فرح شيت مشرف عام
عدد الرسائل : 2380 العمر : 40 Localisation : syria - Salamieh زهرة البنفسج قلبي تاريخ التسجيل : 02/08/2007
| موضوع: الخلل في عمل الغدة الدرقية : الأربعاء أكتوبر 01, 2008 4:30 am | |
| الإ
جهاد السريع ، الأرق ، تراجع النشاط الجنسي ، هذه الأعراض ليست دائماً مجرد مؤشرات للحياة العصرية السيئة . وعند العديد من النساء ، تقع الملامة على عدم توازن نشاط الغدة الدرقية الذي يظهر بعدة أشكال فيزيولوجية ونفسية ، وفي أسوء الحالات قد يتطور ليطال نظام عمل الجسم بأكمله ، خصوصاً وأن تشخيصه يأتي متأخراً .
يربط معظمنا بين الغدة الدرقية وأمر واحد هو البدانة ، ونحن نتذكر طبعاً عبارة أشكو من السمنة . إنها الغدد . حسناً ، قد يكون ذلك صحيحاً ، لكن مضاعفات سوء عمل الغدة الدرقية هي أبعد من ذلك بكثير وأكثر خطورة ، فهي ليست مجرد خلل فيزيائي لكنها اختلال معقد يصيب الجسم بأكمله والدماغ ايضاً .
وإذا ألقينا على ما تقوم به هذه الغدة الصغيرة الواقعة في مقدمة العنق نرى أنها تنظم عمليات تمثيل الطعام في الجسم Metablism بما في ذلك الحرارة والشهية والوزن والجنس والخصوبة والوظائف العصبية والمزاج والإنفعال . فلا عجب إذاً من أن يؤدي خللها إلى إحداث فوضى عارمة في الجسم بأكمله . وهناك نوعان من الخلل في نشاطها : إفراط النشاط أو Hyperthyrodism أو النقص Underactic .
يصبح المصاب بإفراط نشاط الغدة الدرقية قلقاً ، منفعلاً ، سريع الغضب ، ويجد صعوبة في التركيز ، وفي النوم ، كما يظهر حساسية مفرطة للحرارة ويعاني من خسارة الوزن . أما النقص في نشاطها فيؤدي إلى عكس هذه الأعراض ، فيصاب المرء بالإحباط والانهيار العصبي ويعاني من سوء الذاكرة ويشعر بالبرد الشديد وجفاف مؤلم في البشرة ، بالإضافة إلى زيادة في الوزن مهما كانت الحمية القاسية التي يتبعها
عندما يكون الخلل حاداً يسهل تشخيص الحالة ، ولكن المشكلة تبدأ عندما تكون معدلات النشاط على الحافة . وحتى عندما ينجح الطبيب الأخصائي في تشخيص هذا النوع من الحالات ، فإن الصعوبة تكمن ايضاً في تنظيم معدل النشاط خصوصاً في حالات نقص نشاط الغدة الدرقية
حتى وقت قريب ، اعتبر الأطباء في معظم الأحيان أن الإفراط في النشاط هو امر لا بدّ من التعايش معه ، لكنه شكل بالنسبة للعديدين مضاعفات لا يمكن تحملها .
الصعوبة الثالثة التي تواجه عدم التشخيص السريع تكمن في أن العديد من أعراض خلل نشاط الغدة الدرقية من تعب وإرهاق وإحباط وسمنة هي شائعة جداً ومشتركة تقريباً عند الجميع ، لذا لا عجب من أن يتجه الأطباء إلى تشخيص الأعراض بأنها نتيجة الإجهاد وضغوطات الحياة العصرية . وفي حين أنه ليس المطلوب عند الشعور بأي تعب الإسراع لإجراء تحليل لنشاط الغدة ، فإنه من الضروري الاطلاع على كل مضاعفات الخلل ، خصوصاً وأن المشكلة يمكن حلها بحبة صغيرة يومياً . فما هي الأعراض والحلول بحسب ما روتها نساء أصبن بخلل حاد وعانين طويلاً ، قبل أن ينجح الطب في إيجاد التشخيص الصحيح لإصابتهن
بالنسبة لجوليات ( 26) ، كان الإغماء والقلق وتسارع دقات القلب من الأعراض التي لازمتها لوقت طويل ، منذ أن كانت في المرحلة الثانوية في عمر التاسعة عشرة ، حينما أغمي عليها لأول مرة على درج المدرسة . وعانت جوليات لوقت متواصل تقريباً من خفقان في القلب ورجفة وتعرق وصعوبة في التركيز وعدم القدرة على النوم لأكثر من ساعتين وخسارة في الوزن . وردّ طبيبها الأمر في حينه إلى الإجهاد من جراء الامتحانات . واستمرت على هذه الحال إلى أن لاحظت أمها تورماً في عنقها ، وكانت جدتها قد عانت من إفراط في الغدة الدرقية .
