عاشق المصطفى عضو ذهبي
عدد الرسائل : 62 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 24/07/2008
| موضوع: ملاحظات سمو الآغا خان في ندوة جامعة إيفورا الأربعاء أكتوبر 01, 2008 6:25 pm | |
| بســـــــــــــــــــــــم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين لقد أعجبتني هذه الكلمةً للإمام الحاضر عليه السلام وأحببت أن أنقلها لكم لما فيها من فائدة و عظة وحلول للكثير من المشاكل التي تواجه العالم اليوم وهذا وإن دل فإنه يدل على مكانة الإمام العالمية والعالية كونه تطرق إلى مواضيع بعيدة عن الدين كما أنها تخص عامة الشرائح الاجتماعية وليس حصرا ً على الإسماعيلين فقط لذا أرجو قراءتها :
ملاحظات سمو الآغا خان في ندوة جامعة إيفورا : " المجتمع العالمي , أمن الإنسان وحقوقه في المجتمعات التعددية والسلمية " 12 شباط 2006 الرئيس سامبايو رئيس الجامعة مانويل باترشيو بروفسور أدريانو موريريا أصحاب السعادة والضيوف الكرام السيدات والسادة إنه لشرف عظيم أن أدعى اليوم لأخاطب هذا الحضور المحترم في موضوعات ذات صلة بالحاضر . يتحدث شعارنا عن المجتمعات التعددية و السلمية في آن واحد ـ إنه هدف هام , لكنه صعب الإدراك . حتى إن افضل جهودنا لدمج الاستقرار مع الحداثة كانت تتعثر باستمرار . هذه الإرباكات جاءت من التقنيات الجديدة ـ من منشورات الإنترنيت إلى الهندسة الوراثية . و الإرباكات الأخرى تنبع من الطبيعة ـ من تغير أنماط الطقس و تحول الفيروسات . و أخرى تظهر من التحولات الاجتماعية ـ أنماط من حياة أسرية جديدة ـ و هجرات الناس الضخمة. تذكرنا عناوين الصحافة يومياً بتنامي التوترات و الضغوطات : الاضطراب المدني في أماكن ثرية مثل فرنسا و استراليا , و ضحاية كارثة الإعصار في لويزيانا و الزلزال في كشمير , و استخدامات الطاقة النووية , والإحساس بالعجز وسط المعانات في أماكن مثل دارفور . لقد أصبح كوكبنا أكثر ازدحاماً و أصبحت موارده أقل وفرة . و تتسع الفجوة بين الفقير و الغني . و يصرخ الناس في كل مكان ضد هذه الشرور . و لكن التغيير, إذا جاء فإنه يأتي بطيئاً بشكل مؤسف , و يبدو أننا احياناً نتراجع إلى الخلف . يجب علي هنا أن أذكر عناوين صحف الأسبوع الماضي ـ التي ترسم الهوة الواسعة بين المجتمعات الإسلامية و المجتمعات الغربية . لم يكن المذنب هنا حملة عسكرية أو فشلاً دبلوماسياً و إنما هو قوة صور وسائل الإعلام .... الصور الكاريكاتورية النابية جداً.... و التي أساءت كثيراً الى مليار و أربعمائة مليون مسلم بمن فيهم أنا نفسي . السؤال الذي أطرحه ـ حينما أقرا كل هذه العناوين ـ هو الآتي : لماذا يعجز القادة السياسيون و المدنيون في الأمم الفقيرة و الغنية تطوير الرؤية و تجهيز الإرادة لمواجهة تحديات من هذا القبيل بفعالية أكبر؟ الأمر الذي يجعل هذا الإحساس مستحكماً و بشكل خاص مزعجاً هو أنه غالباً ما يمثل فشل الديمقراطية . كانت قناعة الناس المتنورين , لقرون عديدة , أن المجتمعات يمكن أن تصل إلى الإمساك بمشاكلها حين تصبح ديمقراطية . وقالوا بأن العائق الضخم أمام التقدم هو إصغاء الحكومات لقلة خاصة وليس لصوت الأكثرية . ويجادلون بأنه إذا استطعنا تسريع مسيرة الديمقراطية , عندئذ تأخذ مكانها أجندة (برنامج عمل) ديمقراطية حتما ً . لكنني لست متأكد أن تحليلا ً من هذا القبيل سيدوم طويلا ً . لقد شهدنا خلال نصف القرن الماضي موجات من الإصلاح الديمقرطي الظاهري ـ منذ اضمحلال الإستعمار في منتصف القرن العشرين وحتى سقوط الستار الحديدي وبرغم هذا التقدم الظاهري , كانت النتائج محبطة غالبا ً . قلما أستطيع أن أعد الحكومات المتنوعة التي زرتها خلال العقود الخمسة الماضية ولا أن أصنفها بشكل كامل فمن الصنف الإستبدادي جدا ً إلى الأكثر تشاركية . غالبا ً ما كانت الحكومات الأكثر ديمقراطية هي الأكثر مسؤولية وفعالية . ولكن هذا لم يكن صحيحا ً باستمرار ـ وقد وجدت هذا يتراجع في الفترة الأخيرة الماضية . والواقع , أن أربعين بالمئة من الحكومات الأعضاء في الأمم المتحدة تقريبا ً تصنف الآن باعتبارها " ديمقراطيات فاشلة " . لا يمضي التقدم والديمقرطية متضافرين معا ً ـ ويمكن وصف خطر فشل الحكومات غالبا ً بصفته " فشل الديمقراطية " . ينبع فشل الديمقراطيات أحيانا ً من عدم الأهلية التامة . ويطلب من الجماهير التعبير عن آرائها في قضايا تحيرها ( لعدم وضوحها ) . ويخفي المرشحون وجهات نظرهم ذاتها و يحرقون مواقف خصومهم . وينقل الصحفيون خطباً واهية و حقائق غير ذات أهمية قائمة خلف تلك الخطب . و يعين أناس لوظائف لايستطيعون القيام بأعبائها ـ ولكن قلما يحاسبون . يصبح الفساد طريقة حياة عند البعض . في أثناء ذلك , تخبر أجهزة الإعلام جماهيرها ما تريد معرفته و ليس ما يجب أن تعرفه .و ما يريده معظم الناس ليس الإطلاع بل التسلية . الإخفاقات شخصية و مؤسساتية . الأنظمة الديمقراطية تراوح بين الكثير من الزواجر و الضوابط ـ والقليل منها تفتقر البرلمانات غالباً و بالتحديد إلى الخبرة و بينة التعامل مع المشاكل المعقدة ـ وغالباً ماينحازون او يميلون للاحتفاظ بوجهة نظر متماسكة . لهذه الأسباب مجتمعة , غالباً ما تأخذ الديمقراطيات دائماً قرارات سيئة . و عندما تكون الديمقراطيات غير فعالة , فإن الجماهير النافرة ( من الديمقراطية ) تغرى بإتجاهات أخرى . كان من المتوقع أن تكون أمريكا اللاتينية هي المكان الوحيد حيث تتوسع الديمقراطية . و مع ذلك فإن تقرير برنامج الامم المتحدة للتطوير يذكر بأن 55% من سكان 18 دولة حيث أجري الاستطلاع يفضلون حكماً سلطوياً إذا جلب تقدماً اقتصادياً. وهكذا فإن تحدي القدرة الديمقراطية هو مشكلة عصرنا الرئيسية . والإستجابة لهذا التحدي يجب