إجتماعية معزولة كلياً عن استخداماتها وفوائدها ! إن هذا الحكم يعيد طرح مشكلة الفجوة الرقمية التي تتواجد بين أولئك المتصلين بالإنترنت ، والذين غالبيتهم من الأغناء ، وغير المتصلين بها ، وغالبيتهم من الفقراء . فهل يمكن أن نقبل عزل هؤلاء عن الإنترنت وحرمانهم منها لمجرد ارتكابهم جريمة الفقر ! إن المشكلة تتزايد يوماً بعد يوم ، وتتفاقم آثارها بازياد عدد الخدمات المقدمة عبر الإنترنت ، واتساع وتنوع مجالات استخداماتها . فهل يمكننا أن نتخيل كم سيصبح ضرورياً اتصالنا بالإنترنت بعد خمس سنوات من اليوم مثلاً
--- الطائر الفينيقي --- عضو بلاتيني
عدد الرسائل : 2838 تاريخ التسجيل : 23/08/2008
موضوع: رد: ضرورة الانترنت الأحد أكتوبر 05, 2008 7:24 am