eyad عضو فعال
عدد الرسائل : 13 تاريخ التسجيل : 04/05/2007
| موضوع: القصيدة الشافية الثلاثاء يونيو 05, 2007 1:21 pm | |
| قصيدة رائعة بكل المقاييس , يقول محققها " عارف تامر " أنه وجدها في مدينة مصياف . المؤلف مجهول . ولكن من الواضح أنه أحد الدعاة أو الأئمة وسأورد هنا بعض أبياتها القصيدة الشافية
القول في التوحيد
الحمد لله القديم الأزلــــــــي ***المبدع العالي معِّل العلل
باري البرايا الدائم الفرد الصمد ***و الجاعل الواحد أصلاً للعدد
أبدعه "بأمره " المجيد*** فأصبح " الأول " في الوجود
نوراً بسيطاً حائطاً بالدار*** من سائر الجهات و الأمصار
سمّاه عقلاً سابقاً فعالاً*** فجــــــّل عن إدراكه تعالى
روحاً لطيفاً عاقلاً لذاته ***سبحان من قد جلَّ عن صفاتِه
مبروزةً في ذاته الأشياء*** ممّا حوته الأرض و السماء
أضحت له خاضعةً مقهورة ***في ملكه مأسورةً محصورة
سبحانه من خالق بديعِ*** مصِّور الصورة بالمصنوع
أبدعَ ماشاءَ بلا معينِ ***مابين كافٍ سابقٍ و نون
جلَّ فلا شبهٌ له بالذاتِ ***حقاً ولا يوصف بالصفات
وعن طريق الحدِّ و التمثيلِ*** بالوهم و الفكر ِ مع التخييلِ
و الحسِّ و المحسوسِ و الحواسِ ***وكل مالا يدرك بالقياسِ
توحيده يعرف بالدليل*** من غير تشبيهٍ ولا تعطيلِ
و غيرِ تكييفٍ ولا تحديد*** مختلفاً عن مظهر الوجود
من عرفَ الإبداع بالبرهانَ ***و المبدعُ الأولُ ثم الثاني
وثالثٌ مع جملةَ الأعداد*** إلى تمام السبعةِ الآحادَ
ونزّه الموجود عما أوجده*** في ذاتِهم و ذاتَهم ووحدّه
معترفاً بالعجز و التقصير*** من أن يُحيط الخلقَ بالتقدير
وكان مع ذلك عبداً طائعاً*** لله أوَّاباً قنوتاً خاشعاً
وللهداةِ الخلفاءِ النُجُبــــــــــــا ***آل النبي المصطفى أهل العِبا
ذوي الهدى و النور و الإمامة ***الوارثين في الورى مقامه
قد عرف الله على الحقيقة ***وعُدَّ ممن سلك الطريقة
في موطن الخلد الرفيع الأبدي*** الدائم الباقي الوجود السرمدي
مقامه في روضٍِ نفسِ الكلِّ ***يقبلُ بالقوة فيض العقل
مخلَّداً في جنة النعيم ِ ***و الفوزِ بالقرب من الرحيمِ
وحين تلهو نفسه عن ربها ***مشغولةً مفتونةً في حُبِّها
دائرةً في حرِّ المرصود*** يُرهقها بالضغط و التشديد
فتارةً تصعد بالفساد*** ساهيةً في عالم الأجساد
وتارةً تهبط في الأكوانِ ***إلى محلِّ الذل والهوان
وتارةً في برزخ الظلامِ*** ومعدنِ الأسقام والآلام
تلُّفها سلاسل العذاب ***محجوبةً عن عالم الثواب
وأًبعدت بالجهل عن دار البقا ***فزادها الله نِكالاً وشقا
طعامها المهل مع الزقوم ***وشربها من ناقع اليحمومِ
جزاؤها لأنها قد أنكرت*** مُوجدها وخالفت وكذََبتْ
و فرضُ أن تسلك السبيلا*** وتتبعُ الحجة والدليلا
خاضعةً لصاحب الزمانِ*** الحاضرُ الموجود للعيان