أن تكون هي إحدى دعواتنا المركزية . تحدي التجديد الديمقراطي يقترن إلى حد كبير بتطور آخر ذكر أيضا ً في شعار هذه الندوة . وأشير هنا إلى تكاثر سكان العالم السريع . أصبح العالم أكثر تعددية في الحقيقة ـ لكنه لا يجاري ذلك على مستوى الروح . والأنماط الإجتماعية العالمية لم تجار بعد بما أود تسميته "الأخلاق العالمية" . يختلط الناس ويمتزجون إلى حد لم يكن متصورا ً . تغير موجات الهجرة أنماط وألوان ومميزات المجتمعات المضيفة بثبات . يعيش حوالي 150 مليون مهاجر شرعي خارج حدود وطنهم الأم , إلى جانب ملايين هاجروا بشكل غير شرعي . ستستمر هذه النزاعات , لقد حلت العولمة القيد المتين بين الجماعات و الجغرافيا . يمكن أن تقوم الفرصة الإقتصادية ـ للأغنياء والفقراء على السواء ـ في بلاد بعيدة , يدخل نحو 45 مليون شاب سوق العمل في العالم النامي كل عام لكن ليس ثمة وظائف لجميعهم في بلادهم . وفي الوقت عينه تضيف الحرب الأهلية والصراع المدني لاجئيها إلى هذا الخليط . تجلب الهجرة النعم والمشاكل كليهما . ويعد المهاجرون ثلثي النمو السكاني في ثلاثين بلدا ً أعضاء في منظمة التعاون والتنمية الإقتصادية OECD , حيث قوة العمل المسنة تستدعي عمالا ً شبابا ً جددا ً .وفي هذه الأثناء , يرسل المهاجرون مبلغا ً يقارب 145 مليار دولار في النشاط الإقتصادي ـ وهذا يزيد عن مساعدات التطوير الأجنبي أو الإستثمارات الأجنبية . وفي الوقت نفسه , يمكن للجماعات المهاجرة أن ترهق بحدة الموارد الخاصة والعامة . ويمكن أن ينتج عن التنافس مع المواطنين الأصليين الأستياء والعداوة . أكثر من نصف المشاركين في إستطلاعات الرأي العام الأوروبي يحملون نظرة سلبية عن الهجرة . وما يدعى "صراع الحضارات" هو خطر محلي وعالمي أيضا ً . لكن لا يجب أن يكون الوضع كما هو الآن , ولم يكن كذلك دائما ً خلال مسيرة التاريخ . نعم كان الصراع الثقافي أحد الموضوعات الرئيسية في تاريخ البشرية . لكن كان ثمة تعاون ثقافي متبادل . تعلم هذه البلاد وهذه الجامعة من تاريخكم كيف التقت الثقافتان الإسلامية والمسيحية في هذا الجزأ من العالم منذ قرون خلت ـ وكيف أغنت التفاعلات كلا التقليدين . هذا وقت ومكان جيدان لتأكيد النعم الوفيرة التي تأتي عندما يقرر الناس وقف الخصومات , وبدلا ً من ذلك يبدؤون الإستماع والتعلم من بعضهم البعض . كانت عملية التفاعل الثقافي النقطة المركزية في نشاطاتي خلال حوالي خمسين سنة منذ أصبحت إمام الشيعة الإسماعيليين المسلمين .