وجاءت نتائج تحليل نشاط الغدة إيجابياً ، فوصف لها الطبيب فوراً عقار الكاربيمازول Carbimazole بمعدل 4- ملليغراماً يومياً لمدة ستة أسابيع ثم تخفيضها بعد ذلك تدريجياً ، إلى أن عاد معدل إفراز الغدة الدرقية إلى طبيعته . إن نجاح العلاج في حالة جوليات ينطبق على 50 في المئة فقط من الحالات المشابهة ، لأن المشكلة العلاج مع عقار الكاربيمازول تكمن في أنه لا يمكن متابعته إلى ما لانهاية ، إذ يترافق العلاج الطويل الأمد مع أعراض جانبية سيئة وحادة مثل الأنيميا ( فقر الدم ) وإنخفاض مستوى الكريات البيضاء في الدم .
وتتابع جوليات الحديث عن تجربتها بالقول : بعد التوقف لمدة عن الدواء عادت الأعراض بشكل أسوأ ونصحني الأطباء بإجراء عملية استئصال للغدة ، وهذا يعني أنه يصبح لزاماً علي تناول عقار التيروكسين مدى الحياة – النموذج الاصطناعي لأحد الهورمونات التي تفرزها الغدة الدرقية – التحكم الكلي بمعدل الهورمون عوضاً عن التلاعب والبقاء في حدود المعدل ، إضافة إلى أنه لا يترافق مع الأعراض الجانبية السيئة لعقار الكاربيمازول .
لم تبل جوليات جيداً في امتحانات الثانوية وتقول إنها اعتقدت في بادىء الأمر أن ضغوطات الدراسة هي التي فاقمت الخلل في عمل الغدة الدرقية ، ولكن الأمر ليس صحيحاً ولا بد من وجود معلومات أكثر حول خلل هذه الغدة . لطالما كانت جوليات مليئة بالطاقة ومن الصعب عليها أن تعرف إن كانت حيويتها المفرطة جزءاً من طباعها أم هو أمر ناجم عن هورمونها ، لأنه يصعب التمييز أين ينتهي أحدهما ليبدأ الآخر . وتختم بأنها ظنت أن العملية ستؤدي إلى تحولها إلى شخص اكثر هدوءاً ، ولكن لسوء الحظ بقيت على طباعها الحادة . w
الحالة الثانية : النقص في عمل الغدة وارتباطه بالإنهيار العصبي
بالنسبة لسالي (45 عاماً ) فهي تعتقد أن الخلل في نشاط غدتها بدأ مع ولادة ابنتها التي تبلغ اليوم التاسعة ، لأنها بدأت منذ ذلك الحين تعاني من الأرق الشديد . ولكنها تتذكر أيضاً أنها كانت دائماً تشعر بالإرهاق غير الطبيعي في الوجه . w
تجاهلت سالي الأعراض إلى أن أصبحت حادة لدرجة لا تطاق ، فهي تشعر بالبرد الشديد حتى في أيام الصيف الحارة ، وتعاني من تنميل في أصابعها .
وقد اضطرها الألم المبرح في العضلات والمفاصل في الأيام السيئة إلى تناول الأدوية المسكنة من الـ Nurofen كل أربع ساعات . وتقول : بالنسبة لامرأة مثلي تمتهن الكتابة ، كان عدم القدرة على التركيز أمراً لا يطاق . وتتذكر أنها أصبحت سريعة الغضب وأن رموشها بدأت تتساقط ، بالإضافة إلى جفاف مؤلم وفي بشرتها وزيادة في الوزن لم تستطع التحكم بها على الرغم من الحمية القاسية . w
وتقول سالي إن كل هذه الأعراض كانت من الأعراض التقليدية لخلل الغدة الدرقية لكنها لم تكن تعلم ، وكانت تردّ حالتها إلى أسباب أخرى .وكذلك فعل أطباؤها . فبعد أن أظهرت تحاليل الدم ارتفاعاً في عدد الكريات البيضاء التي تشير عادة إلى التهاب ما ، وصف لها طبيبها المضادات الحيوية مع أنها لم تكن تعاني من أي التهاب ، الأمر الذي زاد حالتها سوءاً . كذلك كشفت التقارير أن النقص في عمل الغدة الدرقية كان قريباً إلى الحافة ولم يعطه الطبيب أية أهمية . وأحيلت إلى أخصائي في أمراض الروماتيزم لمعالجة التشنجات العضلية والآلام التي كانت تعاني منها . وعلى الرغم من اهتمامه وقلقه حيال تدّني عدد الكريات البيضاء ، فقد كان تشخيصه أن ذلك ناجم عن تناذر الإرهاق ما بعد الإصابة الفيروسية .