القول في الأمر
و الأمرِِِ ُكالتدبيرِ للسياسة*** و كالمليكِ العدل في الرئاسة
يظهرُ بالفعل عن الرئيس ***برأيه الصائبِ في المحسوس
فالعقل وجهُ الله ذو الجلالِ ***و النفسُ وجهً العقلِ وهي التالي
و الروحُ لا توجدُ في البداية ***بالفعلِ بل تنشأُ في النهاية
عند تمامِ العالمِ الكثيفِ ***بقوةِ التركيبِ و التأليف
وهي التي لا شكَّ في الأعضاء*** ساريةً كالضوءِ في الهواء
وكان في وقتِ أوان الحمل*** والشيءُ بالقوة لا بالفعل
حتى إذا الجسمُ استوت خلقتهُ*** و انتقلت من عدم صورت
وصار في فسحة دار الحسِّ ***و انتشرت فيه مواد النفس
وعُدَّ ذاك الجسم خلقاً آخرا*** مُستوياً في الخلقِ حيًّا ظاهر
كذاك روح القدس في البداية*** تقبلُ أمرَ الآمر في النهاية
لأنها في بحر ذاك الكورِ*** تفيضُ من قبل حدوث الدَوْرِ
أرواحها موجودةٌ في الأولِ*** من جوهر العقل اللطيف الأزلي
تقبلُ تأييد الإله الباري ***بغير إعجابٍ ولا استنكار
لكونها في عالمٍ ضعيفِ ***من دون إلزامٍ ولا تكليفِ
حتى إذا ما الجوهر النفيسُ ***عنهُ تبدَّى الصدفُ الخسيسُ
عند تجلي العقلَ للنفوسِ*** حين كمال العالم المحسوس
وهذه الرتبةُ حدُّ القائمِ ***ذو الملكِ والقدرةِ و العظائمِ
وهي من العلم الشريف الغاية ***للنفسِ في البدء والنهاية
فارتاح واشتاق إليها ادم ***وظن أن الأمر فيها دائم
وأن دور الستر لا يكونُ*** واختلفت في نفسه الظنونُ
وانكشفت عورته بين الملا*** و حاطه في الظن هم وبلا
ولم تكن في وقته شريعة ***ولا تكاليف له موضوعة
لأَنه الخاتم للأكوار ***ولإفتتاح البدئ و الأدوار
وادم كان من الرسالة ***كمثل كون الجسم من سُلالة
ونوحُ كالنطفة في القرار*** قَرَّت بأمر الملك الجبار
وكان ابراهيم مثل العلقة*** وكان موسى مضفةً مخلَّقة
ثم أتى عيسى الرسول الخامس ***كأنه العظم الشديد اليابس
وأحمدٌ كالجسم في التركيب ***والقائم السابع في الترتيب
فهذه صورة جسمُ الدينِ ***بَدَتْ كجسمٍ قائمٍ من طين
القول في العقل الفعال
لا بعرفُ المبدعُ من لايعرفُ*** مبدِعُه الفردُ العليُّ المشرفُ
معناهُ بالأحرفِ شبه الألف ***ليسَ له مثيل في الأحرف
ابدعهُ مبدعه بالجود*** ومدَّ منه سائرُ الحدودِ
ولم يزل يشرقُ في الأدوارِ ***ويقبلُ الفيضُ الخفي الجاري
ونُوره كالشمسِ في المثالِ ***ذات الضيا و النور و الكمال
وأمرُ باريه به ***متصلُ بحكمه النافذِ في البريَّة
أن يكثر الأعداد من وحدته ***كي يُظهر القدرة من كلمته | |
|
المحب لله Admin
عدد الرسائل : 1272 تاريخ التسجيل : 31/01/2007
| موضوع: رد: القصيدة الشافية الأربعاء يونيو 06, 2007 5:35 pm | |
| لا يسعنا إلا أن نشكرك على هذا الجهد و على تقديم هذه القصيدة الفلسفية الكثيفة و العميقة المعاني و المعجزة في شاعريتها | |
|