إن أخلاق الإسلام تقيم جسرا ً بين العقيدة والمجتمع , لذلك فإن مسؤولياتي بصفتي القائد الروحي ترافقت باهتمام قوي بقضايا تحسين أحوال الجماعة . الإسماعيليين هم أنفسهم جماعة متنوعة ثقافيا ً . إنهم يعيشون ـ كأقليات ـ فيما يزيد عن خمسة وعشرين بلدا ً معظمهم في العالم النامي , ولكن يعيشون أيضا ً في أوروبا ـ بما في ذلك البرتغال ـ وأمريكا الشمالية . هذه الخبرة المتعددة الثقافات انعكست في مقاربة شبكة الأغاخان للتنمية ـ التي تعمل مع كثير من الشركاء لمساعدة الناس الأقل حظا ً بغض النظر عن أصولهم . ونحن سعداء ـ مثلا ً ـ لأن عملنا في البرتغال نظم مؤخرا ً باتفاقية تعاون مع الحكومة البرتغالية وبطريركية لشبونة . عند مناقشة التنوع الثقافي , دعوني أذكر أيضا ً الشراكة مع حكومة كندا لإقامة مركز التعددية العالمي الجديد في أوتاوا . يستحضر هذا المركز وينمو على الخبرة الإسماعيلية وخبرة كندا نفسها , حيث يزدهر مجتمع تعددي ـ وحيث ـ 80 % من الرأي العام يرحب بالهجرة بصفتها تطورا ً إيجابيا ً , وذلك على عكس أكثرية الرأي العام العالمي . بتكريمكم لي اليوم تكرمون التقليد الذي أمثله , وبفعلكم هذا تجددون قصة تأثير التثاقف الملهمة واحترام التثاقف المتداعم الذي يقوي بعضه بعضا ً . هذا يعود بي إلى سؤالي المركزي . ما الذي يمكننا القيام به الآن لدعم ديمقراطيات صحية وقادرة , في مواقعها القديمة حيث شاخت و ضعفت الديمقراطية , ومواقعها الجديدة حيث بدأت مجددا ً ؟ سأقدم ثلاثة اقتراحات ـ ينعكس كل منها في خبرة هذه الجامعة . الأول يجب أن نقوي مؤسساتنا الأهلية . وهذا يعني التأكد أن المجتمع الديمقراطي يحتاج إلى أكثر من سياسات ديمقراطية . الحكومات وحدها غير قادرة على تفعيل الديمقراطية . فالمبادرة الخاصة أيضا ً ضرورية , بما في ذلك دور هذه المؤسسات التي عادة ما توصف باعتبارها " المجتمع المدني " . وأقصد بالمجتمع المدني مجموع المؤسسات التي تعمل على أساس خاص وطوعي ـ ولكن تقودها محفزات الرأي العام . هذه المؤسسات تتضمن المؤسسات المكرسة للتعليم والثقافة والعلم والبحث . إنها تتضمن الجمعيات التجارية والعمالية والحرفية والعرقية , وكذلك مكونات مخصصة للحفاظ على الصحة , وحماية البيئة , ومعالجة الأمراض المزمنة . المؤسسات الدينية هي مركزية في المجتمع المدني ـ وكذلك المؤسسات الإعلامية . أحيانا ً , ومن خلال انشغالنا بالحكومة والسياسة , إن ازدهار القطاع الأهلي (المدني) أساسي وضروري لتجديد وعد الديمقراطية . العمود الديمقراطي الثاني الذي أود ذكره هو التعليم ـ التعليم المحكم والمسؤول والتعليم ذو الصلة . يجب علينا أن نقوم بعمل أفضل في تدريب القادة وتشكيل المؤسسات لتحقيق متطلبات الجدارة و معايير التفوق . وهذا يعني التحرك إلى ما وراء فكرة أن التعليم الأفضل يعني ببساطة تعليما ً مدرسيا ً أوسع وتأمين الوصول إلى التعليم الرسمي . يجب أن نرفق عنايتنا بالكمية باهتمام أكبر بالنوعية . هل المناهج التي نعلمها ذات صلة بمشاكل المستقبل المعقدة ؟ أو هل ما زلنا نقدم تعليم القرن العشرين لقادة القرن الواحد والعشرين ؟ يواجه نظامنا في جامعات و أكاديميات الأغاخان مشاكل من هذا النوع باعتبار أنها تعمل على تطوير مفهوم الكفاءة والجدارة في العالم النامي والمحافظة على معايير تعليم عالمية توسع آفاق طلابنا ولا تدعمهم ماليا ً فقط . درست بعض مدارسنا مواد كثيرة جدا ً باعتبارها فروع التزامات دوغمائية . وعوملت الرؤى الاقتصادية , مثلا ً , بصفتها خيارات أيدولوجية ـ وليس بصفتها تمارين في حل المشاكل العلمية . غالبا ً ما جعلت التربية طلابنا قليلي المرونة ـ واثقين إلى درجة الغرور بأنهم الآن يمتلكون جميع الإجابات ـ وليسوا أكثر مرونة و تواضعا ً وانفتاحا ً على مدى حياتهم على مشاكل جديدة واستجابات جديدة. إن أحد أهداف التعليم النوعي هو تأهيل كل جيل ليساهم بفعالية فيما دعي " بالحوار العظيم " في أوقاتنا . وهذا يعني عدم الخوف من التباين , ويعني أيضا ً أن يكون المرء حساسا ً لقيم وأساليب نظر الآخرين . هذا مايعيدني إلى العناوين الحالية . ذلك لأنني يجب أن أفكر أنه الجهل والعناد اللذان يفسران نشر هذه الصور الكاريكاتورية التي جلبت هذا الألم للشعوب الاسلامية . لاحظت أن الصحيفة الدنمركية حيث ولد الجدل الحاد ( المنافر ) أقرت في رسالة الاعتذار , أنها لم تدرك الحساسيات المنضوية في الصور . ربما على ضوء ما قلناه يمكن وصف هذه المنافرة بأنها أقل من صراع حضارات وأكثر من صراع جهل وعناد والتفسير البديل سيكون أن الأساءة كانت مقصودة ـ وغي تلك الحالة سنكون في مواجهة مع الشر من نوع مختلف ولكن حتى لو نسبت المشكلة للجهل فإن ذلك لليس تقليلا ً لأهميتها . في عالم متعدد يمكن أن تكون عواقب الجهل خطرة إلى حدٍ بعيدٍ . قد يكون الجهل أيضا ً هو الذي سمح للكثير من للكثير من المساهمين في هذه المناقشة بخلط الحرية بالترخيص ـ مما يعني ضمنا ً أن غياب القيد التام على الدافع الإنساني قادر على أن يشكل إطارا ً أخلاقيا ً مقبولا ً هذا يعني القول بأن على الحكومات أن تراقب الخطاب المسيء . ولايمكن الجواب في كلمات أو إجراءات عنيفة .ولكن ما أقترحه هو أن حرية التعبير هي قيمة ناقصة ما لم تستخدم بشرف , وأن واجبات المواطنة في أي مجتمع يجب أن تشمل الالتزام بتعبير مسؤول وعارف . إذا استطعنا إلزام أنفسنا ـ جميع الأطراف ـ بهذا الهدف عندئذ قد يكون الجهل أيضا ً هو الذي سمح للكثير من المساهمين في هذه المناقشة بخلط الحرية بالترخيص ـ مما يعني ضمنا ً أن غياب القيد التام على الدافع الإنساني قادر على أن يشكل إطار أخلاقيا ً مقبولا ً . هذا لا يعني القول بأن على الحكومات أن تراقب الخطاب المسيء . ولايكمن الجواب في كلمات أو إجراءات عنيفة . ولكن ما أقترحه هو أن حرية التعبير هي قيمة ناقصة مالم تستخدم بشرف , وأن واجبات المواطنة في أي مجتمع يجب أن تشمل الالتزام بتعبير مسؤول وعارف . إذا أستطعنا إلزام أنفسنا ـ جميع الأطراف ـ بهذا الهدف , عندئذ يمكن للأزمة الحالية أن تصبح فرصة نتعلم منها ـ ومناسبة