المحامي ناصر محمد الماغوط: كلنا مدعوون للمساهمة بالكلمة الحرة والمسؤولية لدعم مسيرة الإصلاح والتطوير
ماذا يعني لكم الاستفتاء والتصويت لولاية دستورية جديدة للسيد الرئيس بشار الأسد..؟
« إن كلمة نعم، التي سيقولها شعبنا في الاستفتاء القادم لولاية دستورية ثانية للسيد الرئيس الدكتور بشار الأسد، تعني نعم للاستمرار في مسيرة الإصلاح بكافة نواحي الحياة: نعم للتحديث والتطوير، نعم لمحاربة الفساد والمفسدين، نعم للانفتاح وإعطاء فرص متساوية للمواطنين في كافة نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
لهذه الأسباب، سنقول نعم للسيد الرئيس لأن ما لمسناه من صدق وجدية في مسيرة سيادته لتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي لشعبنا وبلدنا يجعلنا نتفاءل بمستقبل أفضل. وللأمانة فإن هذه المسيرة تأتي استمرارا للمسيرة التي بدأها القائد الخالد حافظ الأسد الذي كان مدرسة في الوطنية والقومية، ومنها تخرج القائد الدكتور بشار الأسد.
طبعا، مازال أمامنا الكثير، وشعبنا بانتظار المزيد، خصوصا على الصعيد الاقتصادي. إن بلدنا غني جدا بكل المقاييس والاعتبارات، ويجب أن ينعكس هذا الغنى وهذا التنوع بشكل إيجابي على شعبنا، وبقدر ما تتقدم مسيرة الإصلاح ومحاربة الهدر والفساد بقدر ما يعود ذلك إيجابا على أوضاعنا الاقتصادية. لذلك يجب أن نكون جميعا صفا واحدا خلف سيادته للإسراع في مسيرة الإصلاح وما تتطلبه من تحديث وتطوير ستؤدي حتما في النهاية إلى انعكاس إيجابي على الحياة الاقتصادية في مجتمعنا. في الحقيقة كل من يظن بأن مسيرة التحديث والتطوير لها بداية ونهاية فهو لا يعرف شيئا على الإطلاق. مسيرة التحديث والتطوير عملية مستمرة ونهج متواصل وأهدافها بعيدة جدا، غايتها الوصول بسورية إلى المرحلة اللائقة بها وبشعبها. سورية هي التي علمت البشرية والإنسانية الأبجدية الأولى، وهي التي تمتاز بتنوع في مختلف المجالات، في الجغرافيا والسكان والنبات، كل ما تتمتع به سورية من تنوع يمثل مصدر غنى لها يجب أن تستفيد منه ولا يمكن أن نسمح لأعدائنا أن يستغلوا هذا التنوع ليكون مصدر قلق.
كيف تنظرون الى إنجازات المرحلة السابقة خصوصاً على صعيد الإصلاح الإداري وإصدار المراسيم؟
« إن الإنجازات السابقة ملموسة ومحسوسة، والقادم أهم وأغنى. وقد صدر الكثير من المراسيم في المرحلة السابقة شكلت لبنة أساسية في عملية الإصلاح القائمة. ونحن بانتظار الكثير من المراسيم في المرحلة القادمة التي تكفل المزيد من التحسن بشكل عام لبلدنا. وكوني أتحدث إلى صحيفة من الصحف الحكومية شبه الرسمية أود أن أؤكد على دور الإعلام في دعم مسيرة الإصلاح. إن السقف في بلادنا مرتفع، والمطلوب من المفكرين والشرفاء أن يساهموا في مسيرة الإصلاح من خلال لفت نظر الحكومة إلى مواقع الخلل ليتم تداركها إن كان من خلال العمل مباشرة عن طريق قرارات إدارية أو إن كان الموضوع يستلزم صدور قوانين أو مراسيم تشريعية. المهم أن يقوم الناس المفكرون والشرفاء والكتاب بلفت النظر إلى كل ما يرون أن من الممكن إصلاحه وتعديله وتحسين مستوى الأداء فيه، وأنا واثق بأن الحكومة ترحب بذلك، خصوصا أن السيد الرئيس ذاته متقدم على الشارع في الجرأة وهو حريص على الارتقاء بمستوى المواطنين الاقتصادي وعلى تحسين صورة بلدنا لأن هذا مصدر فخر واعتزاز لسيادته بالبلد الذي يقوده والشعب الذي يدعمه وللأمة العربية التي هو منها.
لهذه الأسباب كلنا مدعوون للمساهمة بالكلمة الحرة والمسؤولة لدعم مسيرة الإصلاح والبناء.
من خلال كلمة السيد الرئيس بشار الأسد في افتتاح مجلس الشعب، ما هي رؤيتكم للمهام التاريخية التي حدّدها في خطابه؟
« لقد تشرفت مؤخرا بحضور حفل افتتاح مجلس الشعب في دورته التاسعة حيث ألقى سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد كلمته الهامة والتاريخية التي عبر فيها على أن ما قام به مجلس الشعب في الدورة السابقة هام، وأردف قائلا بالحرف الواحد بـ: »إننا نتطلع إلى تحقيق المزيد من الإنجازات في هذا المجال... لكي نقترب أكثر فأكثر من طموحاتنا... لاسيما أن طريق التطوير الطويلة تزداد طولا كلما تسارع إيقاع التقدم في العالم ومعها يصبح الطموح أكبر في كل يوم وهو ما يحتاج إلى المزيد من العمل الجاد والعطاء المتواصل. ونأمل أن يؤدى مجلس الشعب دورا أكثر اتساعا في المرحلة القادمة سواء في مجال تقديم الأفكار... أم في مجال ممارسة الدور الرقابي على المؤسسات التنفيذية وتعزيز العمل المؤسسي في أدائنا وثقافتنا الاجتماعية وكذلك وضع الآليات المناسبة لتجاوز الحالات السلبية فى أداء أجهزة الدولة ومكافحة مظاهر الخلل والفساد التي يمكن أن تظهر وردع المتجاوزين على مصالح الشعب ومحاسبة المقصرين في تلبية احتياجات المواطنين. كما يتعين علينا في المرحلة المقبلة إعطاء الأولوية فى توجهاتنا ومحاور عملنا للشرائح الأوسع من جماهيرنا التي تشكل العماد الأساسي لمجتمعنا والسند الرئيسي في صمودنا كالعمال والفلاحين وصغار الكسبة الذين يعتبر تحسين أوضاعهم والحفاظ على مصالحهم وتعزيز مكتسباتهم الأساس الحقيقي للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي».
لقد لخص السيد الرئيس في هذه الفقرة من خطابه التاريخي بكلام رائع وبليغ وواضح وضوحا لا لبس فيه من أن الدور المنتظر من مجلس الشعب هو أكبر بكثير مما يقوم به حتى الآن. السيد الرئيس يريد مجلسا فاعلا يتمتع بالسلطة الحقيقية والكاملة كسلطة تشريعية لديها السلطات الدستورية التي تصل لمساءلة كل السلطات الأخرى الموجودة في الدولة لأن هذه السلطة منتخبة مباشرة من قبل الشعب. والشعب هو الذي منحها الثقة وهو الذي يأمل منها أن تبادله هذه الثقة بالكثير من العمل. للأمانة، قدم المجلس الكثير، لكن ما ننتظره منه هو الأكثر والمزيد ، لأن شعبنا يستحق ذلك.