eyad عضو فعال
عدد الرسائل : 13 تاريخ التسجيل : 04/05/2007
| موضوع: رد: القصيدة الشافية الإثنين يونيو 11, 2007 12:00 pm | |
| - المحب لله كتب:
- لا يسعنا إلا أن نشكرك على هذا الجهد و على تقديم هذه القصيدة الفلسفية الكثيفة و العميقة المعاني و المعجزة في شاعريتها
العفو وأتمنى أن أستطيع نقلها كاملة في وقت قريب . هنا شرح موجز لهذه الأبيات التي ورد ذكرها
الخالق الباري قديم وقبل الأزل , وإن عالم الموجودات و المبدعات مجدث لأنه إذا كان غير محدث فيجب أن يكون شيء سابق له قد أحدثه , ولو كان العالم قديم قبل الله لاستحال تعلق جبروته بالقدم ووجوده بالعدم ولا قتضى موجداً أوجده . وهو المتعالي عن درك الصفات فلا ينال بحس ولا يقع تحت نظر ولا تدركه الأبصار ولا ينعت بجنس ولا يخطر في الظنون ولا تراه العيون ولا يوصف بالحواس ولا يدرك بالقياس ولا يشبه بالناس . فهو المنزه عن ضد مناف أو ند مكاف أوشبه شيء , تعالى عن شبه المحدودين وتحيرت الأوهام في نعت جبروته وقصرت الأفهام عن صفة ملكوته و كلّت الأبصار عن إدراك عظمته ليس له مثل ولا شبه وهو غير ذي ند ضد لأن الضد إنما يضاده مناف دل على هويته بخلقه وباثاره على اسمائه بانبيائه ..... فليس للعقل في نيل سمائه مجال أو تشبيه , إذ أن تشبيه المبدع بمبدعه محال فهو سبب كل موجود لأنه مبدع المبدعات و مخترع المخترعات وسبب كون الكائنات ورب كل شيء و خالقه ومتممه ومبلغه على أفضل الأحوال . جلّ أن يحده تفكير أو يحيط به تقدير , ليس له أسماء لأن الأسماء من موجوداته ولا صفات لأن الصفات من أيسياته , وإن حروف اللغة لا يمكن أن تؤدي إلى لفظ اسمه أو يطلق عليه شيئاً منها لأنها جميعها من مخترعاته وإن كل الأسماء التي أبعدا جعلها أسماء لمبدعاته , هو قديم وقبل الأزل و صاحب مصدر الأولية بالترتيب لأن الحد الأول انبثق منه و الموجود الأول فاض عنه . وهو مبدع المبدعات ومعل العلل وباري البرايا و الدائم الموجود الفرد المعروف بفردانيته و صمدانيته و صاحب فعل الإيجاد الأول للعدد الأول الذي جعله أصل الأعداد , كما أن العقل جعله اصل الموجودات , و الناطق أصل عالم الدين و يضاف إلى هذا كله بأنه لا ينال بصفة من الصفات وأنه ليس جسماً ولا في جسم ولا يعقل ذاته عقل ولا يحي به محس وهو ليس بصورة ولا بمادة ولا يوجد في اللغات ما يمكن الإعراب به عنه . وهو موجود لأنه لا يصح أن يكون غير موجود ولا أن يكون موجوداً من من نوع الموجودات التي وجدت عنه , وأما الاستدلال عهيه فيستخلص من وجود الموجودات وذلك بأنه لا معلول بدون علة ولا موجود إلا إذا كان له ما يوجب وجوده وأن الموجودات ستند بعضها في وجوده إلى بعض , وإن بعض الذي يستند إليه الاخر من الموجودات غير ثابت في الوجود ولا موجود .
| |
|