لتعزيز الوعي و وجهات نظر أوسع . يحتل الجهل والعناد و قلة الحساسية مرتبة عالية بين المواقف المتخاصمين الكبار في عصرنا . و يمكن لمشروع تعليمي كبير ,أن يكون علاجاً فعالاً لجميعها . دعوني أنتقل إلى اقتراحي الثالث لدعم تعددي ـ تجديد الالتزامات الأخلاقية . من المفترض أن العمليات الديمقراطية , تدور حول المشاركة ـ بطبيعتها ـ لا تعني شيئاً بمعزل عن الأهداف التي تستخدم السلطة في النهاية لتحقيقها. الحديث عن الأهداف و غايتها ـ بدوره ـ يعني الدخول في مجال الأخلاق . ما هي أهدافنا النهائية ؟ ما هي مصالح و اهتمامات أولئك الذين نسعى لخدمتهم؟ كيف نستطيع إلهام الناس في عصر يتزايد فيه الازدراء نحو طموحات جديدة تصل إلى ما وراء المادية الطاغية : نسبية جديدة , انفرادية خدمة المرء لنفسه و انبعاث القبلية . البحث عن العدالة والأمن والكفاح من أجل تكافؤ الفرص , والبحث عن التسامح والتلاؤم , والسعي لتأصيل الكرامة الإنسانية ـ هي الأزمات الأخلاقية التي يجب أن نعمل و نفكر بها يوميا ً . في المجال الأخلاقي ـ كما في مجال التعليم ـ يكون الجهل المعاند عوائق راسخة وفظيعة . حتى صحوة الشعور الديني ـ الذي يجب أن يكون قوة ايجابية ـيمكن أن تصبح ذات أثر سلبي عندما تتحول إلى ادعاء صلاح الذات ( إن عمل المرء و تفكيره هو وحده الصحيح ) .تحذر أديان العالم العظيمة جميعها من هذه المبالغة ـ ومع ذلك فإن الكثيرين مولعون بالقيام بدورالله باسم هذه الأديان ـ بدلا ً من تجسيد تواضعهم (خشوعهم ) أمام الله . إن المكون المركزي في طريقتنا الدينية الحقيقية ـ كما يبدو لي ـ هو نوعية التواضع الشخصي ـ والإقرار بأن الكفاح إلى أبعد حد ممكن , يبقينا دون تحقيق طموحاتنا , وإن ارتقاءنا بقدر الممكن مع ذلك سيبقى ثمة ذرى غامضة وغير مكتشفة فوقنا . وهذا يعني إقرارنا بأننا مخلوقون ـ وبالتالي الإقرار بمحدوديتنا الإنسانية . وبذلك الإقرار ـ كما يبدو لي ـ تقوم حمايتنا الأفضل ضد النبوءات المزيفة والنظريات الدينية المفرّقة . إحساس عميق بالالتزام الروحي ـ واطار أخلاقي يتناغم معه سيكونان المطلب المركزي إذا كان علينا أن نجد طريقنا خلال حقول ألغام الحياة العصرية ورمالها المتحركة بسرعة . إن تقوية المؤسسات الدينية يجب أن تكون جزءا ً حيويا ً من هذه العملية (إيجاد طريقنا في الحياة المعاصرة ) . من المؤكد أن الحرية الدينية هي قيمة حاسمة في مجتمع تعددي. لكن إذا تراجعت الحرية الدينية إلى التحرر من الدين ـ عندئذ ستجد المجتمعات نفسها تائهة في صحراء شاسعة وحقل لا أمل فيه فيه ولا دليل , ولا خارطة طريق ولا إحساس باتجاه أخير . إن ما أدعو إليه ـ بإيجاز هو معقولية أخلاقية يمكن أن تتشارك بها دينية تستطيع أن تنمي سلوكا ً أخلاقيا ً كونيا ً . في الختام , أود أن أطلب منكم أن تفكروا معي بهذه المتطلبات الثلاثة : التركيز على مؤسسات المجتمع المدني , والاهتمام الأكيد بتعليم متفوق , والتزام متجدد بالمعايير الأخلاقية . ذلك , لأن هذه الطرق ( الأساليب ) التي بها نستطيع أن نشجع مناخ التعددية الإيجابي في عالمنا , وبالتالي تساعد عللى مواجهة أزمة الديمقراطية الحالية . ذلك لأنه في مناخ كهذا فقط سنرى اختلافاتنا باعتبارها مصدر تفريق وبمناخ كهذا يمكننا أن نرى " الآخر " لا بصفته شرا ً أو تهديدا ً بل باعتباره فرصة سانحة ونعمة , سواء أكان " الآخر " يعيش على الجانب الأخر من الشارع ـ أو في أي مكان من العالم .وياعلي مـــــــــــــــــــــــــــــــدد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يا آلَ بيــتِ رســول الله مغـــفرة ً إن قصَّرَ الـوعيُ أو أعيا بـي الكلمُ ماذا أقول؟ وربُّ العرش فضلكـم ْ في مُحكَم الذكر,وهوَ الفصلُ والحكمُ حبلُ الهـــداية ممــدودٌ لمعتصــم ٍ و نحـنُ فيـكمْ , بحبـل اللهِ , نعتصـمُ | |
|
سعد الايمان عضو فعال
عدد الرسائل : 41 تاريخ التسجيل : 05/10/2007
| موضوع: شكرا لك الجمعة أكتوبر 03, 2008 4:35 am | |
| اياعلي مدد... لمتطلبات الثلاثة : التركيز على مؤسسات المجتمع المدني , والاهتمام الأكيد بتعليم متفوق , والتزام متجدد بالمعايير الأخلاقية . ذلك , لأن هذه الطرق ( الأساليب ) التي بها نستطيع أن نشجع مناخ التعددية الإيجابي في عالمنا , وبالتالي تساعد عللى مواجهة أزمة الديمقراطية الحالية . ملخص الخروج من الازمة العالمية . شكرا لك على هذه المشاركة. | |
|
** تلميذة آل البيت ** عضو بلاتيني
عدد الرسائل : 524 تاريخ التسجيل : 07/04/2008
| موضوع: رد: ملاحظات سمو الآغا خان في ندوة جامعة إيفورا الجمعة أكتوبر 03, 2008 10:23 pm | |
| تعليق جوهري اخي سعد الايمان موضوع هام اخي عاشق المصطفى وما لفت نظري ايضا مايلي
- اقتباس :
- [size=16]من المؤكد أن الحرية الدينية هي قيمة حاسمة في مجتمع تعددي. لكن إذا تراجعت الحرية الدينية إلى التحرر من الدين ـ عندئذ ستجد المجتمعات نفسها تائهة في صحراء شاسعة وحقل لا أمل فيه فيه ولا دليل , ولا خارطة طريق ولا إحساس باتجاه أخير .
إن ما أدعو إليه ـ بإيجاز هو معقولية أخلاقية يمكن أن تتشارك بها دينية تستطيع أن تنمي سلوكا ً أخلاقيا ً كونيا | |
|
YAM عضو فعال
عدد الرسائل : 24 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 24/07/2008
| موضوع: رد: ملاحظات سمو الآغا خان في ندوة جامعة إيفورا السبت أكتوبر 04, 2008 2:07 am | |
| شكرا أخي عاشق المصطفى على وضع هذا الخطاب بين أيدينا لنستفيد منه..
- اقتباس :
- إن أحد أهداف التعليم النوعي هو تأهيل كل جيل ليساهم بفعالية فيما دعي " بالحوار العظيم " في أوقاتنا . وهذا يعني عدم الخوف من التباين , ويعني أيضا ً أن يكون المرء حساسا ً لقيم وأساليب نظر الآخرين .
