المحامي ليث هاشم وردة مشرف المنتدى القانوني
عدد الرسائل : 1590 العمر : 45 Localisation : إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم. وصية نابليون لكليبر تاريخ التسجيل : 11/05/2008
| موضوع: طرائف من المحافظات الخميس أكتوبر 02, 2008 9:54 pm | |
| من حق قراء جريدة (النور) أن يحتجوا علي حينما أكتب عن شؤون لها علاقة بمحافظة إدلب، باعتبار أن (النور) صحيفة وطنية شاملة وليست خاصة بمحافظة دون غيرها. وأنا أُسوِّغ إصراري على هذا النوع من الكتابة،أولاً، بأن معظم المحافظات السورية تصدر فيها صحف محلية، باستثناء محافظة إدلب، وحينما صدرت صحيفة (إدلب الخضراء) قبل نحو عشرين سنة غلب (الوشّ) على الفعل الصحفي فأغلقت، وثانياً، بأنني أتناول المشاكل الإدلبية التي يمكن أن توجد شبيهات لها في بقية المحافظات، وثالثاً، أنا، محسوبكم، أكتب زاويتي بمرح وسخرية لتبقى منسجمة مع روح (شرفات الكلام) التي أحدثت في الأساس على أنها صفحة ساخرة. في إدلب، مثلاً، موظفون عصمانليون، يتوضؤون على الطريقة الحنبلية، ويمسكون القانون من مؤخرته، كما حدث في عقد التسعينيات حينما كان ثمة تقنين للكهرباء على نطاق سورية كلها، وكان المسؤول الكهربائي الإدلبي يلتزم بمواعيد إطفاء الكهرباء عن محافظته أكثر من جميع المسؤولين الكهربائيين في المحافظات الأخرى، وبناء على ذلك منحته وزارة الكهرباء صفة (بطل إنتاج)، وعلى الفور أطلقنا عليه في إدلب لقب (بطل الطَّفي)! محاسب الصرف بمديرية الزراعة بإدلب لا يقل عصمانلية و(بطولة) عن بطل الطفي، ذلك أن دورة لإعداد المدربين أقيمت في ضاحية الصبورة بدمشق بين الثالث والرابع عشر من آذار الماضي، حضرها متدربون من معظم المحافظات السورية، فكان هو الوحيد الذي امتنع عن صرف تعويض الانتقال القانوني لموفده، متذرعاً بقياس ضعيف على سؤال موجه من وزارة الشؤون إلى رئاسة الوزراء متعلق بموضوع آخر، وكتاب من وزارة الصحة يشير إلى حالة خاصة ومفقطة .. وأما محاسبو مديريات الزراعة في المحافظات الآخرى فقد صرفوا التعويض لموفديهم دون أخذ ورد وتعقيدات بيروقراطية. ولئلا ينبري لي أحد حاملي السلم بالطول زاعماً أنني أكتب عن الظواهر السلبية فقط، سأقول، بين معترضتين، إن رئيس مجلس مدينة إدلب الحالي المهندس عمر قاسم آغا هو- برأيي- أفضل رئيس مجلس مدينة عرفته إدلب والمدن التابعة لها في العصر الحديث فحيثما سار المواطن في إدلب يرى ورشات الطرق والحدائق والساحات والأرصفة والمنصفات تعمل على قدم وساق، وهو لم يفعل هذا لمدة شهرين في بداية تعيينه، كما يفعل المسؤولون في الأيام الأولى لتسلمهم مهامهم، بل إنه مستمر في العمل الدؤوب من لحظة تسلمه عمله حتى الآن، وأنا أحييه وأطالب المسؤولين الآخرين أن يتعلموا منه. ولعل البند الأطرف في مقرئنا لهذا الأسبوع هو ما حصل مع الصيدلي (أبي عدنان) الذي كتبنا في (النور) بتاريخ 18 / 4 / 2007 عن مشكلته مع نقابة الصيادلة بحلب التي أرغمته على التبرع (الإجباري) بمبلغ ثماني عشرة ألف ليرة سورية لنادي النقابات المهنية، فبعد أن نشرت المقالة، خاطبه نقيب صيادلة حلب قائلاً له ما معناه: - لو كنت تعرف، يا زميل، قيمة الصرح الحضاري الذي أجبرناك للتبرع له لما كنت لجأت إلى جريدة (النور) وكتبت ما كتبت. فهذا النادي يقدم للعضو حسوماً لا يجد مثلها في أي مكان آخر. على سبيل المثال فإن فنجان القهوة الذي تشربه في كل مكان بخمس وعشرين ليرة تشربه في نادينا بعشرين ليرة، وصحن الحمُّص الذي يباع بثلاثين ليرة تأكله عندنا بخمس وعشرين ليرة! هذا الكلام جعلنا، أبا عدنان وإياي، نتذكر قصة رواها لنا صديقنا محمد نور قطيع عن عامل اشتغل نصف نهار في التمديدات الصحية لدى طبيب أسنان، وبدلاً من أن يدفع له أجره قال له (الله يعطيك العافية!). قدر العامل أن أجرته، فيما لو دفعها له الطبيب، لا تقل عن مئتي ليرة، وكان قد قرأ تسعيرة قلع الضرس مئة ليرة، فجلس على الكرسي وقال للطبيب: - اقلع لي ضرسين من فضلك! قال الطبيب: ولكن أضراسك سليمة! فقال العامل: هي الآن سليمة، ولكن من يدري كيف سيكون حالها بعد عشرين سنة؟! اقلع دكتور اقلع!
خطيب بدلة
| |
|