وقد بدلت سالي خلال عام واحد 5 أطباء ، اعتبروا جميعهم أن زيادة وزنها والإرهاق والاكتئاب سببها أنها عاملة ، وردوا الأمر كذلك إلى عمرها . w
وقد اقترح أحدهم أن لهذا العمر عدد من الأعراض الجانبية السيئة . وقام آخر بطلب تحليل لهورموناتها لمعرفة ما إذا كانت هذه الأعراض هي مؤشر إلى بلوغها المبكر لسن اليأس . وأخيراً وصفت لها طبيبة شابة عقار التيروكسين ، وجاءت النتائج مذهلة ، فاختفى التعب والاكتئاب وكذلك آلام المفاصل وعادت تقريباً إلى وزنها الطبيعي .
وتمنت سالي لو أن ذلك كان النهاية السعيدة ، ولكنها بعد وقت قليل بدأت تعاني من انهيار متوسط ووصف لها طبيبها مضادات الاكتئاب ، وكان يتم تحليل عمل الغدة الدرقية كل ثلاثة أشهر . وقد استقرت النتائج من منخفض إلى طبيعي ، لذا تخلت سالي عن إجراء التحليل لمدة ستة أشهر متتالية . ولاحظت بعدها أن حالتها تزداد سوءاً ، إلى أن دخلت يوماً المستشفى بشكل طارىء من جراء انهيار سريري حاد . وأول ما قام به المعالج النفسي كان إجراء تحليل دم تبين خلاله أن معدلات التيروكسين منخفضة جداً لدرجة جعلت كامل الجسم والعقل ينهار . وأطلعها المعالج أن هورمونات الغدة الدرقية تتحكم بالمزاج والانفعال ، وأحد هذه الهورمونات وهي الـ T3 تنظم نشاط السيروتونين المعروف بهورمون السعادة . w
وتقول سالي عن تجربتها إن الإنهيار السريري الحاد هو مرض أو إصابة مرعبة حقاً ، يصبح من المستحيل معها التفكير بأمر آخر سوى الانتحار والرغبة الجامحة بالموت . ومازالت سالي تتساءل عما كان مصيرها لو لم يهرع زوجها لأخذها إلى المستشفى ووضعها في العناية الفائقة تحت إشراف طبيب نفسي ماهر ومطلع على مضاعفات الغدة الدرقية . حتى الآن مازالت سالي تشعر بالذهول لما يمكن أن تترافق به مثل هذه الغدة الصغيرة من تأثير عميق وقوي على المزاج .
أعراض الإفراط في عمل الغدة الدرقية
- إرهاق دائم ، نقص في التنسيق ، نقص في الوضوح الذهني ، ازدياد عصبي واكتئاب ، الإحساس بالبرد الشديد حتى في الطقس الحار ، جفاف وكثافة في الجلد ، تقصف في الشعر وتساقطه خصوصاً في الرموش ، جفاف وحكاك شديد في العينين ، تشنج عضلي وآلام في اليدين وفي القدمين ، ، وزيادة في الوزن وعدم القدرة على خسارة الكيلوغرامات الزائدة برغم اعتماد حمية قاسية ، إمساك ، تبدلات في نظام الدورة الشهرية ، عدم القدرة على الحمل ، خفوت في النشاط الجنسي ، الشعور بالنعاس حتى بعد ثماني ساعات من النوم .
أعراض النقص في عمل الغدة الدرقية
تسارع دقات القلب ، الرجفان التعرق ، ضيق النفس ، أرق ، تأرجح في المزاج ، تورم في العنق ، التهابات في العينين ، خسارة في الوزن ، حساسية مفرطة تجاه الحرارة ، عطش متكرر ، ضعف وارتخاء في العضلات ، عدم انتظام الدورة الشهرية ، انخفاض في معدل الخصوبة .
إن كنت تعانين من عدد من هذه الأعراض ، عليك الطلب من طبيبك إجراء اختبار لنشاط غدتك . فالأعراض تكون حادة جداً وتظهر مجتمعة ، لذلك الشعور ببعض التعب لا يعني بالضرورة أنك تعانين من مشكلة في الغدة ، لذا لا داعي للقلق .
وإذا أظهرت النتائج نقصاً في عمل الغدة أوكان على الحافة ، قد يتمهل طبيبك في وصف التيروكسين . يجب مناقشة الأمر معه ، ويوصي بالإنتظار لمدة ثلاث أشهر . فإن ازدادت الحالة سوءاً عليك أن تصري على طبيب العائلة إما أن يصف لك التيروكسين أو يحيلك إلى أخصائي في الغدد والأمراض الداخلية .
| |
|
--- الطائر الفينيقي --- عضو بلاتيني
عدد الرسائل : 2838 تاريخ التسجيل : 23/08/2008
| موضوع: رد: الخلل في عمل الغدة الدرقية : الأحد أكتوبر 05, 2008 3:16 am | |
| شكرا ً فرح على المواضيع القيّمة
شكرا لاهتمامك وصدق كلامك | |
|