لقد بين لنا إمامنا الحبيب أهمية الحوار في أوقاتنا و هذا مهم جدا حيث نلاحظ تشوه نظرة كثير من الناس إلينا و إن ذلك الحوار يؤدي إلى تقويم تلك النظرة و لكن يريدنا مولانا أن نعرف كيف نقيم هذا الحوار....فقال:و هذا يعني عدم الخوف من التباين , و يعني أيضاً أن يكون المرئ حساسا لقيم و أساليب نظر الآخرين .
أود أن أقتبس هذه الجمل من خطاب مولانا:
- اقتباس :
ولكن ما أقترحه هو أن حرية التعبير هي قيمة ناقصة ما لم تستخدم بشرف
- اقتباس :
إن المكون المركزي في طريقتنا الدينية الحقيقية ـ كما يبدو لي ـ هو نوعية التواضع الشخصي ـ والإقرار بأن الكفاح إلى أبعد حد ممكن , يبقينا دون تحقيق طموحاتنا , وإن ارتقاءنا بقدر الممكن مع ذلك سيبقى ثمة ذرى غامضة وغير مكتشفة فوقنا . وهذا يعني إقرارنا بأننا مخلوقون ـ وبالتالي الإقرار بمحدوديتنا الإنسانية . وبذلك الإقرار ـ كما يبدو لي ـ تقوم حمايتنا الأفضل ضد النبوءات المزيفة والنظريات الدينية المفرّقة .
يا علي مدد
| |
|
عاشق المصطفى عضو ذهبي
عدد الرسائل : 62 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 24/07/2008
| موضوع: رد: ملاحظات سمو الآغا خان في ندوة جامعة إيفورا الأحد أكتوبر 05, 2008 3:12 pm | |
|
بســــــــــــــــــــــــــــم الله الرحمن الرحيم أهلا ً وسهلا بجميع الأخوة :سعد الإيمان ، تلميذة آل البيت ، YAM ومشكورين على ردودكم اللطيفة وعلى تفاعلكم الواضح والمولى الكريم يبارك فيكم
وياعلي مــــــــــــــــــــدد
| |
|
Sham alahmd عضو بلاتيني
عدد الرسائل : 307 تاريخ التسجيل : 11/04/2008
| موضوع: رد: ملاحظات سمو الآغا خان في ندوة جامعة إيفورا الإثنين أكتوبر 06, 2008 8:45 am | |
| ملاحظات صاحب الامر هي نقط على الحروف ....ومدرسة فكريه كبيرة شكرا | |
|
فرح شيت مشرف عام
عدد الرسائل : 2380 العمر : 40 Localisation : syria - Salamieh زهرة البنفسج قلبي تاريخ التسجيل : 02/08/2007
| موضوع: رد: ملاحظات سمو الآغا خان في ندوة جامعة إيفورا الإثنين أكتوبر 06, 2008 11:05 pm | |
| مشكورين كلكم ودوما جلالة مولانا الو نظرة خاصة جدا للامور
وبالنهاية هو دوما بيرسملنا الطريق ونحنا لازم نخطي نحنا الخطا
تقبلوا مروري
| |
|
فراس محمد الامير عضو بلاتيني
عدد الرسائل : 259 تاريخ التسجيل : 06/06/2007
| موضوع: رد: ملاحظات سمو الآغا خان في ندوة جامعة إيفورا الثلاثاء أكتوبر 07, 2008 7:00 pm | |
| كيف لا ونحن في مدرسة ال البيت **** شكرا للنقل ياعاشق المصطفى | |
|
سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: رد: ملاحظات سمو الآغا خان في ندوة جامعة إيفورا الجمعة أكتوبر 10, 2008 6:07 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد أخي الغالي الروحي عاشق المصطفى أشكرك على مساهماتك الرائعة في المنتدى الرائع بكلّ ما فيه........ ومن فيه إنّ مولانا علينا منه النور والبركة والسلام يوجّهنا بإرشاداته وعلينا العمل والتطبيق لكلّ مايريده منّا كي ننجح إن أردنا الفوز بالدّارين ......... دار الدنيا ودار الآخرة | |
|